لا يحرف الخبر في اتجاه التهدئة، بل في اتجاه التصعيد، وعليه، فإنه كلما انتشرت الإشاعة يتقلص الخبر ويصبح وجيزاً وتطغى المادة المحرفة
يختار التفاصيل التي تروقه وهو يعمم الإشاعة
*
بالدوكسا (Doxa)، والإبستيمه (episteme)
وجهات النظر الخاصة والأذواق والتفضيلات الشخصية. وكما أن المرء لا يسعه أن يجادل غيره في أذواقه، فلا يسعه -من حيث المبدأ- أن يجادله بجدية في آرائه
أنا أرى ذلك، أنا أشعر بذلك، أنا أحس بذلك، أنا أعتقد ذلك؛ ولأنها تحصيل حاصل (توتولوجية) في نهاية المطاف: أنا أرى ذلك لأنني أرى ذلك ببساطة، فرأيي الشخصي هو حقي وحريتي الخاصة، بل أحد الحريات المُبجَّلة في واقع الأمر؛ حرية الرأي. وفي مقابل ذلك،
الإبستيمه هي المعرفة المبنية على أساس متين، على "الشيء في ذاته"، وليس على بعض الأذواق والتفضيلات الشخصية. المعرفة ترمي إلى الحقيقة —هذا هو مبتغاها— والحقيقة كُليَّة ومُلزِمة وليست مجرد رأي. لا بد للمعرفة أن تُثبَت، أن تُبنى على حجج متينة وأدلة واقعية وموضوعية محايدة، ولا بد لكل ذلك أن يكون مبنيًّا -في نهاية المطاف- على اللوجس (على العقل والمنطق)
اللوجس هو الاسم الإغريقي المُبكِّر لما سيسميه جاك لاكان، بعد مضي 2500 سنة، بـ"الآخر الكبير"، الذي يضمن للمعرفة كُليَّتها وطبيعتها المُلزِمة
اللوجس هو المرجعية التي يتعيَّن علينا جميعا أن نتوجَّه إليها عندما نتوخَّى المعرفة. ويعود هذا التقابل الصارم بين الدوكسا والإبستيمه، بين الرأي والمعرفة، إلى الأسس السقراطية للفلسفة
ما يُعيِّن الشائعات هو أن لا أحد يتبنَّاها حقًّا، وإنما يقول الجميع: "سمعتُ أنَّ ..."، "يقول الناس ..."، "يُقال إنَّ ..."، "يُشاع أنَّ .
تتحول النسمة بسهولة إلى عاصفة، إلى إعصار
ثمة شائعات تُختلَق عمدًا وتُنشَر وفقًا لخطة مُبيَّتة، لكنها لا تُؤدِّي غرضها كشائعات إلا إذا بدت بلا مصدر مُتيقَّن منه.
الشائعات تُعتبر أقل قيمة من الآراء، حيث لا يمتلك أحد الشائعة كملكية شخصية
الشائعات كانت دائمًا أداة قوية لتشكيل الرأي العام وتدمير السمعة.
من الصعب محو آثارها حتى لو كانت غير صحيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق