التشويش الكبير الذى أصاب الرسالة المحمدية على مر القرون.. مئات الفرق وعشرات المذاهب والمشارب.. ما بين إنكار وابتداع وجمود وسوء فهم وإلحاد..
لا تضارب مزعوماً بين آيات القرآن كما يظن اليوم أصحاب العقول المتحجرة أو مرضى القلوب.. ولا بين كتاب الله وسنة نبيه.. ولا بين رسالة الإسلام فى مجملها وتطور البشرية.
فتجاوز تلك القرون بكل ما حوت.. والعودة لصحيح الدين كما نزل يسير بأمر الله.. وليس كما يتوهم المتوهمون.. فيقول نبينا صلوات الله عليه «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتي».
التجديد المطلوب..إعادة فهم وتفسير آيات الذكر الحكيم فى ضوء أسباب النزول.. وتبيين حكم الآيات على واقعنا بالقياس على أسباب النزول.. وتوضيح ما ورد فى كتاب الله من آيات الأحكام، والحلال والحرام وما يتعلق بفعل البشر ودنياهم.. ورد ما أُشكل مما ورد عن رسول الله إلى الكتاب وصحيح السيرة النبوية.. وأن يكون للمتن ما للسند فى الحكم على صحة الحديث..
ابن عباس حين سئل: كيف يقتل المسلمون بعضهم بعضاً وبينهم كتاب الله.. أنه قال يقرأونه لكن لا يفهمونه كما كنا نفهمه زمن رسول الله.
كان المسلمون زمن رسول الله.. أمة واحدة.. على مذهب واحد..
معركة صفين بمقتل 70 ألف مسلم.. وامتد الخلاف من الحكم للفقه وفهم الدين نفسه.. فاتخذ كل فريق من فهمه وقياسه ديناً له.. فتعددت المذاهب والفرق.. واتسع الخلاف.
وهنا وصلت الأمة إلى ما حذر منه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة...).. وما أدعو إليه صراحة هو تجاوز كل تلك القرون بما حوت من فرق ومذاهب والعودة لكتاب الله وسنة نبيه.. للخروج بفقه جديد يستند إلى عقل حديث يجارى عجلة الزمان.. أعرف أن مثل هذه الدعوة تصيب الكثيرين بصدمة كهربائية.. وهل يفيق من يعانق الموت بغير هذا!.. سيقولون إن حرق تراثنا الفقهى.. والإجابة بالطبع لا.. لكنه الأخذ بالأصول وتمحيص الفروع.. فكل يؤخذ منه ويرد.. ولا يعقل أن نقول إن رسول الله لم يفعل ذلك.. فيخرج علينا من يقول لكن فلان فعل وعلان قال!.
كما لا يعقل أن يبلغ بنا «التكلس» الفقهى أنه كلما ألمّت بنا ملمة.. نعود لمن سبقونا بسبعمائة أو ألف سنة لنبحث عن الحل عندهم.. أليس فيكم رجل رشيد!.. ويجب ألا تؤخذ هذه الدعوة على أنها طعن فيمن سبقونا من علماء وفقهاء الأمة.. فهم أدوا ما عليهم فى زمانهم حتى لقوا ربهم.. فماذا فعلنا نحن لزماننا؟!. فلا يمكن أن يتحول فهمنا للدين إلى ترس خشبى فى قلب آلة حديثة!.. فتجديد الفقه والخطاب الدينى لا ولن يكون إلا بالعودة لكتاب الله وصحيح السنة.. وترك ما اعتبر ديناً من اجتهادات من سبقونا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق