درجة الصداقة المتينة، غير أن رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى الشعبي ظل حاجزا يتمسك به المصريون حتى لا تختلط الأمور، وحتى لا يتم نسيان عدو تاريخي خاض المصريون عدة حروب في مواجهته.
رغم المصالح الاقتصادية الضخمة بين القاهرة وتل أبيب، والتي توسعت في السنة الأخيرة في مجالات الطاقة والسياحة.
جماعة "الإخوان المسلمون" وقوى قومية عربية، ويساريون؛ جهات مركزية معارضة للتطبيع داخل النقابات المصرية، حسب الدراسة الإسرائيلية.
المهندسين، والأطباء، والصيادلة.
ولفتت الدراسة إلى أن صعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى حكم مصر عام 2014 وضعف التواجد الإخواني داخل النقابات لم يخفف المعارضة النقابية للتطبيع مع إسرائيل.
جماعة الإخوان ليست وحدها المعارضة للتطبيع، بل هناك قوى مصرية أخرى رافضة، حيث يتأثر جزء منها بأفكار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويُطلق عليهم "الناصريون" إلى جانب من يعارضون التطبيع تعبيرا عن التضامن مع الفلسطينيين.
منذ عام 1981 يطبق اتحاد النقابات المهنية قرارا يحظر على أعضائه التعامل أو التطبيع بأي شكل مع إسرائيل.
ثمة وقائع كثيرة على مدار 40 عاما الماضية تثبت الموقف الحاسم من جانب النقابات المهنية تجاه من يُقدم على التطبيع، وآخر تلك الوقائع كان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث أعلن اتحاد النقابات الفنية إيقاف الممثل والمغني محمد رمضان المتهم بالتطبيع لحين التحقيق معه.
على خلفية أزمة رمضان، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانا صحفيا أوضحت فيه أن ثمة فرقا بين المعاهدات الرسمية التي تلتزم بها الحكومات العربية والمواقف الشعبية والثقافية والفنية من قضية التطبيع.
معاهدة السلام مع تل أبيب برعاية أميركية في 26 مارس/آذار 1979، وبموجبها انتهت حالة الحرب بين الطرفين التي ظلت ممتدة لنحو 40 عاما.
ربما لا يمكن الفصل بين نجاح النقابات المهنية في مواجهة التطبيع ورفض الشارع المصري لوجود علاقات غير رسمية مع إسرائيل؛ فلولا البيئة الشعبية المعارضة للكيان الصهيوني لما استطاعت الكيانات النقابية أخذ مواقف حاسمة في هذا الشأن.
المصريين ما زالوا يعارضون إلى حد كبير "تلطيف العلاقات مع إسرائيل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق