Mar 16, 2020
: (إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن بقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤوساً جهالاً يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون) [البخاري (100) مسلم (2673) واللفظ لمسلم] ويذكر صلى الله عليه وسلم وصفاً أخر لهؤلاء الأئمة الجهال وذلك في حديث آخر (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) ]احمد 2/291 وابن ماجة في السنن وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1887) [وفي زماننا اليوم وبعد ذهاب كثير من العلماء الراسخين وبقاء القلة منهم بدأ بعض من وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديثين السابقين يطلون علينا بضلالاتهم وجرأتهم العظيمة على الكتاب والسنة ومسلمات هذا الدين وأصوله .
عنوان (الآخر في ميزان الإسلام) هذا المقال الخطير الذي عارض فيه الكاتب _هداه الله_ صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين قاطبة وذلك عندما لخص مقالته المخزية بقوله:(إن الإسلام – على خلاف ما يريده المتشددون والمتنطعون – لا يكفر مخالفيه لمجرد عدم اتباعهم رسالته .بل يكفر منهم فقط من يحول بين الناس وبين ممارستهم لحرية العقيدة التي كفلها لهم).
تفسيره لبعض الآيات حسب هواه ضارباً بأقوال السلف وأئمة التفسير عرض الحائط معترضاً عليها .ولا ندري إن كان هذا الكاتب مدركاً لخطورة صنيعه هذا أم غير مدرك. ألم يسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)]الترمذي (295) وقال حسن صحيح[
ألم يسمع صديق الأمة الأكبر أبي بكر رضي الله عنه وقد سأل عن قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}] سورة عبس:31[ فقال:(أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مالا أعلم)]تفسير البغوي 8/339، جامع بيان العلم ص 353، الدر الممنثور 8/421[
أولاً: استدلاله على عدم كفر اليهود والنصارى الذين لم يدخلوا في الإسلام بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ] سورة البقرة:62[وهذا منة جرأة عظيمة على كتاب الله عز وجل ومخالفة لإجماع أئمة التفسير قاطبة، حيث لم يقل أحد منهم بذلك بل قالوا بنقيضه وأكتفي بكلام شيخ المفسرين الطبري رحمه الله تعالى حيث كان مما قال:(فكان إيمان اليهود:أنه من تمسك بالتوراة وُسنة موسى، حتى جاء عيسى .فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى – فلم يدعها ولم يتبع عيسى - كان هالكاً .وإيمان النصارى: أنه من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمناً مقبولاً منه، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم،فمن لم يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل – كان هالكاً)
وقد أطال الرد على هذه الفرية شيخ الإسلام بن تيمية
: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} [سورة آل عمران:7].
ثانياً : استدلاله على أنه لا يكفر من أهل الكتاب إلا المحارب بقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [سورة المائدة:82] وهذا يدل على جهله بالقرآن وتفسير القرآن وأتباعه لما تشابه منه. يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في رد هذه الجهالة (والجواب أن يقال تمام الكلام:{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَا الْمُحْسِنِينَ} [سورة المائدة: 83-85].
+++++++++++لسه صحيفة الرياض
++++++++++++++++
عبد الله أحمد النعيم.. مفكر من عصرنا 2018
من كتاب العلمانيون العرب
المفكر الإسلامي عبد الله أحمد النعيم (السودان، 1950) عن مختلف تصوراته حول الدولة والعلمانية والشريعة.
الشريعة ليست مرادفة للقوانين، بل يتعلق الأمر بالنظام المعياري للإسلام كما يتجلى في القرآن والسنة والأحاديث النبوية.
ينتقد النعيم، من خلال تعريفه هذا، المفهوم السائد اليوم حول الشريعة، سواء لدى الإسلاميين أو في الكتابات الغربية المنتقدة للإسلام، والتي تحصرها في قوانين أو في نظام الحدود، وحين يفهم الشريعة معياريا، فهو بالتالي يخرجها من مجال السلطة إلى مجال الأخلاق، أي أن الشريعة في نظره ليست سيفا مسلطا على الرقاب، أو ليست دولة.
يقول: "إن طبيعة الشريعة لا تسمح بالتقنين. إن كل تقنين من شأنه أن يختزل التعقيد الذي يطبع تقاليد ضاربة في القدم ورؤى متناقضة في رؤية مختزلة تبسيطية. وهو ما من شأنه أن يكرس رأي السلطة الحاكمة فقط. طبعا هناك دول من المغرب وموريتانيا وحتى إندونيسيا تؤكد أنها تطبق الشريعة، لكن الأمر يتعلق بسياسة غير شرعية. لأن الدولة تعمد إلى قراءة انتقائية للأوامر الدينية بدل أن تترك المسلمين أنفسهم يقررون ما يريدون اختياره".
يؤكد أن العلمانية تحمي حق المسلمين في ممارسة دينهم، مؤكدا أنه ليس من حق الدولة أن تتدخل في قناعات الناس الدينية.
الدولة التي أسسها المسلمون قبل 1400 عام في المدينة، "لم تكن إسلامية ولا دينية. لقد كانت هذه الدولة مؤسسة سياسية، ولم يسمها، لا المسلمون أنفسهم ولا خصومهم، بالدولة الدينية. إن مفهوم الدولة الإسلامية هو تكوين ما بعد كولونيالي، يجمع بين الدولة القومية الأوروبية وفكرة التحرر الإسلامي".
أما إقبال بعض الدول العربية على التنصيص في الدستور على أن الإسلام دين الدولة، فيبقى الأمر بالنسبة للنعيم مجرد بروبغندا، كما الحال عليه في مصر، ولا يتضمن نتائج قانونية، منتقدا تحالف المؤسسة الدينية والعسكر في هذا البلد.
ما يمكن أن نأخذه على موقف النعيم، اعتقاده بأن قلوب المسلمين وعقولهم "ما زالت محكومة بنظرية المعرفة الغربية وبالفلسفة الغربية وبالمفاهيم الأوروبية عن إدارة الدولة، رغم أنهم استقلوا اسميا منذ عقود". فلو كان الأمر على تلك الحال، لكنّا مجتمعات ديمقراطية، وليس مجتمعات يحكمها الريع والاستبداد. بل يمكن أن نقول إن غياب الغرب بالأحرى معرفته عن ثقافتنا، أو حضور هذا الغرب كسلطة وليس كمعرفة، هو من يؤبد خضوعنا للاستعمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق