القانون الفيزيائي ليس بديهياً. لا تستطيع مهما كان ذكاؤك أن تصوغه بمجرد النظر. الشمس تتحرك من المشرق إلى المغرب. بداهة، نراها بأعيننا كل يوم. لكنها لا تعبّر عما يدور حقيقة في الطبيعة. التفاحة تسقط من الشجرة إلى الأرض. بداهة، نلاحظها كل يوم. أما أن نقول إن هناك قانوناً واحداً يحكم انجذاب الأرض والتفاحة إلى بعضهما بعضاً، وانجذاب القمر والأرض إلى بعضهما بعضاً. فليس هذا بداهة. لأن أحداً لم يلاحظ بعينه انجذاب الأرض نحو التفاحة بالقانون نفسه.
من الذكاء الفيزيائي تولّد نوع جديد من الذكاء الاقتصادي، نسميه حالياً الرأسمالية. فتواكب مع انتقالنا من الحساب إلى الفيزياء انتقالنا من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الرأسمالي. مرة أخرى، استطاع عقل بشري أن يكتشف قيمة الطموح والتنافسية والتخصص في العمل. وأن يصوغ قوانين لا تراها العين المجردة لفضاء فيزيائي كبير اسمه السوق
دون التقيد بسابق المعرفة، وشائع القيم الأخلاقية والاجتماعية، في عصره، يتقيد فقط بالملاحظة التجريبية، تماماً كما الفيزياء. وتماماً كما يجب أن تكون علاقتنا التعلمية بالطبيعة.
في حالة المجتمعات النامية - قد تقضي على جوهر هذا الأفق. وذلك بقضاء الأغلبية الراكدة على الحريات الفردية للقلة النشطة.
أعلى الأصوات صياحاً بالديمقراطية، هي الجماعات المتمسكة بالقيم القامعة لحريات الأفراد. هل هذا صدفة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق