الخميس، 4 يونيو 2020

الدور الغائب للإعلام الديني

يتحول الشيخ أو الواعظ إلى مجرد ببغاء يردد ما قرأ وحفظ، فتأتي لغته قديمة مهجورة، وأفكاره وتصوراته بعيدة عن مجريات واقع يتجدد باستمرار، وأغلب ما يقدمه هنا من القديم ليس ما يعزز قيم التسامح والتعارف والحرية والسعادة، بل على النقيض تمامًا.

رغم وجود قنوات "إسلامية" عديدة مثل "الناس" و"المجد" و"الرحمة" و"الرسالة" و"أزهري" و"الفتح"، ومع ظهور برامج دينية ثابتة في فضائيات كثيرة، فإن الأغلب الأعم يفضل التقليد على التجديد، وإرضاء العوام على إيقاظهم، والنيل من المخالفين في الرأي وتجريحهم بدلا من الدخول في حوار بناء معهم.

الطاقة الإعلامية الإسلامية الجبارة التي تضخها الشاشات الزرقاء تبدو وكأنها حرث في ماء، لا تربي نفسًا سوية، ولا تبني عقلاً مستنيرًا، ولا تشبع ذائقة نازعة إلى الجمال؛ لينحصر دورها الأساسي في جذب المشاهدين واصطيادهم، كي يتحولوا إلى زبائن أو مستهلكين للبضائع التي ينتجها شيوخ ، ينظر كثير منهم إلى الأمر برمته على أنه تجارة بحتة، أو نصرة للدين، وهو محض ادعاء.

إن الأغلبية الكاسحة من هذه البرامج تهمل القضايا الأساسية والملحة التي يجب على الدين أن يتصدى لها، ويخوض غمارها، ويجيب عن أسئلتها كافة، ويقدم في هذا ردودًا شافية كافية، لا تغادر سقمًا.

القضايا جديرة بأن يلتفت إليها شيوخ الفضائيات بدلاً من تكرار ما قيل آلاف المرات من قبل، وإلا سنظل ندور في حلقة مفرغة، وسنجني ربما من غير دراية ولا قصد على الإسلام والأوطان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق