الأحد، 21 نوفمبر 2021

الروح المرحة

 من يمتلك حس الفكاهة وروح الظرافة عملة نادرة.. ألم تلاحظ وأنت في مجلس ما أو تجمع بشري، إن ظهر إنسان صاحب نكتة وروح مرحة، تجد أن الكل يتودد إليه؟ لماذا في اعتقادك؟ أما عن تفسيري الشخصي فأظن السبب هو حاجة المرء منا اليوم عن كل ما يمكن أن يساعده على نسيان بعض متاعب اليوم، ويفرج عنه وينشط عضلات وجهه بالابتسامة أو الضحك المعقول.

 خفيف الظل أو الدم كما تقول العامة، يتمتع بشباب دائم، حيث لا ترى أثراً لتجاعيد في الوجه أو أياً من تلك العلامات الدالة على وجود حزن خفي متجذر بالنفس، بل تجد أن الجلوس إليهم مريح ومحبوب ولا يكاد المرء يمل من مجالستهم لخفة دمائهم وروحهم الطيبة.

لكن العكس نجده مع آخرين، أصحاب النفوس السوداوية المتشائمة، ثقيلة الدم إن صح التعبير.. تجد أن الكل يحاول التملص والتهرب كيلا يتورط أحدهم مع أي أحد من ذلك الصنف في جلسة أو نقاش، فيكون سبباً وعاملاً من عوامل ضيق الصدر والاحساس بالكآبة!

 هل يعني أن نتحول إلى أصحاب دماء خفيفة أو أرواح ظريفة، وخاصة أن الأمر أقرب ما يكون إلى الطبع؟ الجواب: نعم، وهل هناك ما يمنع؟ إن كانت الظرافة وخفة الدم طبعاً، فليس بمشكل أن نتطبّع ولو من بعد محاولات عديدة متكررة. وسأشرح لك أكثر.. القصد من هذا هو أن نعيش حياة المرح ولو من باب التمثيل في بداية الأمر، ومع مرور الزمن ننسى التمثيل فيصير الأمر أقرب إلى الحقيقة.. وظني أن الأمر لم يتضح بعد فتقول: كيف؟

حاول أن تتخيل أجواء السعادة، وحاول أن تعيشها اليوم وغداً وبعد غد.. ستجد نفسك بعد حين من الدهر قصير، تعيش حياة سعيدة كل يوم، بفعل التكرار، مع الأخذ بعين الاعتبار البعد كل البعد عن المسلسلات أو الكتب والروايات الحزينة الكئيبة وكذلك بالطبع ثقلاء الدم من الجنسين.. جرب هذه الوصفة الآن فلا شيء يمنعك.. وحبذا لو نتعرف على النتائج من المجربين بعد حين من الدهر، أرجو ألا يطول.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق