الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

الحفاظ على الأطفال ضحايا الخلافات الأسرية أو الطلاق

 الحفاظ على الأطفال ضحايا الخلافات الأسرية أو الطلاق. وتتكفل اللجنة برعاية الأطفال ماديا ونفسيا ومعنويا إلى حين حل المشكلة أو إيداعهم بإحدى المؤسسات الاجتماعية التابعة للحكومة.

إرشاد أسري إلزامية قبيل إبرام العقود الرسمية على أيدي المأذونين كنوع من التوعية بطريقة تكوين أسرة ووقف الجهل بالحقوق والواجبات لكل طرف في العلاقة بشكل يحول دون ارتفاع معدلات الطلاق وتشريد الأبناء بعد الانفصال.

 اللجنة العليا للإرشاد الأسري في كل إقليم بينهم رجال دين من الأزهر والكنيسة ومتخصصون في القضايا الأسرية والنفسية والاجتماعية والإنجابية لتثقيف كل طرف بخطوات الارتباط وتكوين عائلة مستقرة والتعريف بالمفاهيم الصحيحة للزواج والمسؤوليات.

“تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

عقد أكثر من جلسة معهما ومع المقربين منهما لمنع وصول الأزمة إلى الانفصال عبر متخصصين نفسيين وأسريين واجتماعيين حيث يكون الطلاق الخيار الأخير.

من مرحلة العزوبية إلى العائلية دون خبرات كافية حول شكل وطريقة تكوين أسرة مستقرة خالية من المنغصات، وأي خطوة تثقيفية قبل الزواج كفيلة بخفض النزاعات الأسرية وتقليل الطلاق بشكل نسبي.

المعضلة تكمن في اختزال المشورة الزوجية في الحلال والحرام، وما بجب فعله وتجنبه لعدم مخالفة التعاليم الإسلامية وهي دورات توعوية منقوصة لأنها لا تتطرق إلى المفاهيم الأساسية للزوا،ج والحفاظ على الكيان الأسري بعيدا عن الدين. الازهر وكذلك الكنيسة 

تعريفهم بشكل العلاقة بعد الارتباط الرسمي يخفف من وطأة التغيير الجذري الذي يحدث في حياتهم بعد الانفصال عن الحياة العائلية لمرحلة تكوين أسرة خاصة بكل طرف، وهذه مرحلة صعبة على كليهما تتطلب وعيا وإدراكا بكيفية إدارة العلاقة مع الشريك بهدوء.

 انتقال أي شاب وفتاة من مرحلة المراهقة إلى المسؤولية دون فهم ووعي لما سوف يقابله من مسؤوليات ومشكلات يتسبب في الكثير من الأزمات التي قد يخفق كلاهما في حلها بسهولة، وهنا تأتي ميزة التثقيف والتوعية بمتطلبات الحياة الزوجية في كل التخصصات لرسم المستقبل أمامهم قبل الانخراط فيه بجهل ما يجعل الزوجين يعيشان حياة ملغمة بالصراعات.

ميزة إدراج المتخصصين النفسيين والأسريين في لجان الإرشاد الأسري أن الدورات التأهيلية التي سيتم تقديمها للشباب والفتيات ستكون متحررة فكريا وثقافيا واجتماعيا، بعيدا عن المحرمات الاجتماعية والأسرية حول العلاقة الحميمية والثقافة الجنسية التي يجهلها أغلب المقبلين على الارتباط وانحسار الأفكار الحالية في التكاثر وزيادة الإنجاب والإثارة.

تجبر إلزامية الدورات التأهيلية في حد ذاتها الشريحة التي يمكن أن تعزف عن خوضها لأسباب ترتبط بالعادات والتقاليد والمحرمات، وبالتالي فإن الإجبار سوف يشمل إجراء الفحوصات الطبية والتأهيل النفسي والطبي والسلوكي، ما يمهد الطريق لاختراق الثقافات المتحجرة في المناطق الريفية والشعبية حول العلاقة الزوجية واختزالها في الجنس فقط.

الميزة المهمة أيضا لمشروع القانون أن لجنة الإرشاد الأسري ستكون مسؤولة عن حماية الأطفال ضحايا الخلافات الأسرية أو الطلاق، حيث يتم رعايتهم ماديا ونفسيا ومعنويا إلى حين حل المشكلة أو إيداعهم بإحدى المؤسسات الاجتماعية التابعة للحكومة تمهيدا لتسليمهم لمن له حق حضانتهم بعد الطلاق بعيدا عن اللجوء إلى المحاكم لحل هذه المشكلة، حيث لا يكون الأطفال الحلقة الأضعف في الصراع الأسري.

*Aug 8, 2021

البرلمان يناقش تشريعا لحصول المرأة على جزء من أملاك طليقها لإعانتها.

فالرجل لم يطلقها وحدها، بل طلقها وأولادها، لتعيش حياة خالية من مقومات السعادة، والكثير من المطلقات لا يجدن الحد الأدنى من الموارد للإنفاق على أنفسهن وأولادهن.

 مؤيدون للقانون أنه من الطبيعي أن تحصل المطلقة على جزء من ثروة زوجها باعتبارها ساعدته كثيرا في تربية أولادها أو إنهاكها في المنزل، وعدم إرهاقه في أيّ شيء ليركز جهده في تكوين هذه الثروة، أيا كان نوعها وقيمتها، لأنه بدون مساندة زوجته له لم يكن ليستطيع وحده أن ينجح أو تكون لديه مقدرة مادية.

 انعكاسات سلبية على العلاقة الزوجية التي يفترض أن تكون قائمة على المشاركة والتفاهم، فليست كل النساء بصفات ملائكية وقد تكون بينهن من تستغل مثل هذه التشريعات لقهر الرجل وابتزازه ماديا.

 فكرة اقتسام الثروة غير منطقية. فقد تلجأ أيّ امرأة إلى طلب الطلاق لتحصل على المال ثم تتزوج من آخر.

 الحد من الطلاق لا يكون بإصدار تشريعات قد تكون محفزة على انهيار العلاقة من جانب بعض السيدات أو محبطة للمقبلين على الزواج، فكل من لديه مقدرة مالية، ربما يخشى الإقدام على هذه الخطوة، خشية سوء اختيار شريكته، ويتم الطلاق، وتقاسمه في ثروته.

يعتقد متخصصون في العلاقات الأسرية أن القضاء على المشكلات التي تواجه المطلقة لا يكون بتشريعات تفتح بابا واسعا للاستغلال والانتهازية بين الزوجين، والتهديد بإمكانية طلب الطلاق في أي وقت للحصول على جزء من الثروة، بل بتطوير منظومة المحاكم التي تفصل في قضايا النزاعات الأسرية لا تأجيلها لسنوات، لتظل المطلقة تتسول المال.

هناك مطلقات لا يستطعن إثبات الدخل الشهري الثابت للرجل ليحدد القاضي قيمة النفقة، وأخريات يفشلن في الحصول على مستندات تخص ممتلكات الزوج لتقديمها إلى المحكمة، حتى أن بعض الرجال يقدمون شهادات تثبت عدم قدرتهم المادية على دفع النفقة، ويحصلون عليها بطرق ملتوية لقهر المطلقة وإذلالها والانتقام منها.

 إقرار قانون يعطي للمرأة الحق في الحصول على جزء أو نصف ممتلكات الرجل حال الطلاق قد يقود إلى ارتفاع ظاهرة الهجر الزوجي، أو ما يعرف بترك المرأة معلقة، لا هي متزوجة ولا مطلقة، كنوع من إجبارها على طلب الطلاق والتنازل عن كامل حقوقها لتنال حريتها، أو تضطر لرفع دعوى خلع لتخسر كل شيء.



تجنب الرد على الأسئلة الشخصية

  التفكير مثل المحامي. يعرف المحامون الأسباب الأكثر شيوعاً وراء الاستجواب العدواني. ويعرفون أيضاً العواقب المحتملة للمعلومات الشخصية التي ينتهي بها الأمر في الأيدي الخطأ، حسب موقع «ليف بولد آند بلوم». إليك بعض المناورات لتجنب سؤال قد يبدو وقحاً أو ببساطة لا تريد الإجابة عنه:

ليبيا *************

وأوضح المحيشي أن غياب الدور الأميركي والصمت الأوروبي عن انتهاكات حفتر في ليبيا وتغلغل مصر والإمارات ساهم بقوة في ظهور التحالف الإيجابي التركي الروسي.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن المشهد السياسي والعسكري في ليبيا أصبح مهيأ بدرجة كبيرة للذهاب إلى مؤتمر برلين بعد ظهور بوادر للنجاح في توافق أميركي تركي روسي ألماني قطري ومغاربي داعم للاستقرار في ليبيا.
وطالب المحيشي المجتمع الدولي بالعمل على توحيد السلطات التنفيذية والعسكرية والمؤسسات السيادية حتى تستطيع 
الحكومة العمل في ظروف أفضل.

*

مؤتمر برلين يتفق على احترام حظر السلاح ووقف التدخل الخارجي في ليبيا 2020/2

التزم قادة الدول المشاركة في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية باحترام حظر إرسال الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011، ووقف أي تدخل خارجي في النزاع القائم بالبلد منذ سنوات.
واتفقت 11 دولة مشاركة في هذا المؤتمر -الذي اختتم مساء الأحد في العاصمة الألمانية برلين- على ألا "حل عسكريا" للنزاع الذي يمزق ليبيا. ودعا المشاركون كذلك إلى وقف دائم وفعلي لإطلاق النار.
قاءات العسكريين
وسيجري تنظيم لقاءات بين القادة العسكريين من طرفي النزاع (قوات حكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر) لضمان احترام فعال ودائم لوقف العمليات القتالية، وستوجه دعوة "خلال الأيام المقبلة" في هذا الصدد، وفق ما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ودعا غوتيريش طرفي النزاع إلى تشكيل لجنة مؤلفة من عشرة مسؤولين عسكريين، خمسة من كل طرف، من أجل تعزيز وقف إطلاق النار.
ووافق المجتمعون كذلك على الاحترام التام لحظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، و"سيخضع هذا الحظر لرقابة أقوى من ذي قبل"، وفق ما أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع غوتيريش ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة في ختام المؤتمر.
وتناول المؤتمر -الذي استمر أربع ساعات- التدخل الخارجي من أكثر من دولة أجنبية بشكل مباشر أو غير مباشر في النزاع.
خطوة صغيرة
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد قال إنه "لا حوار جديا" بين طرفي النزاع في ليبيا. واعتبر أن مؤتمر برلين "خطوة صغيرة" نحو التسوية في ليبيا، وأن "انعدام الثقة لا يزال سائدا" بين الطرفين.
وأضاف أن الاجتماع كان "مفيدا بشكل عام"، لكن جهود الأطراف المعنية الرامية إلى إطلاق حوار جدي وبناء بين طرفي الصراع الليبي لم تنجح بعد "بسبب وجود خلافات كبيرة جدا في نهج الجانبين".
*
انتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر
2021
 ثمة "عراقيل وألغام" علي طريق الانتخابات الليبية منها انتشار السلاح ووجود المرتزقة، محذرين من انزلاق البلاد إلى "مزيد من الانقسامات والصراعات" بسبب هذه الانتخابات.
 آمال الليبيين معلقة علي هذه الانتخابات لإنهاء سنوات الانقسام.
 أطراف العملية السياسية، خصوصاً الإسلاميين واللواء المتقاعد خليفة حفتر بالإضافة إلي من كانوا ضمن النظام السابق بقيادة معمر القذافي.
"ذهاب الليبيين إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بدون أسس قانونية سليمة وضمانات... لن يعود بالاستقرار على البلاد، بل سيكون فاتحة لفصل جديد من الصراع في ليبيا عنوانه الأبرز 'مزيد من الانقسامات والصراعات'".
هشاشة الوضع الأمني في بعض المناطق، وأيضا عدم قدرة الناخبين على التصويت بحرية تامة في بعض المناطق".
"هذه الانتخابات الهزيلة التي يمكن وصفها بالمسرحية العبثية، لا تتعلق فقط بصراعات الليبيين فيما بينهم، بل هي انتخابات صاغ قوانينها من وراء ستار لاعبون دوليون وإقليميون هدفهم الاستراتيجي إذا تحقق لهم تنصيب حفتر أو أي شخصية سياسية بديلا عنه، هدفهم هو إلغاء الاتفاقية الليبية التركية... وضرب المصالح التركية في ليبيا، والقضاء على القوى الوطنية الليبية في طرابلس".
 رهان الدول الداعمة لحفتر هو الانتخابات الرئاسية "لكي يحققوا بصناديق الاقتراع ما عجزوا عنه بالسلاح والحرب".
 "العقبة الأكبر التي تهدد مستقبل ليبيا في المدى المنظور تتمثل في انتشار السلاح والمرتزقة الأجانب".
دعوات مقاطعة الانتخابات "تزيد من حالة الغليان في البلاد التي يمكن أن تعيد الأوضاع إلى ما قبل الاتفاق السياسي الموقع العام الماضي، وربما إلى سيناريو ما بعد انتخابات 2014 التي انتهت بالانقسام".
هناك مشكلات ومطبات وألغام ومواجهة مفتوحة بين مختلف الفرقاء، بدأت تتشكل مع نذر صراع الإرادات، وهو ما قد يدفع البلاد إلى أزمة جديدة، قد تكون أشد قسوة من سابقاتها، لا سيما أن التفاهمات الجارية التي جاءت بمجلس رئاسي جديد وبحكومة الوحدة الوطنية، لم تكن مبنية على قناعات من الأطراف، وإنما كانت بفعل الضغط الدولي والتلويح بمعاقبة المقوضين للاستقرار".
 "إذا كان يراد للانتخابات أن تكون نهاية لمرحلة عبثية والدخول في مرحلة انتقالية جدية تتمتع السلطة فيها بشرعية شعبية وطنية، فلا بد أن تستند إلى مؤسسة عسكرية قوية".
هناك شك في إجراء انتخابات نزيهة في ظل فوضى السلاح ووجود مجموعات تحمل السلاح علنا خارج الضوابط المنظمة لمؤسسات الدولة".
 الجدل القائم بشأن القوانين التي ستنظم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا.
 الليبيين يعولون علي هذه الانتخابات "لوضع حد لسنوات من الانقسام، لكنها قد تُفضي إلى أزمة أمنية خطيرة خاصة في ظل تهديد شق من الإخوان المسلمين بإفسادها يتقدمه رئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري خالد المشري".

انتقادات للأطراف السياسية

تقارير في وسائل إعلام إسرائيليّة عن زيارة نجل الجنرال خليفة حفتر تل أبيب مؤخراً.

"الجنرال خليفة حفتر ونجله صدام سيُواجِهان الهزيمة نفسها في الانتخابات الليبيّة القادمة، ولن تُساعده دولة الاحتِلال في الفوز، إلا في حالةٍ واحدة، أيّ تزوير النّتائج، وهذا غير مُستَبعد".

"أطراف المؤامرة وخاصة تنظيم الإخوان المسلمين تستعد بوضع مفخخات تتعلق بتمسكهم بقانون العزل السياسي والإداري" ويصف ما يقومون به بأنه "مناورة خبيثة كعادتهم في كل البلاد العربية للتحكم في القرارات والقوانين التي تصدرها هذه البرلمانات، ما يعكس تخوفهم من الإطاحة الشعبية بهم إذا ما جرت الانتخابات البرلمانية في موعدها".

الخطاب الموجه ضد القبيلة والبداوة خطابا استعلائياً شبيها بالخطاب الاستشراقي".

Nov 10, 2021

*

الخوف من الفراغ والاكتئاب من تداعيات الحرب وما بعدها على الليبيين

الليبيون يحاولون تجاوز الصدمات النفسية التي نجمت عن الحرب الأهلية.

“الذين يعانون اضطرابات نفسية بسبب الحروب والصدمات” لا يزالون “متروكين يعانون مصيرهم، ومنهم الكثيرون اعتزلوا الحياة العامة أو انحرفوا، ومنهم من وجدوا في أنفسهم القوة اللازمة للخروج من النفق أو الاستمرار متجاهلين آلامهم”.

Nov 12, 2021
صراع الثروة والسلاح

فاعلان أساسيان في مجريات الأحداث وهما القوة المسلحة على الأرض والمال السياسي واستغلال النفوذ، والأسبقية بالطبع لمن يمتلك الثروة والسلطة والسلاح، أما أصحاب النوايا الحسنة فالظرف غير ملائم لتطلعاتهم، ولاسيما أن شعارات الحرية والديمقراطية والتعددية والنزاهة والشفافية ووعود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ليست سوى سلّة من الأوهام، التي لا مجال لتصريفها على أرض الواقع.

المتنافسين على منصب رئيس للدولة يبدون أقرب إلى التنافس على رئاسة أقاليم أو حكم محافظات أو بلديات أو زعامة قبائل أو عشائر. أما جغرافيا ليبيا الواسعة، التي تتجاوز مساحتها مليونا و750 ألف كيلومتر مربع، لا أحد من المرشحين لرئاستها يستطيع التنقل بين حدودها ويتجول في مناطقها بحرية؛ لا حفتر يمكنه الانتقال إلى طرابلس أو مصراتة أو الزاوية أو جبل نفوسة، ولا الدبيبة يمكنه التجول في طبرق أو درنة أو بنغازي بسهولة، ولا سيف الإسلام القذافي يمكنه الخروج من مخبئه للتجول بين المدن والقرى.

 الترشح للانتخابات الرئاسية في ثلاث إدارات إقليمية تابعة للمفوضية منتشرة في طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق) وسبها (جنوب)،

الدبيبة وضع يده على كل الأجهزة القضائية والإدارية والأمنية والخدمية في غرب البلاد، واستطاع أن يستفيد من موقعه كرئيس للحكومة في استمالة الذمم والتأثير عليها بالاعتماد على مقدرات الدولة، وخلال الأشهر الماضية كان يعمل ليل نهار من أجل هدف واحد وهو الوصول إلى منصب الرئيس وتمكين اللوبي الذي يمثله من بسط نفوذه على ليبيا وثرواتها الطائلة في غياب الدستور الذي يمكن أن يحدّ من سلطاته وصلاحياته.

أكبر خطأ وقع فيه المجتمع الدولي هو الإصرار على تنظيم انتخابات رئاسية في بلد لا يزال ممزقا، وأغلب المرشحين للمنصب عاجزون فعليا عن التنقل في أغلب أرجاء البلاد، ومرفوضون من قوى فاعلة على الأرض. وقد كان من المفترض أن يتم التفكير أولا وقبل كل شيء في حل الميليشيات، وجمع السلاح، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وإجلاء المسلحين الأجانب، وإعلان المصالحة الوطنية الشاملة، وجمع كل الفرقاء تحت سقف قاعدة واحدة للإعلان عن تدشين مرحلة جديدة يقبل فيها كّل منهم بما ستفرزه من قيادات سياسية وسلطات حكومية. أما المشهد الحالي فهو أقرب إلى السريالية، وكل ما سينتج عنه سيكون عبثيا يبقي على مصالح النافذين إلى مفاتيح الخزينة، مقابل استمرار تفكك الدولة ومعاناة الشعب.


موت الإله

 لم يكن الفيلسوف نيتشه أول من استعمل تعبير “موت الإله”، بل الشاعر والناقد الألماني هاينرش هاينه (1797 – 1856). لكن نيتشه هو الذي اضطلع بمهمة التحليل الفلسفي للتحوّل الثقافي الذي تصفه عبارة “موت الإله”، وكان لها تأثير على مفهوم “المركزية” و”منطق الهُوية” اللذين سادا الفكر الغربي ردحا طويلا من الزمن.

الفيلسوف، في الغرب، شاهداً على "موت الإله"، فلأنّ هذا الموت كان نتيجةً للعلم والتقنية اللذين لم يرسما للميتافيزيقا أيّ مكان في رؤيتهما الوضعيّة. أمّا الفيلسوف العربي، فهو يختلف عن ذلك الغربيّ في واقعة مختلفة جذرياً: تُولد الآلهة في الشرق، لكنها لا تموت أبداً. ومن شأن هذه الملاحظة أن تغيّر تماماً المعطياتِ التي حدّدت المصير المأساوي للفلسفة والفن في الغرب.


المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة +

Oct 28, 2020

 1. قطاع كبير ممن أدانوا، من دون "ولكن"، ومن دون تبرير للجريمة، قتل المعلم الفرنسي بسبب دروسه لا يرون أن المس المقصود بمقدسات الشعوب الأخرى يُعَدُّ جزءا طبيعيا من حرية التعبير، هذا مع أن بعضهم يرفض المبالغة في رد الفعل عليه ما دام هذا المس يبقى مقصورا على بعض المهووسين الهامشيين، ولأن الحضارات الكبرى الراسخة لا يهزها الكلام. ولكن حتى بالنسبة لمن يصنف هذا المس ضمن حرية التعبير للهوامش القصوى يميز بين ذلك، وبين التشجيع عليه بحجة التضامن مع ضحية قمع حرية التعبير. وما تقوم به الحكومة الفرنسية عمليا هو التشجيع عليه ليصبح العداء للإسلام نوعا من العرف المقبول بحجة التضامن مع حرية التعبير. وهذا مرفوض ومدان.

2. يتكلم ماكرون للفرنسيين في سباق انتخابي مع ماري لابين، ولكنه ينسى أمرين: الأول أن المسلمين يسمعون ما يقول، سيما أنه لا ينتقي مفرداته بعناية حين يتحدث عن الإسلام هكذا ببساطة، ولا يفصل بينه وبين التطرف ولا يبرئ الإسلام من الجرائم التي يقترفها البعض باسمه، بل يعتبر الإسلام في أزمة، والثاني أنه بذلك يسهم في خلق أجواء العداء للمسلمين والأجانب، ما يهيئ المزاج العام المواتي لماري لابين وأمثالها.

3. لم يقل أي رئيس دولة مسلم سواء أكان يعجبنا أم لا أن البوذية في أزمة بسبب الجرائم بحق الروهينغا، ولا حمل أحد القادة العرب الكونفوشية مسؤولية ما يجري للمسلمين الإيغور في الصين (بل بالعكس ملأوا أفواههم ماءً للاسف ولم يدينوا حتى السياسات ذاتها)، ولم نسمع عن رئيس دولة مسلم خرج للحديث عن أزمة في المسيحية حتى بسبب الجرائم التي ترتكب باسمها، ولا أقصد جرائم ارتكبتها دول علمانية ذات أغلبية مسيحية بل جرائم ارتكبت باسم المسيحية.

4. الإسلام دين عظيم يتبعه مليار ونصف المليار إنسان، وتوسم باسمه حضارة كاملة، ولا يجوز الزج باسمه بهذه الخفة عند مكافحة العنف والإرهاب والتطرف. ويجب أيضا ان تفهم الحكومات في الغرب أنه عند غالبية الشعوب تعتبر الديانات مكونا في الهوية للمتدينين وغير المتدينين على حد سواء، وهؤلاء يعادون العنف والتطرف والإرهاب، ويرفضون الرد على الكلام بالقتل، ولكنهم يعتبرون المس بالدين مسا بكرامتهم. كما يجب أن يفهم ماكرون أن حرية التعبير لمهاويس يهوون المس بمقدسات الشعوب الأخرى، لا يعني التسامح مع هذا المس وقبوله بوصفه أمرا عاديا، بل يجب التثقيف ضده، لا التشجيع عليه بحجة التضامن مع حرية التعبير.

إذا كان ثمة ناصحين عرب مسلمين لماكرون فهذه مصيبة.

*Mar 23, 2021

عزمي بشارة.. في تضافر المقاربات من أجل فهم الدولة

"المقاربة الماركسية التي ترى أنّ أصل الدولة يكمن في الحفاظ على المُلكيّة الخاصة، وأن الدولة الحديثة نشأت مع النظام الرأسمالي تحديداً، بوصفها أداةً لتدبير مصالح الطبقة الرأسمالية وقمع الطبقات الأخرى". 

مقابل ذلك، تحصر "المقاربة الليبرالية الحاجة إلى الدولة في الحفاظ على السِّلْم الاجتماعي بوصف التجاوزات على حرية الناس وملكيتهم الخاصة حالاتٍ استثنائية، لأنّ القاعدة أن المجتمع ينظّم نفسه من دون دولة، ومِن ثمّ يجب مقاومة تمدُّد وظائف الدولة وأجهزتها على حساب آليات التنظيم الذاتي للاقتصاد والمجتمع" بحسب تعبير صاحب "أن تكون عربياً في أيامنا".

 التمييز بين الدولة ونظام الحكم، فـ"توصيفات مثل 'ديمقراطية' أو 'شمولية' لا تخصّ الدولة ولكنْ أنظمة الحكم فيها، وحين نتحدّث عن دول رأسمالية أو نامية فنحن نتحدّث عن طبيعة اقتصاد تلك الدول".

 النظام الديمقراطي يُعيد تشكيل مؤسّسات الدولة، كالبرلمان، والحكومة، وجهاز القضاء، لتصبح مؤسّساتٍ ديمقراطيةً، وهو أحد معاني 'دولة ديمقراطية'". ومن ثمّ يستدرك: "لكنّنا نفصل بين المفهومين ــ الدولة والنظام الديمقراطي ــ في هذه الحالة، لكي نتمكّن من فهمِ مركّبِ الدولة الديمقراطية".

لا يمكن تصوّر الدولة من دون نظام سياسي، ومن دون سكّان، ومن دون طبيعة جغرافية، ومن دون منشأ تاريخي. ولكنْ ثمة مؤسّسات بيروقراطية تدخل ضمن أيّ تعريف للدولة. ففي ما عدا المصطلح المجرّد، 'دولة'، الذي يفيد بدلالات مثل السيادة والشرعية، ويمثَّل باسمٍ ورمزٍ وعلَمٍ ونشيد وطني وسرديّة رسمية للتاريخ تتجسد في مناسبات وأعياد وطنية وطقوس، وما إلى ذلك، ثمة مؤسّسات، ثمة كيان للدولة بالمعنى الضيّق. ولكنْ، هل هو من الغِنى والتركيب والسّماكة إلى درجة أنّه يمكن أن يُفسَّر نظرياً، باستقلالٍ عن النُّظم السياسية والمجتمعات؟".

 لماذا تطوّرت الديمقرطية في الغرب ولم تتطوّر عربياً على الرغم من كون الدول العربية نشأت من رحم الأجهزة البيروقرطية الغربية؟ ويرى أن السؤال لا معنى له من زاوية العلوم الاجتماعية، لأنّها تبحث في الظواهر ولا تبحث في غيابها.

ينتقل صاحب كتاب "المجتمع المدني: دراسة نقدية"، بعد ذلك، إلى دراسة التمايز بين الدولة ونظام الحكم بشكل أكثر عمقاً، وهو يعتمد هنا على ضخّ محاضرته بمفاهيم جديدة مثل المواطَنة والبيروقراطية لمقاربة هذا المحور.

"التمييز بين الدولة ونظام الحكم قائم في الحداثة، وأن التماثل الذي تصنعه الديمقراطية بينهما هو تماثل مركّب يتجلّى في وحدة الدولة وتوزيع السلطات. أمّا في الدولة السلطوية، التي يبدو فيها التمايز واضحاً بين الدولة والنظام، فتضعف مؤسّسات الدولة لصالح قوى النظام الحاكم. وفي حالة فرض وحدة الدولة بالقوّة من أعلى، ينشأ احتمال ظهور الشروخ والتصدّعات عند تغيير النظام". 

قدّم المفكر العربي خمسة تعريفات للدولة، أولاً بما هي "سُلطة تَحتَكِر وسائل العنف، ولديها القدرة على ممارسة هذا الاحتكار على إقليمٍ وسكّانه. والتمكّن من احتكار العنف ليس قائماً في مفهوم السلطة ذاته، وشروطه متضمّنة في الحداثة وما وفَّرتْه من التكنولوجيا ووسائل القمع ووسائل التنظيم من تحكم ورقابة". وثانياً باعتبارها "سُلطَة تشريعية لسنّ القوانين السارية، تُدار بموجبها شؤون السكّان الذين أصبحوا مواطنين بتعريفهم بالقانون وخضوعهم للقانون. وقد تكون هذه السُّلطة في يد حُكّامٍ غير منتخبين أو في يد برلمانٍ منتخب".

التعريف الثالث للدولة الذي يقترحه بشارة فهو "سيادةٌ على إقليم محدّد بحدود تُسَمّى حدود الدولة، ويُمارَس فيها احتكار العنف والتشريع". وفي تعريف رابع يقول: "تمارس الدولة السيادة على شعب يقع ضمن حدودها، خاضع لسلطاتها، وتُمثِّلُه السُّلطة رسميّاً أمام الدول الأخرى. فهي دولته. إنّها دولة هذا الشعب بمعانٍ كثيرة".

التعريف الخامس، فيعتبر فيه أن الدولة "جهاز بيروقراطي محترف متخصّص بإدارة الشأن العام بموجب قوانين تنظّم عمله. يمثّل جهاز موظّفي الدولة هذا، على اختلاف دوائرها، جَسَد الدولة المادّي المحسوس في التواصل مع المواطنين". 

 "داعش"، والذي حقّق غالبية شروط تعريف الدولة المشار إليها، أبرزها احتكار العنف والتشريع في إقليم وعلى جماعة سكّانية، كما أنشأ جهازاً بيروقراطياً فاق في نجاعته بعض الدول المعترف بها على الأقل في تحصيل الجباية، فهل يمكن أن يجري تصنيفه علمياً كدولة؟

 "داعش" لم يحظ باعتراف، لأنه أقام كيانه فوق أرض دولة ذات سيادة معترف بها، ولم يصبح عنفه الفائق شرعياً بمجرّد احتكاره، بل لم يتمكّن من استدامة هذا الاحتكار لمدة طويلة حتى يصبح تعبيراً عن السيادة بحيث يتكيّف مع النظام الدولي ويتكيّف النظام الدولي مع وجوده.

 يفصّل بشارة أهمية معطى "الاعتراف الدولي" لاكتمال شرعية الدولة. يقول: "بات الاعتراف الدولي بالسيادة على الإقليم والسكّان ضرورياً" رابطاً هنا بين هذا الاعتراف وكون النظام العالمي هو في النهاية نظام وحدته الدولة، ما يعني أن غياب الاعتراف الدولي يعرّض الكيان الذي يدّعي أنه دولة إلى عدم الاستقرار.

وإنما الحروف الأهلية والفتن التي لم يختلف عن التخويف منها مفكّرو الحداثة الأوروبية مثل هوبز عن مفكّري العصر الوسيط، ومنهم الفقهاء المسلمون حين فضّلوا السلطان الغشوم على فتنة تدوم".

*

 انشغلتُ نظرياً بقضايا فكرية واجتماعية تكتسب أهمية بارزة راهنًا من قبيل: الطائفية، والسلفية، والدين والعلمانية، والمجتمع المدني، وكان البعد التاريخي دائماً حاضراً وكذلك السياق العربي الإسلامي (يمكنك تسميته تراثاً إن شئت) في هذه القضايا المهمة؛ غير أن اشتغالي بالتراث لم يُبعدني عن الواقع كما فعل بالتراثويين.

الدافعين، العقلاني والأخلاقي، هما اللذان دفعاني إلى اقتحام غمار السياسة نفسها، ومن ثمّ دفعتني للاهتمام بالفكر.

لا يزال البحث العلمي عندنا محكوماً بخوف من الانتقادات الشعبوية

 نقد الديمقراطية في الدول التي تعيش في ظل أنظمة حُكم ديمقراطية يختلف تماماً عن نقد الديمقراطية في مجتمع يعيش في ظل الطغيان.


خط الفقر وكيف يتم حسابه في مصر

May 29, 2020

ارتفعت نسبة الفقر بين المصريين إلى 32.5%، بحسب ما ذكره بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام
2017
2018
2019

الفقر المادي هو عدم القدرة على توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للفرد أو الأسرة

الاحتياجات الأساسية هي الطعام والمسكن والملابس وخدمات التعليم والصحة والمواصلات.

يضع خطًا للفقر وهو "تكلفة الحصول على السلع والخدمات الأساسية للفرد أو الأسرة"، أو ما يسمة بـ "خط الفقر القومي".

وحدد الجهاز خط الفقر القومي في بحث الدخل والإنفاق 2017 –2018 عند مستوى 8827 جنيها للفرد في السنة، وهو ما يعادل حوالي 735.5 جنيه شهريا، وذلك مقابل 5787.9 جنيه سنويا، أو نحو 482 جنيها شهريا، في البحث السابق لعام 2015.

ووفقا لهذه المؤشرات فالجهاز يعتبر أن "الفقراء" هم السكان الذين يقل استهلاكهم الكلي عن تكلفة خط الفقر القومي.

تشير البيانات إلى أن الأسرة المكونة من فردين بالغين تحتاج إلى 1667 جنيها في الشهر حتى تستطيع الوفاء باحتياجاتها الأساسية.

وتحتاج الأسرة المكونة من فردين بالغين وطفلين إلى 2691 جنيها شهريا، بينما تحتاج الأسرة المكونة من فردين بالغين وثلاث أطفال إلى 3225 جنيه في الشهر.

ويعتمد الجهاز مؤشر أخر للفقر، وهو الفقر المدقع، والذي يقول إنه "نسبة السكان الذين يقل استهلاكهم الكلي عن خط الفقر الغذائي". ويمثل خط الفقر الغذائي – إلى حد كبير- كلفة البقاء على قيد الحياة، بحسب تعريف الجهاز. وتظهر البيانات أن 6.2% من السكان في مصر يعانون من الفقر المدقع 6.2%. وبحسب بيانات الجهاز فإن قيمة خط الفقر المدقع للفرد تبلغ 5890 جنيها في السنة أي 490.8 جنيه في الشهر. ويقول الجهاز إن خلال الفترة من 1999 -2000 حتى 2008- 2009 شهدت زيادة في نسبة الفقر المدقع، ثم انخفضت هذه النسبة في عام 2010- 2011 واستمرت في الانخفاض في عام 2012- 2013. وعادت النسبة للارتفاع خلال بحث الدخل والإنفاق 2017- 2018 لتصل إلى 6.2%.

خط<a class=


الفقر كل مجالات الحياة من المأكل إلى الملبس إلى المسكن والصحة والتعليم إلى قسطٍ من الراحة والرفاهية التي يجب أن يغطّيها الدخل الذي يحصل عليه الفرد الذي بقدر ما يحقق من المتطلبات، فإنه يرتفع فوق عتبة الفقر أو خط الفقر، وبقدر ما يعجز عن تحقيق هذه المتطلبات، فإنه ينحدر تحت خط الفقر،

وإذا اعتبرنا أن متوسط راتب الموظف يبلغ ثلاثين دولارا في الشهر، كما هو الحال في سورية مثلا، فهذا يعني أن دخل هذا الفرد يبلغ دولارا في اليوم، ولكن إذا كانت له زوجة لا تعمل، وهذا حال معظم الزوجات في مجتمعنا، فإن دخل الفرد في هذه الأسرة سيصبح نصف دولار في اليوم.



الفقر والجهل والمرض *وائل لطفي******

صحيفة الدستور الاردنية 2019

Jul 15, 2021

د.حسان ابوعرقوب


 أخطر آفات يعاني منها أي مجتمع على وجه الأرض، وهذا الثالوث يهدد أمن واستقرار البلاد والعباد، ويجعل من أي دولة نموذجا لدولة فاشلة لا ترى فيها الأمن أو الاستقرار، أو بصيص نور من المستقبل.

الفقر حيث الجوع والنقص والحاجة وضيق ذات اليد، حيث الحسد والحقد على الأثرياء، حيث يموت الإنسان لأنه لا يملك ثمن دواء أو يظل غير قادر على مواصلة دراسته بسبب الرسوم، الفقر يعني الألم وفقدان الأمل، كما يعني الجريمة والسرقة، والاغتصاب والقتل، وانعدام الأمن والأمان، لذلك لا نستغرب قول من قال: لو كان الفقر رجلا لقتله. أما الجهل فلا يعني الأمية فقط، بل يتعداه إلى الجهل بالثقافة ومقومات النهوض الحضاري، الجهل بوسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، الجهل بمعناه العام الذي يعني انعدام العلم بشتى العلوم والفنون. فأمة لا تقرأ ولا تعرف عن تاريخها شيئا ولم تخطط لمستقبلها، أمة جاهلة وإن غصّت بالجامعات والشهادات العليا، والجهل يعني الظلمة والظلام، ويعني الفقر والقهر.

وانتشار المرض في المجتمع من أخطر الآفات، فحفظ الأبدان من أهم مقاصد التشريع، وعندما تصبح الأبدان مهددة بالزوال فهذا يعني مصيبة لا بدّ من العمل على القضاء عليها. تنتشر الأمراض الجسدية في المجتمع بسبب نقص أو انعدام الثقافة الصحية حينا، وبسبب الإهمال والاستهتار بطعام وغذاء ودواء الناس في كثير من الأحيان. وهذا ما يجعل الأمة ضعيفة تنفق أموالها في العلاج، بدل أن تأخذ بأسباب الوقاية.

ومن أهم ما يترتب على وجود هذا الثالوث الخطير انهيار المجتمع والدولة وللخلاص تستدين الدول، لتغرق بعدها بالدّيون، ويصبح قرارها رهنا بيد غيرها، وتكون بلا حول ولا قوة.

هل مذاهبنا الفقهية تصلح لزماننا؟


 فقه واقعي، ويعالج واقع الناس، فقولنا هذا مذهب الشافعي لا يعني جمودنا على ما قاله الشافعي فقط، بل يعني أننا نسير على ذات المنهج الذي وضعه في الاجتهاد والاستنباط.

بعض الأحكام الشرعية بنيت على العرف أو المصلحة، فعند تغيّر العرف أو المصلحة واختلافها من زمان إلى آخر لا ينكر تبدل الحكم تبعا لتبدل العرف أو المصلحة، ومثال ذلك: كان التقاضي في الزمن الماضي يتكون من درجة واحدة، وكان القاضي يجلس في المسجد ويقضي في كل شيء. أما الآن فهناك ثلاث درجات للتقاضي، ومحاكم مختصة، وسلك قضائي، وهذا بناء على المصلحة المتمثلة بتحقيق العدالة التي هي من أهم مقاصد الشرع، وعليه فإن الفقه الإسلامي يقبل مثل هذا التطور، ولا يختلف معه.
ثالثا- مسائل الناس تتعدد عبر العصور تبعا لحاجاتهم، وإن في المذاهب الفقهية من المرونة ما يجعلها تتقبل احتياجات كل عصر، فلا يعدم الفقيه حكما لما يستجد من مسائل معاصرة.

فرق بين الحرية والإباحية


كذلك للحرية حد تقف عنده وينبغي ألا تتعداه، أما من ينادي بالحرية المطلقة عن كل حد فهذا إما أنه يعيش في المثاليات ولم ينزل إلى أرض الواقع، أو أنه يعي أنه يسعى للفوضى والفساد في الأرض؛ لأن الشيء إذا جاوز حدّه انقلب إلى ضده. فالدواء الذي يكتب الله الشفاء عند وجوده، لو تناوله المريض بجرعات مضاعفة، سبب له مزيدا من المرض، ولم يكن سببا في الشفاء. وكذلك الحرية، هي دواء فيه شفاء لكثير من مشكلات المجتمع، أما إن تجاوزت قدرها صارت داء لا دواءً.

فريق من الناس يدعون إلى الحرية الجنسية، والعلاقات المفتوحة، بين الجنسين، في ظل وضع صعب يتعذر فيه على كثير من الشباب الزواج، وبحجة الحرية يرسمون الإباحية التي لا تقبلها الشرائع السماوية ولا الأعراف والتقاليد الأصيلة التي تربى مجتمعنا عليها. فبدل الدعوة إلى تيسير المهور، وترك الشروط التعجيزية، والحفلات المكلفة، والعمل على إيجاد ميثاق اجتماعي يسهل طرق الزواج، بدل هذه الأمور الممكنة والسهلة، تتم الدعوة إلى الإباحية باسم الحرية.

وفريق آخر يدعون الزوجات إلى إعلان حالة التمرد والعصيان في بيوتهن باسم الحرية أيضا، فللزوجة الحرية في الدخول والخروج كما تشاء، وليس من الضروري أن يعلم الزوج أين تذهب وعند من، وكانوا قديما يقولون: الزوج آخر من يعلم، أما الآن فالدعوة لعدم علمه أصلا، بدعوى أن هذا العلم والإخبار والاستئذان يتنافى مع حرية المرأة، ويقيدها، ويضع الأغلال في رقبتها. يريدونها (حرة) وكأنها تعيش وحدها ليس بينها وبين زوجها عقد يجمع بينهما، وكأنها ترفض حماية زوجها ورعايته، إنها دعاوى للخراب المستعجل للبيوت.
أنا مع الحرية إلى أوسع مدى، لكنني ضد الإباحية والانفلات والتحرر من أي قيد منظم لحرية الناس، لأن هذا الانفلات يساوي الفوضى، والرجوع إلى حياة الغاب.

* Sep 3, 2020

أعظم تهديد يواجه المجتمع ليست البطالة أو الفقر أو الفيروسات أو الحروب.. بل الجهل! #طالبان.

*

الثالوث المعادى لحلم النهضة المصرية، وهو ثالوث «زيادة السكان والمخدرات والأمية».. إن هذه الآفات الثلاث هى أكثر الآفات التى تمسك بخناق المواطن المصرى البسيط وتعوقه عن أن يؤدى دوره فى نهضة مجتمعه،

 للآفات الثلاث جذورًا من تفسيرات دينية خاطئة ومتطرفة.. إننا للأسف لا نواجه أنفسنا بأن الزيادة السكانية التى تلتهم معدلات النمو الاقتصادى وتسابق القدرة على إنشاء المدارس هى أحد تجليات التدين السلفى الذى يأخذ بظاهر النص، ويسىء تفسير الحديث الشريف «تناسلوا تكاثروا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة»، وهو بكل تأكيد يرتبط بمعنى القوة فى زمن الرسول الكريم وليس بمعناها حاليًا، حيث تقاس قوة الأمم بالإنجاز الاقتصادى والناتج القومى وليس بأى شىء آخر.. إننا فى هذه القضية كما فى غيرها ندفع ثمن عقود من انتشار التطرف وغياب دور الأزهر وانفلات الدعاة الإخوان والسلفيين، كما أننا بلا شك ندفع ثمن انتشار أفكار الفتنة الطائفية فى السبعينيات، حيث كان دعاة الفتنة يقنعون أبناء الشعب بأن عليهم أن يزيدوا من نسلهم حتى يحافظوا على التوازن مع الطرف الآخر.. لقد كانت هذه سنوات سوداء، عشت بعضها وأنا طفل صغير، ورغم أن ثورة ٣٠ يونيو أغلقت هذا الملف نهائيًا فإننا ما زلنا نعيش بعض آثاره وتداعياته السلبية، ولعلى هنا أعبر عن دهشتى من غياب حملة إعلامية وإعلانية جبارة تقودها الشركة المتحدة ويشارك فيها نجوم مصر ومشاهير الدعاة لإقناع الناس بأن قوتنا كمسلمين وكمصريين أيضًا فى تنظيم النسل وليس فى زيادته حتى لا نصبح «كثرة كغثاء السيل»، كما قال الحديث الشريف أيضًا، إن التفسير الخاطئ للدين واستخدام الإخوان وغيرها له هو عدونا الرئيسى فى هذه المعركة، وكما نعرف جميعًا فإنك لا يمكن أن تنتصر دون أن تحدد عدوك الرئيسى، أما الضلع الثانى فى مثلث أعداء الشعب المصرى فهو إدمان المخدرات بكل أنواعها، وهى عادة لها جذور تاريخية منذ زمن المماليك، حيث كان البعض يدخن المخدر المعروف بالحشيش الذى يصفه مؤرخو ذلك الزمان بـ«الحشيشة» لكن هذه العادة المرذولة كانت تنتشر بشكل مبالغ فيه، أحيانًا، وتتراجع أحيانًا فى شكل موجات ترتبط بالظروف السياسية والاقتصادية، حيث انتشر إدمان الكوكايين عقب احتلال الإنجليز مصر، واستطاع حكمدار العاصمة الإنجليزى راسل أن يقضى على هذه التجارة فى الربع الأول من القرن العشرين قضاء شبه كامل.. ثم عادت الموجة للارتفاع فى السبعينيات والثمانينيات وانبرت وسائل الإعلام فى الحديث عنها حتى علق الأديب الكبير يوسف إدريس على تلك المبالغة قائلًا بالغ الإعلام فى الحديث عن المخدرات حتى تخيلت أنها ستنزل من صنبور المياه إذا فتحته.. لكن الأيام أثبتت أن الإعلام لم يكن يبالغ، وأن تلك العادة المرذولة انتقلت من الطبقة الشعبية لشباب الطبقة الوسطى والشرائح العليا منها، وكان لذلك أسباب متعددة، منها تهميش الشباب، وغياب أى مشروع قومى يستوعب طاقتهم وسفر الآباء للعمل فى الخليج وتدفق الأموال على الأبناء دون رقابة،

وتحدث البعض عن استهداف بعض الدول المعادية للشباب المصرى، وكان فى الخلفية أيضًا ذلك التفسير الدينى الخاطئ الذى يقول إن الآيات التى تحرم الخمر لا تنسحب على المخدرات، وأن ذلك يجعل تعاطيها أمرًا ليس محرمًا، ورغم تهافت هذا التفسير فإنه وجد رواجًا لدى بعض ضعاف العقول، وللأسف الشديد فإن نسبة الإدمان لدينا هى ١٠٪ من مجموع المصريين، وهى ضعف نسبة الإدمان العالمية فى أى مجتمع والتى لا تزيد على ٥٪، وهو ما يعنى أن لدينا عشرة ملايين مصرى مبتلى بهذا الداء الخطير الذى يخرج صاحبه من سوق العمل ويجعله مصدر تهديد وألم لأسرته، وتتفاوت تقديرات ما ينفقه المجتمع على هذه التجارة المحرمة، وإن كانت النسبة تتراوح بين عشرة وخمسة عشر مليار جنيه سنويًا، ورغم جهود الدولة فى مكافحة الإدمان فإن هذه الآفة الثانية تحتاج لحملة قومية جبارة تترافق مع مشروع حياة كريمة الذى يجب أن يكون مشروعًا لنشر الوعى بين المصريين قبل أى شىء آخر.. أما الآفة الثالثة لدينا التى تخلص منها معظم مجتمعات العالم فهى الأمية، التى تصل نسبتها فى مصر إلى ٣٠٪ من المصريين، وما أقصده هنا هو أمية القراءة والكتابة، فإذا أضفنا إليها «أمية المتعلمين» و«أمية الحاسب الآلى» نجد أنفسنا أمام نسبة كبيرة بالفعل.. يلعب العامل الاقتصادى وعمالة الأطفال والتسرب من التعليم الابتدائى دورًا كبيرًا فى انتشار هذه الظاهرة التى تحد من فرص انتشال المصاب بها من هوة الفقر أو تحسين حياته، أو انتقاله إلى طبقة اجتماعية أفضل، ولا شك أن مشروع حياة كريمة هو فرصة مثالية لاستيعاب آلاف الشباب من الراغبين فى محو أمية المصريين، على أن تكون الأولوية للأميين ممن هم دون الخمسين أو الأربعين، وهو هدف يمكن أن يتبناه اتحاد شباب الجمهورية مع غيره من منظمات المجتمع المدنى، حتى يتجاور بناء البشر مع إبداع بناء الحجر، وحتى نصل ببلدنا إلى ما نحب ونتمنى جميعًا بإذن الله.

وائل لطفي ودعاة عصر السادات 
Aug 7, 2021

*

يقول «عدس» وياكل الكافيار!

لا ألتفت إلى ما يردده الهاربون من مصر وكتائبهم الإلكترونية.. هؤلاء كائنات طفيلية لزجة تطفو على وجه وسائل التواصل.. كذبهم مفضوح، ودافعهم معروف، وأجرهم مدفوع.. لكننى أتوقف كثيرًا بالدهشة أو الاهتمام أمام ما يكتبه بعض المثقفين أو أساتذة الجامعات أو الخبراء ممن يعيشون بيننا، بعضهم يبدى القلق تجاه موضوعات بعينها، أنا أحترم كل من تدفعه المصلحة الوطنية أو حتى الرغبة فى المشاركة أو لفت الانتباه.. السمة الأساسية لما أقرأه هو غياب المعلومات والنظرة الواسعة للأمور،

 تكرارًا للحديث عن القروض التى تمول بها مصر مشروعات التنمية، من يكتبون غالبًا ليسوا خبراء فى الاقتصاد، ولا أنا.. ولكنَّ هناك شيئًا اسمه «فقه الواقع».. القاعدة المجردة لا تصلح للحكم على واقع خاص، ما يصلح فى الأرجنتين لا يصلح فى مصر، والعكس صحيح.

 لا بد من الاقتراض.. الآن حللنا أزمة الكهرباء ونصدر الفائض منها، وبالتالى المشروع سيسدد قرضه.. هذا مثال من عشرات الأمثلة.. 

*
Nov 9, 2021




فلسفة النهايات كتاب (الانفجار العظيم: عصر النهايات)

  أولاً مع النهايات في المجال التعليمي: نهاية المدرسة، نهاية الجامعة، نهاية التخصص، نهاية الشهادة الأكاديمية. يتبع هذا فصلٌ يتناول النهايات في المجال الثقافي والإعلامي: نهاية الوسائل التقليدية لنقل المحتوى، نهاية الإعلام التقليدي، نهاية المثقف، نهاية التفكير. بعد هذا يقودنا المؤلف نحو فصلٍ يتناول فيه النهايات في المجال الاجتماعي: نهاية المجتمع، نهاية الطبقة المتوسطة، نهاية الصراع الطبقي، نهاية الأسرة، نهاية الخصوصية، نهاية السعادة. يتناول الفصل الخامس نهايات في المجال الاقتصادي: نهاية السوق، نهاية النقود، نهاية الوظيفة العمومية، نهاية أنظمة التقاعد، نهاية الطاقة الأحفورية، نهاية الاستهلاك المسؤول. يتناول المؤلف في الفصل الأخير نهايات في المجال السياسي: نهاية السياسة، نهاية القيادة، نهاية الديمقراطية، نهاية الحريات الفردية، نهاية الدولة الاجتماعية، نهاية المصلحة العامة. ثم ينهي المؤلف كتابه بخاتمة يقدمُ فيها معالم بداية دورة تأريخية جديدة.

 الدراسات المستقبلية Future Studies

د فكرة أن الحياة لعبة صراعية على المستوى الفردي مثلما على المستوى الجماعي. هذا هو واقع الحال الذي لا نستطيع تلطيفه أو تزويقه بادعاءات فلسفية عن ضرورة الحياة التشاركية: «الحياة باختصار وفي كلمة واحدة لعبة، واللعبة صراع، وفي كل صراع يوجد لاعبون كبار وتابعون، ولكل لاعب مشاريعه واستراتيجياته في المواجهة، واللاعبون الكبار لا يكتفون في العادة بالهيمنة المادية وإنما يزاوجون بينها وبين الهيمنة الرمزية باستخدام ستراتيجيات العنف الرمزي...».

خطاب النهايات الفلسفي يتحدث عن نهايات مجردة: نهاية العلم، نهاية الفلسفة، نهاية التاريخ، نهاية الإنسان، نهاية الدولة... إلخ من مواقع فكرية مجردة وبمنهج تأملي مجرد ولهدف تصفية حسابات فكرية أو خدمة مصالح فئوية، أما خطاب النهايات العلمي فيستشرف مستقبل مؤسسات وقيم تمثل جزءا من واقع الناس ومعيشهم اليومي كالمدرسة والوظيفة والنقود والحريات الفردية، ويستهدف مساعدة الأفراد والمنظمات والحكومات على رؤية المستقبل بشكل أفضل، واتخاذ أفضل القرارات لبنائه».

 اليوم لا شيء يبدو واضحا، لا عدو يبدو واضحا ولا صديق يبدو واضحا. نحن في فتنة، وبالتالي فحاجتنا الأولى والوحيدة هي الصمت ثم الصمت ثم الصمت. إنه زمن الصمت والهدوء والرجوع للذات ولملاذاتنا الآمنة، ولسنا خائفين من شيء، ولا راغبين في شيء..

 المتمرسين في تقنيات التنمية الذاتية – يعرف أن القارئ العربي لا يطيق التحليلات الأكاديمية المطولة والدراسات الاستقصائية المسهبة؛ لذا نراه يعتمد مقاربة اختزالية صارمة تقوم على أساس كشف مظاهر كل نهاية مع بيان قائمة بمسبباتها؛ الأمر الذي يجعل من الكتاب مادة مناسبة للتداول في الفضاء العام.

 التأكيد على النبرة التفاؤلية العقلانية في مقابل شيوع السوداوية السايكوباثية الراهنة

 نزرع الأمل الإيجابي لا الأمل الكاذب، فجميع النهايات تقود إلى بدايات جديدة لا إلى الكارثة أو الهاوية. صحيحٌ هو القول بوجود نهايات، وأن لكل حقبة من التأريخ نهاية، لكن التأريخ لا نهاية له»، ثم يُتبِعُ المؤلف رؤيته العقلانية المتوازنة هذه باستراتيجيات عشر تمثل مفاتيح مركزية للتعامل مع النهايات المستجدة.

ـ«الرأسمالية المتغولة المتوحشة»، وواضحٌ من السياق الذي يجري الحديث عنه أنه يقصدُ الرأسمالية الجديدة التي نشأت عقب شيوع فلسفة النيوليبرالية. إن من الخطل المفاهيمي المساواة بين كل الرأسماليات، فهي ليست لوناً واحداً ولا صيغة واحدة. كيف لنا مثلاً أن نساوي رأسمالية دولة الرعاية الاجتماعية السائدة في المنطقة الاسكندنافية مع رأسمالية الأسواق الحرة المنفلتة المحكومة بالمشتقات المالية والاقتصاد الرمزي القائم على تداول أصول وهمية؟



من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الرأسمالي

 القانون الفيزيائي ليس بديهياً. لا تستطيع مهما كان ذكاؤك أن تصوغه بمجرد النظر. الشمس تتحرك من المشرق إلى المغرب. بداهة، نراها بأعيننا كل يوم. لكنها لا تعبّر عما يدور حقيقة في الطبيعة. التفاحة تسقط من الشجرة إلى الأرض. بداهة، نلاحظها كل يوم. أما أن نقول إن هناك قانوناً واحداً يحكم انجذاب الأرض والتفاحة إلى بعضهما بعضاً، وانجذاب القمر والأرض إلى بعضهما بعضاً. فليس هذا بداهة. لأن أحداً لم يلاحظ بعينه انجذاب الأرض نحو التفاحة بالقانون نفسه.

من الذكاء الفيزيائي تولّد نوع جديد من الذكاء الاقتصادي، نسميه حالياً الرأسمالية. فتواكب مع انتقالنا من الحساب إلى الفيزياء انتقالنا من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الرأسمالي. مرة أخرى، استطاع عقل بشري أن يكتشف قيمة الطموح والتنافسية والتخصص في العمل. وأن يصوغ قوانين لا تراها العين المجردة لفضاء فيزيائي كبير اسمه السوق

 دون التقيد بسابق المعرفة، وشائع القيم الأخلاقية والاجتماعية، في عصره، يتقيد فقط بالملاحظة التجريبية، تماماً كما الفيزياء. وتماماً كما يجب أن تكون علاقتنا التعلمية بالطبيعة.

في حالة المجتمعات النامية - قد تقضي على جوهر هذا الأفق. وذلك بقضاء الأغلبية الراكدة على الحريات الفردية للقلة النشطة.

 أعلى الأصوات صياحاً بالديمقراطية، هي الجماعات المتمسكة بالقيم القامعة لحريات الأفراد. هل هذا صدفة؟


أينشتاين

  أهم نتيجة لنظرية أينشتاين هي أننا نعرف اليوم، بفضلها، مكونات الكون بدقة كبيرة. فنحن نعرف بأن المادة العادية التي منها صُنع كل شيء حولنا تكِّون فقط حوالي 5 بالمئة من الكون، وحوالي الـ 25 بالمئة منه هي مادة معتمة لا نعرف ما هي ولكننا نعرف صفاتها. وأما الـ 70 في المئة الباقية من الكون فهي على شكل طاقة معتمة، لا نعرف عنها الكثير سوى أنها تدفع الكون للتسارع بالانتشار، كما يفعل الثابت الكوني الذي اقترحه أينشتاين عام 1917.

فأجمل وأعمق ما تمخضت عنه النظرية النسبية العامة، هو أنه بفضل أينشتاين ولأول مرة في تاريخنا كبشر، نحن نفهم علميا قصة كوننا.

 كثير من التطبيقات العملية لنظريات أينشتاين مثل استعمال نظام التموضع العالمي (جي بي إس)، الذي يمكننا من الملاحة والتموضع بواسطة الأقمار الصناعية. لكن أهم إنجازاته هي الإنجازات الفكرية التي تمكننا من فهم كوننا وواقعنا الموضوعي بعمق.

بدل الجاذبية

ما يحدث في النظرية النسبية العامة، فوجود المادة يُنتج انحناءات وتجويفات في هندسة الفراغ تماما كما تفعل الكرات التي وضعناها على وجه الشرشف المنبسط. وبالمقابل، إذا دحرجنا كرة صغيرة جدا على سطح الشرشف المتعرج فإنها لن تسير بخط مستقيم، بل ستتبع الانحناءات والتجويفات عليه، تماما كما تؤثر هندسة الزمان في حركة الأجسام.


الاثنين، 29 نوفمبر 2021

دخول الحمام مش زى خروجه

 وقصتها أن أحد الأشخاص افتتح حمامًا عامًّا، وأعلن أن دخول الحمام بالمجان، وعند خروج الزبائن من الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسهم ويرفض تسليمها إلا بمقابل مالي، فثار الزبائن قائلين: ألم تقل بأن دخول الحمام مجاني؟ فرد عليهم: «دخول الحمام مش زى خروجه»، وصار مثلًا يُضرب للأمر الذى يُعد الخروج منه أكثر صعوبة من الدخول فيه.


لو بطلنا نحلم نعيش ولا نموت **** بطّل تحلم عشان تعيش


May 12, 2019
حماد عبد الله يكتب: هل لنا أن نحلم بمضاعفة إنتاجنا القومي!!

يجب علينا أن نضع خطة زمنية محددة وبرامج تفصيلية للقطاعات المختلفة في الدولة ، لإمكانية مضاعفة موارد هذه القطاعات وزيادة إنتاجياتها ،

الصعب في الأمر أننا فقدنا الطموح للوثب إلي زيادة ومضاعفة الدخل القومي في شتيء مجالات القطاعات الإقتصادية في بلادنا ، والمشكلة القائمة ، من واقع تجربتي ومشاركتي في وضع أوراق سياسات تتعلق بالإقتصاد الوطني ، هو أن هناك تقاعس شديد في التطبيق ، حيث أن السياسات والروشتة موجودة ، وتم دراستها  وللأسف الشديد ، وبمشاركة كامله من الأجهزة التنفيذية في الدوله ( الحكومة ) ولكن نجد أن الناتج الإجمالي لتطبيق تلك السياسات ( إن طُبِقتْ ) متواضعه للغاية!! مثلما صرح الرئيس المشكلة فى الإدارة.

إن قطاعات الدولة المختلفة ، بما تشمل من هيئات إقتصاديه ، ومؤسسات ، تعمل في أنشطة أقتصادية حياتية يومية ، مطالبة بوضع تصور وتخطيط ، تلتزم به أمام البرلمان ، وأيضاً أمام الشعب ، وسلطاته وخاصة ( الإعلام ) ، بأن تضاعف من مواردها ومن إنتاجيتها ، ولعل أمثله كثيرة يمكن جلبها في المساحه المتبقية من هذا العمود، فلايمكن أبداً أن نعقل بأن مواردنا من الثروات السمكية ، لا يمكن مضاعفتها وزيادة إنتاجيتها ونحن لدينا هذه المسطحات الرهيبة من مياة نيل 2400 كيلومتر
يمكن الفكرة في استثمار الصناعة المصرية في التصدير للخارج هو حل لتقدمنا

*

لو بطلنا نحلم نعيش ولا نموت 

 غالبًا ما تكون الرغبات فى الحلم غير واضحة،

يعيش الفرد داخل الأحلام مدة تصل إلى ست سنوات من عمره، ونسبة 95 بالمئة من الأحلام تُنسى على الفور بمجرد اليقظة.

فالفقير يحلم بالثراء، والفاشل قد يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد. وهناك أحلام مشروعة؛ وهى تلك التى تتوافق مع إمكانيات الفرد وظروفه وتتمشى مع قيم وتقاليد المجتمع. وهناك أحلام محرمة؛ وهى التى تفوق إمكانيات الفرد وتتنافى مع القيم والتقاليد وتخرج عن صحيح الدين.

 الإغراق فى الحلم لا يحقق شيئًا، حيث يُبعد الإنسان عن الواقع، ويحوَل الأحلام إلى كوابيس. خاصة عندما ينعزل الإنسان عن المجتمع الذى لا يشبع له احتياجاته، ويصبح ناقمًا عليه، وينزوى داخل دائرة أحلامه.

يكون الانسحاب لخندق الاهتمامات الخاصة، أو السقوط بهوة الاكتئاب، أو باليأس المدمر. ومع طول الانتظار يتحول الحلم إلى كابوس، وهو ما يولد عنفا وإرهابا، خاصة لدى الشباب الأكثر تحمسا والأقل ثقافة.

إن أحلام المصرى بسيطة مثله، فأحلامه لا تتعدى جدران تأويه، ورغيف خبز يكفيه، وشربة ماء نظيفة ترويه، وجرعة دواء تشفيه، وقانون يحميه. المصرى يحلم بمسكن متواضع قد لا يجده، يحلم بعلاج لأمراضه فيزداد مرضا، يحلم بمدرسة نظيفة وتعليم جيد لابنه، يحلم بزيادة فى راتبه فتزيد أسعار السلع ويقل راتبه. يحلم ببرلمان يعرف دوره ويقدر مسئوليته، برلمان يحترم الشعب الذى أتى به تحت القبة، والذى انتخبه ليكون رقيبًا له على الحكومة، فإذا به يمارس الرقابة على جيوب المواطنين. يحلم بحكومة تضعه فوق رأسها وليس تحت حذائها. حكومة تحترم إرادته وتحقق مطالبه، حكومة لا ترقص على طموحات البسطاء، ولا تنسى أحلام المواطن البسيط. يحلم بوزير شجاع لديه ضمير يدفعه إلى الاستقالة إذا أخطأ أو كان مسئولا عن خطأ، لا أن يُدفع إلى الإقالة بعد خراب مالطة. يحلم بشاشة تليفزيونية نظيفة يختفى منها العرى والجنس والإثارة والإسفاف، شاشة محترمة تجعل المصرى يجلس أمامها مع أبنائه لا يتصبب عرقًا من الخجل. وأخيرًا يحلم المصرى بوطن يحتضنه لا أرض تطرده.

 نقول: أيها المصرى كفَ عن الأحلام؛ فالأحلام لا تتحقق فى مجتمعات مستكينة ومحبطة، مجتمعات تطاردها الكوابيس ليل نهار. وانهض من ثُباتك الذى طال، حقق أحلامك بالعمل الجاد، بتقديرك لذاتك، بالمطالبة بحقوقك المشروعة والمسلوبة التى أُغتصبت منك حينًا وتنازلت أنت عنها أحيانا أخرى. أيها المصري: ”بطّل تحلم عشان تعيش».