Mar 2, 2021
الأجنحة اليسارية العربية تهرول للتقارب مع جماعة الإخوان مجددا
الصيغ اللفظية مراوغة في الخطابات القومية والعروبية والإسلامية، وتحرص جماعة الإخوان على الاستفادة من الدعاية التي يروّج لها نشطاء اليسار في الداخل العربي وأوروبا وأميركا، لتبرئة الإسلاميين من الإرهاب والعنف وتقديمهم في صورة ضحايا لاستبداد الدولة.
اليسار الإسلامي، الذي استخدمه الفرنسيون لوصف اليساريين المتحالفين والمتعاطفين مع الإسلاميين المتطرفين والمتغاضين عن مخاطر النزعات الانفصالية، منحى متطورا طوال العقد الأخير في الحالة العربية، متجاوزا حيز الأطروحات الفكرية والتصورات الأكاديمية لبعض المفكرين إلى عقد تحالفات بالمكاتب المغلقة وميادين التظاهر للمنتمين إلى تيار اليسار الراديكالي وجماعات الإسلام السياسي.
*
إعجابها بالثقافة الإسلامية وسجلت مواقفها المناهضة للإسلاموفوبيا
يستخدم اليمينيون في فرنسا مصطلح "اليسار الإسلامي" عند الحديث عن أوجه الاتفاق والتحالف السياسي المزعوم بين الإسلاميين واليساريين في البلاد، وخاصة حول قضايا كالحجاب واستقبال اللاجئين.
ورأى فولتير النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في البداية أنه "متعصب" ديني نموذجي، وذلك في مسرحية حملت اسم "محمد" والتي قيل إنها كانت رمزية قصد منها إسقاط على شخصية فرنسية أخرى ليتسنى له تمريرها ويتجنب رقابة الكنيسة، ومع ذلك تراجع فولتير عن رؤاه السلبية عن نبي الإسلام الذي اعتبره في أعمال لاحقة عدوا للخرافات، وأثنى عليه ممتدحاً دينه الذي ليس فيه طلاسم أو ألغاز، ويحرم القمار والخمر ويأمر بالصلاة والصدقة، بحسب كتاب "وجوه محمد: التصورات الغربية عن نبي الإسلام من العصور الوسطى حتى اليوم" للمؤرخ والأكاديمي الفرنسي جون تولان.
فيكتور هوغو
أما الأديب فيكتور هوغو فقد كتب الكثير من الانتقادات حول الإسلام والمسلمين، وكان في مواضع أخرى له مواقف مناقضة تماما.
"اليوم بعد مرور 30 عاما على ما قاله بيرك، ظهرت العديد من المفاهيم الرديئة حول الإسلام، وتفشت بعض المواقف مثل الغضب والاستنكار لارتداء الحجاب، والادعاء أن هذه القطعة من القماش ستتسبب في زعزعة قيم الجمهورية، إلى جانب تركيز الصحف الصفراء على مشاكل الأحياء التي يعيش فيها المسلمون، والحديث عن قوانين الشريعة الإسلامية، مع التمجيد المتكرر وغير البريء للجذور اليهودية-المسيحية لفرنسا".
ن اليمين: الجنرال والسياسي هوبير ليوتيي،عالم الاجتماع جاك بيرك الكاتب، الشاعر والسياسي ألفونس دي لامارتين، والمسرحي والكاتب فولتير (الصحافة الأجنبية)
Mar 17, 2021
اليسار الإسلامي قبلة حياة أم تأكيد وفاة
بدأت بذرة التيار اليساري الإسلامي في كتابات جمال الدين الأفغاني وسيد قطب قبل انضمامه للإخوان في كتابيه "معركة الإسلام والرأسمالية" و"العدالة الاجتماعية في الإسلام". من رواد اليسار الإسلامي الأول مصطفى السباعي "اشتراكية الإسلام" وخالد محمد خالد والعائدون من الماركسية وعلى رأسهم محمد عمارة، لكن التيار برغم عدم اكتمال صورته لم يكن محصوراً في مصر بل كان موجودا في إيران وباكستان وكان هو المحرك لاستقلال باكستان عن الهند.
أما تسميته باليسار الإسلامي فتعود للمفكر المصري الدكتور حسن حنفي الذي يعتبر من أهم المنظرين لهذا التيار، وقد عرف اليسار الإسلامى بأنه (عبارة عن حركة تاريخية جماهيرية ثقافية حضارية اجتماعية سياسية… وثقافتنا ترتكز على ثلاثة أصول أولا التراث القديم ثانيا التراث الغربي ثالثا القران الكريم).
من قيادات هذا التيار الذين اجتهدوا لتحويله إلى حركة سياسية بديلة الأستاذ الجامعي أحميدة النيفر والصحفي صلاح الدين الجورشي والسياسي محمد القوماني من تونس، وعلي بلحاج في الجزائر، والترابي في السودان وعلي شريعتي في إيران.
كالإسلاميين التقدميين لتجعله أكثر قبولا، إلا أنها لم تفلح في تفادي الفشل لهذا التيار للدرجة التي دفعت مُنظره الأول الدكتور حسن حنفي لتأليف كتاب "لماذا فشل اليسار الإسلامي".
متغيران على الساحة تمثلا في الفشل السياسي الذريع لتيار الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية وانكشاف زيف شعاراتهم التي طالما خدعوا بها الناس في المغرب والسودان ومصر وتونس والأردن وفلسطين أزاح منافساً شرساً لليسار الإسلامي من الساحة السياسية، يضاف له تبني اليسار الأوروبي لليسار الإسلامي لمجابهة اليمين بشقيه في أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق