Mar 25, 2021
يعرضون تسجيلهم فيه بنوع ما من الافتخار، بينما أنت لا تفهم شيئا أصلا، لكن يبدو أن هناك شيئا ما، أو فرصة ما تُفوِّتها على نفسك بعدم الانضمام إلى هذا الشيء الجديد الذي لا تعرف مدى أهميته بالنسبة لك حتى الآن.
ظاهرة الفومو (FOMO) هي اختصار لجملة "Fear of missing out"، أي الخوف من تفويت الفرصة، أو الخوف من الفوات. وعلى الرغم من كونها ظاهرة نفسية قديمة ومعروفة، فإن المصطلح انتشر انتشارا واسعا بداية من عام 2004 بواسطة المستثمر في قطاع الأسهم باتريك ماكجنيس الذي كتب مقالا نُشر في مجلة تابعة لكلية هارفارد للأعمال يتحدث فيه عن هذه الظاهرة، وعرّفها بأنها "الشعور بالقلق من إمكانية تضييع فرصة ما يبدو أن الجميع يتسابق عليها، والخوف من الندم على تفويتها دون حتى دراسة أهميتها والتعمُّق في تفاصيلها تعمُّقا كافيا".
الفومو يحدث حولك طيلة الوقت. تكون جالسا في منزلك، فتصلك رسالة من أحد أصدقائك أنهم سيجتمعون اليوم ليقضوا وقتا ممتعا، فتشعر بقلق خفي من أنك تُفوِّت فرصة جيدة للترفيه، تسير في أحد المراكز التجارية فتجد الجميع يُهرعون لشراء مُنتج معين عليه تخفيضات كبيرة، فتندفع معهم لشراء المنتج نفسه الذي لا تحتاج إليه، لا لشيء سوى تجنُّب شعور أنك قد فاتك شيء ما مهم يسعى وراءه الآخرون.
في عالم المال والاستثمار، تُعَدُّ ظاهرة الفومو ضيفا دائما. المثال الأشهر هو ما يحدث بعد اندفاع البعض لشراء أسهم بعينها في السوق، مما يُحفِّز الآخرين على الاندفاع لشراء الأسهم نفسها دون دراسة كافية، وبالمثل قد يحدث العكس أيضا، حيث يندفع الجميع لبيع سهم معين، دافعين جحافل من ورائهم إلى الاندفاع وبيع السهم أيضا. ونتيجة لذلك، فإن فكرة الشعور بالخوف من تفويت فرصة ما تكون حاضرة في عالم الأعمال أكثر بكثير من غيره من العوالم.
الخوف من فوات الفرصة ظاهرة قديمة قِدَم تكوين المجتمعات البشرية، حيث كان الضامِن الأساسي لبقاء الأفراد والمجتمعات البدائية يتوقَّف على تفقُّد المتغيّرات المحيطة باستمرار، للتعرُّف على الأخطار المُحدقة وتتبُّع مصادر الطعام والمياه، وكان تجاهل معلومات كهذه يُمثِّل فارقا حقيقيا بين الحياة والموت. بتعبير آخر، كان تفويت فرصة الحصول على معلومة جديدة يُعتبر أمرا مُهدِّدا للبقاء.
بمرور الوقت، واستقرار الإنسان في المجتمعات الزراعية، بدأ التوسُّع في نقل المعلومات وتداولها. ترى سانز أن ظاهرة "الخوف من تفويت الفرصة" تطوَّرت تدريجيا عبر التاريخ لتمتزج بمفاهيم إنسانية مثل الهويّة الجماعية، حيث كان من الصعب على الفرد أن يشعر بالاطمئنان إذا تخلَّف عن ركب قبيلته أثناء الترحال، وكان من الصعب على الفرد أن يخرج عن عادات وتقاليد قبيلته تحت أي مبرر، باعتبار أن بقاءه مع الجماعة هو الضامن لسلامته وبقائه بعيدا عن الأخطار.
بقدوم عصور الحضارة التقنية، وتغيُّر وسائل نقل المعلومات وظهور وسائل الإعلام مثل التلفزيون والصحف والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح تداول المعلومات مُغلَّفا بإطار تسويقي بحت غرضه إشعار المُتلقّي بأنه "سيفوته شيء ما" يسعى إليه المحيطون به إذا لم يفتح الرابط، أو إذا فوَّت شراء منتج أو خدمة معينة، أو إذا لم يستغل موسم التخفيضات الكبرى. لعبت الشركات والمسوِّقون بكفاءة على غريزة الفومو الراسخة في النفس البشرية منذ عصور، وأمعنت في إشعار الناس أنهم سيتعرَّضون للخطر أو الخسارة أو تفويت مكاسب حقيقية أو التخلُّف عن ركب أقرانهم إذا لم يفعلوا شيئا معينا. هذا الشعور -بلا شك- يُعتبر من أكبر المُحفِّزات التي تجعل الفرد يستجيب للدعاية المحيطة به، مندفعا تحت تأثير الفومو، دون أن يبذل وقتا كبيرا في التفكير والتحليل.
تكشف الأرقام بوضوح أن شعور الفومو يُعتبر دافعا أساسيا وراء الكثير من قرارات الناس، خصوصا في أمور الشراء. فبحسب الإحصائيات، فإن نحو 65% من الناس يراودهم شعور الخوف من تفويت الفرصة في العديد من المواقف، ترتفع هذه النسبة إلى 70 % لدى جيل الألفية، أي إن 7 من كل 10 من مواليد الثمانينيات ومطلع التسعينيات يراودهم شعور الفومو.
ودون الحاجة إلى بذل جهد في إقناعهم بجودة منتج أو خدمة معينة أو مدى حاجتهم إليها من الأساس، فقط التركيز على الآليات الصحيحة لتنشيط الفومو الكامن في العميل المُستهدَف سوف يُسرِّع من إتمام عملية الشراء.
مُسوِّق في أي مجال في أي سوق يتَّبع بعض هذه التكتيكات التسويقية بغرض تنشيط شعور الخوف من ضياع الفرصة لدى المستهلكين، وتحفيزهم أكثر على اتخاذ قرار الشراء.
- أولا: أظهِر أن المنتج/الخدمة تحوز إقبالا كبيرا:
- ثانيا: اشترِ قبل أن ينفد المخزون:
- ثالثا: الوقت ليس في صالحك:
- رابعا: استخدم العروض الحصرية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق