الجمعة، 28 يونيو 2019

غياب المواقع الإلكترونية للصحف المصرية لا يلفت انتباه القراء

تتعرّض أكبر ثلاث صحف حكومية في مصر: الأهرام والأخبار والجمهورية، لتعطيل متعمد على شبكة الإنترنت، خوفا من القرصنة، بعد واقعة اختراق “هاكر” تركي لموقع صحيفة الأهرام الرسمية مساء الخميس الماضي، ووضع صورة الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي على صفحتها الرئيسية.

 عملية تعطيل مواقع بعض الصحف الرسمية تستهدف زيادة تأمينها وتهيئتها لمواجهة أي عمليات قرصنة جديدة يمكن أن تحرج الحكومة المصرية سياسيا، عقب استهداف موقع جريدة الأهرام، والذي كشف وجود عيوب هيكلية في حمايتها.

وتجري عمليات التأمين في سرية تامة لتحاشي التعرض لمزيد من الضغوط الإعلامية، ولتوفير أكبر شبكة لحماية المعلومات والصور التاريخية من التلف، والتي تتضمنها مواقع الصحف الثلاث الأقدم في مصر.
ومن أهم مفاجآت “الحجب الرحيم” لهذه المواقع كما يطلق عليه البعض، أن قطاعا كبيرا من الجمهور لم يتأثر كثيرا بغياب مواقع الصحف الثلاث، وبعض الصحافيين والعاملين فيها لم يشعروا بذلك، الأمر الذي يشي بضعف الحضور لدى الرأي العام، والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات الصحيحة والمزيفة. ويجد المتابعون لوضع الصحف المصرية أن مواقعها الإلكترونية تفتقد وسائل الحماية اللازمة، فلم يكن اختراق الأهرام الأخير هو الأول من نوعه، حيث استهدف “هاكر” تركي أيضا العام الماضي وكالة أنباء الشرق الأوسط، وهي الوكالة الرسمية في مصر.
ونشر قرصان تركي على موقع الوكالة صورة كبيرة للقيادي الإخواني المحبوس على ذمة قضايا جنائية محمد البلتاجي في صدر الصفحة الرئيسية للموقع باللون الأحمر، تحمل عبارة بالعربية والتركية تقول “فقط لأن لهم أفكارا مختلفة.. هل ظننتم أننا سنتخلى عن قضيتنا”.
وأوضح مرعي مدكور عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر بالقاهرة، أن استهدف القراصنة للصحف الرسمية المصرية، وتحديدا الأهرام، يشير إلى أن “العدوّ يريد أن يكون رده مسموعا وله صبغة سياسية، لأن هذه الصحف بمثابة حائط صد أو جبهة أمامية، وصوت السلطة داخل وخارج البلاد”.

++++++++++++++++++
تحويل بعـــض المؤسســـات الصحافية
القوميـــة، إلـــى رقمية، في مشـــروع يتم
تنفيـــذه للمـــرة الأولى بمشـــاركة وزارة
الاتصـــالات وشـــركات متخصصـــة في
تكنولوجيـــا المعلومات، بما يســـهم في
إيجاد حلول لأزمـــات الصحافة الورقية
وتقليل خسائرها


تمثـــل الخطوة، بـــادرة تنفيذ قانون
الصحافـــة والإعلام الذي أقـــره مجلس
النـــواب في يوليـــو من العـــام الماضي،
ومنـــح الحـــق للحكومـــة، والجهـــات
المســـؤولة عـــن تنظيـــم عمـــل وإدارة
المؤسســـات الصحافيـــة، بدمـــج وإلغاء
إصدارات ومؤسســـات ترى الدولة أنها
لم تعد لها جدوى، مع الاحتفاظ بالنسخ
الورقية للإصدارات الأم
وعلمـــت العربأنـــه تم إبلاغ عدد
من رؤســـاء تحرير إصـــدارات صحافية
ورقيـــة: الأهرام والأخبـــار والجمهورية
وروز اليوســـف ودار المعارف، بأن وقف
طباعـــة صحفهـــم أو مجلاتهم مســـألة
وقت ولا تراجع عن ذلك، على أن يتحول
الإصـــدار الورقـــي إلـــى إلكترونـــي، ما
تســـبب في تذمر العديد من الصحافيين
والعاملين بهذه الإصدارات
ويقـــود هـــذا التحـــرك إلـــى ارتفاع
معـــدلات البطالة المقنعة في إدارات، مثل
التحرير والمطابـــع والإخراج الصحافي
والتوزيـــع والاشـــتراكات والإعلانـــات،
مـــا يشـــكل عبئـــا إضافيا علـــى موازنة
كل مؤسسة، لأنها ســـتكون ملزمة بدفع
رواتـــب موظفين دون اســـتفادة حقيقية
منهم
ويخشـــى صحافيـــون وعمـــال أن
يكون تحويل الإصدارات الخاســـرة إلى
رقمية، مقدمـــة لتســـريح العاملين فيها
بالحصـــول علـــى معاش مبكـــر، في ظل
تلويح ســـابق من مســـؤولين عن تنظيم
المؤسسات القومية بحتمية خفض نسبة
العمالـــة، كأحد الحلـــول لمواجهة نزيف
الخسائر.
وأكـــد مصـــدر إعلامـــي علـــى صلة
بخطة تحويل الإصـــدارات الورقية إلى
إلكترونيـــة لـ
العرب، أن القرار ســـوف
يبدأ تطبيقه بشـــكل تدريجي قريبا على
الإصدارات الأســـبوعية التـــي تتعرض
لخســـائر فادحـــة، ولا تغطـــي نفقـــات

التشـــغيل، وأخفق مسؤولوها في زيادة
مواردها.
وأضاف المصدر، وقد ّ فضل عدم نشر
اسمه، أن الإصدارات الورقية الأسبوعية
التي تحقق مكاســـب معقولـــة لن يطبق
عليهـــا القرار، حتـــى لـــو كان توزيعها
أســـبوعيا في الســـوق محـــدودا، لأنها
تجلب إعلانات بتعاقدات ســـنوية تسهم
في اقتصاد المؤسسة عموما


مشكلة القائمين على إدارة
وتنظيم الصحف في مصر
أنهم لا يدركون خطورة
استمرارها كنشرة تتحدث
فقط بلسان الحكومة

ومعلـــوم أنـــه تم إغـــلاق البوابـــات
الإلكترونية للصحـــف الحكومية الثلاث
الكبرى )الأهرام والأخبار والجمهورية(
منـــذ ثلاثة أشـــهر بعد اختـــراق هاكرز
تركي لموقـــع صحيفة
الأهـــرام، وقيل
وقتها أنه يتم العمل على توفير وســـائل
حمائية لمنع تكرار الاختراق، وأثار طول
فتـــرة التأمين تكهنات حـــول مدى قدرة
العقلية التي تدير هذه المؤسســـات على
إدارة صحيفة رقمية ناجحة
نظرة الســـلطة
للصحافـــة الحكوميـــة عن أنهـــا المنبر
الإعلامـــي الـــذي يمكـــن عبـــره توصيل
رسائل تحمل طابعا سياسيا.
ويبدو أن الحكومـــة لم تعد ترى في
بعض الصحف القومية ظهيرا سياسيا
لهـــا، لأن كل المنصـــات الإعلامية تؤدي
تقريبا نفـــس الدور، وبالتالـــي لا داعي
لتمييز الإصـــدارات الحكوميـــة وتقديم
المزيد من الدعم المادي

++++++++++++++++++
وباستثناء تجارب مثل الصين وروسيا، حيث محاولات حثيثة لخلق فضاء عنكبوتى خاص بهما يسهل التحكم فيه والسيطرة عليه ومراقبة حركته، فإن إجراءات الحجب والمنع عادة لا تؤتى ثمارًا. فخرق الحجب سهل، بل أذهب للقول بأن كل محجوب مرغوب. فالحجب يخلق هالة من الإثارة تعطى المحجوب رونقًا ربما يفوق مستوى ما يحويه من معلومات أو صور.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق