Nov 14, 2020
مع العالم و الكون ام مع رجال الدين
ام مع الله
محمد المختار الشنقيطي فكتب: "ما يريده المستبدون وظهيرُهم الدولي ليس إسلاما معتدلا، بل إسلاما منزوع الدسم، لا ينصر مظلوما، ولا يزعج ظالما .. وقد وجدوا في #عمائم_السوء وفقراء الضمائر ما يريدونه".
دعم بعض الحكومات العربية للتيار السلفي المدخلي، مستفيدة من مبدأ طاعة ولي الأمر الذي يرفعه.
والتيار المدخلي تيار دينى [2] يقوم أساسه المنهجي على رفض الطائفية والفرقة والتحزب[3] وهي بالتحديد تصنف ضمن التيارات السلفية، من أدبيات المداخلة الأساسية ومذهبهم عدم جواز معارضة الحاكم مطلقاً، وعدم إبداء النصيحة له في العلن، وترى النصيحة لة في السر أولى وتعتبر ذلك أصلاً من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجاً على الحاكم المسلم - في مذهبهم - .
يتميز التيار المدخلي عن غيره من التيارات في اعتباره أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الأصل والمنطلق تشن هجومها الحاد على الجماعات الإسلامية والحزبية اللتى ترى جواز الخروج على الحاكم لأنها ضد مفهوم الجماعة - في رأيهم - ومن ثم فهم خوارج ومبتدعة في الدين، تجب معاداتهم ومحاربتهم ويجوز قتلهم. فالهدف الرئيسي عند المداخلة يتمثل في إنهاء الفرقة وتجنب الفتنة في الأمة بالتفافها حول سلطانها.
*********
السلفية المدخلية سلاح الدكتاتورية العربية
حسن ابو هنية غير محمد ابو مروة دارسين
سنة 2011 إلى طبيعة السلفية المدخلية وماهيتها كجهاز إيديولوجي وسلاح قمعي بيد الأنظمة الدكتاتورية العسكرية.
فالمدخلية تيار ديني مذهبي محافظ تقوم إيديولوجيته على نهج براغماتي شديد الواقعية، ينفر من الثورة والتغيير وينشد الاستقرار والحفاظ على الأمر الواقع. فهي تستند إلى معجم ديني هوياتي سلفي إحيائي يمجد طاعة "ولي الأمر المتغلب بالقوة" كسلطة شرعية ما دامت توفر الاستقرار وتقيم الشعائر الدينية الإسلامية الظاهرة. فالأنظمة العربية الدكتاتورية تملك شرعية دينية حتى لو كانت علمانية.
والمدخلية تناهض الديمقراطية والعملية السياسية والنظام الحزبي والتداول السلمي للسلطة، وتحارب "الثورة" بوصفها تجسيداً "للفتنة" والفوضى، وتتعامل مع قوى التغيير السياسي في المجتمع كافة كجماعات من "المبتدعة"، وفرق من "الخوارج" المارقين، فشرعية الحكم التي تحكم سلوك المداخلة تنص على أن "من اشتدت وطأته وجبت طاعته"، وشرعية السلطة تقوم على أن "سلطاناً غشوماً خير من فتنة تدوم".
لم تكن السلفية المدخلية قبل حرب الخليج الثانية سوى تيار هامشي، وسط صعود تيارات الإسلام السياسي عموماً، وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً، وتنامي حضور السلفية الجهادية والسلفية الإصلاحية والسلفية العلمية.
إذ تعود بدايات الظهور العلني للسلفية المدخلية إلى زمن حرب الخليج الثانية سنة 1991 في المملكة العربية السعودية. وقد ظهر التيار المدخلي بداية في المدينة المنورة علي يد محمد أمان الجامي (1930-1996)، ومنه أُخذ اسم "الجامية".
وقد برز التيار المدخلي بداية من خلال مناهضة حركات الإسلام السياسي والسلفيات الجهادية والإصلاحية والعلمية عموماً، و"دعاة الإسلام الصحوي" في السعودية خصوصاً؛ أمثال سفر الحوالي، وناصر العمر، وسلمان العودة، ومحمد سعيد القحطاني، وغيرهم.
هؤلاء استنكروا وأدانوا الاستعانة بالقوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة العراق، إذ أفتى المداخلة بمشروعية دخول القوات الأجنبية إلى السعودية والاستعانة بها ضد العراق، انسجاماً مع توجه علماء المؤسسة الوهابية الرسمية السعودية.
صبت السلفية المدخلية جامَ غضبها على جماعة الإخوان المسلمين بوصفها سنداً إيديولوجيا للسلفية الجهادية، وصنفت عشرات الكتب والرسائل في التحذير من أفكارها عموماً وفكر سيد قطب خصوصاً.
تبنت السلطات السعودية السلفية المدخلية، واستدخلتها في أجهزتها الإيديولوجية بعد حرب الخليج الثانية، وتنامت أدوارها وزاد نفوذها بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، إذ باتت السلفية المدخلية أحد أهم أركان الجهاز الإيديولوجي للدولة.
وعملت السعودية على دعم السلفية المدخلية في أرجاء العالمين العربي والإسلامي كافة، لمواجهة أطروحات التيارات الإسلامية السياسية، وقد مكّنت مقاربة الرعاية/الولاء السلفية المدخلية من التموضع داخل المؤسسات التعليمية والإعلامية والمساجد والمؤسسات المعنية بالشؤون الدينية.
لم تكتفِ بإصدار فتاوى مناهضة للحركات والمظاهرات والاحتجاجات الثورية العربية، فقد أفتى الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه بحرمة الثورات والاحتجاجات والمظاهرات، لكنه سرعان ما دعا للانخراط في الأعمال القتالية وتشكيل مليشيات مسلحة ضد حركات الإسلام السياسي والجهادي بوصفهم من الـ"خوارج" و"البغاة" المتمردين على سلطة "ولي الأمر"، وناشري الـ"الفتن". 2011
سرعان ما انتشرت السلفية المدخلية في معظم البلدان العربية والإسلامية، ففي مصر برز محمد سعيد رسلان، صاحب الفتوى الشهيرة لجنود السيسي بوجوب قتل المعارضين من أهالي كرداسة وغيرهم، وظهر أسامة القوصي، ومحمود لطفي عامر، وطلعت زهران، وغيرهم، في فتاوى الولاء للحكم العسكري والبراء من الإسلام السياسي.
لم تقتصر حملة السلفية المدخلية على مناهضة جماعة الإخوان المسلمين، والتيار الجهادي، بل طالت حركات المقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي نعتها رسلان بـ"خوارج العصر"، استناداً إلى فتوى ربيع المدخلي بأن "الإخوان المسلمين لم يتركوا أصلاً من أصول الإسلام إلا نقضوه".
في سياق التحول من الدور الإيديولوجي إلى المجال العسكري، شرعت السلفية المدخلية بتأسيس هياكل عسكرية ومليشيات مسلحة، في الدول التي تفتقر إلى وجود مؤسسة عسكرية فاعلة، إذ باتت تتمتع بحضور قوي وبارز في ليبيا واليمن بالتحالف مع دكتاتوريات محلية ناشئة، وبإسناد من السعودية والإمارات ومصر.
أثارت أجندتهم المعادية للديمقراطية ورفضهم للتنوع الديني والثقافي في ليبيا مخاوف متنامية لدى الكثير من الليبيين، وهو ما يتطابق مع الحالة اليمنية.
وجوب طاعة ولي الأمر، ووقف موقفاً صارماً ضد الثورة اليمنية في فبراير/شباط 2011 ، كما هاجم مَن يطالبون بتنحي علي عبد الله صالح من العلماء والمتظاهرين.
قد تماهى الحجوري لاحقاً مع الأجندة الإماراتية والسعودية، وهاجم قطر وإيران، ونادى بوجوب محاربة الحوثيين وقاد الحرب بنفسه، مع طلبته، لكن سرعان ما سيطر الحوثيون على مقر دار الحديث في دمّاج.
حرمة الخروج على ولي الأمر ووجوب طاعته، ومناهضته للجماعات الإسلام السياسي والجهادي، بوصفها من "الخوارج".
********
طلاب سلطة لا طلاب دين وعقيدة
يضحون من أجلها، حتى بالعقيدة والمحرمات إذا كانت هذه التضحية ستدفع بهم إلى الاقتراب من السلطة. ورغم أنهم فشلوا عمليًا في كل تجاربهم الواقعية على الأرض، كفشلهم في حكم مصر وحكم السودان، وتراجعهم للصفوف الخلفية في تونس، إلا أنهم مازالوا يصرون على السلطة، ولو كان ذلك على أسنة الرماح. وهذا ما جعل كثيرا من المسلمين، ومنهم فقهاء واقعيون، يكتشفون أنهم رجال سلطة لا رجال دين؛ فلو أنهم حينما فشلوا في حكم تلك الدول التي ذكرت آنفاً، ، كفوا عن المسلمين شرورهم وفتنهم وإراقتهم للدماء لما تخلى عنهم عامة المسلمين وكثير من خاصتهم،
فجماعة الإخوان ممثلة بأحد كبرائها (راشد الغنوشي) قلل من المقاطعة واعتبرها أمراً عارضاً لا قيمة له، كما جاء ذلك في تغريدة له على موقع تويتر. أما تركيا فكما يقول دستورها دولة علمانية، تبيح من المحرمات والمحظورات المناوئة للدين، ما يجعل بينها وبين الإسلام مثل ما بين الأرض والسماء.. ,وتدرس وحدة الوجود وحسن حنفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق