اهم افكار عصر النهضة في القرن السادس عشر التي تعتبر المدخل لعصر التنوير وسيادة العلمانية والعمل بمبدأ علمنة الدين لاحقا( تحويله الى قيم روحية وإلغاء سلطته على المستويين الدولة، والمجتمع) تلك التي طرحها الفيلسوف الفرنسي جون جالفن ومن جملة ما طرح قوله: بأن الدين علاقة فردية روحية قيمتها الحقيقية بالتواصل المباشر عبر الروح وهذا لا يحتاج وساطة إنسانية ومادية( رجال دين ودور عبادة). في عصرنا الراهن وخاصة في ظل أزمة الوباء العالمي تعرضت الأديان الى اكبر هزة في تاريخها وفقدت المجتمعات ثقتها بالموروث الديني ورجال الدين! والملفت للنظر هو أن اكثر المجتمعات تديناً اصبحت ربوبية إلى حدٍ ما!. اما مستقبل الدين في التحول العالمي الذي بدأنا نشهده بقوة متمثلا بالنظام العالمي الرقمي فأن فرضية نهاية الوجود المادي للأديان اصبحت اكثر واقعية من ما سبق. و في المرحلة القادمة سيتحول ما تبقى من إيمان مادي( العبادة التقليدية) الى عبادة رقمية( سيادة التكنولوجيا) خاصة بعدما نجحت التكنولوجيا في نقل المشاعر الإنسانية الى العالم الرقمي ودمجت الأحاسيس الواقعية بواقع كنا نسميه العالم الإفتراضي في حين أنه سيمثل الواقع الحقيقي الذي سنعيشه في السنوات القلية المقبلة!. وكدليل لا يقبل الطعن في هذه النظرية هو المظاهر الدينية التي ظهرت بعد نكسة الوباء كتأدية الصلاة عن بعد وأقامة بعض الطقوس الدينية من خلال برامج رقمية وهذا بحد ذاته مدخلا لنهاية عصر الوجود المادي للأديان.
++++++++++
النظام العالمي الجديد( الإقتصاد والفردية التقنية)
ازمة الإنهيار المُرتقب تُشير إلى اعتماد التكنولوجيا في مجال اعمق وأوسع من توظيفها أي سيدخل العالم في التكنولوجيا وليس العكس وهذا التحول التقني سَيُنهي عصر الأرواق في الآليات والتخطيط والتنفيذ والثروة النقدية.قضايا مثل الإستثمار والتداول ونظم البورصة والتنمية والمشاريع ستدخل عصرا جديدا ومختلفاً، وفي الوقت نفسهِ سيتم تحديد قوة الإقتصاد والنمو بناءً على إمتلاك الدول قدرات تكنولوجية قابلة للتطوير المستمر. سنتحول الى العصر الرقمي في نظام عالمي تِقني لا يسمح للدول الكسولة بالإستمرار! لوقت قصير كانت الثروة تُقاس برأس المال ومستوى وعي المجتمع وحرية الفرد أما في عالم مابعد كورونا سيكون التخصص هو العامل الأبرز في النُظم التقنية للإدارة والإقتصاد، وهذا يعني أن الدول الناجحة ستعمل على رفع قدرات الفرد وإيصاله إلى مستوى العقل التقني وهذا ما نَطلُق علية( الفردية التقنية) او الفردية المباشرة وتعني أن دور الفرد سيكون مباشرا في النظام الجديد الذي سيحول العالم إلى منظومة تقنية اكثر تعقيدا ستعاني منها دول كثيرة خاصةً دول العالم الثالث( الدول الكسولة). هذه ليست فرضية بل نظرية وتجربة خلقتها التكنولوجيا بدأنا نشعر بتطبيقها بعد أن ساهمت بإندفاعها تجارب العجز والفشل، وفرضتها الأزمات الدولية والواقع فلم يعُد بالإمكان ان يستمر النظام العالمي برؤى القرن العشرين والقرون السابقة ومن هذه النقطة تحديدا يجب علينا الإهتمام بالفرد وتعزيز تنمية قدراته المعرفية والعلمية وإيصاله الى قمة التخصص والتقنية للحاق بالعالم وتجنُب السقوط والإندثار تحت عجلة النظام العالمي الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق