الأحد، 21 نوفمبر 2021

عُقد مبارك

خشي مبارك من توسيع نطاق الاعتماد على الجيش في المشروعات الاقتصادية وكان توسعه مرهونا بسقف معين، خوفا من اتهامه بـ”عسكرة” المجتمع المدني، وجاء السيسي واعتمد على عدد كبير من قياداته في مجالات مختلفة وأسقط عمليا الكثير من المخاوف السابقة بعد أن تحولت المؤسسة العسكرية إلى ذراع رئيسية في الحكم.

كسر السيسي أيضا الارتباك الذي صاحب مبارك في مجال الإصلاحات الاقتصادية وتذوق مرارات النتائج التي ترتبت عنها، ونجح في تطبيق جزء كبير منها، ورفع الدعم عن مجموعة كبيرة من السلع والخدمات وتحمل الصدمات الناجمة عن كل ذلك، الأمر الذي ظل مبارك يتهرب منه أو يناور به من وقت إلى آخر، ولم يصب المجتمع المصري بخطر داهم بعد تطبيقها وأنقذت الخطوة اقتصاد الدولة من مصير قاتم.

سلسلة العُقد التي وضعها مبارك عن قصد أو دونه شملت شبح الإخوان، فقد استخدم هذه الجماعة لتخويف القوى السياسية الراغبة في التخلص منه أو الثورة عليه، وصور أن البديل الجاهز لتولي الحكم من بعده هم الإخوان، ربما كان صائبا حيث تولت الحكم بعد سقوطه لمدة عام، لكن هذا لا يعفيه من مسؤولية السماح لها بالتغول في النسيج الشعبي وإضعاف القوى السياسية المنافسة.

خلص المصريين من “تابو” جرى استخدامه من قبل مبارك لتمديد حكمه لأطول فترة ممكنة، ولا يزال تواصل أجهزة الدولة قصقصة أجنحة الجماعة بما يجعلها بحاجة إلى عقود لإعادة إحياء هياكلها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق