المخابرات على حساب الوزارات التقليدية
منح انتشار الصراعات والنزاعات والحروب في المنطقة العربية دورا مميزا لأجهزة المخابرات بفروعها المختلفة في غالبية الدول العربية، وإن كان بعض المراقبين يرون أن هذا الدور قد يكون على حساب الوزارات التقليدية ومستشاري القادة السياسيين.
الغائبيْن الحاضرين في هذا الاجتماع هما رئيسا كل من المخابرات التركية ونظيرتها الإيرانية، ويعتبران من أهم اللاعبين في المنطقة، في وقت ينكمش فيه دور اللاعب القديم (الموساد) كي تتفرغ المخابرات الإسرائيلية لمهمة رصد إيران ومتابعة أنشطتها.
ينصب اهتمام رؤساء أجهزة المخابرات على التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، ومنها مخططات التفكيك والتقسيم على أسس عرقية وطائفية، وإضعاف الدولة الوطنية، وتزايد التدخلات الخارجية في أزمات المنطقة.
وتستطيع أجهزة المخابرات أن تتعامل مع هذه القضايا المعقدة بطرق مختلفة، ولا تصلح معها الطريق الدبلوماسية المعتادة، حيث تتطلب قدرا عاليا من التعاون والتنسيق في سرية تامة يمكّنها من وضع خيارات مختلفة للتعامل معها.
“دور أجهزة المخابرات العربية يتجاوز في أهميته التحركات السياسية، ففي أوقات الصراعات والمؤامرات يصعب أن تواجه الدول محاولات استهدافها دون امتلاك سلاح معلومات قوي”.
لنجاح في التصدي لحروب الجيل الرابع والخامس يتطلب امتلاك البيانات الموثقة، وعندما تتعاون الدول العربية معلوماتيا سيصبح من الصعب للغاية على أي جهة تمرير أجنداتها، واصفا التحالف المخابراتي العربي بـ”الضربة القاضية الاستباقية ضد الغزوات المتوقعة لضرب الاستقرار في أكثر من بلد عربي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق