الجمعة، 12 نوفمبر 2021

هل الإنسان شرير بطبعه . ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن

Sep 20, 2020

فلاسفة العقد الاجتماعي اختلفوا حول طبع الإنسان، وذلك عندما افترضوا حالة الطبيعة التي تسبق الحياة الاجتماعية، ولكن ظل الميل إلى النظر للإنسان بوصفه «شريرا بطبعه»، مسيطرا على مساحات الاختلاف.

ونفسٍ وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها ربما فُهِم منها أن تقديم الفجور على التقوى قد يشير إلى أسبقية شرّية الإنسان على خيريته.

فالتاريخ بقديمه وحديثه يقف بجانب شرية الإنسان، بوصفها طبيعة، لا تنشئة أو ثقافة. يقول عالم الاجتماع العربي العلامة ابن خلدون في مقدمته «اعلم أن الله سبحانه ركب في طبائع البشر، الخير والشر، كما قال تعالى‏: ‏«وهديناه النجدين»، وقال‏ «فألهمها فجورها وتقواها»، والشر أقرب الخلال إليه،

ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية 

خلة الشر أقرب إلى الإنسان من خلة الخير، خاصة إذا لم يهذبه الدين، أو القيم التي يتبناها المجتمع المحيط.

هوبز، نظر إلى الإنسان بصفته -كما قال- «ذئبا للإنسان

«الأمير» لمكيافيلي.

 أهواء البشر عموما أقوى من عقولهم، ومن ثم، فإنهم سيرجحون مصالحهم الخاصة على المصالح العامة إذا تعارضتا، كما قال هوبز، فإنهم، أي الناس «يجب أن يطيعوا قوة تضبطهم وترعبهم، قوة الله، أو القوة الحقيقية الممثلة في العنف، ولكن عنف السلطة أقوى في عقول الناس، فلا يمكن أن تترك مصالحهم وأعمالهم لتنظم وفق «مخافة الله»، وهذا مطابق للأثر المشهور عندنا «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

الإنسان هو الإنسان بشهواته وطغيانه وأثرته، لا يضبطه إلا القانون الصارم الذي يشكل وازعا ورادعا

*

طبقية!


سبتمبر 2020

هل الشرُّ غريزة فطرية في الإنسان أم أنه مسألة مكتسبة؟
حير الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع لسنوات طويلة جداً. والشر له أوجه متعددة ومختلفة مثل الكراهية والعنصرية والتنمر التي تفرزها المواقف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية بمختلف أشكالها وحدتها.
اختار مانديلا السلم الأهلي والسلام. عكس الخميني مثلاً الذي جاء إلى إيران عبر ثورة شعبية، وحضرت معه دوافع انتقامية شديدة ضد النظام السابق وعنصرية بغيضة بحق العراق العربي وسائر دول الخليج العربي، التي تعدى عليها بشتى الأشكال تحت شعار خبيث هو «تصدير الثورة»، وكانت من أسوأ تبعيات هذه الدوافع الخمينية دخوله في حرب مدمرة مع عراق صدام حسين، استمرت لفترة تجاوزت الثماني سنوات، وعندما عرض على الخميني مشروع وقف إطلاق النار بين البلدين وإعلان السلام، علق قائلاً «إنه يتجرع ذلك الأمر مثل تجرعه لكأس السم».

قبل نيلسون مانديلا كان المهاتما غاندي يقاوم وبسلمية آسرة آفة الاستعمار البريطاني من جهة، وآفة الطبقية المقننة باسم الدين الهندوسي في المجتمع الهندي، وهي معركة ملتهبة على جبهتين في آن واحد، ولكنه تمكن من تأسيس دستور مدني يساوي بين الجميع أقره تلميذه رئيس الوزراء الأول للهند بعد الاستقلال جواهر لال نهرو.

*

 تطبيق عملي للأثر المعروف عن الخليفة الراشد عثمانَ بنِ عفّان رضي الله عنه، من قوله: «إن الله يَزَعُ بالسلطان ما لَا يَزَعُ بالقرآن». أي: يمنع بالسلطان وبما يقوم به من زجر لمن يقترف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن. فمعلوم أن بعض الناس ضعيف إيمانه كبير شيطانه، فتراه لا يؤثر فيه زواجر ومناهي القرآن، ولا يستحي من الفعل المشين لا من الناس ولا من ربّ الناس، فيقدم أحدهم على ترويع الآمنين ولا يبالي. لكنه متى شعر أن هناك عقوبة من السلطان ارتدع وخاف من العقوبة القانونية، خوفاً من السجن والضرب وغيرها من العقوبات الرادعة. فجاءت الحملة الأمنية المباركة فقطعت دابِر الإتاوات ومنعت مظاهر الخروج على القانون بأفعال المارقين الشنيعة التي أودت بأبنائنا إلى مَغبّات المهالك، ومُغَيِّبَاتِ السُّجون، حتى تجاوز الظالمون المدى.

 “كما تكونوا يولى عليكم”، بحيث لا يأتيكم شيء من خارج قافتكم ومستوى أخلاقكم ودرجة وعيكم…

اخر مقال الزواج الشفهي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق