الأربعاء، 11 يونيو 2025

(Epistemic Resilience)،المرونة المعرفية في المعتقدات المتطرفة سلبية، بينما هي إيجابية في الإيمان؟

 المعتقدات المتطرفة والمرونة المعرفية السلبية

المعتقدات المتطرفة، مستبعدًا التعريفات الشائعة التي تركز على الأقلية أو اليقين المطلق أو العقلية المحددة (مثل جنون الارتياب)

  • التطرف (Extremism): الاعتقاد بأن نجاح المجموعة الخاصة يعتمد على التنافس مع مجموعات أخرى.
  • التعصب (Fanaticism): التفاني التام لقيمة معينة مقدسة على حساب قيم أخرى.
  • الإرهاب (Terrorism): استخدام أو التهديد بالعنف لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية أو دينية.
  • الأصولية (Fundamentalism): استجابة حديثة للحداثة (مثل الأخلاق الليبرالية والتطور)، تتسم باليقينيات التي لا يمكن التشكيك فيها والازدواجية الكونية غالبًا.
  • نظرية المؤامرة الراديكالية (Radical Conspiracy Theorizing): الاعتقاد بأن أحداثًا كبيرة هي نتيجة مؤامرة من قبل شخصين أو أكثر يسعيان لإيذاء مجموعة كبيرة من الناس.

  •  مقاومة الأدلة المضادة أو معالجتها بطرق تعزز المعتقد الأصلي. هذه المرونة تُعتبر عادةً سيئة معرفيًا وأخلاقيًا لأنها تعيق اكتساب المعرفة وتؤدي إلى أفعال ضارة (مثل التمييز ضد الأقليات).

  • كيف تتجلى المرونة المعرفية في المعتقدات المتطرفة؟

    • تجنب الأدلة المتاحة بشكل منهجي: رفض قراءة مصادر معينة أو البحث عن معلومات مناقضة.
    • تجاهل الأدلة حتى عند مواجهتها: عدم إعطاء وزن للأدلة التي لا تتوافق مع المعتقد.
    • إلغاء مصداقية المصادر بشكل منهجي: التشكيك في مصداقية المصدر الذي يقدم الأدلة المعاكسة.
    • تحريف أو إساءة تمثيل الأدلة بشكل منهجي: إعادة صياغة المعلومات بطريقة تناسب المعتقد.
    • وضع معايير معرفية تقلل من قيمة الأدلة المضادة: تطبيق معايير مختلفة لقبول الأدلة بناءً على مصدرها (مثل الثقة في "طرفي" فقط).
    • تفسير الأدلة المعاكسة على أنها مؤكدة للمعتقد: كما في نظريات المؤامرة، حيث يُنظر إلى غياب الأدلة أو الأدلة المضادة على أنها دليل على قوة المؤامرة.

  •  غير عقلاني على المدى الطويل بسبب التهرب المتعمد من الأدلة، وقد يكون أيضًا غير عقلاني متزامنًا (synchronically irrational) لأنه يتجاهل الأدلة المتاحة في لحظة معينة. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من المعتقدات بـالرذائل المعرفية مثل ضيق الأفق، التعصب، التفكير القائم على التمني، الغرور الفكري، والغباء.

  •  الإيمان والمرونة المعرفية الإيجابية

    ينتقل المتحدث بعد ذلك إلى مفهوم الإيمان (Faith)، الذي يُعتقد أيضًا أنه يأتي بمرونة معينة تجاه الأدلة، ولكنه يُنظر إليه غالبًا على أنه فضيلة. يفرق المتحدث بين ثلاثة أنواع من الإيمان:

    • الإيمان الديني: الإيمان بالله، بالكتاب المقدس، بالقرآن، بالكنيسة، أو بالوحي.
    • الإيمان العلماني: الإيمان بالديمقراطية، بالإنسانية، بسيادة القانون.
    • الإيمان الدنيوي: الإيمان بالزوج/الزوجة، بالعلم، بمجلس إدارة الجامعة.

    يرى المتحدث أن هناك أزمة حالية في الإيمان بالديمقراطية وسيادة القانون، خاصة مع صعود الحركات السلطوية. ويجادل بأننا بحاجة إلى فهم أفضل للإيمان كـ**"موقف من الاعتماد الإيجابي والموثوق به"** تجاه شيء ما، مع المرونة في مواجهة التحديات والأدلة المضادة.

  • كيف يُنظر إلى المرونة المعرفية في الإيمان كفضيلة؟

    • الإيمان يسمح بمتابعة مشاريع طويلة الأجل ذات قيمة أخلاقية ومعرفية (مثل بناء مجتمع ديمقراطي أو أن تكون جارًا صالحًا)، حتى لو كانت الأدلة في نقطة معينة غير كاملة أو متناقضة بعض الشيء.
    • الإيمان لا يتطلب "تصديق ما ليس صحيحًا"، بل هو استعداد للمخاطرة على اقتراح، والاستمرار في الاعتماد عليه حتى لو ظهرت بعض الأدلة المعاكسة، طالما أن ذلك لا يتجاوز عتبة اللاعقلانية الكاملة.
    • الإيمان الأصيل لا يرتبط بـالرذائل المعرفية؛ على العكس، فهو غالبًا ما يشمل الانفتاح على الآخرين وأخذهم على محمل الجد.

  •  التشابه:

    • كلاهما يتمسك بالموقف حتى في مواجهة الأدلة المضادة.
    • كلاهما يأتي مع مخاطر اللاعقلانية المتزامنة (في نقطة زمنية معينة).
    • في كلتا الحالتين، تتغلب العوامل البراغماتية والأخلاقية (كما يدركها الفرد) على العوامل المعرفية.
    • كلاهما قد ينطوي على عدم الرغبة في البحث عن المزيد من الأدلة.

    أوجه الاختلاف الجوهرية (التي تُميز بينهما):

    1. نطاق المرونة: الإيمان يتمتع بمرونة تجاه بعض الأدلة المضادة، ولكنه لا يتشبث بالمعتقد "مهما كان" (هناك عتبة). بينما المعتقدات المتطرفة تلتصق بالمعتقد بغض النظر عن أي دليل.
    2. الرذائل المعرفية: المعتقدات المتطرفة غالبًا ما ترتبط برذائل معرفية (مثل ضيق الأفق)، في حين أن الإيمان لا يرتبط بها بالضرورة، وغالبًا ما يتجنبها.
    3. التعمد في معالجة الأدلة: الإيمان قد يتجنب بعض الأدلة، لكنه لا يُشوهها أو يُسيء تمثيلها عمدًا. المعتقدات المتطرفة تفعل ذلك.
    4. أخذ الآخرين على محمل الجد: الإيمان السليم يتضمن أخذ الآخرين على محمل الجد، حتى لو اختلفت معهم. المعتقدات المتطرفة غالبًا ما ترفض أخذ الآخرين على محمل الجد (باعتبارهم جزءًا من "مؤامرة" أو لديهم "أجندة خفية").
    5. اللاعقلانية الزمنية: الإيمان لا يؤدي بالضرورة إلى اللاعقلانية الزمنية (على المدى الطويل)، ولكنه قد يقبل باللاعقلانية المتزامنة (في نقطة زمنية معينة) لتحقيق أهداف ذات قيمة. المعتقدات المتطرفة غالبًا ما تُصبح غير عقلانية زمنيًا.
    6. الثبات مقابل التحول: العديد من المعتقدات المتطرفة تكون ثابتة وغير قابلة للتغيير استجابةً للأدلة (لأنها جزء من الأيديولوجيا). بينما الإيمان الأصيل يكون تحوليًا وقادرًا على التكيف مع الظروف الجديدة والأدلة على المدى الطويل.

  • العديد من أصحاب المعتقدات المتطرفة لديهم إيمان (بالله، أو بقائد، أو بأيديولوجية حركتهم).
  • لحسن الحظ، العكس ليس صحيحًا: العديد من أصحاب الإيمان (بالإنسانية، بالديمقراطية) لا يمتلكون معتقدات متطرفة.


  • ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق