Feb 16, 2019
الكتاب المعروف “العلم يدعو للإيمان” لمؤلفه كريسي موريسون لكي أوضح للشباب العربي مسألة هامة قد تكون ضائعة في الذهن الثقافي العربي وتستغل أحيانا من قبل بعض مدّعي العلم. والمسألة تكمن في أنه ليس من أهداف العلوم الطبيعية الحديثة إثبات أو نفي القضية الإيمانية. فالعلوم الطبيعية لا تدعو للإيمان أو الإلحاد من هذا الجانب، وليست مهتمة أصلا بهذه المسألة.
تطورت العلوم الطبيعية مع بدايات النهضة الأوروبية بسبب انعتاق العقل من منظومة تقديس بعض القضايا الإيمانية والفلسفية التي تحوم حولها، حيث اتخذ المنطق العلمي العقلاني الخاضع لمنهجية البحث والاستقراء والتجربة بعدا مستقلا أدى إلى تطور معلوماتي وتكنولوجي واسع.
إن السبب الحقيقي لتطور العلوم الطبيعية هو اقتصارها على دراسة العالم المادي الحسي باستخدام منهج تجريبي منضبط. فالعلوم الطبيعية لا تنفي الوجود الغيبي وإنما تعترف بعدم قدرتها على إخضاعه لمنهجها الخاص. بهذا المعنى يمكن أن نقول إن العلم الطبيعي علماني بمنهجه، وبالتالي لا يجوز الادّعاء بأن الفهم العلمي للطبيعة قادر على نفي أو إثبات الوجود الغيبي. وكل ما يمكن أن يقوم به الشخص المهتم بالقضايا الإيمانية هو تأويل النتائج العلمية للاستدلال غير المباشر على وجود الخالق وقدراته من ناحية أو للاستدلال على عدم الحاجة لافتراض وجود الخالق في تفسير الظواهر الكونية من ناحية أخرى.
بالطبع قد تنتقد العلوم الطبيعية لكونها منتجا اجتماعيا ثقافيا فلسفيا،
فلا يوجد ما هو مقدّس في بنيتها ومنهجها.
كما أن العلوم الطبيعية تراكمية تتنوع مكوناتها بين ما هو صلب محكم وبين ما هو غير قطعي قابل للنقد والتغير والتطور.
لا يوجد ما يمنع الباحث الجديّ من الاشتغال بالعلوم الطبيعية ما دام المعتقد الإيماني لا يقف عقبة أمام منهج البحث العلمي.
ولكن الخطورة تكمن في أن يضع الباحث معتقده الإيماني كمرجع في بحثه العلمي. مما يودي إلي فقدان الموضوعية وربما الانزلاق إلى استنتاجات متسرعة خاطئة تسيء للعلم والإيمان. وكمثال هنا نشير إلى بعض الدراسات العلمية لإثبات فوائد بعض النباتات أو الممارسات المنصوص عليها في ما يطلق عليه بالطب النبوي.
تكمن الخطورة في أن بعض هذه الدراسات تنطلق من تقديس النصوص واليقين بالنتائج مسبقا قبل الشروع في البحث العلمي مما يفقدها رصانتها ومصداقيتها ويسيء إلى المنهج العلمي نفسه. إن هذا التجني على المنهج العلمي يشجعه القبول الأعمى عند العامة بحكم أن هذه النتائج تقطع بصحة المعتقد الديني. ولذلك تتناثر ادّعاءات هنا وهناك تشير إلى استنتاجات علمية بفوائد بعض النباتات أو ممارسات معينة لا تقوم في معظمها على نتائج علمية موثوقة وإنما على خداع أو منهجية علمية فاسدة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها أمام أيّ نقد علمي رصين.
نحن لا نهاجم البحث العلمي في هذا المجال ولكن نؤكد أن البحث العلمي عمل مضن وشاق يحتاج إلى دقة ومعايير عالية للوصول إلى استنتاجات تملك قدرا كبيرا من المصداقية، وهذا ما لا نراه عند بعض من يقدم نفسه للناس كباحث علمي في الطب النبوي وليس كطامع في ادّعاء الشهرة والتكسب.
النقطة الأخيرة التي أشير إليها في ما يتعلق ببعض المسائل العلمية التي في ظاهرها تتعارض مع ما نعتقد بأنه واضح في المعتقد الديني مثل نظرية التطور، فالنظرية قد أصبحت راسخة الأركان وقطعت شوطا كبيرا في تفاصيلها واستدلالاتها وحيثياتها. ولم يعد ينفع دفن الرؤوس في الرمال أو مهاجمة النظرية من قبل من لم يتبحر في علومها ودقائقها. فما هو الموقف الإيماني السليم من النظرية؟
من ناحية أخرى نعيد القول إن نظرية التطور في ذاتها ليست معنية بنفي وجود الخالق أو إثباته. وإنما تهدف إلى فهم التنوع الحي والتطورات الجينية التي تؤثر في تطور الكائنات الحية والعوامل المحيطة والمؤثرة.
إنه من السذاجة اتهام المشتغلين في علم التطور على أنهم زمرة من الملحدين الأفّاقين الذين يريدون هدم الدين. فالتهجم على النظرية من قبل بعض رافضي فكرة التطور الذي لم يخوضوا في تفاصيل علم البيولوجيا ونظرية التطور هو إساءة للدين والإيمان وللعقل والعلم. ومن المؤسف أن الكثير من الشباب العربي يتقبل مثل هؤلاء الأشخاص كمدافعين عن الإيمان في حين أنهم أول من يسيء إلى القضية الإيمانية.
يجب أن يحترم العلم ومنهجه كطريقة لفهم الطبيعة وعملها، كما يجب أن لا يتقبل من يهاجم العلم وهو ليس ممن مارسه بحق وليس على دراية كافية بتفاصيله ومنهجه. ومن جانب آخر فإنه من الخطأ أن يدّعي ملحد أن نظرية التطور تهدم فكرة الوجود الإلهي، لأن النظرية لا يمكنها أن تدّعي ذلك أصلا ولا أن تصل إلى هذا الاستنتاج. إن الموقف الإيماني أو الإلحادي المترتب على نظرية التطور هو أمر زائد عليها وليس منها.
نحن لا نرى أن هناك حاجة إلى التخوف على الإيمان من قبل العلوم الطبيعية، بل يمكن أن يكون العلم سببا في تطور التفسير الديني وانعتاق الإنسان من بعض التأويلات القديمة التي تتداول في بعض كتب التراث. انظر مثلا إلى تطور علوم الكون والفضاء، فالحقيقة العلمية تقول إن الكرة الأرضية ليست مركز الكون بل مجرد كوكب صغير يدور حول شمس صغيرة وضيعة تتواجد في ذيل مجرة تحوي مليارات النجوم التي تتجاوز حجم شمسنا بمرات عديدة. وهذه المجرة لا تحمل أهمية ضمن مليارات المجرات الأخرى التي تحتوي على أعداد هائلة من النجوم وكل ذلك موجود في كون عظيم الاتساع متمدد يفوق إدراكنا.
على الرغم من أن ظاهر الحقائق العلمية كان ليزعزع إيمان السابقين، إلا أن الواقع يقول إن الإيمان العقائدي استطاع أن يتجاوز التفسير الديني الضيق القديم ويتقبل النتائج العلمية، بل ويفتح أفقا إيمانيا أعمق في إدراك قدرة الخالق وعظمته.
*
التطور كصراع بين العلم والدين
Mar 11, 2019
نظرية التطور لداروين كانت قاعدة علمية وليست مجرد نظرية، فقد أنتجت بعد ذلك عدة نظريات وحركات فكرية منها تطور التاريخ والمجتمع لكارل ماركس، وتطور النفس لسيجموند فرويد، أي تأثيرها في العلم كتأثير اكتشافات أخرى كقانون الجاذبية لنيوتن والنسبية لإينشتاين.
ولأن التطور فكرة جديدة وفقا لتاريخ الإنسان فمن الطبيعي أن يكون لها خصوم ، بالذات من أصحاب الرؤى الدينية الذين يعتقدون بإنكار التطور لأديانهم وهدم كل ما عرفوه في المجتمع عن الله والرسل والمصلحين، لذا فمن يعتقد أن الغرب قبلها وآمن بها بسهولة..هذا غير صحيح، وفي هذا المقال أطرح عدة نماذج تثبت أن خلاف الإنسان حول نظرية التطور لا زال ممتدا إلى اليوم، وهو خلاف يجري بمعزل عن نتائج العلم ومؤسساته الرسمية التي رأت التطور حقيقة علمية ككروية الأرض بالضبط.
أولا: عام 1925 في ولاية تينيسي الأمريكية منعت تدريس النظرية وحاكموا المؤمنين بها بوصفهم زنادقة منكرين لقصة الخلق في المسيحية، وسموا العملية ب "محاكمة القرد" ولا زالت أوساط بعض المتدينين المسيحيين ترفضها باعتبار أن القائلين بها يعتبرون أنفسهم قرودا، لكن التغير كان منذ الستينات بإلغاء هذه المحاكمات بوصفها تعزز الأصولية المسيحية في المدارس وهذا مخالف للدستور الأمريكي.
الرئيس "جورج بوش الإبن" كان له موقف من النظرية سلبي وإيجابي في نفس الوقت، قال إن قصة الوجود الإنساني يمكن تفسيرها بالتطور وبالمسيحية في نفس الوقت، ودعم كلا النظرتين رغم تناقضهم في محاولة لعلاج آثار التطور في المجتمع الأمريكي، ولمن لا يعلم فالحزب الجمهوري – التابع له بوش – يحصل على شعبية كبيرة بين المتدينين المسيحيين، وكلمته الشهيرة "حرب صليبية جديدة" بعد 11 سبتمبر تعكس أصولية قواعد هذا الحزب الدينية.
المهم..رفض الفلاسفة والعلماء كلام بوش بوصفه إنكارا للعلم، وهو نفسه – أي بوش – كان غير مهتم بقصة العلم ورفض تمويل أبحاث للخلايا الجذعية تتعارض نتائجها مع تصور المسيحيين لدينهم، في حين دعّم اتفاقية كيوتو التي كان الهدف منها تطوير وتوسيع الصناعة الأمريكية متجاهلا نصائح العلماء بالحد من الانبعاث الحراري في الأرض، وإيجاد سبل واتفاقات جديدة تضمن على الأقل ثبات الحرارة.
جاء الرئيس " باراك أوباما" بانقلاب على توجه بوش الديني ، ورفع الحظر عن أبحاث الخلايا الجذعية، وعقد اتفاقيات للمناخ بالحد من طرق الصناعة التي كان ينوي توسيعها بوش، مما وضع أوباما في مأزق اقتصادي داخلي لا زال تهمة للجمهوريين له حتى الآن في عصر ترامب، وكلما ينجز ترامب شيئا اقتصاديا يوجهه فورا لأوباما وهيلاري كلينتون بوصفهما مسئولين عن جمود الصناعة الأمريكية وانخفاض الوظائف – حسب تعبيره، مما يعيد الآن في المجتمع الأمريكي قصة الجدل القديم بين العلم والدين، فأوباما وفريقه الديمقراطي كان مناصرا للعلم ومقاوما لنفوذ المحافظين الذين يخدمون بالتبعية رؤية الفيل الجمهوري.
*
هل كان داروين على خطأ؟ ثماني حقائق صادمة عن تطور الإنسان
ثمة الكثير من اللغط حول نظرية تطور الإنسان. فما الحقائق التي نعرفها عن تاريخ ومستقبل النوع البشري؟ كرس راديو 4 في بي بي سي سلسلة حلقات تناولت فيها الدكتورة هيلين آش لغز تطور الجنس البشري، وهنا نستعرض هنا ثماني حقائق مذهلة في رحلتنا لفهم قصة هذا التطور.
15 أكتوبر/ تشرين الأول 2019
داروين bbc
1- القرود ليسوا أسلافنا
على عكس الفكرة الشائعة، لا ينحدر البشر الحاليون بشكل مباشر من القرود التي نعرفها اليوم، فلم ينحدر الإنسان العاقل الأول المعروف باسم "هومو سابينس" من القرود الحية اليوم، لكننا نشترك معهم في التحدر من أسلاف مشتركين.
لقد انحرف المسار الحيوي لتطور البشر عن مسار تطور الشمبانزي والغوريلا منذ حوالي ستة ملايين عام.
وهذا الأمر يجعل من القرود أبناء عمومة بعيدين لنا منذ عصور قديمة، وليس من أسلاف مشتركين خلال العصور المتأخرة، على الرغم من تشابه الحمض النووي بيننا وبينهم بنسبة 90 في المئة.
2- أنت فعليا أقل من نصف إنسان!
نحو 43 في المئة من أجسامنا، على وجه الدقة، مكون من خلايا بشرية. أما الباقي فهو خليط من البكتيريا والفيروسات والفطريات، التي تختلط لتكوّن "الميكروبيوم" الخاص بنا (أي الميكروبات المتعايشة مع أجسامنا).
ويعتقد أنه مكوّن متفرد يختلف من شخص لآخر، على غرار بصمات اليد، وله دور هام في الكثير من العمليات الحيوية التي يقوم بها الجسم، مثل الهضم والمناعة.
3- داروين لم يكن دائما على صواب
يُعرف تشارلز داروين بعرضه لنظرية التطور في كتابة "عن أصل الأنواع". لكن له الكثير من الأفكار الأخرى عن البشر، والتي لم تكن مدعومة بدليل.
وفي كتاب لاحق، كتب أن صفات مثل الذكاء العقلي (الفطنة) وحاسة الشم تختلف في قوتها بين الأعراق المختلفة.
كما اعتقد أن "متوسط القدرات الذهنية للرجل يفوق نظيره لدى المرأة". وكلها أراء لم تثبت صحتها على الإطلاق.
4- جسمنا يحتوي الكثير من بقايا التطور
إن التطور يمكن أن يكون عملية بطيئة، وأحيانا تبقى الصفات في الأنواع على مدار أجيال على الرغم من عدم الحاجة إليها.
جنسنا البشري ظهر منذ 300 ألف عام
هذه البقايا يمكن رصدها في البشر. فمثلا، يغلب الظن أن الإثنى عشر كان يؤدي وظيفة في عملية الهضم لدى أسلافنا في عصور بعيدة، في حين لا يؤدي هذه الوظيفة في أجسامنا اليوم.
كذلك احتاج أسلافنا لضرس العقل ليتمكنوا من مضغ طعامهم الغني بالألياف، لكن الآن أصبح بلا مكان في الفم بعدما أصبح الفك أصغر نتيجة الاعتماد على الأطعمة الطرية.
بيد أن بعض الأعضاء تتغير وظيفته، على سبيل المثال لا الحصر، عظمة العصعص كانت من قبل لحفظ التوازن، لكنها الآن تعد مرتكز للعضلات.
5- القشعريرة بلا جدوى
عندما كان أسلافنا الذين يغطي الشعر معظم أجسامهم يشعرون بالبرد، يكون رد فعل أجسامهم هو انقباض العضلات أسفل بصيلات الشعر، فتقف هذه الشعيرات لتحبس المزيد من الهواء للحفاظ على دفء أجسامهم.
وما زال جسم الإنسان يقوم بنفس رد الفعل، لكن بلا وظيفة سوى تذكيرنا بالحاجة لارتداء معطف، تماما كالتفكير في الأشياء التي تجلب الدفء.
6- غثيان الحمل له وظيفة
قد يبدو أن غثيان الحمل أمر مؤرق في رحلة الإنسان للتطور، لكنه قد يكون حيلة ماهرة اكتسبها الجسم للتعامل مع الحمل، خاصة عندما يمنع هذا الغثيان المرأة الحامل من تناول أنواع محددة من الأطعمة.
وفي الوقت الذي بتنا نأكل اللحوم والبيض بشكل أكثر أمانا بفضل تكنولوجيا التبريد اليوم، كان البشر الأوائل يواجهون خطر التسمم بهذه الاطعمة في مراحل الحمل الأولى بنسبة كبيرة.
يعتقد الباحثون أن غثيان الحمل يجنب الجنين الكثير من الأمراض في مراحل تطوره الأولى
ويعتقد الباحثون اليوم إن تطوير رد الفعل الوقائي القوي هذا تجاه أنواع معينة من الطعام يجنب الجنين الكثير من الأمراض في مراحل تطوره الأولى.
7- جنسنا البشري ظهر منذ 300 ألف عام
تتغير قصة أصول البشر مع استمرار الاكتشافات.
وفي عام 2017، زاد تاريخ البشرية بحوالي مئة ألف عام، بعد اكتشاف أقدم جمجمة بشرية في المغرب، تتفوق في تاريخها على الجمجمة المكتشفة من قبل في إثيوبيا، التي قُدر عمرها بـ 195 ألف عام.
ويرجح الآن أنه لم يكن هناك "مهد" واحد لتطور البشرية، ومن المرجح أن البشر الأوائل قد تطوروا في أماكن متفرقة من أفريقيا في الوقت نفسه، وثمة الكثير مما ينبغي علينا اكتشافه وتعلمه في هذا الصدد.
8- تطورنا لم يكتمل
ما زلنا حتى الآن نواصل التكيف مع العالم المحيط بنا، ويمكن للعلماء الآن تتبع التطور المستمر في الجينات البشرية.
فعلى سبيل المثال، انتشر الجين الخاص بتقبل الجسم لسكر اللاكتوز الموجود في الحليب وفي منتجات الألبان بشكل كبير بين البريطانيين خلال الأجيال المئة الأخيرة، أي منذ نحو مئتي عام، الأمر الذي سمح لكثير من البريطانيين بشرب حليب الأبقار.
ومن المرجح أن تواصل أجسامنا التطور بالتزامن مع التغيرات التي تطرأ على نمط حياتنا.
*
نظرية التطور: بعد 162عاما على صدوره، "في أصل الأنواع" ما زال واحدا من أهم الكتب العلمية في التاريخ
كتاب "في أصل الأنواع" لتشارلز داروين، الذي نشر في 1859، بمثابة حجر الأساس لعلم الأحياء التطوري
نظرية التطور (النشوء والارتقاء) تفتق عنها ذهن العالم الشهير بلا أي مقدمات أو سوابق. لكن التاريخ العلمي يثبت أن المواد العلمية الخام التي بنى داروين عليها نظريته كانت معروفة قبل ذلك بعقود.
كان علماء الجيولوجيا والآثار قد قدموا بالفعل أدلة قوية على أن الحياة ظهرت على كوكب الأرض منذ وقت بعيد، وأنها تغيرت مع مرور الوقت، وأن أنواعا كثيرة من الكائنات الحية تعرضت للانقراض. كما أن علماء الطبيعة والتاريخ الطبيعي والأجنة اكتشفوا، ربما من دون أن يدركوا ذلك، الكثير من الأشياء التي استخدمها داروين كأدلة لإثبات صحة نظريته.
كان لامارك يعتقد أن عنق الزرافة ازداد طولا من خلال قيام كل جيل بمد عنقه إلى أعلى لكي يصل إلى أوراق الأشجار المرتفعة، ما أحدث تغييرا في شكل الجسم توارثته الأجيال. لكن نقاد النظرية "اللاماركية" سرعان ما أشاروا إلى أنه لو كان ذلك الافتراض صحيحا، لولد أبناء رافعي الأثقال بعضلات ضخمة، أو لولد أبناء رعاة البقر بأرجل مقوسة مثلما يحدث لآبائهم بعد قضاء جل سني عمرهم في امتطاء الخيل. ولكن رغم خطأ النظرية، فقد وجهت أفكار العلماء إلى مسألة التطور.
أصبح واحدا من أكثر الكتب العلمية تأثيرا في التاريخ البشري على الإطلاق. يتضمن الكتاب نظرية علمية تتلخص في أن الكائنات تتطور على مدى الأجيال من خلال الانتقاء الطبيعي، ويعرض لأدلة تشير إلى أن تنوع أشكال الحياة يتفرع من أصول مشتركة تطورت مع مرور الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق