إذ لا يجب تعلم "قراءة الحروف والنصوص، بل طريقة قراءة العالم" وكذلك استجابتنا التلقائية للغة وإجبارنا على التفكير مليًا، حتى لا نثق ثقة عمياء بالصيغ الواضحة والجاهزة.
"لقد سئمنا الحقبة التي أدت إلى حربين. حتى اليوم، نعيش على بقايا ذلك الزمن الذي قسّم العالم إلى دول غنيّة وأخرى في طور النمو ودول مستعمرة سابقا. رسم ذلك صورة سلبية للإنسانية. لقد حان الوقت، لمناسبة هذه الجائحة، لأن نغيّر طريقة تفكيرنا برمتها."
المستقبل طلال ابو غزالي لدول الاكبر سكان وليس لاقل القارة العجوز
ما الذي تغير؟
يلاحظ الفيلسوف الصدّيق أن البشر أعادوا التفكير بعلاقتهم بالموت حتى عند الفئات الشبابية والأطفال، أصبح الناس أكثر شجاعة في النظر إلى الموت.
أما بخصوص الممارسات الدينية وخصوصا بالنسبة للإسلام يضيف الصدّيق أن الأركان الأربعة (الصوم والحج والزكاة والصلاة) أصبحت أكثر فردية خلال الوباء وتقتصر على الشخص نفسه مخالفة بذلك للبعد الجماعي الذي انتشر لفترة طويلة في الدول المسلمة.
وقال: "وإن استمرار البعد الفردي للممارسات الدينية سيساعد المجتمعات الإسلامية على التخلص من كل ما هو جماعي، أو ما أسميه بإيمان القطيع، الذي يقوده بسهولة أي زعيم أو شيخ أو أيديولوجية."
توصيات لعالم مابعد كورونا
يفسر الصدّيق أنه لا بد من رفض فكرة جمع الأموال والكماليات التي لا تخدم إلا عددا قليلا من الناس ويضيف: "يجب علينا تثقيف الناس، وتعليم أطفالنا من رياض الأطفال على مبدأ وحقيقة أن المتعة الفردية ليست الهدف وتتضاعف المتعة الفردية عندما يتم تقاسمها مع الآخرين فلسفة بنتامم حساب اللذة الدائمة بالمشاركة افضل من اللذة المؤقتة الهائلة .. يجب أن يتغير التعليم بالكامل ويجب إعادة النظر في التربية التربوية للعيش المشترك والمؤانسة."
في حال أردنا أن يتطور الإنسان إيجابا في المستقبل، يجب تغيير التعليم بالكامل. لا يجب أن نعلم الناس قراءة الحروف والنصوص، بل طريقة قراءة العالم. عندما نقرأ العالم، نفهم أن الأبجدية الأكثر تطورا هي الإنسانية في حد ذاتها.
++++++++++++++++++
الموروث الديني في العالم العربي، على غرار المصحف وصحيح البخاري، يتهاوى يوميا بسبب تناقضاته، مشيرا إلى أن بلاده تشهد تضييقا متفاقما على الحريات الفردية وذلك في تعليق له على الحكم الصادر ضد مدوّنة تونسية بسبب محاكاتها للقرآن.
ويُعد الصدّيق أحد أبرز المفكرين العرب في القرن الواحد والعشرين، ومن أبرز مؤلفاته ’’هل قرأنا القرآن أم على قلوبهم أقفال؟’’ و’’الآخر والآخرون في القرآن’
+++++++++++++++
المفكر والأنثروبولجى التونسى د. يوسف الصديق
الموروث الديني في العالم العربي، على غرار المصحف وصحيح البخاري، يتهاوى يوميا بسبب تناقضاته، مشيرا إلى أن بلاده تشهد تضييقا متفاقما على الحريات الفردية وذلك في تعليق له على الحكم الصادر ضد مدوّنة تونسية بسبب محاكاتها للقرآن.
ويُعد الصدّيق أحد أبرز المفكرين العرب في القرن الواحد والعشرين، ومن أبرز مؤلفاته ’’هل قرأنا القرآن أم على قلوبهم أقفال؟’’ و’’الآخر والآخرون في القرآن’
+++++++++++++++
المفكر والأنثروبولجى التونسى د. يوسف الصديق
فسخ الترتيب الذى نزلت به الآيات وإعادة ترتيبها بطريقة أخرى، ثم الفترات الزمنية التى مرت قبل التأليف فى قضايا: الناسخ والمنسوخ، وأسباب نزول الآيات. تحدث أيضا عن طريقة كتابة القرآن واختلافها عن النطق، وذكر تخريج «ابن خلدون» فى هذا الصدد، ثم قضايا التنقيط وما يمكن أن يكون قد حدث بها من اختلاط بعض المعانى.
كما ذكر أن الصراع العقلى مع النص القرآنى هو اللائق به، وليس سجنه فى الترتيل والاكتفاء بهذا، كما صرّح بعدم اقتناعه بالخطاب الدينى المقدم فى المساجد وانطلاقه من العقلية السحرية، ودعا للنظر إلى الرسول (محمد) فى طبيعته الإنسانية لا المعجزة، وقضايا أخرى متعددة.
يتهمونه بالخرف والإلحاد، كما شملت أحكامهم وشتائمهم المحاور، والبرنامج، والقناة.
وتعجبتُ حزينة أين هو حق الاختلاف فى منظومة ثقافتنا، حق الاجتهاد والتأويل، أين مناقشة الحجة بالحجة، والأخلاق الرفيعة فى غمار النقاش دون تكفير أو تخوين أو إهانات؟
الجمود والتعصب نتيجة للفكر الأحادى الذى يتمسح فى تقديس الموروثات ولا يسائلها، أو يعيد قراءتها، كما نستنكر العنف والتطرف، وثقافة الخرافة والأساطير التى جعلتنا نتخلف عن تقديم إسهامات علمية وفكرية فى الحضارة العالمية فى العلوم كافة، أو خوض مجالات من التنمية الحقيقية فى مجتمعاتنا.
اتفقنا جميعا فى هذا التوجه لكن يظل تحقيق هذه الأهداف من الصعوبة بمكان، لأنها تتعامل مع تغيير العقل الجمعى، والنسق الثقافى العميق بالوعى البشرى، حيث تكوّن وتراكم عبر آلاف السنوات.
خلخلة وتطوير العقل الإنسانى فى منطقتنا، ودفعه إلى إعادة النظر فى نسقه الثقافى الذى أصيب بالجمود
المثقف د. سليمان الهتلان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق