السبت، 8 أغسطس 2020

مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي

 

حين يكذب الإسلامويون. ماهو نظامهم الإقتصادي الإسلامي الذي يزعمون ؟!

عمر الماوي
2019 / 12 / 4

يوجد طريقان
طريق الى الامام نحو الاشتراكية
وطريق الى الوراء نحو الرأسمالية
ويوجد من يفكر بامكانية الوقوف على طريق ثالث
في الواقع أن الطريق الثالث هو بمثابة العودة الى الرأسمالية
ستالين
بين الفينة و الاخرى يطل علينا الإسلامويون ويتحفونا بأراءهم و مزاعمهم و معتقداتهم التي اكل الدهر عليها وشرب ولم تعد تصلح الا للوضع في متاحف التاريخ.
فرغم أنهم يعرفون من اكتشف قوانين تطور الرأسمالية وتناقضاتها التي ستؤدي الى زوالها الا أنهم يمسكون هذا الكلام و يستخدموه في اطلاق العنان لمزاعمهم و اكاذيبهم والترويج لها .

النظام الرأسمالي و أن أسباب زواله تكمن في داخله .. وطبعا ً من اكتشف هذا هو كارل ماركس لكن هذه العاهات الاحفورية تأخذ من الماركسية ما تشاء لتقول في النهاية أن بديل النظام الرأسمالي هو "النظام الإقتصادي الإسلامي".

ما هو هذا النظام الإقتصادي الإسلاموي ؟! فنحن نعلم أن نمط الإنتاج يجب يتجسد من خلال عدة خصائص وعناصر تحدد ملامحه لا سيما علاقات الإنتاج فيه ـ مثلاً عبد ومالك للعبد في العبودية السيد الاقطاعي و القن في الإقطاعية . المالك البرجوازي والعامل البروليتاري في الرأسمالية . وفي الإشتراكية تنتهي هذه الثنائية بين الذين يملكون والذين لا يملكون بين المستغلين (بفتح الغين) والمستغلين (بكسر الغين) وتأخذ علاقات الإنتاج الإشتراكية مجراها حيث تنتهي علاقات الانتاج الطبقية ما يمهد الى الوصول للمجتمع الشيوعي اللاطبقي.

لكن ما هو النظام الإقتصادي الإسلاموي الذي يزعمون ؟! في كل مرة يتم الحديث فيها عن الرأسمالية ارى من يقول ان مصير الرأسمالية الى زوال و أن النظام الإقتصادي الإسلامي هو البديل و هو الاكثر عدلا ً !! طيب ما هو هذا النظام وما هي عناصره وخصائصه وما هو شكل علاقات الإنتاج فيه وما هي قوانينه والى أين سيأخذ البشرية ؟ يقول الإسلامويون أن نظامهم الإقتصادي الإسلاموي يرتكز على نقطتين "الزكاة" و "إلغاء الربا" لان الله امر بالزكاة و احل البيع وحرم الربا!.
كتاب الراسمالية والعرب 

بمعنى انه في النظام الاسلاموي المزعوم صاحب المصنع الصغير ذات علاقات الإنتاج الرأسمالية اصلاً اذا ربح هذا العام 100 الف دولار فإن عليه دفع زكاة قدرها 2.5% أي 2500 دولار لتكون الـ97500 دولار حلالا ً له ! و هذه الـ97500 ما كان صاحب هذا المصنع سيكسبها لولا سرقة فوائض القيمة من جهد وعرق العمال الذين باعوه قوة عملهم مضطرين لانهم لا يملكون ادوات الانتاج التي يمتلكها.

فما هي الإختلافات بالعناصر والخصائص و المقومات التي يقوم عليها النظام الإسلاموي المزعوم عن النظام الرأسمالي المتعفن ؟ نفس العناصر و الخصائص و المقومات ونفس علاقات الإنتاج .. فالنظام الإسلاموي المزعوم الذي ينادي به الجهلة وضيقوا الافق نظام طبقي بل يكرس الطبقية من خلال ما يسمى بالزكاة هذه الزكاة بمفهومها الاجتماعي هي اكبر دلالة على الطبقية و الفرق بين البشر فالغني يتزكى ويتصدق على الفقير حتى يبارك "الرب" ماله ويعطيه المزيد من فوائض القيمة من عمل وجهد وعرق العمال الذين يستغلهم!
وجعلنا بعضكم لبعض سخريا 

وهنا اعود لمقولة ستالين التي بدأت بها حديثي والتي تختصر علينا الكثير من الكلام فإما يذهب العالم الى الامام نحو الاشتراكية او يبقى في الرأسمالية فلا يوجد طريق ثالث و الطريق الثالث بمثابة عودة للخلف وبقاء في الرأسمالية .

فعناصر نظامهم الاسلاموي الذي يزعمون هي نفسها عناصر النظام الرأسمالي الذي اذل وافقر البشر .
الملكية الخاصة وعلاقات الانتاج الرأسمالية.

الشيوعية ايها السادة هي مستقبل البشر و حتميتهم مهما تأخرت لكن حتما ً ان البشرية ستمضي و ترتقي الى ارقى النظم الاقتصادية والاجتماعية التي تتمثل بالاشتراكية و طورها الارقى الشيوعية .
فالهدف ليس ابقاء الطبقات و أن يكون البشر اغنياء وفقراء بالوراثة ولا الهدف هو الحفاظ على علاقات الانتاج الرأسمالية و الاحتفاظ بعناصر النظام الرأسمالي المتعفن الذي ستتجاوزه البشرية مهما طال امده .ولا الهدف أن يتصدق الغني (المحسن الكبير) على الفقير. من اموال قد نهبها وسرقها من جهد وعرق الشغيلة الكادحين . فهو يتصدق لاجل ان ترضى السماء عنه وتعطيه المزيد من فوائض القيمة وهذا يحيلنا الى مسألة مهمة وخطيرة تمثل العامود الفقري للدين و لتوجهات المتدينين الا وهي مسألة الثواب والعقاب. فالمتدين بضيق افقه و بتوجهاته و أفكاره وأنانيته هو برجوازي - برجوازي صغير حتما ً يطمح لرضا السماء حتى تكافئه بالتوفيق و يرتقي الى اعلى الهرم الطبقي في الدنيا والاخرة.

الإسلامويون بفكرهم القاصر و المحدود يحرمون الربا ويبيحون شفط فائص القيمة من جهد و عرق العمال و الكادحين والمسحوقين و يحيلون هذه التقسيمة الطبقية الى الارزاق التي قسمتها السماء التي احلت بيع قوة العمل وشفط فائض القيمة و حرمت الربا! ! ان هؤولاء بأفكارهم القروسطية الرجعية البائدة القاصرة والمحدودة غير جديرين باللحديث عن مستقبل البشر والشعوب فهم لطالما كانوا اذنابا ً للرجعية وعبيدا ً للإستعمار الذي استخدم خطابهم القروسطي الرجعي لمحاربة كل المشاريع التقدمية التي تصبو بأهدافها النهائية الى أخذ الانسانية الى أفاق الحرية والعدالة الاجتماعية حيث يٌعلى من شأن الانسان و تعود الى البشر انسانيتهم التي اغتربوا عنها بفعل سيادة المنتوج (المال) على من انتجه (الانسان) فقد أصبح البشر في ظل هذا الواقع المرير مجرد ارقام و اشياء يسمو فوقها المال ـ الهدف النهائي هو انهاء هذا المنتوج الذي صار يسمو على من انتجه من الوجود لتتحرر البشرية من عبودية طال امدها فالمال او النقد كما أشار انجلز في كتابه "اصل العائلة والملكية الخاصة و الدولة" لم ينتجه الأثينيون الا كقيمة تبادلية ولم يكونوا واعيين الى أن هذا النقد سيصبح ذات سلطة و كينونة وقيمة اجتماعية قائمة بذاتها وتسمو على البشر الذين اصبحوا في ظلها مجرد اشياء تقاس قيمتهم بقدر ما يملكون من هذا المال! .

ولست ادري ان كانت علاقات الانتاج العبودية موجودة ضمن ما يسميه الاسلامويون النظام الاقتصادي الاسلامي فكما نعلم ان التاريخ الاسلامي يزخر بهذا النوع من علاقات الانتاج ـ فالعبودية لم تنتهي بالاديان التي رسختها وشرعنتها بل أن دساتير العالم الحديثة هي من انهت هذه الظاهرة التي حطت من شأن الانسان واذكر هنا ان الرئيس الاميركي ابراهام لينكولن (1861-1865) كانت له اسهامات كبيرة في تحرير العبيد.

و هذا تساؤول مشروع بما أنهم يتحدثون عن النظام الاسلامي فهل علاقات الانتاج العبودية تدخل ضمن هذا النظام الاقتصادي المزعوم ؟! .
ويتبجح الإسلامويون بوقاحة بأن الشيوعية تهدف الى اشاعة الكسل لان حافز الربح و الانانية من صميم الطبيعة الانسانية وهذا حرفياً يطابق ما قاله منظر الرأسمالية الاكبر أدم سميث الذي دعى لاستغلال حافز الربح عند الانسان.. لكن لو عدنا الى البيان الشيوعي فماركس وانجلز قد ضحدوا هذه الاباطيل و ردوا عليها بهذا النص 
مقال الحرة 

وثمة اعتراض علينا يقول: بإلغاء الملكية الخاصة سـينتهي كلّ نشاط وسـيَسـتشري كسل عام.
فلَو صحّ ذلك، لكان المجتمع البرجوازي قد تردّى منذ زمن بعيد في الخمول، إذ أن أولئك الذين يعملون، في المجتمع، لا يمتلكون، وأولائك الذين يمتلكون، لا يعملون. فهذا الوسواس كله يُؤوّل إلى هذا الحشو: حين لا يبقى للرأسمال وجود لا يبقى للعمل المأجور وجود.
انتهى الإقتباس

كما يزعم الاسلامويون بوقاحة أن نظامهم الاقتصادي الاسلاموي المزعوم هو مزيج بين الرأسمالية والإشتراكية لكن في الحقيقة لو دققنا في الامر وعطفا ً على ما سبق ذكره فإن النظام الاقتصادي الاسلاموي الذي يزعمون يدور في فلك العمل المأجور وهو مزيج بين علاقات الانتاج العبودية والاقطاعية و الرأسمالية مع اضافة عنصر الزكاة و الصدقات في تكريس تام للطبقية و تقسيم البشر الى طبقات ومن جهة اخرى فإ‘ن البنوك الاسلامية الربوية هي ابلغ تعبير عن نظامهم الاسلاموي الذي يزعمون فهي بنوك رأسمالية تتعامل بالفائدة الربوية وتلطف هذه المسميات بما تطلق عليه اسم "المرابحة" فهذه البنوك لديها باع طويل بتمويل المشاريع المشبوهة وغسيل الاموال وتجارة المخدرات وتمويل المشاريع الاميركية عبر الجرذان الاسلاموية الملتحية في افغانستان وسوريا وغيرها.

الاشتراكية والشيوعية لا مكان فيها للملكية الخاصة واستغلال الانسان للإنسان ولست ادري كيف يكون الاسلامويون جديرون بالحديث عن نظام اقتصادي عادل والاديان كلها جاءت كإستجابة ونتيجة للملكية الخاصة وانقسام المجتمع الى طبقتين لتكريس وتأبيد العبودية والاضطهاد الطبقي مقابل "جنة عرضها السموات والارض" بعد هذه الحياة الدنيا "الزائلة" فكيف تحمل هذه الاديان في احشاءها انظمة اقتصادية عادلة ؟ فاقد الشيء لا يعطيه فهذه الأديان موجودة ليبقى تسلط الماضي على الحاضر والمستقبل فهي سلفية بالمطلق ومرجعياتها دائما ً بالماضي ولا مكان للمستقبل في برامجها وطقوسها و ادبياتها.
لكن هؤولاء الإسلامويون بأكاذيبهم هذه التي لا تخدم الا ما هو قائم وسائد من ظلم وفساد و اضطهاد طبقي يطبقون ما قاله غوبلز " إكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!".

انتم ايها الشيوعيون ملح هذه الارض .(من هو الشيوعي الحقيقي ؟!)

عمر الماوي

إن معايير الانسان الشيوعي واضحة يتلخص اهمها بفكرة بسيطة وهي موقفه من مسألة الصراع الطبقي ـ و الغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ـ فلا يمكن للمرء أن يكون شيوعيا ً بدون أن يكون لديه موقف جذري ازاء هذه المسائل على وجه الخصوص 

 لكن للشيوعي مناقب كثيرة سأتطرق لأهمها من خلال مجموعة من النقاط في هذا المقال للقطع في هذه المسألة مع صغار البرجوازيين والتحريفيين ـ كثر في هذه البلاد من يعدون انفسهم كشيوعيين ـ لكنهم ابعد ما يكونوا عن الشيوعية حتى على مستوى الاحزاب الشيوعية في العالم الكثير منها افرغ من مضمونه و ارتد على ابسط مبادئ الماركسية التي تشكل أساس النظرية الماركسية مثل ديكتاتورية البروليتاريا .

ليس من السهل على المرء أن يكون شيوعيا ً تبعا ً لما سأسرده من مناقب لا بد ان تكون موجودة لدى كل انسان يعتبر نفسه شيوعي ـ فبطبيعة الحال هناك فرق بين اليساري البرجوازي و بين الشيوعي ـ اليساري البرجوازي قد يكون اشتراكي ديمقراطي او قومي او ليبرالي والكثير من اليساريين العرب هم ليبراليون و لديهم فهم للفكر لليساري من منظورهم البرجوازي الصغير نظرا ً لظروف معينة ـ تماما ً مثل الكثير من اليساريين في فلسطين هم عمليا ًمن صغار البرجوازيين اعتبروا يساريين في ظروف معينة كظروف الاحتلال لانهم ايدوا تنظيمات اليسار و هنا في وجود الاحتلال لم يتشرب هؤولاء الايدولوجيا الماركسية اللينينة بل انهم اخذوا انتماءهم لحركات اليسار من المنظور الوطني و القومي البرجوازي الصغير ـ فتجد الكثيرين منهم حتى القيادات غير مثقفغين ولا ملمين بالأيدولوجيا الماركسية و حتى غير قارئين لماركس ولينين فإنتمائهم لليسار مجرد انتماء حزبي لا ايدولوجي ـ وحتى المثقفين هم عبارة عن انتيليجنسيا معزولة عن الواقع الاجتماعي وعن الجماهير و الكثيرين منهم كنخب مثقفة لديهم تعالي و غير مستعدين للنزول من برجهم العاجي لمن هم اقل منهم ثقافة ما يعبر عن نزعة برجوازية صغيرة متأصلة لدى هؤولاء و منافية لمناقب الشيوعي الحقيقي الذي يتسم بالتواضع و القرب من الناس وعليه فإن ما يسمى باليسار الفلسطيني عمليا ً هو يعبر عن الطبقة البرجوازية الصغيرة أي ان هذا اليسار في واقع الاحتلال قد تم افراغه من محتواه الايدولوجي مع التقدير و الاحترام لكل تضحيات المناضلين المحسوبين على هذا اليسار .. من الاسرى والشهداء و المناضلين فنحن هنا نتحدث في سياق ظاهرة برزت في اخر 30 سنة ولا نشكك في نضالات الكثيرين من ابناء هذا اليسار الذي كما قلت هو اليوم لا يعبر الا عن البرجوازية الصغيرة في فلسطين وهذه مسألة تمس معظم حركات اليسار العربي و العالمي .. فاليسار سلك مسالك الليبرالية و افرغ من ثوريته .

بالتالي ليس كل يساري شيوعي فليس كل ما يلمع ذهبا ً ـ الشيوعية كأيدولوجيا جذرية في اقصى اليسار الثوري تهدف لتغيير الواقع الاجتماعي والتحول الثوري نحو مجتمع تسود فيه العدالة الاجتماعية تتنافى قيمها واهدافها النهائية مع قيم اصحاب الايدولوجيات اليسارية البرجوازية الاخرى لا سيما الاشتراكية الديمقراطية او غيرها من الاشتراكيات اللا ماركسية ـ الإشتراكية ايها السادة ليست هي الهدف الاسمى للشيوعيين ـ الإشتراكية مجرد مرحلة انتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية الهدف النهائي للشيوعيين هو الوصول للمجتمع الشيوعي اللاطبقي والذي تسود فيه العدالة الاجتماعية في حين ان الاشتراكية كمرحلة تمهد للمجتمع الشيوعي في عملية تراكم كمي في قمع الطبقات البرجوازية و تذليل وانهاء الفوارق الطبقية تفضي الى الوصول الى المجتمع اللاطبقي الشيوعي في النهاية كتحول نوعي نتيجة التراكم الكمي. فالإشتراكية عمليا ً هي طبقية ومن يتبنى الايدولوجيا الاشتراكية اللا ماركسية هو برجوازي ولا يمكن بأي حال اعتباره شيوعيا ً.

وفي هذا الموضوع الذي يهدف للقطع مع صغار البرجوازيين والتحريفيين و الليبراليين سأسرد مناقب الإنسان الشيوعي التي وبكل تأكيد لا يمكن ان تكون لدى صغار البرجوازيين الذين تغلب عليهم الأفكار الليبرالية .

من هو الشيوعي وكيف يكون المرء شيوعيا ً ؟
ان يكون لديه موقف ايدولوجي واضح و جذري نابع فهمه لللماركسية في مسائل الصراع الطبقي والغاء الملكية الخاصة واستغلال الانسان للإنسان والانحياز دائما ً للعمال والكادحين والفقراء والمسحوقين وان يرفض كل ما من شأنه أن يكون ضد مصلحتهم.
أن يكون واعي طبقيا ً و ينظر لكل الصراعات القائمة والتي قامت في التاريخ كصراعات طبقية دائما ً حتى وان اخذت اشكال أخرى ـ ان يعي أن الصراع الطبقي هو جوهر كل الصراعات التي قامت بالتاريخ أو أن يعي أن الصراع الطبقي هو الصراع الوحيد بالتاريخ .
أن يكون مؤمنا ً بأن حل التناقضات و الصراعات لا يكون الا بالطرق الجذرية المسلحة .
ان لا يحصر انتماءه في اطارات شوفينية ضيقة (وطنية وقومية) وأن يكون أممي وينبذ كل ما من شأنه أن يفرق بين البشر و الشعوب.

أن ينبذ كل الاوهام البرجوازية ويرفضها رفضا ً قاطعا ً ومن أهم هذه الاوهام الديمقراطية البرجوازية و أن يكون واعي ومدرك لكل الاكاذيب و الاوهام الليبرالية البرجوازية و أن يعي المعنى الحقيقي للديمقراطية و الحرية ـ فالشيوعي الحقيقي يدرك أن الديمقراطية و الحرية من منظور عامة و اكثرية الشعب تختلف عن منظور الاقلية البرجوازية فالديمقراطية عند البروليتاريا تختلف عنها عند البرجوازية لان الديمقراطية البرجوازية تفضي دائما ً الى حكم الأقلية للاكثرية بينما الديمقراطية الجديدة من المنظور البروليتاري هي حكم الاكثرية الذي يتوطد من خلال ديكتاتورية البروليتاريا (ديكتاتورية الاكثرية على الاقلية) ـ والحرية لدى الاقلية البرجوازية هي حرية الاستغلال في حين انها عند البروليتاريا هي حرية من الأستغلال.

أن يكون مؤمناً بالثورة الإشتراكية و ديكتاتورية البروليتاريا كسبيل وحيد لخلاص وانعتاق الطبقات المسحوقة لنيل حريتها و تحقيق العدالة الاجتماعية على طريق الهدف النهائي والاسمى ــ المجتمع الشيوعي اللا طبقي.

أن يكون مؤمنا ً على الدوام بالمادية ــ المادية الجدلية و المادية التاريخية و أن لا تكون للتصورات الميتافيزيقية القروسطية الدينية الاقطاعية الرجعية مكانا ً في تصوراته ومنطلقاته.
أن يحصن نفسه من كل الخصال البرجوازية ويكبح جماح الأنانية و الفردانية والانتهازية وان يكون ناكرا ً لذاته دوما ً.

ان يتسم بالتواضع دائما ً ويكون قريب من الناس و أن ينزل الى من هم أقل منه ثقافة ليمارس دوره الطليعي بتثقيفهم وتعليمهم والمساهمة في صياغة وعيهم التقدمي.
ان يكون هو نفسه تلميذ واستاذ في نفس الأن ـ يحيث لا يتوقف ابدا ً عن البحث عن المعرفة ـ فالثقافة والمعرفة بالنسبة للشيوعي كالنهر الجاري الذي لا يهدأ ولا يتوقف عن الجريان ـ دائما ً وفي كل يوم يسعى للتعلم و توسيع مداركه و يسعى لمزيد من القراءة و البحث لإضافة المزيد الى معارفه المتراكمة مهما بلغت.

ان لا يتسامح أبدا ًمع الأراء المعادية للشيوعية وأن ينقدها ويلجم أصحابها ولا يدع المجال لتمريرها واعتبارها أفكار صحيحة. ولا يدخل بشرك الليبرالية بترك اصحابها وشأنهم من باب الحفاظ على الود و الوئام .
ان لا يساوم على مبادئ الشيوعية النظرية ـ وأن يرفض التشويه والتحريف و أن ينبذ الإصلاحية وان يدرك أن التحريفية والإصلاحية هي افراغ للفكر الماركسي الشيوعي الثوري من محتواه وأن لا يتوانى عن ضحد كل الاطروحات التي تشوه وتحرف الفكر.
أن ينظر لكل القضايا ويحللها وفق منهجه الديكالتيكي وان يعرف تناقضاته جيدا ًويحدد اولوياتها ويصيغ مواقفه من كافة القضايا من خلال قانون التناقض الديالكتيكي كمرجع اساسي في تحديد اولوية التناقضات وبالتالي تحديد الموقف من أي قضية.
أن يضع مصلحة عامة الشعب بعماله وكادحيه ومسحوقيه وفقراءه ومهمشيه امام عينيه وفوق مصالحه الشصخية وأن ينحاز لهم ويقف مع مصالحهم دائما ً ضد مصالح الطبقة المهيمنة والمستغلة.
ان يحترم المرأة و يكون في طليعة المطالبين بإنتزاع حقوقها من براثن المجتمع الذي تسود فيه الثقافة الاقطاعية الرجعية و أن يتصدى لكل هذه الثقافة و لكل ما من شأنه أن يقمع المرأة ويؤدي الى إضطهادها الجندري ـ لا يمكن للمرء أن يكون شيوعيا ً بدون إحترام المرأة ومكانتها الإجتماعية والسعي لتكريس ثقافة مساواتها التامة مع الرجل. وبذات الوقت أن يرفض كل المحاولات البرجوازية الليبرالية لفصل قضية المرأة عن سياقها الاجتماعي الكامل وان لا يقع في هذا الشرك الليبرالي و أن يدرك تماما ً أن نضال المرأة وحريتها مقرونة دوما ً بنضال رفيقها وحريته.
الشيوعي الحقيقي دائما ً يحترم ويقدر كل التجارب الاشتراكية السابقة التي قامت في العقود الماضية ـ و ان كان الامر يستدعي تحليل هذه التجارب لمعرفة مكامن الفشل فيها و اخذ العبر والدروس منها بلا يعني أن يتنكر لهذه التجارب العظيمة والتي يجب أن تبقى محل احترام وتقدير فأكبر خدمة يمكن تقديمها للامبريالية العالمية و لكل اذنابها الرجعيين من اعداء الشيوعية هي التنكر للتجارب الاشتراكية و التشكيك فيها كما يفعل بعض أدعياء الماركسية .

ملخص لكتاب فريدريك انجلز-أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة-

عمر الماوي
2019 / 9 / 13

اليكم ملخص من كتاب فريدريك انجلز "اصل العائلة والملكية الخاصة و الدولة" الذي تم اصداره في العام 1884 ويعالج المجتمعات البشرية بمنظور تطوري انثروبولوجي بمنطق المادية التاريخية الصحيح ـ فينظر الكتاب الى العائلة و الملكية الخاصة و الدولة كمترابطات ثلاثة ادت الى تطور المجتمعات البشرية من الوحشية مروراً بالبربرية وصولا ً الى الحضارة . الكتاب يقع على 129 صفحة و استعان فريدريك انجلز بعدة مصادر ومراجع من ابرزها ابحاث عالم البيلوجيا الاميركي لويس هنري مورغان.

العائلة منذ بداية التاريخ دخلت في عدة اشكال :
عائلة قربى الدم ـ زواج الاخ من اخته و الابن من امه .
العائلة البونالوانية التي حرم فيها زواج قربى الدم و فرض تغريب الزواج خاصة من نفس القبيلة .. وهذا تحول حاسم للبشرية كلها ولتطور النوع البشري فمنع زواج قربى الدم حمى الجنس البشري من الإنقراض بسبب الاضطرابات التي يتسبب فيها ـ فحجم دماغ الانسان في صيرورة تطوره لم يكبر الا عندها ابتعد عن سفاح القربى .
العائلة الثنائية يحيث تعدد الازواج للزوج و الزوجة
العائلة الاحادية حيث تكون السلطة المطلقة في يد الرجل و نسب الاولاد يعود للأب بعكس كل الأشكال السابقة حيث كانت السلطة في يد المرأة او الزوجة ويعود نسب الأبناء اليها بحكم أن تعدد الازواج كان يمنع من معرفة الأب الحقيقي للأبناء الا أن شكل العائلة الاحادية مع ظهور الملكية الخاصة كان بدافع تحديد ابوة الأبناء و تقييد الخيانة الزوجية لأجل ذلك ـ لان الملكية الخاصة افرزت الثروة التي اصبحت في يد الرجل و كان لا بد من تحديد الابناء الورثة.
ان تلك الاختلافات في طرق الزواج كانت بسبب تغير وتعدد الافكار الدينية ودخول الألهة الجديد بمفاهيمها الجديدة لتحل تدريجيا محل ألالهة القديمة ومفاهيمها .وان الانعكاس الديني على البشر هو الذي ادى الى هذه التغييرات التاريخية في وضع المرأه والرجل الاجتماعي هذا بالاضافة الى وجود عوامل اخرى ادت الى ذلك منها ان بعض القبائل المتوحشة (في منطقتنا خصوصاً) كانت تقتل مواليدها من الاناث وهذا ما ادى في النهاية الى مضاعفة اعداد الرجال مقابل اعداد الاناث ماسبب ظهور بعض الحالات من الزواج الجماعي للرجال من امرأة واحدة وهناك عامل اخر ادى الى عدم معرف ابو المولود وهو ايضا ً كان موجود في منطقتنا وهو ان الزواج الجماعي عند القبائل القديمة كان متعارف عليه ما ادى الى عدم معرفة والد المولود الجديد بينما كانت تعرف والدته و هذا ما تسبب بأن ينسب المولود الى أمه .

وكانت اطوار العائلة قبل بلوغ الطور الاحادي اطوار شيوعية بدائية بحيث كان الاقتصاد البيتي الشيوعي هو الشكل الإقتصادي للعائلة و الإقتصاد الشيوعي البيتي هو انعكاس للبيئة الاجتماعية في المجتمع الذي كان يخلو من الملكية الفردية حيث كانت الملكية عامة و كان كل المجتمع ينتج ويتحد في وجه الطبيعة لكي يأكل .
وعليه فإن انتصار الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ودخول المجتمعات طور الزواج الاحادي وتحول العائلة من شكلها الامومي الى شكلها الابوي يعتبر سقوط كبير للمرأة ولمكانتها الاجتماعية و الغاء الزواج الاحادي بشكله الحالي بالضرورة لا يتم الا بإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج بحيث لا يمكن لأحد أن يرث.. فأحادية الزواج بشكلها الحالي تستهدف المرأة لا الرجل الذي يستطيع أن يتزوج ولديه تشريع بتعدد الزوجات وحتى خيانته الزوجية لا تنظر لها كما ينظر لخيانة الزوجة ـ فخيانة الزوج عادة ما ينظر لها كسقطة مشرفة لفحولته ولذلك فإن الملكية العامة لوسائل الإنتاج لن تزيل الزواج الاحادي كمفهوم بل ستجعله يشمل الرجل لانها بالضرورة ستنهي الفوارق الطبقية بإنهاء العمل المأجور و ايضا ً بالتالي لن يكون هناك حاجة للجنس مقابل الأجر (البغاء) وسيتحول الزواج الاحادي من شكله الحالي على المرأة فقط ليشمل الرجل أيضا ً.

كان الغاء الزواج الجماعي نحو الزواج الثنائي خطوة تقدمية انجزتها المرأة لتحرر نفسها من فوضى تعدد العلاقات الجنسية ـ الا ان الإنتقال من الزواج الثنائي الى الزواج الاحادي كان بفعل وانجاز الرجل لدوافعه الإقتصادية بعد انتصار الملكية الخاصة التي وضعت السلطة المطلقة في العائلة و المجتمع في يده.
ومن مظاهر السيادة المطلقة للرجل في الزواج الأحادي هي فسخ الزواج يكون من جانبه هو فقط وهذا يؤكد ما سبق ذكره عن الإعتبارات الإقتصادية التي أوصلت المجتمعات الى أحادية الزواج.
المجتمعات البشرية تقسم الى 3 مراحل :
الوحشية ويناسبها شكل الزواج الجماعي
البربرية ويناسبها شكل الزواج الثنائي
والحضارة يناسبها شكل الزواج الأحادي

تعدد الزوجات بالتاريخ لم يكن الا نتاج للعبودية فتعدد الزوجات يعتبر حكرا ً على سادة المجتمع الذين يشغلون مراكز عليا ـ وحتى اليوم يعتبر تعدد الزوجات امتياز للأغنياء فقط.
لا يمكن تحرير الزواج من كل الإعتبارات الإقتصادية والدينية ليكون دافع الزواج الاول هو الميل المتبادل (الحب) الا بإلغاء كافة اشكال علاقات الانتاج الإقتصادي علاقات الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج لان انقسام المجتمع الى طبقات سيلقي بظلاله حتما ً على العلاقات الإجتماعية وبالتالي على الزواج الذي يجسد هذه العلاقات .

الزواج البرجوازي. أقرب الى الدعارة المقنعة !

عمر الماوي
2019 / 8 / 6

" ان اعلان حقوق رسمية وشرعية جديدة للمرأة ليس كافيا ً هناك احتياج ملح لجهود خاصة لضمان تحرر المرأة من التراث المروع لأجيال من الإضطهاد" -فلاديمير لينين.

 فالمرأة في هذه المجتمعات ليست اكثر من جسد مشييء لا ينظر له الا كوسيلة لتفريغ الرغبات و الطاقات المكبوتة لمن اقتنى هذا الجسد نظير ما قدمه من اموال ما كان سيقتني هذا الوعاء (الجسد) لو لم يدفعها فهذا الطابع البرجوازي العفن يهيمن على العلاقات الاجتماعية بما فيها الزواج .

فما هو الأساس الاول الذي يقوم عليه الزواج في المجتمعات البرجوازية التي تهيمن عليها ثقافة الملكية الخاصة وعلاقات المنفعة المتبادلة ؟
ان الحب كحاجة و رغبة انسانية ملحة غالباً قد تم تهميشه لصالح علاقةظات المنفعة المتبادلة فالحب لوحده لا يكفي لأن ينجز ويكتمل به الزواج وفق قيم هذه المجتمعات الرجعيىة السائدة.
لان العلاقات الإقتصادية وعلاقات المنفعة المتبادلة في المجتمع البرجوازي هي ما تحكم البشر و توجهاتهم و سلوكياتهم. .
فالإنسان الذي تم تشييئه في عالم الرأسمال و القيم المنبثقة عنه مجرد شيء لا يساوي اكثر مما يملك و تقاس قيمته بما يملكه من اموال ومصالح و ارصدة بنكية.

فلو لم يمتلك هذا الانسان ما يؤهله للظفر بمن يحبها فبالطبع لن يظفر بها كونها تبحث عن من يضعها في مصاف مختلف اقتصادياً و اجتماعيا.ًفلو افترضنا انها كانت في حالة من العوز فإنها حتماً ستبحث عن الذي يخرجها من تلك الحالة و لن يكون الحب بينها وبين الفقير الذي لا يمتلك ثمن اقتناءها كافياً لانها تبحث عن نقلة نوعية من خلال الزواج ان هذه هي بالضبط النزعة البرجوازية الصغيرة المهيمنة على معظم الناس في هذه المجتمعات فحب الارتقاء الطبقي الذي يتملك معظم الناس يتفوق على ذلك الحب الانساني و العلاقة الانسانية المجردة من كل القيم الاقتصادية البرجوازية.

و حتى لو كانت المرأة في المجتمع البرجوازي بحالة ميسورة فإنها غالباً لن تبحث عن الزواج الا من الذي يليق بها و بعائلتها و لن تتزوج ممن هو اقل مكانة منها و من عائلتها.
وعليه فإن هذا الانسان المشيء لا ينظر له كإنسان لديه رغبات وعواطف و حاجات و هذا ما يحكم العلاقات الاجتماعية اليوم.
وانعكست هذه الثقافة البرجولزية ثقافة الملكية الخاصة و علاقات المنفعة المتبادلة على مناحي وجوانب الحياة الانسانية كافة بما فيها رغبات وسلوكيات الناس وصار الزواج مجرد علاقة تتسم بالدونية بين شيئين وابعد ما تكون عن علاقة انسانية تحمل في باطنها مشاعر الحب المتبادلة.
فالعلاقة تأخذ طابعها الدوني الغير تكاملي/تشاركي من حيث أن الزواج البرجوازي قائم على ثقافة الملكية الخاصة فمن استطاع أن يظفر بالشيء ويقتنيه بالمال يتحكم به كما شاء .
فمجرد أن تقبل المرأة بأن يكون جسدها سلعة تقتنى بالأموال فهي قد شاركت ضمنياً في تكريس دونيتها فما هو معنى أن يتم دفع مهر لهذه المرأة سوى انها تباع وتشترى بشكل اقرب ما يكون للدعارة!

لكن الدعارة هنا تبدو مقنعة ومغلفة بغلافها الشرعي (على سنة الله ورسوله) و للأسف الشديد تجد أن الكثير من النساء يتفاخرن بهذه الدونية و بالمبلغ الذي تم دفعه بهن .
فالمرأة عمليا ً تشارك في دونيتها فمهما كان الثمن او (السعر) الذي تتفاخر به فهذه بحد ذاتها دونية فجة للمرأة لانها وبطبيعة الحال بعد أن يدفع بها هذا السعر لن تكون سوى مقتنى من المقتنيات وما عليها الا طاغة من يقتنيها ودفع امواله لاجل أن يقتنيها فحتى لو طلب منها ان تنعزل عن محيطها و عالمها الخارجي و عن اقرب المقربين اليها سيعتبر ان هذا من حقه و من واجبها ان تطيعه كونه (قوام عليها)!. فهو يتعامل معها كملكية خاصة إقتناها ودفع ثمنها بأمواله و عليه فإنه وفق هذا المنطق العبودي يعطي لنفسه كامل الحق ان يمنع عنها كل ما يريد و يعاملها كما يشاء لان هذا من اعتبارات الحق البرجوازي في ثقافة الملكية الخاصة.

و هنا اعود لمسألة الدعارة المقنعة واتساءل ما الذي يختلف بين الدعارة المدفوعة الاجر وبين الزواج البرجوازي طالما أن العنصر الاساسي هو نفسه (المال) ؟!
فالزواج البرجوازي لا يتم بدون المال كعلاقة للمنفعة المتبادلة كذلك الامر البغاء و الدعارة هي علاقة منفعة متبادلة تحكمها اسس اقتصادية.
ان هذه الدونية بدأت منذ أن بدأ تقسيم العمل و تحول المجتمعات الى طابعها البطريركي (الابوي) ومنذ أن تم تمييز الرجل عن المرأة في الاجور فعدم المساواة بالأجور وضع المرأة في حالة من الدونية امام الرجل.
لكن ليس هذا فحسب فلو نظرنا الى السردية التاريخية لوضع المرأة في المجتمعات البشرية نجد أن المرأة نصبت كألهة و انزلت عن عرشها .
فالبابليين كما هو معروف كانت الهتهم الانثى عشتار وعند عرب الجزيرة كانت الالهة اللات و العزى ومناة . نصبت المرأة كألهة لأنها كانت مصدر للحياة .

 المرأة لا تصلح الا للفراش والمطبخ! لا وبل ان هناك في القرن الحادي و العشرين من لا زال يكره انجاب البنات لان الثقافة الذكورية السائدة تجعل الكثيرين يتوجسون من خطورة انجاب البنات لان (هم البنات للممات)!.

أي ان المرأة ليست نصف المجتمع والتي تصنع النصف الاخر بل هي مجرد كائن دوني محتقر و مهمش يباع ويشترى.
وبعد أن تباع المرأة وتشترى تفقد أهميتها و وهجها بمجرد أن يتم اشباع الحاجة الجنسية من جسدها و تصبح الحياة روتينية اكثر فأكثر و حتى أنها (العلاقة الزوجية) تصبح أيلة للانهيار وتصبح هذه العلاقة شر لا بد منه ومن استمراره نتيجة انجاب المرأة للابناء وحتى مع ذلك يمكن للرجل أن يتزوج ويقتني غيرها ليكسر هذا الروتين لو استطاع الى ذلك سبيلا طالما ان الشرع يبيح له اقتناء المزيد و المزيد من النساء !
ولو كان من المستحيل للحياة الزوجية أن تستمر كشر لا بد منه فحتى عند الطلاق تلعب قيم علاقات الملكية الخاصة و المنفعة المتبادلة دورها لان ثمن الطلاق (المؤخر) قد يكون مرتفع!
ان الزواج البرجوازي جريمة حقيقية بحق المرأة و التي كما اسلفت تشارك في صناعة دونيتها و تعترض بشدة اذا ما لم يدفع بها المبلغ المرتفع الذي يليق بها وبقيمتها وبقيمة اسرتها الاجتماعية.
ولست ادري في حال انهار سعر صرف العملة المحلية وهذا وارد بفعل الازمات الاقتصادية وتناقضات النظام الرأسمالي هل ستبقى تفاخر بالسعر الذي دفع بها ؟! هنا يجب على من تشارك في صناعة و تكريسدونيتها أن تحتقر نفسها لانها وضعت قيمتها بأشياء لا ينبغي لها أن تقاس بها .

ان الحب اولاً و أخيراً بمنظورنا نحن الشيوعيين الماركسيين كعلاقة وحاجة انسانية مجردة من كل قيم اقتصاد السوق و ثقافة الملكية الخاصة و علاقات المنفعة المتبادلة البرجوازية هو الأساس الذي يجب ان يقوم عليه الزواج بين الرجل و المرأة فالحب فقط من يجب ان يحكم العلاقة التي تبدأ بالحب واذا انتهت تنتهي بنهاية الحب بين الطرفين في العلاقة التكاملية التي يكون الحب جوهرها الاساس.
و الزواج القائم على الحب فقط هو الضمانة الحقيقية للإستمرارية فالحب كحالة انسانية ينعكس على طبيعة العلاقة ويجعلها تكاملية وتشاركية و انسانية وهذا ما يورث للأبناء مما يسهم في تغير هذه المجتمعات فحين تسود ثقافة الحب لا ثقافة الملكية الخاصة و الحق البرجوازي و الطمع و الانانية تصبح هذه المجتمعات اقرب للإنسانية مما هي اليوم .

و انا مؤمن بأن تحول هذه المجتمعات نحو نظام ارقى ( الإشتراكية - الشيوعية ) مقرون حتما ً بوضع المرأة فكما قال لينين بما معناه ان الثورة لن تتم بدون تحرير المرأة و تحرير المرأة لن يتم بدون الثورة وهنا يجب على جميع النساء ادراك حقيقة أن تحرر المرأة مقرون بالنضال الاجتماعي لا الجندري للتحرر والتحول الاجتماعي الذي سينعكس حتما على سلوكيات و اخلاقيات البشر.
فبطبيعة الحال وجود البشر يحدد وعيهم لذا فإن قيم اقتصاد السوق تلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة و مسألة المرأة و الزواج بكل تاكيد ليست استثناء من ذلك.
فتحرر المرأة لن تنجزه تلك الحركات النسوية النيوليبرالية التي تقدم قضية المرأة بإعتبارها قضية جندرية منعزلة ومنفصلة عن سياقها و اطارها الاجتماعي فتلك الحركات التي تتبع لمؤسسات المجتمع المدني ومصادر تمويلاتها في مراكز الرأسمال تقدم قضية المرأة كقضية صراع ضد الرجل وكأن انعتاق وتحرر المرأة قد يتم بدون تحرر رفيقها الاسير في كهفه القروسطي!
ان تحرر المرأة لن يتم بدون تحرر رفيقها فنحن ننظر الى المسألة بنظرة جدلية مترابطة مع الواقع الاجتماعي لهذه المجتمعات الواقعة تحت تأثير و افرازات النظام الكولنيالي.
فلن يعود الزواج الى طابعه و جوهره الانساني الحقيقي دون ان يتم تحريره من كافة القيم و المثل البرجوازية و الدينية الرجعية السائدة ، ان الزواج في جوهره الاساسي علاقة و حاجة انسانية يجب ان تحرر من كل القيم التي انتجها عالم الرأسمال و موروث العصور البائدة و ان اسقاط هذه القيم و المثل الرجعية و تحرير الزواج منها لن يتم الا بتقدم و ارتقاء هذه المجتمعات نحو نظام ارقى (الاشتراكية - الشيوعية) حيث يعود الانسان الى انسانيته التي اغترب و انسلخ عنها. و كما رأى انجلز ان تحطيم علاقات الانتاج المبنية على الملكية الخاصة هو السبيل لتحرير المرأة من قيودها و عبوديتها و دونيتها التي تتجلى بالزواج البرجوازي.
فالزواج البرجوازي كحالة غير انسانية ليس سوى افراز للنظام الرأسمالي و ما ينبثق عنه من قيم ومُثل وثقافات و توجهات برجوازية تنعكس على سلوكيات الناس واخلاقياتهم.
و في نهاية هذا الطرح يحضرني موقف رأيته بأم عيني قبل ما يزيد عن عشر سنوات يؤكد هيمنة العقلية البرجوازية وثقافة الملكية الخاصة الضحلة على عقول و سلوكيات البشر فقد كنت في ورشة لتصليح السيارات و كأن الميكانيكي يحدثني عن اسعار قطع الغيار ثم قال بعفوية شائنة تنم عن افة هذه المجتمعات "السيارات مثل النساء اذا اردت ان (تركب) عليك ان (تدفع)!".

نقد الدين و ترهل الأحزاب الشيوعية

عمر الماوي
2019 / 8 / 4

مسألة الدين في الوقع الاجتماعي مسألة معقدة و لا شك ان نقد الدين مهم فنقد الدين هو نقد للوعي المزيف و السعادة الوهمية كما سماها ماركس، لان النضال ضد الدين يأخذ شكل من اشكال النضال ضد الواقع الاجتماعي و تأثيرات الدين فيه، فلا يمكن بث الوعي الطبقي بدون النضال ضد الدين و انتزاعه من حيث هو سعادة وهمية من وعي و وجدان جماهير الكادحين و المسحوقيتن لان الاستلاب الديني يشكل عائق كبير امام حركة التطور التاريخي فالطبقات المهيمنة و المسيطرة تستخدم الدين لتأبيد هيمنتها وسيطرتها ويدل على ذلك تحول الكنيسة و رجال الدين في اوروبا من عدو للثورة البرجوازية الى حليف للطبقة البرجوازية بعد الثورة حيث كانت البرجوازية تخوض حرب شعواء ضد رجال الدين حلفاء الطبقة الارستقراطية في مرحلة الاقطاع الا ان البرجوازية ادركت سريعا بعد انتصار ثورتها انها بحاجة الى الدين لتغييب وعي البروليتاريا فعمدت الى التقرب من رجال الدين و الكنيسة التي تحولت و تحالفت مع الطبقة البرجوازية المهيمنة في مسعاها لتأبيد سيطرتها و من هنا نكتشف ان الدين بكل تجلياته التاريخية ليس اكثر من مطية تمتطيها الطبقة المهيمنة اجتماعيا لتأبيد هيمنتها على الطبقات الاخرى و رجال الدين الذين استفادوا نظير تلك الخدمات من الامتيازات الاجتماعية و الاقتصادية فهم يحصلون على حصصهم من الناتج الاجتماعي كما ان الكنيسة في اوروبا امتلكت مساحات شاسعة جدا من الاراضي في المرحلة الاقطاعية. لذا فالدين و ممثلوه يستحيل ان يكونوا في الموقع التقدمي اجتماعيا الدين و من يمثلوه تاريخيا لم يكونوا الا في الموقع الرجعي و المحافظ فهل حدث وان تبنى رجال الدين يوما فكرة العدالة الاجتماعية عبر اذابة الفوارق الطبقية بتأميم وسائل الانتاج و انهاء استغلال الانسان للانسان ؟ على العكس كان رجال الدين دوما في صف الطبقات المهيمنة و المستغلة و المستبدة

فمهمة رجل الدين مسخ وتغييب وعي الفقير المستلب و المغترب و ابقاء وعيه الطبقي محصور في طور المثاليات الدينية التي تحثه على الصبر و طاعة الله الذي فضل الناس بعضهم على بعض درجات بالرزق و ان هذه الارزاق المقدرة لا يجوز بأي حال من الاحوال الاعتراض عليها لان هذا يضعه امام اثم و بهتان التعدي على حدود الله الذي قسم الارزاق و اباح للبرجوازي ان ينهب و يسرق جهد العامل المستغل من خلال شفط فائض القيمة الذي ينتجه فهذه السرقة مباحة في عرف الله رب البرجوازي الذي يعمل على استغلال عامل مسحوق لا يملك الا قوة عمله ليبيعها بثمن بخس لا يعادل ما انتجه وبذله في الانتاج ليجدد قوة عمله و يعود للكدح في اليوم التالي

ان هذا الرب الذي يفصله رجال الدين وفق ما تقتضيه اهواء و مصالح الطبقة البرجوازية لتأبيد بقاءها وهيمنتها كطبقة رجعية محافظة تسعى بكل قواها الى ان تكون هي نهاية التاريخ بإعتبارها تقدم نظامها الرأسمالي كنظام طبيعي عادل اتت به الطبيعة كتطور تاريخي اخير للمجتمعات البشرية عبر دعايات و اباطيل تروجها الطبقات عبر اذرعها المختلفة تقول بأن الطمع الرأسمالي يدخل بطبيعة الانسان فهذا النظام الرأسمالي يبيح للانسان ان يعبر عن ذاتيته من خلال حافز الربح و ان ما دون ذلك هو قتل للروح و الحوافز التنافسية عند البشر و طبعا يسوغون هذه الاباطيل الرجعية بنصوص دينية تقول بأن البشر خلقهم االه وفضلهم على بعضهم بالارزاق، ذات الانسان لن تتحقق و لن يعبر الانسان عنها الا من خلال التخلص من النظام الرأسمالي فبتجاوز النظام الرأسمالي الذي شييء البشر يعود الانسان الى ذاته الانسانية و يتحول العمل من شر لا بد منه يضطر له الانسان حتى يعيش و يوفر متطلبات بقاءه الى حاجة انسانية لتحقيق ذات الانسان.. فالانسان الذي تطور من قرد في صيرورته التاريخية تطور بفضل العمل و التفاعل مع الطبيعة و صناعة و تطوير ادواته. اي ان العمل هو اساس و جوهر كينونة هذا الانسان و تحقيق ذاته كأرقى الكائنات و اكثرها تطورا.

فالدين اذا هو زفرة الانسان المسحوق الذي يبحث عن واقع خيالي يهرب فيه من واقعه الذي يعيش فيه فهذا الدين وفق هذا الواقع الاجتماعي المعقد الذي يوجد فيه يعتبر وجوده عائق كبير امام اي نضال اجتماعي يرمي الى اسقاط الطبقة البرجوازية و اذرعها الرجعية المحافظة و هنا يحضرني ما قاله ماركس في نقد فلسفة الحق عند هيغل بأن القضاء على الوهم (اي الدين) لا يتم الا بالقضاء على الحاجة اليه

و من هنا تبدأ اهمية نقد الدين.. فنقد الدين لا يجب ان يبقى في شكله الاجوف الذي لا طائل منه ولا يحقق اي فائدة سوى زيادة تأليب. الناس المغيبين عقليا و ثقافيا ضد الافكار الشيوعية و الماركسية التي تنطلق من هموم هؤولاء الناس البسطاء ذات القدر المحدود من الوعي و الثقافة فهؤولاء البسطاء المتدينين حتى و ان كانت لهم اراء و توجهات معادية للفكر الماركسي الشيوعي فهم ضحايا في نهاية المطاف ليسوا الا متلقين للدعايات الامبريالية و الرجعية ضد الحركة الشيوعية.. و لا غنى امام اي حركة شيوعية ثورية عن ممارسة دورها الطليعي في تثقيف هؤولاء الضحايا و بث الوعي الطبقي لديهم فبطبيعة الحال ان الذين ينتمون الى الطبقات الدنيا في المجتمعات البرجوازية هم افراد مغيبين محدودي الثقافة غير واعيين لذاتهم طبقيا و ان كانوا واعيين بذاتهم و من موقعهم في الواقع الاجتماعي بالمجتمع البرجوازي فحين تسأل اي انسان بسيط تصادفه عن موقعه في الطبقات الاجتماعية فهو يعرف اين موقعه و الى اي طبقة ينتمي لكنه لا يملك اي دراية عن الدور الذي يجب عليه ان يقوم فيه بالنضال لتغيير الواقع الاجتماعي.

لذا فإن نقد الدين يجب ان يكون بشكل بناء و في اتجاه يخدم النضال لتغيير الواقع الاجتماعي و نقد الدين من منطلق دور الدين في تكريس البؤس الطبقي عند الطبقات المسحوقة ليس نقد الدين بشكله الاجوف المنفر الذي كل ما يقوم عليه هو نقد النص الديني بذاته بعيدا عن دور هذا النص بالواقع الاجتماعي.. ان نقد الدين هو نقد للسماء و نقد للارض كما ذكر ماركس. فنقد الدين بدون الاخذ بدور هذا الدين في تكريس البؤس هو نقد اجوف لا فائدة منه بل هو انزلاق نحو ما يراد لهذه المجتمعات ان تنزلق اليهفنقد الدين يجب ان يبنى على قاعدة نضالية لتغيير الواقع وليس نقد لمحاربة الدين باعتباره يمثل منظومة اخلاقية وقيمية في هذه المجتمعات المحافظة فالكثير من السذج البلهاء و السطحيين ينقدون الدين لانه يقيد حياتهم و رغباتهم التي تتنافى مع القيم الاجتماعية و هؤولاء ضيقي الافق ليسوا سوى تعبير فظ وتافه عن النزعة البرجوازية الصغيرة.

لذا فدور الاحزاب الشيوعية يجب ان يكون دور تثقيفي و توعوي و تنويري لخدمة الهدف النهائي لوجود هذه الاحزاب الا وهو اقامة المجتمعات العادلة و انهاء استغلال و استثمار الانسان لاخيه الانسان و اعادة الانسان لانسانيته الا انه و للاسف الشديد غياب دور هذه الاحزاب الشيوعية في بلادنا عن الواقع الاجتماعي هو ما يفسر وصول الحالة الثقافية و الوعي الجمعي لهذا المستوى الرديء وعدم الادراك لحقيقة الصراع ضد الامبريالية وخدامها الرجعيين و بل ان الاحزاب الشيوعية في هذه البلاد ليست اكثر من ديكور في دول الاستعمار الجديد ولمنع قيام اي احزاب شيوعية حقيقية فليست الاحزاب الشيوعية من تهادن الرجعية و الاستعمار على غرار الحزب الشيوعي العراقي الذي خان كل المرة ئ الشيوعية عبر مهادنة الاحتلال الاميركي فهؤولاؤء اليمينيين الرجعيين هادنوا الصهيوني بول بريمر و وافقوا على دستوره بالعراق لا وبل عبروا عن رغبتهم بدخول حكومة محاصصة طائفية!

الشيء ذاته بالنسبة للحزب الشيوعي اللبناني الذي هادن الرجعية و اصطف معها.. فقد تحالف هذا الحزب مع الطغمة الرجعية في اليمين الانعزالي الصهيوني المدعوم من ال سعود.
هذا هو واقع الاحزاب الشيوعية في دول الاستعمار الجديد مجرد ديكور وتعبير زائف عن حياة سياسية فيها كل الاحزاب من كافة المشارب و الاتجاهات.. ان الحزب الشيوعي الحقيقي لا يهادن ولا يقبل بالواقع بقدر ما يسعى للتغيير بالقوة.. فالحزب الشيوعي الصيني مع قائده العظيم ماوتسي تونغ لم يهادن رجعية الكومينتانغ (القوميين الصينيين) وان هادنها مؤقتا بسبب الهجوم الياباني لكنه سرعان ما حاربها وقضى عليها و اجتثها من الوجود.
ما احوجنا لماوتسي تونغ عربي.. فهذه الاحزاب الشيوعية في دول الاستعمار الجديد لا تملك اي رؤية لتغيير الواقع الاجتماعي ولذلك تجد الاحزاب و الجماعات الرجعية كالاخوان المسلمين اكثر قبولا عند جموع الجماهير المغيبة.. فهؤولاء الرجعيين اصحاب الخطابات الديماغوجية المحافظة التي قتلت كل ما هو ايجابي عند الشعوب ما كان ليكون لهم وجود لو وجدت احزاب شيوعية حقيقية امتلكت رؤية اجتماعية لتغيير الواقع الاجتماعي بعيدا عن المهادنة و الانبطاح بتوعية الجماهير لحقيقة لدور الخطير الذي يلعبه الافيون وتجاره الاسلامويون.

دين الثوابت

رياض حمادي
2012 / 8 / 13

الثوابت في القاموس الديني والخصوصية في القاموس الثقافي , اختراع بشري – عربي إسلامي على وجه الخصوص – يهدف إلى إيجاد حواجز بين الإنسان وأخيه الإنسان 

وعندما تسأل هذا العربي المسلم سؤال مثل :
إذا كانت لديكم ثوابت إلهية منزلة مقدسة فلماذا اختلفتم وتقاتلتم عليها ؟!!

السني لديه ثوابت تختلف عن السني الآخر وهؤلاء لديهم ثوابت تختلف عن الشيعة وعن الصوفية وكل مذهب من هذه المذاهب المتفرقة لديها فرق ومذاهب متفرعة وكل يدعي أن لديه ثوابته المقدسة !

وهؤلاء كلهم في كفة لديهم ثوابتهم التي تميزهم عن بقية المخلوقات المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية...
وعندما تحاور أحد هؤلاء المعتنقين لدين الثوابت تجده يقارن دائما بلفظ " هُم " و " نحن " . هم شياطين ونحن ملائكة , هم منحلين ونحن متمسكون بلواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , هم عراة ونحن محجبون , هم كفار ونحن أعزنا الله بالإسلام !

المشكلة ليست في الثوابت بل في الاعتقاد بأنها مقدسة وأنهم موكلون من قبل من أنزلها بالدفاع عنها والدفاع عنها يقتضي تكفير المخالف لهم أولا قبل تفجيره أو قتله . ولست ادري كيف لا يجعلون من القيم الإيجابية في الدين ثابت في حين يميلون إلى تثبيت القيم السلبية . فالنص الديني يؤجل الحكم على المختلف حوله من القضايا العقائدية :

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

إذا كان الله سيقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فلماذا يقيمون أنفسهم قضاة وحكماء ؟! وما دور الله في هذه الحالة , هل هو التصديق على حكم أتباعه ؟!

" للبيت ربٌ يحميه " :
كان هذا منطق الرجل الجاهلي وهو يرى جحافل العدو مقبلة نحو مكة لهدم الكعبة وفقا للقصة في مصدرها الإسلامي . هذا المنطق لا يتكرر ليصبح " للثوابت ربٌ يحميها " ذلك أن قانون الاعتماد على الله في منطق المؤمنين يكون في حال الضعف لا في حال القوة .

الثابت الوحيد من وجهة نظري هو الإنسان وقيم الإنسانية مثل الحرية والإخاء والعدل والمساواة . أما تصنيف الناس وتقسيمهم على مبدأ عقائدي ومذهبي واعتبار هذا التصنيف ثوابت إلهية فالتاريخ أثبت أن هذه الثوابت متعددة ومتناحرة بشكل كبير .

خرافة وكذبة الحضارة العربية والإسلامية

نضال نعيسة
2020 / 4 / 27

حضارتهم سراب خادع وقام على وهم وكذبة
بالمطلق لا يوجد هناك بالتاريخ شيء اسمه حضارة عربية وإسلامية صنعها وأنتجها من يسمون بالعرب المسلمين دواعش يثرب وسكان الصحراء الغزاة، فالحضارة بالدرجة الأولىى منظومة قيم وأخلاق وثقافة ومثل عليا افتقر لها هؤلاء كثيراً في حياتهم القبلية البدائية بالصحراء التي اتسمت بشظف العيش والخشونة والغدر وقلة الأصل وحيث انتشر وساد نمط الإنتاج البدوي أي الغزو والسبي والقتل والقنص والسطو والدعارة الجماعية(جمع عشرات النساء) والتي وضعها فيما بعد مؤسس الإسلام في قالب نصي مقدس ومعدل زمقونن أطلق عليه اسم دين الإسلام. فلم يكن هناك في تلك الصحراء الجدباء أية مدارس وجامعات وأكاديميات ومؤسسات تعليمية أو معاهد ومختبرات علمية وعلماء للرياضيات والعلوم والفلك وفلاسفة بالمطلق ولم يعرف لاحقاً حتى في أوج التمدد والتوسع الإمبراتطوري العسكري أي العهد العباسي عن أي عالم "قبلي" أو من قبيلة وأصول من الحجاز وكلهم كانوا من فارس وبيزنطة والشام ومصر وشنل إفريقيا، ومعظم العرب المسلمين كان محارباً مقاتلاً سيافاً لزوم السبي والسطو والسرقة واللصوصية والاغتصاب وحتى اليوم هم ألد أعداء الفكر والعلم والعمل لا بل يحتقر البدوي "الصنعة" والحرفة والعمل اليدوي.

فكانت الحياة العامة و"المعيشة" تعتمد على القنص والصيد والغزو والرعي، وقد مجّد مؤسس الإسلام الغزو وأعلى من شأنه ورفع من قيمته حد القداسة واعتبره مصدر الرزق، فلم يكن هناك، مثلاً، معامل ومصانع وورش انتاج صناعي ولا أدنى مقومات النشاط البشري ودورات لرأس المال كما هو معروف بالمجتمعات الصناعية ولا حتى الزراعية البدائية حيث تسود قيم الإنتاج والتبادل التجاري والبيع والشراء التي تنتج بدورها قيم السوق والتداول والتعامل المصرفي التي تعني استقرار السكان في بيئة ومكان محدد وإيجاد بنية عمرانية وتحتية لذلك ونمو علاقات الإنتاج هذه ستفرز بدورها نخبا مجتمعية سياسية ومالية وثقافية وفكرية تؤسس لمجتمع وبالتالي لنظام سياسي يحفظ ويمثل مصالح كل هؤلاء ويجب أن يكون عادلاً حتى يضمن لنفسه ولمن يمثلهم البقاء والاستمرار والأمان والاطمئنان، وتداول السلطات ووضع عقد وقانون تفاهم اجتماعي (ما عرف لاحقا بالدولة المدنية العصرية بالدستورية)، يضبط وينظـّم عمل وحياة كل هؤلاء.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق