الجمعة، 8 مارس 2019

من يزرع الجميل يحصده

 "اعمل الخير وارميه في البحر"
ففي انجلترا عام 1920 كانت هناك حفلة لتخريج دفعة من الأطباء الجدد وقد شهد الحفل رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الحين. 
فقام نقيب الأطباء أثناء الحفل بإلقاء النصائح الواجبة لهؤلاء الخريجين الجدد. 

وروي لهم ما يلي قال: 
طرقت بابي بعد منتصف ليلة عاصفة سيدة عجوز 
وقالت لي: الحقني يا دكتور طفلي مريض وهو في حالة خطيرة جداً. فأرجوك يا دكتور أن تفعل أي شيء لإنقاذه. 
فأسرعت غير مبال وكان ذلك اليوم مليئا بالزوابع العاصفة والبرد الشديد والمطر الغزير وكان مسكنها في ضواحي لندن وهناك وبعد رحلة شاقة وجدت منزلها الذي وصلنا إليه بصعوبة حيث تعيش في غرفة صغيرة والطفل ابنها في زاوية من هذ الغرفة يئن ويتألم بشدة. 

وبعد أن أديت واجبي نحو الطفل المريض ناولتني الأم كيساً صغيراً به نقود فرفضت أن آخذ هذا الكيس ورددته لها بلطف معتذراً عن نوال أجري. وتعهدت الطفل حتي من الله عليه بالشفاء. 
وتابع نقيب الأطباء كلامه قائلاً: هذه هي مهنة الطب والطبيب إنها أقرب المهن إلي الرحمة بل ومن أقرب المهن إلي الله. 
وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلامه حتي قفز رئيس الوزراء من مقعده واتجه إلي منصة الخطابة قائلا:

اسمح لي يا سيدي النقيب أن أقبل يدك. 
ومنذ عشرين عاماً وأنا أبحث عنك فأنا ذلك الطفل الذي ذكرته في حديثك الآن آه فلتسعد أمي الآن وتهنأ. 
فقد كانت وصيتها الوحيدة لي هي أن أعثر عليك لاكفائك بما أحسنت به علينا في فقرنا. 
أما الطفل الفقير الذي أصبح رئيس وزراء انجلترا فكان: 

لويد جورج 
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه 
فلن يضيع جميل أينما صنعا 
إن الجميل إذا طال الزمان به 
فليس يحصده إلا الذي زرعه 
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 
اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله 
فإن صادف أهله فهو أهله 
وإن لم يصادف أهله فأنت أهله 
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء 
وصاحب المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكأ 
جعلنا الله وإياكم من أهل المعروف. 

لكن ما أدخل السعادة الحقيقية علي نفسي تمسك أحدهم برجلي وأنا أهم بالمغادرة.. حاولت أن أحرر رجلي من يده برفق. 
لكنه ظل ممسكاً بها بينما عيناه تركزان بشدة في وجهي! 

انحنيت وسألته: هل تريد شيئاً آخر مني قبل أن أذهب؟ 
فكان الرد الذي عرفت منه معني السعادة. أريد أن أتذكر ملامح وجهك حتي أعرفك حين ألقاك في الجنة وأشكرك مرة أخري أمام الله. 

وفقنا الله وإياكم لجبر خواطر المستضعفين.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق