شباب يشترطون الزواج من موظفة بسبب خوفهم من المسؤوليات المادية.
أكد علماء اجتماع أن النموذج الأسري التقليدي الذي يعمل فيه الأب من أجل جلب النقود إلى البيت في حين تعتني الأم بالمنزل، أصبح من النماذج البالية، مشيرين إلى أنه في الماضي، كان من المعروف أن مرتب الزوج وحده يكفي لتحمل أعباء مصاريف أسرته بأكملها، أما في وقتنا الحاضر تعمل نسبة كبيرة من الزوجات لا لأنهن يرغبن في العمل بل لأنهن مرغمات على ذلك.
بات شرط الارتباط بامرأة عاملة من أهم الشروط التي يطلبها الشاب في زوجته المستقبلية لدرجة أن الأمر أصبح ظاهرة آخذة في الاتساع نتيجة لجملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية.
ويشترط شباب كثر في وقتنا الحاضر أن تكون شريكة حياته موظفة كي تتقاسم معه عبء الحياة الزوجية من الناحية المادية، حيث أصبح عدم القدرة على بناء أسرة بمرتب واحد حقيقة ثابتة يقر بها الكثير من الشباب، وتدعم الكثير من الأسر هذا التوجه بحثّ أبنائها على الارتباط بفتاة لها وظيفة قارة، وقد تشترط أيضا نوع الوظيفة.
العديد من الرجال يحددون مقاييس جديدة عند البحث عن زوجة يسقطون منها شروط الجمال والقوام الرشيق ويؤكدون على شرط العمل، مستغلين ارتفاع نسب الفتيات العازبات ورغباتهن في الزواج والإنجاب لقهر شبح العنوسة.
وأكدت لـ”العرب”، “لكن بعض الفتيات صرن يخترن العنوسة على زواج رأس ماله راتبهن الشهري أو مدى قدراتهن على تحصيل المال”.
وأضافت بوضياف “لم تعد المرأة تخشى التقدم في السن وفقدان فرصها في الزواج، والموافقة على أول طالب لودّها، ما دام الثمن تقييد حريتها واستنزاف طاقاتها الإنتاجية والمالية وحتى المعنوية، وأضحت الكثير من الفتيات يفكرن في إنفاق رواتبهن على التسوق والسفر بدل زواج محكوم غالبا بالفشل.
وقال ناشط على تويتر إن الزواج من موظفة هو نوع من الاستثمار بعيد المدى.. فالرجل لا يأمن سلامة صحته واستقرار عمله، مشيرا إلى أن “الزواج مشاركة، لا تجعل من نفسك دماء تمتصه المسؤوليات، شاركها حتى لا تصاب بالفقر”.
وقال آخر ساخرا “في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة حتى الزواج من امرأة موظفة لم يعُد حلا، يجب أن يكون لها أبناء موظفون أيضا”.
وأفاد خبراء العلاقات الزوجية والأسرية أن أغلب الشباب المقبلين على الزواج يحرصون على الارتباط بموظفة؛ لتساعده على مواجهة الصعوبات الاقتصادية.
وتساءل ناشط “بعض الشباب لا يريد الزواج إلا من موظفة، لا أدري هل يريد أن يكمل نصف دينه أم نصف راتبه؟”.
شباب يؤيدون زواج المصلحة، مبررين ذلك بأن الظروف الاقتصادية أو الخوف من العنوسة هما اللذان يفرضانه
هذا الصنف من الزواج يعتبر “بزنس”، مشيرين إلى أن الزواج من موظفة الغرض الأساسي منه تخفيض نسبة المخاطر وتعزيز استقرار المداخيل المالية.
اشتراط الزواج من موظفة لأجل وظيفتها أو مالها يضع مساعدة الزوجة المادية من أولويات الإقدام على تكوين أسرة. وبرر هذا التوجه بغلاء المعيشة وازدياد متطلبات الحياة وصعوبة الاعتماد على مرتب واحد للتغلب على الصعوبات المادية التي يواجهها تكوين أسرة، مما جعل الشاب يبحث عن امرأة عاملة.
ولفت الخبراء إلى وجود عوامل أخرى تفسر هذه الظاهرة، قد فرضها تغير نمط الحياة في الدول العربية، حيث أصبح الشاب لا يرضى بتوفير الضروريات في الحياة الأسرية بل يطمح إلى نمط جديد من العيش يتطلب دخلا ماديا مهما لمواجهة بعض المستلزمات التي كانت تعتبر في الماضي من الكماليات إلا أنها أصبحت من الضروريات في الوقت الحاضر.
وأضافوا أن بعض الشباب يرفضون الارتباط بزوجة تستهلك ولا تنتج، لأنهم يرغبون في أن تقاسمهم شريكات حياتهم أعباء الحياة المادية، ويحققن معهم أحلامهم في امتلاك منزل وسيارة وباقي الكماليات التي أصبحوا يرونها ضرورية في هذا الوقت مثل السفر والخروج للترفيه عن النفس والحجز في نزل أثناء العطلات.
كما أضافوا أن متطلبات الزوجة للاعتناء بمظهرها وتوفير الملابس ومصاريف الحلاقة والتجميل التي أصبحت مكلفة، لا يستطيع الزوج أن يوفرها بمرتب واحد، وهي من بين الأسباب التي تدفع الشباب إلى البحث عن زوجة عاملة، كي تتكفل على الأقل بمستلزماتها الشخصية ولا تثقل كاهل زوجها بمصاريف إضافية قد يعجز عن توفيرها مما يهدد استقرار الأسرة.
ولا يقتصر الأمر عند بعض الشباب على اشتراط الزواج من فتاة موظفة بل قد يحددون نوع الوظيفة التي يجب أن تشغلها شريكة حياتهم، مثل العمل في مجال التعليم. ولفت المختصون إلى أن عمل الزوجة أصبح ضرورة في وقتنا الحاضر نظرا إلى غلاء المعيشة وعجز الزوج على تدبير أمور البيت وتحمل المسؤولية، محذرين من أن بحث الشباب عن الاستقرار المادي قد يعرض الزواج إلى الفشل المبكر بمجرد الكشف عن الأسباب الحقيقية لاختيار الزوجة.
سؤال “هل بدأ زواج المصلحة يزيح الزواج المستند إلى الحب؟”، فظهر أن غالبية النساء والرجال بنسبة بلغت 65 في المئة يعتقدون أن زواج المصلحة بدأ يتحول إلى سمة تميز القرن الحادي والعشرين.
وأظهر الاستطلاع أن الكثير من الشباب يؤيدون زواج المصلحة، مبررين ذلك بأن الظروف الاقتصادية أو الخوف من العنوسة هما اللذان يفرضانه.
ونبه المختصون إلى أن اشتراط عمل المرأة من قبل الزوج يخرج الزواج من إطاره الاجتماعي والإنساني ويحوله إلى مؤسسة استثمارية، وهذا الصنف من الزواج يضع المادة هي الهدف الأساسي للارتباط، متجاهلا التفكير في الأسس السليمة التي تقوم عليها مؤسسة الزواج لضمان استقرارها واستمرارها، مشيرين إلى أن الرفاه المادي له دور كبير في ضمان نجاح العلاقة الزوجية، إلا أنه لا يمكن أن يوفر السعادة، إلا إذا توفرت أسس أخرى مثل التفاهم والتوافق والتواصل السليم.
*
الراتب لايكفي
تعتبر الموازنة بين الدخل والمصروفات من اكبر التحديات التي تواجه الدول والافراد من مختلف المناطق والمستويات . بصفة عامة يفتقر العديد من الأفراد للثقافة المالية نظريا وتزيد النسبة تطبيقيا مما يتسبب لهم بالعديد من الأزمات وبالخصوص قطاع الموظفين كونهم يصنفون من اصحاب الدخل المحدود. قد تستطيع الأسر التي يعمل بها الزوجان أو ذات الدخل المرتفع نسبيا تجاوز بعض الأزمات رغم الاسراف في بعض سلوكيات الإنفاق لديهم ولكن الأمر يكون صعبا جدا كلما إنخفض الدخل . تركيزي اليوم على الشريحة الأكبر في المجتمع ، طبقة الدخل المتوسط/المتوسط المرتفع.
ماذا نستطيع ان نعمل لتحسين ادارة الدخل ؟
اولا : مراجعة كاملة لجميع المصاريف بلا استثناء وتصنيفها الى:
1 - ضرورية ( سكن ، مدارس ، مواصلات ، فواتير ، مقاضي البيت ، ملابس )
2- كماليات/ ترفيه ( سفر ، مطاعم ، هدايا)
3- ادخار واستثمار ( مخصصات لدراسة الاولاد في المستقبل ، توفير بغرض الاستثمار ، مخصص طوارئ).
ثانيا : في المقابل ماهو الدخل المتوفر ( راتب رب الاسرة ، راتب الزوجة ، دخل من استثمار قائم ) ؟ . نستطيع وضعها في جدول وحساب الفائض/العجز ومن خلاله وضع خطة عملية لإستغلال الموارد.
الان لنقم بمراجعة قائمة عامة للمصروفات ونضع الاولويات وهذا يشمل حتى الاساسية منها.
هل تستطيع توفير قسط المنزل الكبير الذي تخطط له؟
هل هناك حاجة حقيقة لشراء سيارة بـ 150 الف ريال حتى لو كانت بالأقساط ؟
ماهي الفائدة الإضافية من ضم الأبناء لمدرسة خاصة بأقساط مرتفعة؟ هل هناك بديل مناسب افضل ؟
من جانب اخر يدخل الكثير في ديون والتزامات بسبب مصاريف تصنف كماليات مثل السفر ، المطاعم ولبس الماركات والسبب التأثير الاجتماعي وخصوصا مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واطلاع الناس على نشاطات بعضها . سهولة الحصول على القروض وبطاقات الائتمان دفعت الكثيرين لاستخدامها بشكل مفرط مع علمه بأنه هو من سيدفع الفواتير في النهايةوساهمت التطبيقات الحديثة على الهواتف المتنقلة في تبسيط عمليات الشراء وجر المستهلك للشراء حتى لو يكن يحتاج السلعة في الحقيقة.
الخلاصة والحل واضح ولكنه يحتاج للعزيمة للاستغلال الأمثل للموارد المالية، زيادة الدخل ( وظيفة ثانية، عمل حر بسيط ) و مراقبة المصاريف ( الصرف بذكاء ):
مثال الراتب ( 10الاف ريال شهريا )يفترض ان يقسم الى:
25 % قسط منزل
25% اساسيات ( فواتير مقاضي)
10 % تعليم
10 % ترفيه ومطاعم
10 % مصاريف الزوجة والأولاد
10 % ادخار للطوارئ
10 % توفير للاستثمار
يتساهل الكثير في أهمية بندي الطوارئ والتوفير ويحاولون تأجيل البدء فيهما رغم علمهم بضرورتهم . من الجيد دائما وضع هذين البندين في مقدمة المصاريف الشهرية المجدولة واعتبار مايتبقى من الدخل هو الراتب الحقيقي. تذكر جيدا ، راقب مصروفاتك وسجلها اولا بأول وقم بمراجعة شهرية لها. تحسين مستوى معيشتك يحتاج لأحد أمرين ، دخل إضافي أو إقتراض ، وكلنا نعلم جيدا ماورائهما. ضع قاعدة في بالك دائما ، ماهو هدفك من الشراء؟ حاجة ماسة للعائلة أو تقليد لمن حولك؟
يقول المستثمر الدولي وارين بوفيت ، " إذا كنت تشتري مالاتحتاجه، سيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ماتحتاجه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق