الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

فلسفة النهايات كتاب (الانفجار العظيم: عصر النهايات)

  أولاً مع النهايات في المجال التعليمي: نهاية المدرسة، نهاية الجامعة، نهاية التخصص، نهاية الشهادة الأكاديمية. يتبع هذا فصلٌ يتناول النهايات في المجال الثقافي والإعلامي: نهاية الوسائل التقليدية لنقل المحتوى، نهاية الإعلام التقليدي، نهاية المثقف، نهاية التفكير. بعد هذا يقودنا المؤلف نحو فصلٍ يتناول فيه النهايات في المجال الاجتماعي: نهاية المجتمع، نهاية الطبقة المتوسطة، نهاية الصراع الطبقي، نهاية الأسرة، نهاية الخصوصية، نهاية السعادة. يتناول الفصل الخامس نهايات في المجال الاقتصادي: نهاية السوق، نهاية النقود، نهاية الوظيفة العمومية، نهاية أنظمة التقاعد، نهاية الطاقة الأحفورية، نهاية الاستهلاك المسؤول. يتناول المؤلف في الفصل الأخير نهايات في المجال السياسي: نهاية السياسة، نهاية القيادة، نهاية الديمقراطية، نهاية الحريات الفردية، نهاية الدولة الاجتماعية، نهاية المصلحة العامة. ثم ينهي المؤلف كتابه بخاتمة يقدمُ فيها معالم بداية دورة تأريخية جديدة.

 الدراسات المستقبلية Future Studies

د فكرة أن الحياة لعبة صراعية على المستوى الفردي مثلما على المستوى الجماعي. هذا هو واقع الحال الذي لا نستطيع تلطيفه أو تزويقه بادعاءات فلسفية عن ضرورة الحياة التشاركية: «الحياة باختصار وفي كلمة واحدة لعبة، واللعبة صراع، وفي كل صراع يوجد لاعبون كبار وتابعون، ولكل لاعب مشاريعه واستراتيجياته في المواجهة، واللاعبون الكبار لا يكتفون في العادة بالهيمنة المادية وإنما يزاوجون بينها وبين الهيمنة الرمزية باستخدام ستراتيجيات العنف الرمزي...».

خطاب النهايات الفلسفي يتحدث عن نهايات مجردة: نهاية العلم، نهاية الفلسفة، نهاية التاريخ، نهاية الإنسان، نهاية الدولة... إلخ من مواقع فكرية مجردة وبمنهج تأملي مجرد ولهدف تصفية حسابات فكرية أو خدمة مصالح فئوية، أما خطاب النهايات العلمي فيستشرف مستقبل مؤسسات وقيم تمثل جزءا من واقع الناس ومعيشهم اليومي كالمدرسة والوظيفة والنقود والحريات الفردية، ويستهدف مساعدة الأفراد والمنظمات والحكومات على رؤية المستقبل بشكل أفضل، واتخاذ أفضل القرارات لبنائه».

 اليوم لا شيء يبدو واضحا، لا عدو يبدو واضحا ولا صديق يبدو واضحا. نحن في فتنة، وبالتالي فحاجتنا الأولى والوحيدة هي الصمت ثم الصمت ثم الصمت. إنه زمن الصمت والهدوء والرجوع للذات ولملاذاتنا الآمنة، ولسنا خائفين من شيء، ولا راغبين في شيء..

 المتمرسين في تقنيات التنمية الذاتية – يعرف أن القارئ العربي لا يطيق التحليلات الأكاديمية المطولة والدراسات الاستقصائية المسهبة؛ لذا نراه يعتمد مقاربة اختزالية صارمة تقوم على أساس كشف مظاهر كل نهاية مع بيان قائمة بمسبباتها؛ الأمر الذي يجعل من الكتاب مادة مناسبة للتداول في الفضاء العام.

 التأكيد على النبرة التفاؤلية العقلانية في مقابل شيوع السوداوية السايكوباثية الراهنة

 نزرع الأمل الإيجابي لا الأمل الكاذب، فجميع النهايات تقود إلى بدايات جديدة لا إلى الكارثة أو الهاوية. صحيحٌ هو القول بوجود نهايات، وأن لكل حقبة من التأريخ نهاية، لكن التأريخ لا نهاية له»، ثم يُتبِعُ المؤلف رؤيته العقلانية المتوازنة هذه باستراتيجيات عشر تمثل مفاتيح مركزية للتعامل مع النهايات المستجدة.

ـ«الرأسمالية المتغولة المتوحشة»، وواضحٌ من السياق الذي يجري الحديث عنه أنه يقصدُ الرأسمالية الجديدة التي نشأت عقب شيوع فلسفة النيوليبرالية. إن من الخطل المفاهيمي المساواة بين كل الرأسماليات، فهي ليست لوناً واحداً ولا صيغة واحدة. كيف لنا مثلاً أن نساوي رأسمالية دولة الرعاية الاجتماعية السائدة في المنطقة الاسكندنافية مع رأسمالية الأسواق الحرة المنفلتة المحكومة بالمشتقات المالية والاقتصاد الرمزي القائم على تداول أصول وهمية؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق