الخميس، 18 نوفمبر 2021

أهمية المهرجانات السينمائية، وتأثيرها على صناعة السينما العربية.*****

توجيه دعم حقيقي وملموس إلى صناع الأفلام في العالم العربي، أي أنه أصبح لهما دور في تمويل الأفلام ذات الطموح الفني التي لا تجد عادة منتجين يرحبون بتمويل إنتاجها في المنطقة العربية، مع الترويج لهذه الأفلام من خلال عرضها ومناقشتها ودعوة موزعين من العالم لشراء حقوق توزيعها. وبهذا لا تكون المهرجانات السينمائية فقط نافذة لعرض الأفلام، أي لاستهلاكها، بل ولدعم ظهور أعمال سينمائية جديدة لشباب المخرجين.

وإذا وجد بعض المثقفين الراغبين في الاطلاع على تجارب العالم المختلفة في السينما، نجد الرقابة في هذه الدول تفرض قيودا مشددة على الكثير من الأفلام المشاركة، كما أن النظرة السائدة تعتبر المهرجان واجهة للدولة، أي أنه أداة للدعاية بالدرجة الأساسية، وهو ما يؤثر على التعامل الرسمي معه.

ومن دون أن يكون لديك جمهور كبير يشاهد الأفلام، ومن دون أن يكون هناك دور مباشر للمهرجان في دعم الإنتاج السينمائي المحلي، فما فائدة المهرجانات؟

*

سجالات ثقافية

إطلالات الفنانين أكثر من التركيز على ما يعرض من أعمال.

انتقد المنتج المصري، محمد العدل، التعليقات الشامتة في الحريق، وكتب بلهجة عامية: "قبل ما تنصبوا فرح (حفلا) بسبب ما حصل في الجونة وأنه انتقام ربنا بسبب الفساتين.. تذكّروا إن فيه رافعة وقعت في الحرم المكي وقُتل وأصيب الكثير بملابس الإحرام.. والأمثلة كثيرة..."

 ترفض "المقارنة بين الفعاليات الفنية وأداء الشعائر الدينية".

وصفوا الحريق بأنه "غضب إلهي من المهرجان".

" فئة محدودة تُحرم الفن".

"عرض للأفلام أم استعراض للأزياء"

تتعرض الفنانات لهجوم بأقذع الصفات من قبل فئات مختلفة ترى في إطلالاتهن وملابسهن "جرأة مبالغة تنافي قيم وعادات المجتمعات العربية المحافظة".

" مولد سيدي العريان" و"ما هذه الملابس الخادشة للحياء" و"أين الأزهر مما يحدث؟".

في المقابل دافع آخرون عن حق النجمات في ارتداء تلك الملابس رافضين الأحكام التي يطلقها من يسمونهم بـ"حراس الأخلاق، وكارهي المرأة".

 مهرجانا "يقتصر على استعراض الفساتين".

مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي:"من ينشغلون بفساتين النجمات هم أناس يعيشون في القرون الوسطى.. ولا يرغبون في رؤية الجمال ولا الفرح بل يسعون إلى إعادتنا للخلف".

لا أجد مبرر لما يحدث الآن ممن أعطوا لأنفسهم صكوك الغفران والرحمه وخرجوا علينا بالنصيحه والتقوى، ممن يقحمون الإسلام فى #مهرجان_الجونه الذى لا يسيء للإسلام فالإسلام أعظم من أن نتحدث عنه بهذه السطحيه وهذه الضحاله العقليه، الإسلام لن يتأثر بفستان فنانه كفى شطط فكرى من العقول الظلاميه

 أزياء الفنانات انعكاسا "للعلاقة الطردية بين طبقات المجتمع المصري خاصة بين نجوم الفن والجماهير".

 الأمر لا يعدو أن يكون حدثا ترفيهيا يلجأ له البعض لكسر حالة الملل.

فرصة لإطلاق النكات وتركيب الرسوم الساخرة التي تحاول محاكاة إطلالات النجوم وتصريحاتهم المثيرة للجدل.

وقد استحوذ فستان الفنانة المصرية نجلاء بدر، وقبعة الفنانة اللبنانية مايا دياب على اهتمام المغردين الذين رصدوا أغرب تقاليع الموضة في المهرجان.

أشاد مغردون بالإجراءات التنظيمية للمهرجان الذي بات بحسب رأيهم ينافس كبريات المهرجانات السينمائية العالمية.

كما سلط آخرون الضوء على المنصات الداعمة لصناع الأفلام في المهرجان وقوائم الأفلام العالمية المعروضة في في هذه الدورة.

لم يقدم الجديد المهرجان بات يرتبط أكثر بالسجادة الحمراء وبقائمة محددة من الوجوه التي تظهر في كل دورة.

يأمل آخرون في أن يخصص جزء من الأموال التي تنفق على مهرجان الجونة في إنتاج أفلام سينمائية هادفة تضاهي أفلام الزمن الجميل وتلامس واقع المجتمع.

 المهرجان بالسطحي وبأنه مجرد دعاية ومناسبة للترفيه في منتجع البحر الأحمر الخلاب الذي لا يستطيع المواطن البسيط توفير ثمن الإقامة فيه.

وانطلقت الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، التي تقام خلال الفترة من 14 وحتى 22 أكتوبر الجاري، بمشاركة سينمائيين من 44 دولة حول العالم. وأضاف المهرجان السينمائي جائزة سنوية جديدة تحمل اسم "النجمة الخضراء" المعنية بقضايا البيئة.

*

مفكرناش بمنطق إنه الأعرى، أو الأكثر عريا، اخترت الأحلى، والحقيقة الفستان في الكاميرات مختلف تماما، وتصميم العين بفكرة تطور لعين حورس، هي قالت كده، وحضرت كل زملائي قالولي انتي لابسة «قطعة فنية»، وقالولي الصور باين كأنك مش لابسة، الناس فاكرة إني لازقة المثلث، القماشة سينيه مبانتش في الصور«.

تساءلت: «هل أنا واحدة بتعمل تريند، أنا بعيدة عن ده، هل مواصفات، منطقة البطن نصها باينة، والصدر مش باين، والبطن ده موجود في أغلب الفساتين في الجونة، هو موقف أكبر مني، وكنت متوترة، أنا أبسط من كده وأبعد من كده، أنا مش واحدة بتاعة استعراض، ولا أحب أكون في ملطش مع الجمهور، لإني بشتغل للجمهور.. أنا زعلانة، الفن أذواق، ممكن يعجبك، وممكن ميعجبكش، من قبل الحريقة ناس شمتانين، أنا مخضوضة، أنا عملت إيه، مش فاهمة فيه إيه«، ليتدخل عمرو أديب قائلا: «بصراحة الفستان ميتبلعش».


*

أدعياء الفضيلة فأسألهم بوضوح إن كان لبس المرأة الجميل تسمونه فسادا وانحلالا وفجورا، فبما تسمون وقوف النساء في أسواق النخاسة في دولة الخلافة الإسلامية عبر العصور عاريات الصدور، لكي يتحسس أجسادهن الرجال في الأسواق قبل شرائهن، وبما تسمون عملية "إرضاع الكبير" و"نكاح الصغيرات" التي أباحها فقهاؤكم؟

عن ابن عمر رضي الله عنه (وهو ابن عمر بن الخطاب كما جاء في كتب التراث) أنه كان إذا اشترى جارية كشف عن ساقيها ووضع يده بين ثدييها وعلى عجزها (مؤخرتها) وكأنه كان يضعها عليها من وراء الثياب".. الراوي: نافع مولى ابن عمر - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/201 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.

فيا ترى من الذي يدعوا إلى الفسق والفجور والفساد والانحلال والرذيلة وغيرها من التعبيرات التي ترمون بها غيركم من البشر!

"اللي بيته من قزاز (زجاج) مايرميش الناس بالطوب"

*
النقاشات الفارغة 

والحقيقة هى أنه ليست المشكلة فى الاختلاف بين الجهتين: من يريد أن يعيش نمط حياة به قدر من التحرر من ناحية، وبين من يبغى حياة أكثر محافظة من ناحية أخرى؛ بل تكمن الأزمة فى عدم وصول المجتمع، حتى الآن، إلى صيغة تعايش بينهما. ومن ثم مع كل حدث تافه تقوم الدنيا وتنقلب، وينتفض مدعو الفضيلة هنا وهناك، فنتفرغ لهذا الجدل السطحى وننسى الهدف الأساسى من مثل هذه المهرجانات، ألا وهو تطوير صناعة السينما وعرض ومناقشة الأفلام القيمة.

فى الفن هو الحرية والخيال والإبداع، ووضع سقف لها هو أول الطريق للقضاء عليها. والحقيقة هى أن الفقر موجود فى كل بلاد العالم (حتى ولو بدرجات متفاوتة)، والأفلام حوله لا تنتقص من سمعة البلاد بل تناقش بالأساس من حيث جودتها ولياقتها الفنية.

فهل نرتقى بمستوى الجدل فى مصر، فنتخلى عن مناقشة البديهيات ونبحث عن المعنى العميق للأشياء؟.

*

Oct 22, 2021

التفسير الطبيقي لمهرجان الجونة ربنا يحرقهم 

إذا اختفى مهرجان الجونة أتصور أن الجدل سيعود ليحيط بمهرجان القاهرة. هذا الجدل ليس مرتبطًا بالجونة في حد ذاته، بقدر ما هو تعبير عن مشاعر وأفكار تتحين فرصة للخروج. أي متابع لصفحات السوشيال ميديا يمكنه ملاحظة الانفجارات التي تخرج كل فترة بسبب مايوه ابنة فنان أو فستان طالبة جامعية أو ثمن شاليه في الساحل. هناك نوع فريد من الحقد الطبقي، Klassenhasse، مستخدمين تعبير كارل ماركس، لكن بشكل محوّر عن مصدره السياسي والاقتصادي، ليعبّر الحقد عن نفسه بأشكال دينية وجنسية.

حتى قبل أن يبدأ مهرجان الجونة؛ "اشتعلت مواقع التواصل" فرحًا وشماتة بالحريق الذي شب في جزء من قاعة احتفال المهرجان. البعض لم يتورع أن يعلن صراحة عن أمنيته لو أن الحريق تأخر يومًا، ليحرق الحاضرين. والكثيرون رأوا في الحريق عقابًا، وعلامة، من الله، كما يفعلون عادة عندما تحل كارثة أو مصيبة بفنانة أو ملياردير أو خصم سياسي أو بلد غير مسلم.

 الفارق أن الجونة ينظمه رجال أعمال لا جمعية أهلية، ورغم أن بعض الوزارات ومحافظة البحر الأحمر ترعى المهرجان معنويًا، إلا أن آل ساويرس لا يحتاجون إلى دعمهم المادي، إن لم يكن العكس.

الدورة الأولى للجونة كان واضحًا أنه مُصاغ على نمط المهرجانات السياحية مثل دبي وأبو ظبي ومراكش، تلك التي تجمع بين الفن والبيزنس، وهدفها الأساسي هو جذب أنظار المستثمرين والسائحين والشركات الكبيرة في صناعة السينما إلى البلد أو المدينة التي يقام فيها المهرجان. ليس ذلك عيبًا، أو ميزة، في حد ذاته. كل مهرجان له أولوياته، والمهم ألا تغلب النظرة الاستثمارية على بقية أهداف المهرجانات.

مثلما يهتم الجناج الإداري للمهرجان بالنجوم والفساتين والسوشيال ميديا، فإن الجناح الفني يهتم بالأفلام والبرامج التثقيفية ويدعو النقاد والصحافة الجادة لتغطيتها، بالرغم من الصراعات التي تنشب أحيانا بين الجناحين "التسويقي" و"الفني"

الاستعراضية والنميمة، وتجاهل الجوانب الثقافية والفنية.

ركزت قناة "أون" التي تبث الحفل على الأفلام والجانب الفني فقط، كما لو أنها تحاول أن تقول إن المهرجان ليس فساتين فقط.

تركت الحركات الاسلامية آثارًا ثقيلة الوطأة من التعصب الفكري والعصاب النفسي تجاه كل ما يتعلق بالنساء وجسد المرأة، وصارت مصر تنافس أفغانستان على تغطية أكبر قدر ممكن من أجساد الإناث. أضف إلى ذلك النزعة الطائفية التي لعبت هذه الحركات على تقويتها وتأجيجها منذ السبعينيات. ورغم أن المشروع السياسي الإسلامي سقط رسميا إلا أن أتباعه كثيرون، وهم أكثر انتشارًا ومرارة وعنفًا لفظيًا على مواقع التواصل الاجتماعي. معظم هؤلاء يتجنب الخوض في الحديث عن السياسة خوفًا من الملاحقة الأمنية، ولكن الجونة يوفر لهم فرصة على طبق من ذهب، ليضربوا على الوترين الحساسين الآخرين: الجنس والطائفية.

حركات الاسلام السياسي المتشددين المؤمنين بأفكارها إلى الناس العاديين من غير المنتمين إليها، واخترقت كل الطبقات والفئات، وامتدت إلى كثير من "العلمانيين" و"المثقفين اليساريين"، حيث نجد الخلط الدائم بين الهوية والرجعية، وبين معاداة الرأسمالية ومعاداة النساء والحريات الشخصية. ويشكل الفنانون، والممثلات بشكل خاص، هدفا دائما لهجاء هذه الفئة.

ريش وفساتين 

 تناقض بنيوي في هذا النوع من المهرجانات بين المظاهر الاحتفالية السياحية: من ناحية هناك النجمات على السجادة الحمراء بفساتين ومجوهرات بالملايين، السيارات الحديثة الفارهة، حفلات العشاء والرقص ليلًا، الباحثون عن المتعة والشهرة والمال. وعلى الجانب الآخر هناك الطبيعة الثقافية الإنسانية للأفلام وصناعها: أفلام تكشف مظاهر البؤس في العالم من فقر ومجاعات وحروب وأمراض وتلوث للبيئة وعلاقات إنسانية مهترئة ومعاناة من الوحدة والاغتراب وعدم القدرة على التكيف على الجانب الآخر، فنانون حقيقيون مشغولون بالعالم وبالفن بعضهم عانى طويلًا قبل أن يصل إلى هذا المهرجان.

عقب فوز مخرج فيلم كباتن الزعتري الوثائقي الذي يصور الحياة في مخيم للاجئين السوريين بجائزة كبيرة في المهرجان، علقت ناقدة صديقة "المفروض تذهب هذه الأموال لأطفال المخيم الذي شاركوا في صنع الفيلم". تعليق يدفعك للتساؤل: هل يتاجر صناع الأفلام بهموم الفقراء والمعذبين أم يتبنون قضاياهم؟

أصاب الفيلم كثيرًا من مشاهدي العرض الأول بصدمة هائلة. بعد ساعتين من التبختر على السجادة الحمراء، وتناول أطباق منتقاة من الطعام والشراب وتبادل الأحاديث المرحة المتفائلة، تُظلِم قاعة العرض ويبدأ الفيلم ليصور لهم واقعًا بالغ البؤس لا يرغبون في معرفة شيء عنه، أو على الأقل ليس مناسبًا في هذا المكان الاحتفالي.

كوكبان متباعدان يتصادمان: فزع وشعور بالذنب ونفور وإنكار. يزيد الطين بلة أن الشخصيات التي تظهر في الفيلم ليسوا من الممثلين المحترفين من زملاء الجالسين والجالسات في الصفوف الأولى. هذا أداء ليس فقط غير مزيف، ولكنه يكشف زيف القاعة والجالسين فيها. صدام بين كوكبين متناقضين.

التناقض عاد ليطل بوجهه في حوارها مع بوسي شلبي، التي ارتبط اسمها بتغطية الاحتفاليات وأخبار النجوم، إذ لم تستطع المذيعة أن تتجاهل الفارق الطبقي الشاسع بين حياة الممثلات وحياة بطلة ريش. ورغم اعتقادي أن بوسي لم تكن تقصد التنمر أو التعالي على السيدة، لكن الموقف نفسه كان غريبًا، ورواد السوشيال ميديا انتهزوا الفرصة ليعزفوا على لحن طبقية المهرجان.

هذه النوعية من الأفلام الواقعية التي ترصد بؤس العالم عادة ما تبرز التناقض في طبيعة المهرجانات ذات الطابع الاحتفالي، وعادة ما تثير لدى الحاضرين التعاطف بشكل مبالغ فيه تحت تأثير الشعور بالذنب، أو ، مع الجمهور أقل تحضرا وأكثر ميلا لانكار الواقع، تثير النفور كما حدث مع فيلم ريش.

 لا يعكس فقط جهلهم ولكن أيضا ذلك الإحساس بالتفوق الذي ينتاب عادة "محدثي الثراء"، وهو للأسف موقف يتفق مع طبيعة مهرجان أعطي لهؤلاء النجوم هالة ومكانة مبالغ فيها. ولعل التصريحات التي أدلى بها النجم المكرم في المهرجان، أحمد السقا، خلال حفل الافتتاح، دليل على حالة "الانتفاخ" التي يعاني منها بعضهم.

الكثيرون ارتاعوا من تصريحات السقا حول السينما المصرية منذ 1967 وحتى 1997، بأنها "كانت مخنوقة"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق