غالبية الناس لم يدرسوا المنطق الصوري ولا يعرفون قواعده ولكن ما من إنسان يقول: أنا موجود الآن وغير موجود الآن، أو إن الماء الحار بارد، أو إن جميع البشر بكمٌ، أو إن التفاحة هي حبة كرز، أو إن بعض الكلاب بشر، بل ما من إنسان عادي يخرق قواعد القياس في حياته إلى الدرجة التي يبدو فيها أحمق. فليس لأحد أن يقول: كل إنسان مائت عمر إنسان إذن عمر غير مائت.
فرق كبير بين المفاهيم الحسية والمفاهيم التجريبية والمفاهيم النظرية. وهذا موضوع يحتاج إلى شرح مفصل، ولمن أراد أن يستزيد فليرجع إلى كتاب كومبف أورجيف “المنطق الديالكتيكي” الذي ترجمناه عن الروسية عام 1984، وصدر عن دار دمشق.
المشكلة بالتصورات. والمقصود بالتصورات تلك الوقائع المتخيلة التي يتصورها عقلنا. ويحولها إلى أداة معرفية. ويظن بعضهم بأن التصور الذي عبرت عنه كلمة هو مفهوم. وهنا تكمن المشكلة.
الذي يؤمن بالملائكة يؤمن هو الآخر بمفهوم تصوري مركب من صفات واقعية. والذي يؤمن بها يقر أنها لا وجود لها في الواقع الأرضي. لكنه لا يؤمن بأنها وهمية، بل واقعيتها في عالم آخر. إنها بالنسبة إلى إنسان ملحد تصور وهمي بالضرورة، أي مفهوم وهمي.
التمييز بين المفهوم والمتصور المتخيل شرط ضروري للتفكير الواقعي والمنطقي، وشرط لازم للتحرر من الوعي الأسطوري والخرافي وما شابه ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق