السبت، 27 نوفمبر 2021

بين نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي يجب أن تخرج الأنثى من الأساطير . ما بعد النسوية

Jun 21, 2020

 لتتحرر من هيمنة قرون من التقاليد والاضطهاد والتشويه والتجاهل.

البحث عن المرأة الناقدة وصاحبة الفكر الحر أمر يعد صعبا في ثقافة عربية تحاول تكريس سردياتها التي ترفض التغير والتحول رغم التحولات العالمية في مجال الحقوق،

*

فاطمة المرنيسي: ما بعد النسوية

إلى جانب عبد الكبير الخطيبي، وبول باسكون، قدّمت كتاباتها صورة عن مغربٍ سوسيولوجيّ خارج من قهر السوسيولوجيا الغربية ونزعتها الكولونياليّة المركزية


 الباحثة التونسية زهية جويرو *****+++++

مرجع ثابت للنسويات العربيات

 كتابها «الجنس، الإيديولوجيا، الإسلام» في منتصف الثمانينيات. كان ذلك الكتاب مدخلاً لفهم معنى النظام البطريركي/ الأبوي والتمييز القائم على الجنس والنسوية وغيرهما من المفاهيم ذات الصلة، وللوعي بأشكال من القهر المسلط على النساء لمجرد كونهن نساء.

 كنا نجد فيها الحجة النقيض التي تساعدنا في مناقشة الأطروحات الإخوانية بشأن المرأة، وفي الرد على ما كانت تنشره زينب الغزالي وغيرها من أعلام الاتجاه الإخواني وإيديولوجيته المعادية لكل القيم المرتبطة بمبدأ المساواة وبمبادئ حقوق الإنسان للمرأة.

 «ما وراء الحجاب، الجنس كهندسة اجتماعية» من أهم الكتب التي كانت تسعفنا برؤية أخرى مختلفة للحجاب تستند إلى استقراء الواقع التاريخي-الاجتماعي وإلى السياقات الموضوعية والثقافية التي أنتجت ظاهرة الحجاب في أكثر من ثقافة وفي مجتمعات متعددة، ولم تقتصر على النظر في النصوص ومجادلتها والبحث فيها عن الحجة. وكان ذلك بدوره مدخلاً بالنسبة إليّ وإلى جيلي للوعي بأثر الواقع الاجتماعي وملابسات التاريخ في تحديد واقع النساء، وفي إدراك أن هذا الواقع لم تبنه نصوص الدين ولا نصوص القانون إلا بمقدار ما كان لهذه النصوص من أثر في تشكيل الذهنيات والتمثّلات بشأن النساء وأدوارهن وأوضاعهن في المجتمع، وأنّ ما كان له أثر فاعل كذلك في تحديد تلك الأوضاع هو الوقائع المادية الاجتماعية والوعي بما يحكمه من بنى مادية ورمزية في الوقت ذاته.

*
مشروع تحرّري في مواجهة «حرّاس الشريعة»

امال قرامي 

 الجامع بين النسويّة والحداثة ودراسات ما بعد الاستعمار

كيف أسهمت مشاريع الإصلاح في عصر النهضة، في بناء أنوثات جديدة وتأسيس أنماط ذكوريّة مختلفة كانت الدولة القطرية بحاجة ماسّة إليها؟

 ليلى أبو لغد، وميرفت حاتم، ونعمت حافظ بارزنجي، وهدى الصدة وأخريات. لم تكن المغربية فاطمة المرنسي معزولة عن هذا الحراك الفكري العابر للثقافات. 

ولئن دأبت النّسويات الليبراليات والاشتراكيات وغيرهن على استبعاد براديغم الدين، فإنّ للمرنيسي الفضل في التنبيه إلى أهميّة اختراق النساء، والنسويات على وجه الخصوص، أسوار المعرفة الدينيّة التي ظلّت لقرون حكراً على الرجال. 

فليس التهيّب أو النفور من المبحث الدينيّ أو الإصرار على عدم خوض معركة مع «حرّاس الشريعة» في نظر المرنيسي، إلاّ علامة على خضوع النساء للعلماء الذين امتلكوا حقّ التأويل وروّجوا خطاباً حول النساء غير قابل للنقد. فليس أمام النساء اللواتي انتفعن بحقوقهن (التعليم والعمل والسفر...) إلاّ العمل على التحرّر من بُنى الهيمنة المتقاطعة بما في ذلك هيمنة قراءة على أخرى، وهيمنة تأويل على إمكانات أخرى للفهم.
وينتبه المتابع الحصيف لأعمال المرنيسي أنّها جدّدت عدّتها المنهجيّة، فلم توظّف ما وفّرته السوسيولوجيا من أدوات للتحليل فحسب، بل إنّها انفتحت على اختصاصات أخرى كعلم الحديث والفقه والتفسير والتاريخ والأنتربولوجيا والنظريات النسوية وغيرها. أمر يثبت أنّ الدراسات النسائية تتطلّب تمكّناً من علوم مختلفة ومناهج ومقاربات متنوّعة ولا يمكن للباحثات النسويات الاقتصار على اختصاص دقيق فقط.

قدّمت قراءة تفكيكيّة للدور الذي لعبه أبو هريرة في الترويج للأحاديث الضعيفة

تلتقي المرنيسي، في اعتقادنا، مع اللاهوتيات النسويات الغربيات في الإقدام على الانشغال بالنصوص التأسيسية وإخضاعها للتحليل وفق المنظور النسوي الذي يسمح للباحثة بالتعبير عن غضبها وصدمتها ودهشتها واستغرابها.

جد المرنيسي لا تتوانى عن إثبات أشكال تلاعب عدد من الفقهاء والمفسّرين المعادين للنساء بعقول الناس. فهؤلاء أوّلوا النصوص بطريقة تضمن مصالحهم وتعبّر عن أيديولوجيّاتهم والامتيازات الذكوريّة أو تخدم السلطة السياسية، وأوهموا المتقبّلين لخطاباتهم بأنّ قراءتهم للآيات والأحاديث هي القراءة الأكثر انسجاماً مع الإرادة الإلهية. ويكفي أن نتأمّل في قراءة المرنيسي التفكيكيّة لبعض الأحاديث الموظّفة لبيان دونيّة المرأة وللدّور الذي لعبه أبو هريرة في الترويج للأحاديث الضعيفة حتى ندرك المهمّة الشاقّة التي نهضت بها المرنيسي من أجل لفت انتباه المسلمات والمسلمين إلى أهميّة وضع هذا التراث تحت المجهر وتناوله من زاوية التحديق النسائي.

زينب التوجاني

منذ «كتابها الحريم السياسي: النبي والنساء» (1992)، نافست فاطمة المرنيسي المؤسّسة الدينية والمؤسّسة الذكورية المحتكرة للدين، فكشفت الفرق بين النص القرآني وبين التقاليد الاجتماعية التي كرّستها الأحاديث النبوية والموضوعة والمؤسسة الفقهية ومؤسسة الفتوى لتأبيد وضعية دونية النساء.

نصر حامد أبو زيد خصّص لها فصلاً من كتابه «دوائر الخوف»، مشيداً بجهودها ومُبرزاً إضافتها وبصمتها

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق