الأحد، 21 نوفمبر 2021

أسرار البيت التركي

 الدراما المصريّة مؤخّرا في سلسلة حكايات: ورا كل باب، وإلا أنا، وزي القمر. فالواقع حافل بالكثير من القضايا والموضوعات الشّائكة التي تحتاج إلى جرَّاح يُشخِّص أعطابها، ويداوي جروحها، فتعدّدت نوعية الدراما وموضوعاتها مؤخرا، على نحو مسلسل “عمارة الأبرياء”.

يحكي المسلسل قصة عائلة جميع أفرادها مصابون بأمراض مختلفة، ما بين عضوية ونفسيّة، فالأخت الكبرى مصابة بهوس النظافة إلى حدّ المرض، وبالمثل الأخت الوسطى فهي مصابة بسلس التبوُّل اللاإرادي، مع أنها تجاوزت مرحلة الطفولة والمراهقة، أما الأخ الكبير هان فهو مصاب هو الآخر بهوس جمع القمامة، فعلى الرغم من أنه يدير شركة والده المصاب بفقدان الذاكرة (ألزهايمر) نتيجة تأثّره برحيل زوجته، إذْ يُحمّل نفسه مسؤولية موتها لأنه لم يذهب إلى المستشفى بسبب بقائه مع ابنه، إلا أنّه (أي الابن) ما إن يرخي الليل أستاره حتى يتبدّل حاله كليّة، فيذهب إلى حاويات الزبالة ويقوم بجمع الأشياء منها، أما الأخت الصغرى ناريمان فهي مصابة بمرض جلدي، يجعلها عندما تصاب بتوتر تقوم بتقطيع جلدها، إلى جانب عدم ثقتها بنفسها وخجلها الشديد الذي يمنعها من الاقتراب والتحدُّث مع أي شخص.

هوس النظافة المفرط الذي يصل إلى غسل اليد عشر مرات، وتنظيف حبات الفاصوليا عشر مرات، وإذا أخطأت في العد، تعيد غسلها من جديد).

المسلسل يتعرض بشكل مباشر إلى الخلافات الأسرية، والزواج غير المتكافئ، وكذلك التربية الخاطئة، وهو الأمر الذي يتحمل نتيجته الكارثيّة الأبناء في ما بعد، فما أصاب الشخصيات من أمراض نفسيّة وعضويّة، كان بسبب الحالة اللاسويّة التي تعيشها الأُسر، والتعنيف الأسري الذي مورس على الأطفال في مراحلهم المبكرة. وكذلك يناقش المسلسل غياب الأب عن ممارسة أدواره المنوط بها. المسلسل يقدّم صورة واقعية لنماذج تُعاني من أمراض اجتماعيّة ولا تعترف بأنها مريضة، وهو ما يعوّل عليه المسلسل كثيرا.

مسلسل “فتاة النافذة”، وهو مأخوذ عن رواية بذات الاسم للطبيبة النفسيّة أيضا غولسيرين بواديجي أوغلو، صاحبة مسلسل “عمارة الأبرياء”، و”الغرفة الحمراء” (وهو مسلسل مازال عرضه مستمرا)،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق