السبت، 13 نوفمبر 2021

دكاترة

 مصر لها ترتيب عالمى فى حملة رسائل الدكتوراه والماجستير.. وهو رقم 2 عالميًا بعد الهند.

لا تحقق أى إضافة للتقدم العلمى لمصر، لا علميًا ولا أدبيًا ولا إنسانيًا!.

لإحصاء 2017 كانت أمريكا رقم واحد، وكان عدد الحاصلين على الدكتوراه والماجستير 71 ألف باحث.. وبعدها ألمانيا وبريطانيا، كل منهما لديها 28 ألف باحث.. كيف قفزت مصر بهذا الشكل؟.. الأغرب أنها رسائل لا تسمن ولا تغنى من جوع.. وآخرها رسالة عن دكتور هو نفسه المشرف على الرسالة!.. فمن يوقف هذه المهزلة؟.

والغريب أن أمريكا حتى عام 2017 لم يحصل فيها أكثر من 71 ألفا على الدكتوراه، بينما الحاصلون على الدبلوم والماجستير والدكتوراه فى مصر فى عام واحد 158 ألفا.. لم يحصل واحد منهم على نوبل، ولم يحصل واحد منهم على براءة اختراع محلية، فى أى فرع من فروع العلم، وليس هناك أى إضافة للتقدم!.

السؤال، كم عدد الطلاب العرب من هؤلاء الحاصلين على الماجستير والدكتوراه فى الجامعات المصرية، وكم نسبتهم، وما هو المقابل؟.. هل تعلم رئاسات الجامعات شيئًا عن هذا العبث؟!.

-

كانت المجتمعات القديمة تضفي المزيد من الإعجاب على الشجاعة والبراعة اليدوية، فإننا بتنا نحكم على ما يحصل عليه التلميذ من معدلات دراسية، مقياسا للذكاء. صحيح أن التفوق الدراسي يعبر بوضوح عن رجاحة العقل لكنه لا ينتهي بشكل مطلق إلى الذكاء والإلهام.

مبالغة أكثر مما ينبغي بشأن اختصار الذكاء في الأداء الأكاديمي، الشهادات الجامعية إن لم تقترن بمنتج قادر على صناعة الأفكار الملهمة، ستبقى مجرد أوراق لا تعبر عن أي حقيقة.

المؤهلات الأكاديمية جذابة لأنها تبدو وكأنها تقدم بيانا نهائيا مطمئنا للقيمة في شكل رقم أو حرف مرتبطا بالكياسة والعلو الاجتماعي. لكن الصرح الكبير للإنجاز الأكاديمي الذي تُبنى عليه الكثير من تقدير الذات للنخبة مهتز.

 لن تحقق كل شيء بدراستك الجامعية”. واليوم أستعيد تلك الكلمات بعد أكثر من عقدين من سماعها، كي أدافع عن فكرتي بأن الذكاء ليس صناعة أكاديمية. زميلي السابق يتبوأ اليوم مكانة مرموقة سياسيا وماليا، لكنها لا ترتبط بشهادته الجامعية العليا.

العديد من الأشخاص ذوي التعليم العالي اعتادوا على ربط الذكاء تلقائيا بالتفوق الأخلاقي.

كلية الطب لا تخرج أطباء من دون أن يطوروا أنفسهم بأنفسهم بعد التخرج، وكلية الهندسة تمنحك الشهادة والمعرفة، وعليك لكي تكون مهندسا أن تعرف كيف تستخدمها في الورش.

 علماء الإدراك بشكل متزايد على أن أنواع الذكاء المقاسة في الامتحانات محدودة إن لم تكن تعسفية. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق