السبت، 13 نوفمبر 2021

الدولة الفاشلة في مصر

Mar 27, 2021

 تتراكم الأزمات في مصر من دون أن يقدّم النظام أي حلول جذرية أو حتى مؤقتة لها. فبعد أقل من اثنتين وسبعين ساعة من حادثة جنوح سفينة عملاقة في قناة السويس وتعطّل حركة الملاحة، والتعتيم الرسمي على الحادثة والتعامل الإعلامي الفاشل بشأنها، وقع صباح أمس الجمعة حادث جديد في مرفق السكك الحديدية، في محافظة سوهاج بصعيد مصر، ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا، في تكرار أصبح روتينياً لفشل الدولة في إنقاذ أرواح مواطنيها من حوادث القطارات المتكررة، التي كانت في الماضي سبباً دائماً لتغيير وزراء النقل. أمّا الآن، وبعد تولي وزير النقل الحالي المقرب من السيسي، الفريق كامل الوزير هذه الحقيبة، غاب التعاطي النقدي إعلامياً وبرلمانياً مع تكرار هذه الحوادث، واكتسب منصب وزير النقل حصانة من المساءلة والعقاب، وأصبح من المستحيل تقديم طلب إحاطة أو سؤال برلماني بشأن تكرار الحوادث، وسوء الخدمة، في الوقت الذي تنفق فيه الدولة مليارات الجنيهات على مشاريع مستقبلية طويلة الأمد في قطاع النقل، لن تعود بالفائدة على المواطنين البسطاء الذين تُحصد أرواحهم على مزلقانات السكك الحديدية في قرى الريف.

كان من مظاهر الارتباك الواضحة كذلك، حذف الحساب الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على موقع "فيسبوك"، منشوراً بشأن كارثة تصادم قطاري سوهاج، بعد دقيقة واحدة من نشره، ثم أُعيد نشره مرة أخرى بعد تعديل وإضافة بعض الكلمات. وقال السيسي: "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عايناه اليوم (أمس) بتصادم قطارين في محافظة سوهاج"، ثمّ قام بتعديل كلمة "عايناه" وجعلها "شاهدناه". وأضاف "إنّ الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصراراً على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث. ولقد وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة".

تغيب ثقافة إدارة الأزمة لدى السلطات المصرية

ولا يمكن تجاهل أن التعامل السلبي مع الأزمتين يأتي تحت سلطة عسكرية خالصة، بينما كان السيسي والموالون له يراهنون على عسكرة الدولة "لتجاوز عهد الفساد والإهمال الذي يقع من المدنيين". فقناة السويس يرأسها الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية السابق، وقطاع النقل يرأسه الفريق كامل الوزير، الرئيس السابق للهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

كان كامل الوزير قد تولى حقيبة النقل في مارس/ آذار 2019، على خلفية رغبة السيسي في تعميم "الضبط والربط" العسكري على هذا القطاع المدني، بعد وقوع أربعة حوادث كبيرة للقطارات بين عامي 2017 و2019؛ الأول في محطة خورشيد على خط القاهرة-الإسكندرية، ثم اصطدام قطار مطروح بسيارة ملاكي، ثم تصادم قطارين بكوم حمادة بالبحيرة، ثم الحادث الكبير الذي وقع في 27 فبراير/ شباط 2019 باصطدام قطار بالحاجز الإسمنتي في محطة القاهرة الرئيسية برمسيس، مما أودى بحياة 30 شخصاً على الأقل، ما دفع وزير النقل هشام عرفات إلى الاستقالة.

اختار السيسي كامل الوزير، المشهود له عسكرياً بالانضباط والصرامة وإنجاز أوامر السيسي بغض النظر عن أي اعتبارات فنية ومالية،

*

الدول الفاشلة “بالنفوذ” ، وللنفوذ أشكال ، بينما تدار الدول الناجحة “بالقانون 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق