الأحد، 9 فبراير 2025

العلامة في اللسانيات لاكان

 العلامة هي إذًا العلاقة بين الدال والمدلول، وهذه العلاقة لا تكون ثابتة بل عشوائية (أي أن الكلمة "شجرة" ليست بالضرورة مرتبطة بشكل معين من الأشجار، ولكنها ترتبط بالمفهوم في العقل).

اللغة ليست مجرد أداة ثابتة لنقل المعاني، بل هي نظام ديناميكي حيث أن الدال لا يشير ببساطة إلى المدلول بشكل مباشر.

 العلامة تسعى لإنتاج المعنى عن طريق سلسلة من التبادلات المستمرة بين الدوال المختلفة، حيث لا يمكن ثبات المعنى في كل مرة. وبالتالي، لا يمكن اعتبار الدال محط "أفضلية" ثابتة تُنتج المعنى بشكل مباشر.

استبدال العلامة: لاكان يرى أن العلامة تعمل أكثر في سلسلة متصلة من الإشارات المتبدلة، حيث يُستبدل المعنى باستمرار ولا يثبت في لحظة معينة. لذلك، اللغة هي عملية مستمرة من البحث عن المعنى الذي يتشكل بمرور الوقت من خلال التحولات الرمزية بين الدوال المختلفة.

لا يمكن للعلامة أن تحصر المعنى في لحظة معينة، بل هي دائمًا في حالة تغيير وتطور. في هذا السياق، تصبح اللغة أداة ديناميكية تعمل على إنتاج المعاني بشكل دائم.

إسقاط لاكان لأفضلية العلامة يعني أن الدال لا يظل ثابتًا في تحديد المعنى بل يخضع لسلسلة من التبادلات الرمزية المتواصلة، مما يؤدي إلى استبدال المعاني بشكل مستمر.

 كلمة "شجرة" مرتبطة بأشياء مثل الطبيعة، الأوراق، الخشب، وغير ذلك من المفاهيم أو الكلمات التي  تضيف إلى فهمنا للكلمة. سلسلة دوال ديناميكية للفهم 

*

اللغة بالنسبة للاكان ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أداة أساسية لتشكيل الذاتالذات تتكون، حسب لاكان، من خلال الانغماس في اللغة التي تكون مبنية على سلسلة من الدوال المتبادلة.

كيف تؤثر سلسلة الدوال في تكوين الذات؟

  • الذات تنشأ في اللغة من خلال التفاعل مع الآخرين وبناء الهوية بناءً على ما يقوله الآخرون عنها.
  • الآخر (مثل الأب أو الآخر الاجتماعي) هو الذي يقدم الدوال الأولى التي ستبدأ الذات في التموضع فيها. بمعنى آخر، تبدأ الذات في تعريف نفسها بناءً على الكلمات أو الدوال التي يستخدمها الآخرون للتعامل معها.
  • إذا نشأ طفل في بيئة حيث يُشار إليه دومًا كـ "الطفل الصغير"، فإن هذه الكلمة تصبح جزءًا من سلسلة الدوال التي تساهم في تحديد هويته. ومع مرور الوقت، يصبح الطفل يعرف نفسه في سياق هذه الكلمات: "الصغير"، "الضعيف"، "الضعيف في التحدث"، إلخ.
  • من خلال التفاعل مع الآخرين واستخدامهم للدوال، **يُبنى فهم الذات للآخرين والعالم حوله.

3. الانزياح الدائم للمعنى:

العلاقة بين الدال و المعنى هي علاقة متحركة، بحيث لا يمكن للمعنى أن يكون ثابتًا. المعنى ينزاح باستمرار من دال إلى دال. هذا الانزياح هو الذي يجعل الذات دائمًا في حالة بحث عن الهوية.

  • الذات لا تكون ثابتة، بل تتكون باستمرار من خلال سلسلة من الدوال التي تتبدل عبر الزمن. الفرد يتطور بناءً على اللغة التي يستخدمها الآخرون معه، ويعكس كيف يرى نفسه في عالم دائم التغيير.
  • لا يمكن للذات أن تكون مكتملة أو مستقرة، بل هي دائمًا في حالة تطور بناءً على اللغة.
  •  اللاشعور ليس مجرد مخزن للأفكار المكبوتة، بل هو جزء من تكوين الذات، حيث يتكون الذات من خلال سلسلة من الدوال في اللاوعي أيضًا.

*

الاخر الكبير الأنَا في هذا السياق، ليس "هو" أو "هي" كما في تصور فرويد، بل هو صورة متخيلة تُبنى من خلال العلاقة مع الآخر، وهذا يخلق نوعًا من الصراع الداخلي.

  • هذا التفاعل الرمزي يضع الأساس للانتقال إلى مرحلة الأوديبي، حيث يبدأ الطفل في إدراك وجود الأب كمنافس له للحصول على حب الأم واهتمامها، وبالتالي يبدأ الطفل في تشكل مفهوم القواعد والقيود الاجتماعية.

يبدأ الطفل في تحقيق الفصل بين ذاته وبين الأم. هذا هو الحد الفاصل بين مرحلتين من النمو النفسي: الخيالي و الرمزي، حيث تبدأ القيم الاجتماعية (وتمثلها الأب) في التدخل في الحياة النفسية للطفل.

حسب لاكان، ليست متكاملة أو مستقلة بل هي دائما في حالة نقص أو عدم اكتمال. هذه الفجوة بين الذات والموضوع هي ما يقود إلى الرغبة والتوق الدائم، أي أن الشخص يبحث دائمًا عن شيء مفقود، شيء لا يستطيع الوصول إليه بشكل كامل.

*
المرآه والسعي لصورة كماملة لانا 

 الجسد الممزق في عدم التناسق بين الوعي بالجسد الفعلي (المتشظي وغير المترابط) والصورة المتكاملة التي يراها الطفل في المرآة. الصورة الجسدية في المرآة هي ما يمنح الطفل إحساسًا أوليًا بالـ "أنا"، ولكن الـ "أنا" لا تعكس حقيقة الجسد المادي

  • هذه الصورة المثالية التي يراها الطفل في المرآة تصبح النموذج الذي يسعى الفرد إلى محاكاته طوال حياته. لكن الحقيقة هي أن هذا النموذج هو وهم متواصل: الطفل يطمح إلى أن يصبح الكائن المتكامل الذي يراه في المرآة، ولكنه في الواقع يشعر أن جسده "ممزق" أو غير مكتمل، لأن الصورة التي يسعى إليها غير حقيقية.
الصورة التي يراها الطفل في المرآة تكون متكاملة ولكنها ليست صورة حقيقية، فإنها تتضمن الآخر (الذي يكون هنا عادةً الأم أو الأب أو أي شخص محيط بالطفل) الذي يحدد ما يمكن أن يكونه الطفل. هذا الآخر يمثل السلطة الرمزية التي تمنح الطفل تلك الصورة المتكاملة عن الـ "أنا".

 لا يستطيع الفرد الوصول إلى معانيه أو رغباته بشكل كامل أو متكامل. الرغبة تظل ممزقة بين الوعي واللاشعور، وهذا يؤدي إلى الإحساس بالانقسام المستمر.

*
 الطفل يبدأ في الخلط بين ذاته (كما يراها في مرآة) و الآخر (الشخص الذي يظهر في المرآة ككائن كامل).
الطفل لا يرى نفسه على أنه فرد مستقل في البداية، بل يتوحد مع صورة الآخر

 التماهي مع الآخر والتكوين الرمزي للـ "أنا":

 الآخر ليس فقط الشخص الذي يظهر في المرآة، بل أي شخص يحمل صورة رمزية يمكن للطفل أن يتماهي معه أو يقلده.

  • من الناحية النفسية، الخلط بين الذات والآخر يؤدي إلى البحث المستمر عن الهوية، حيث يسعى الفرد إلى التأكيد على ذاته من خلال الآخر، سواء كان ذلك في شكل العلاقات الاجتماعية أو في الصورة الرمزية التي يتبناها عن نفسه.
من خلال المرآة، يبدأ الطفل في تكوين صورة ذاتية عن نفسه، لكنها في الأساس صورة خيالية تتداخل مع الآخر
الآخر هنا لا يُعتبر فقط ككائن خارجي، بل كجزء من عملية تكوين الهوية النفسية من خلال التماهي والرمزية.

*
الخصاء 

  • لا يرى لاكان الخصاء كـ فقدان بيولوجي أو عقوبة، بل هو جزء من التركيب النفسي الذي يقود الإنسان نحو الوعي بالعجز و حدود الإنسان. الفهم لهذا العجز أو الخصاء هو الذي يسمح بتشكيل الهوية و المكان في المجتمع.
  • فكرة الخصاء ترتبط بـ الهيمنة الرمزية في المجتمع، حيث يتم تحديد من يمكنه أن يكون مكتملًا ومن لا يمكنه ذلك، مما يخلق الأنماط الاجتماعية المرتبطة بالذكورة والأنوثة. الاختلافات بين الجنسين تُعتبر اختلافات رمزية أكثر من كونها اختلافات بيولوجية في نظرية لاكان.
فقدان رمزي يؤثر في الرغبة و الهوية لدى الفرد. الخصاء يمثل التوتر بين الذات والآخر ويشكل محركًا رئيسيًا لرغبات الإنسان التي لا يمكن إشباعها أبدًا.

*

 الآخر كمرآة للذات:

  • الآخر عند لاكان ليس مجرد شخص خارجي، بل هو مرآة تعكس الذات. بمعنى آخر، الآخر في الواقع يُشكل الصورة التي يرى الفرد نفسه من خلالها. هذا يعني أن الآخر ليس فقط الشخص الذي نكون في علاقات معه، بل أيضًا الوسيلة التي من خلالها نكوّن هويتنا.
  • بناء على هذا، الآخر ليس فقط "كائنًا" خارجًا عن الذات، بل هو جزء أساسي من تطور الـ "أنا". في الواقع، الآخر يُحدد حدود ما يمكن أن نكون عليه، كما يُحدد أيضًا ما نرغب في أن نكونه. لذلك، الآخر و الـ "أنا" في العلاقة لا يتواجدان ككائنين منفصلين تمامًا؛ بل هما في ترابط متبادل.
الآخر يمثل بداية التماهي، حيث يتعرف الفرد على نفسه من خلال الآخر. في نفس الوقت، الآخر يمثل التمييز بين الذات والآخر، حيث يصبح الفرد واعيًا بحدوده و نواقصه من خلال تفاعلاته مع الآخر.

الآخر يصبح إذًا حافزًا للرغبة و المصدر الذي يعكس انعدام الكمال في الذات.

*

العدوانية  

  • هذا التوتر بين الذات المثالية في المرآة و الذات الحقيقية المجزأة يؤدي إلى العدوانية. العدوانية في نظرية لاكان هي رد فعل على هذا التمييز أو الفقدان بين الصورة الذاتية المثالية والواقع الفعلي. في بعض الأحيان، العدوانية تتوجه نحو الآخرين أو نحو الذات بسبب الوعي بهذا النقص أو الخلل بين الصورة والواقع.

حرمان دائم العدوانية في هذا السياق قد تكون رد فعل نفسي لحالة من القلق الوجودي الناتجة عن هذا الفقدان
 العدوانية قد تظهر أيضًا في العلاقات مع الآخرين الذين يُعتبرون مصادر تهديد للصورة الذاتية المثالية التي بدأ الطفل بالانجذاب إليها.

الافتتان بالصورة الذاتية في المرآة يسبق العدوانية

*

  •  العدوانية (سواء كانت تجاه الذات أو الآخر) تنبع من الصراع النفسي بين الخيالي و الرمزي. الشخص يحاول تحديد مكانه داخل الرمزية الاجتماعية (التي يعكسها الآخر)، لكنه يظل يواجه النقص الداخلي الذي يعبر عنه في الخيالي.
  • في بعض الأحيان، يستخدم الفرد آليات دفاعية مثل الإنكار أو التعويض لمواجهة هذا التوتر. قد يحاول الشخص تجنب هذا الشعور بالنقص عن طريق إسقاط الغضب أو العدوانية على الآخر بدلاً من مواجهة نقصه الداخلي. في حالات أخرى، قد يركز العدوان على الذات كرد فعل على العجز الذي يشعر به.
  • الآخر قد يكون مصدرًا للتهديد لأنه يحقق الصورة المثالية التي يسعى إليها الفرد، مما يخلق شعورًا بالغيرة أو الكراهية. في الوقت نفسه، الذات تتعرض لعدوانية داخلية بسبب عدم القدرة على التحقق من هذه الصورة المثالية في الواقع.
العدوانية في نظرية لاكان لا تقتصر على الذات أو الآخر بشكل منفصل، بل هي موجهة إليهما معًا.


*
التماهي صحي وضار 
  • التماثل مع الآخر في نظرية لاكان يمكن أن يحدث عندما يتخلى الفرد عن موقف الغيرة و التهديد ويسعى إلى الاندماج مع الآخر. هذا الاندماج قد يكون في شكل التماهي حيث يتحول الفرد إلى الآخر، أي أنه يرتبط به أو يُعجب به بشكل لا واعٍ، لكي يستطيع أن يحقق جزءًا من تلك الصورة المثالية.

  • هذا التماهي قد يكون آلية دفاعية لتجنب مشاعر التهديد والغيرة، لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك. التماهي مع الآخر يمكن أن يكون استراتيجية للتغلب على النقص الداخلي، حيث يحاول الفرد أن يشعر بأن الآخر يمثل جزءًا من ذاته أو أنه يمكنه مشاركة نفس الصورة المثالية.

  • مع ذلك، التماهي مع الآخر لا يعني بالضرورة التخلص من مشاعر الغيرة أو التهديد بشكل كامل، بل قد يؤدي إلى نوع من الاستسلام أو الفقدان للهوية. الشخص الذي يتماها مع الآخر قد يشعر بفراغ داخلي لأنه قد يفقد ذاته في عملية التماهي هذه، مما يعزز الصراع النفسي بين الذات و الآخر.

التماثل مع الآخر كمصدر للمزيد من الغيرة

قد يتطور شعور بالغرور أو التفوق على الآخرين الذين لا يستطيعون الوصول إلى نفس المثالية.
قد يشعر بنوع من الاستياء أو الخوف من فقدان الذات أو القلق من ألا يظل متمسكًا بالصورة المثالية التي قد تكون مرتبطة بشكل أساسي بـ الآخر وليس بذاته.

تقليد خصائص الآخر دون أن يشعر بالتهديد أو الفقدان الداخلي. لكن هذا التماهي يمكن أن يؤدي إلى خوف من التراجع أو التشويش في الهوية إذا شعرت الذات أنها أصبحت تقلد الآخر بدلًا من أن تكون مستقلة.

الحل 
  • إذا نجح الشخص في التماهي مع الآخر بطريقة صحية و ناضجة، يمكن أن يحدث نوع من التحرر من القلق النفسي المرتبط بـ العدوانية أو الغيرة. في هذه الحالة، التماهي لا يُستخدم كآلية دفاعية أو للهروب من التوتر، بل يصبح وسيلة لتحقيق التوازن الداخلي، حيث ينجح الشخص في دمج صورته المثالية مع حقيقة ذاته.
 هذا التماهي لا يعني إلغاء الفجوة بين الصورة الذاتية المثالية والواقع، بل هو بمثابة تكامل نفسي يتيح للفرد أن يوازن بين النقص و الاكتمال دون أن يشعر بأن الآخر يشكل تهديدًا دائمًا.

*
الرغبة 

 رغباته تكون مجزأة أو مبهمة، حيث يتم محاكاة أو استحضار رغباته من خلال الصور أو الرمزية، لكنها لا تكون مكتملة أو محققة بالكامل.

 رغبات جزئية لا يمكن جمعها في رغبة واحدة مكتملة، وهو ما يجعل الرغبة مستحيلة في النهاية.

  • مثال على ذلك هو أن الإنسان قد يسعى إلى محبة أو قبول الآخر، ولكنه لا يستطيع الحصول عليها بالكامل. كلما اقترب من الإشباع، يكتشف أن الرغبة تتغير أو تختفي لتظهر رغبة جديدة، وهو ما يعزز فكرة الرغبة المستحيلة.
الثدي 
 الرغبة في الحب غير المشروط تُعتبر مستحيلة في الحياة الواقعية. الشخص قد يظل يبحث عن الاهتمام أو الحب من الآخرين طوال حياته، ولكن لا يستطيع أن يحصل على نفس الإشباع الكامل الذي كان يشعر به في مرحلة الطفولة.

البراز هذا يشبه التخلي عن شيء ثمين في حياتك، مثل مشروع عمل شخصي أو علاقة حب. بعد أن تفقد أو تتخلى عن شيء تعتبره جزءًا منك، خارجًا عن إرادة الطفل بعد أن يتم إخراجه.
التخلي عن جزء منك لن يكون ممكنًا إعادته بالكامل أو التحكم فيه مجددًا.

الصوت الصوت يرمز إلى الرغبة في أن يتم فهمك أو الاستماع إليك من قبل الآخرين، لكن هذا الفهم يبقى مستحيلاً، لأن التفسير سيكون دائمًا ناقصًا أو مشوهًا.

النظرة البحث المستمر عن القبول أو الاحترام من الآخرين. لكن، مهما حاول، لن يكون قادرًا على السيطرة على نظرة الآخرين له، وبالتالي يظل دائمًا مجزأًا أو مقيدًا بما يعتقده الآخرون.

*

 العلاقات الثنائية النرجسية


 العلاقات لا تتسم بالتكامل الحقيقي أو الفهم المتبادل، بل هي قائمة على التمثيلات الخيالية التي يسعى كل طرف إلى تحقيقها.

مجرد حب الذات، بل هي التمركز حول الصورة المثالية للذات والبحث المستمر عن الإشباع من خلالها. النرجسية تتشكل من خلال العلاقة بين الذات وصورتها في المرآة، حيث تسعى الذات إلى إثبات نفسها وتحقق شعورًا مزيفًا بالكمال.

الأشخاص يتماهون مع الصور الاجتماعية التي يقدمها المجتمع، مثل فكرة النجاح أو الجمال أو القوة. لكن هذه الصور الاجتماعية أيضًا مجزأة وغير حقيقية

حالة من النرجسية الجماعية في المجتمع، حيث يظل الأفراد في بحث دائم عن الاعتراف و القبول الاجتماعي استنادًا إلى هذه الصور النرجسية.

 التفاعل مع النظام الرمزي (اللغة، القوانين، المعايير الاجتماعية) الذي يحدد معاني أعمق وأشمل. في هذه المرحلة، تبدأ الرغبات في التحول من الخيالي إلى الرمزي، حيث لا يعد البحث عن التكامل الكامل في الصورة الذاتية فقط هو ما يُحدد الهوية

بنية النظام الخيالي في علاقات نرجسية تدور حول كيف يتم تشكيل الهوية الذاتية من خلال التفاعل مع الصور الذاتية و الآخرين. هذه العلاقات تكون جزئية و مجزأة، مما يؤدي إلى رغبة مستحيلة في تحقيق صورة مكتملة للذات
*
عالم الدوال 

شبكة من الدوال التي تتيح للفرد فهم هويته وعلاقاته مع الآخرين.

 الدال ليس مجرد أداة للتعبير عن الأفكار أو الأشياء، بل هو عنصر متحرك يتم تحديده بشكل دائم عبر العلاقة مع دوال أخرى. كل دال في اللغة هو جزء من سلسلة دوال تعمل على تفكيك المعاني وتوزيعها على مستويات عدة.

نظام ديناميكي دائم البحث عن معنى
فكل دال هو بمثابة إشارة إلى شيء غائب أو غير محقق

 كل ما نختبره في العالم (مثل الأفكار والمشاعر) يتم تنظيمه من خلال الدوال. أي، نحن نتحدث عن شيء باستخدام كلمات أو رموز (دوال) لتوصيل المعنى (المدلول)، لكننا لا نختبر العالم مباشرة؛ بل نختبره عبر الدوال.

على سبيل المثال، في علاقتنا مع الآخرين، لا نختبرهم مباشرة بل نتفاعل معهم من خلال الدوال (الكلمات والإشارات والسلوكيات) التي تشير إلى شيء أعمق من المعنى المباشر، مثل هويتهم أو مشاعرهم.


*
الاستعارة الابوية
يستبدل الرغبة التامة في الأم (التي تمثل "الآخر" العاطفي والمباشر) برغبة جديدة تتعلق بالأب، الذي يمثل الرمزية الاجتماعية، القوانين، والقيود التي تفرضها المجتمعات. 

القضيب الخيالي غير الواقعي  الصور الذهنية والتصورات التي يحملها الفرد عنه، التي تشكلت من خلال التفاعل مع المجتمع، الثقافة، والتعليم، ووسائل الإعلام.

  1. مركب الخصاء: بعد مرور الطفل بعقدة أوديب، يدرك أن هناك حدودًا في الحياة، مثل أنه لا يمكن أن يكون هو الأب أو لا يمكن أن يظل في حالة التمركز حول الأم. هذا الوعي هو الذي يشكل وعيه بالهوية الاجتماعية والجنسية، ويعني أنه قد لا يحصل على كل شيء يريد، بل عليه التكيف مع القوانين والقيود التي يفرضها المجتمع.

*
  1. السينتوم عند لاكان: لا يتعامل مع الأعراض على أنها مجرد تعبير عن صراع مكبوت، بل باعتبارها "حلًا" رمزيًا جديدًا أو اختراعًا للشخصية للتعامل مع التمزق الداخلي الذي لا يمكن إدراكه أو التعبير عنه بشكل مباشر. السينتوم بالنسبة إلى لاكان لا يُعتبر مجرد علامة مرضية بل هو جزء من البنية الرمزية التي تُحكم العلاقة مع الآخر والواقع الاجتماعي.

  • السينتوم عند لاكان هو مفهوم يعكس كيف يبني الفرد حلًا رمزيًا للصراع الداخلي من خلال الأعراض أو السلوكيات التي قد تبدو غريبة، ولكنها جزء من التنظيم النفسي للإنسان في علاقته مع الرمزية و الواقع و الخيال.
*
تكسؤير الدوال سلسلة الدوال التي تشكل اللغة لا يمكنها أن تكون مغلقة أو مكتملة. دائماً هناك انفتاح وتغييرات مستمرة في المعنى بسبب العلاقات المتشابكة بين الدوال و التحولات في اللاوعي والتجربة الفردية.

*

 الطفل في مرحلة مرآة، فإنه يرى في صورة الآخر الصغير، مثل الأم أو الأب، صورة مكتملة عن نفسه، وهو الآخر الذي يعكس له صورة الذات، لكنه يظل صورة جزئية وغير مكتملة.

*
الانكار 
قد يتخيل أنه لا يرتكب الأخطاء وأنه دائمًا صحيح، وبالتالي ينكر الإحساس بالذنب لأنه يرفض الاعتراف به كجزء من شخصيته أو سلوكه.
 يُستدْخل الواقع بشكل مشوه، حيث يبدو للشخص أنه قد "تغلب" على الإحساس بالذنب، ولكن في عمق اللاوعي هو يظل يرفض الواقع.

 إسقاط المشاعر أو الصفات أو الأفكار السلبية التي لا يستطيع الشخص مواجهتها على الآخرين. هذا يمكن أن يحدث كطريقة لتجنب مواجهة الواقع الداخلي الذي يُسبب له القلق أو الصراع.
شخص قد يُنكر مشاعر الإحباط التي يشعر بها في حياته الشخصية أو المهنية، فيبدأ في إسقاط هذه المشاعر على شخص آخر في عمله أو أسرته، حيث يرى فيهم التسبب في مشاكله بدلاً من أن يعترف هو بما يعانيه داخليًا.

يرفض الشخص مواجهة أو الاعتراف بالواقع المؤلم في داخله، ويقوم إما بتبني صورة مشوهة للواقع أو إلقاء اللوم على الآخرين في محاولة للحفاظ على استقرار نفسي داخلي. ذهاني

*
 الصحة النفسية هي حالة من الوعي بالتوترات والافتقار الداخلي بين الأنظمة الخيالية والرمزية والواقعية. في النهاية، لا يوجد اكتمال أو تحقق كامل للذات، بل هناك قبول دائم للنقص والإنقاص في الذات.

*
 شخص عصابي قد يعاني من قلق دائم بشأن فهمه لذاته أو لمعنى حياته، لأنه لا يستطيع ربط الأحداث أو 
مشاعره بأدوات رمزية (الدوال) ذات معاني واضحة أو متكاملة.

الفتشية هي وسيلة للاحتفاظ بالصورة التي يريد الفرد أن يراها عن ذاته والآخر، على الرغم من الافتقار الداخلي.
 الأحذية تصبح رمزًا يحل محل العلاقة الكاملة والمباشرة مع الآخر. الشخص يقوم بتثبيت معناه في
 هذا الشيء المادي لأنه يساهم في إخفاء النقص أو الافتقار الذي يشعر به تجاه نفسه أو تجاه الآخرين.

الحذاء (أو أي شيء آخر) لا يقتصر على كونه عنصرًا ماديًا، بل يصبح رمزًا للتكامل النفسي أو وسيلة لإخفاء شعور النقص الذي يرتبط بالمفهوم الأعمق للغواية والهوية الذاتية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق