الجمعة، 26 نوفمبر 2021

فهم الفوضى السياسية في العالم المعاصر .********

 النظام العالمي الليبرالي

 الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور بأن جوهر كل شيء -وهذا يشملنا- ليس المنطق، وإنما الإرادة العمياء.

في أعماله فسّر سبب عيش العالم في مثل هذه الوضعية المؤسفة، وكيف نستمر في إفساد الأمور من خلال خوض حروب لا داعي لها،  وإلحاق الكثير من المعاناة بأنفسنا وببعضنا البعض.

حسب هرمان ملفيل مؤلف رواية "موبي ديك"، فإن الحياة مجرّد مزحة فظة مارستها الآلهة علينا، وإن أفضل ما يمكننا فعله هو الانضمام إليهم وتشارك اللعبة والضحكات معهم. ومن خلال إعلان الفيلسوف فريدريك نيتشه عن موت الإله، أصبحنا أحرارا في فعل ما نرجوه لنجعل من إرادتنا مقياس كل الأشياء.

اعتقد أرسطو قديما أن التفكير الفلسفي هو كمال الحياة البشرية. ربما بالغ قليلا،

الحاجة الي الفوضي 

داخل هذا العالم المجنون يُتوقع أن يتسم الناس عموما بالجنون أيضا، وهذا هو الأمر الثاني الذي نحتاج إلى استيعابه. إننا نميل إلى افتراض أن الناس يفعلون أشياء ويرغبون في أشياء أخرى لأسباب وجيهة. ولكننا في أحيان كثيرة نسعى وراء أشياء لا معنى لها نظرا لأنها تكون ضارة بشكل واضح. وعندما يحاول شخص ما التفكير بعقلانية معنا، ويشير إلى جميع الأخطاء الواقعية والمنطقية التي نرتكبها، فإننا نتجاهله ونستمر فيما عهدناه.

 هذا العالم محير للغاية لو أننا حيوانات عاقلة حقا، ولكننا لسنا كذلك. بالتأكيد نحن قادرون على أن نكون عقلانيين ومنطقيين، لكن المشكلة تكمن في أننا لا نريد ذلك دائما. هذا المنطق يشعرنا بالملل، لذلك نطمح أحيانا ونحتاج إلى القليل من الفوضى، أو حتى الكثير منها، وفق الكاتب.

 الناس عادة ما يكونون "أغبياء بشكل مذهل" وناكرين للجميل، ولكنه لم يكن متفاجئا على الإطلاق.

تتمثّل مشكلتنا في أننا غالبا ما نشيد بالمؤدين بدلا من المخترعين، أي أولئك الذين يدعون بجعل الأمور رائعة مجددا وبإنجاز المهام، والذين يجيدون إقناع الآخرين بهذا دون القيام فعلا بأي شيء رائع على الإطلاق،

كيف نحافظ على سلامة عقولنا في عالم يبدو أنه يزداد جنونًا مع كل دقيقة تمر؟ لقد اقترح كتّابنا العظماء إستراتيجيات مختلفة تسمح لنا بالتأقلم: اعتقد شوبنهاور أنه ينبغي أن نتوصل إلى طريقة للقضاء على الإرادة، وندير ظهورنا للعالم إلى الأبد.

الانفصال عن العالم 

هرمان ملفيل اقترح فكرة الانفصال المسلّي عن العالم، بينما فضّل مارسيل بروست فكرة الهروب إلى عالم الفن، ووجد تولستوي المعنى والعزاء في الإيمان، والتجأ دوستويفسكي إلى الحب العالمي، واعتقد الفيلسوف الدانماركي سورين كيركغو أن الحل يكمن في الاعتماد على الله.

 نيتشه إلى أنه يتعين علينا أن نعتنق ونحب أيًّا كان ما يحدث لنا

تبدو الفلسفة مع هذه الآراء المتنوعة مهمة لحياتنا لأن إجابات الأسئلة الفلسفية مهمة، ليس فقط لمسائل الحياة والموت، بل لأنها أيضا توفر لنا إجابات عن أسئلة طبيعة القانون، ودور اللغة، ومن أين تأتي الأخلاق؟ وما هي هويتنا؟ وما هو الجمال؟ وغيرها من الأسئلة التي تساعد المجتمعات وتعكس شيئا أساسيا عميقا عن البشر، وهو أننا كائنات مادية، لكن وعينا لا يقتصر على الأمور المادية فحسب. وفي الواقع، الفلسفة انعكاس واكتمال للطبيعة البشرية المركبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق