التخطيط العمراني للمناطق الحضرية يعمق الفجوات الاقتصادية في المجتمعات.
تواجه المدن العربية تحديات كبيرة بسبب التحول الديموغرافي والاكتظاظ السكاني، الذي لم يرافقه تغيير في فلسفة تصاميم البنايات والأرصفة والخدمات، ومن غير المستبعد أن يشهد المستقبل القريب أزمات أكثر تعقيدا، إذا لم تضع الحكومات مشكلات التحضُّر وتغيُّر المناخ ومخاطر الكوارث والأوبئة في مقدمة أولوياتها.
جودة حياة المواطنين، وأفقدتها مكانتها الحقيقية في المجتمع الدولي.
وسلط تفشي وباء كورونا الضوء على مشكلات المدن، التي لم تعد آمنة وقابلة للعيش، كما كشف عن التفاوتات الاجتماعية والمكانية داخل المدن، والمعاناة التي تتحملها الأحياء الضيقة والمزدحمة التي تقطنها الطبقة العاملة والفقيرة، سواء بسبب الإصابات أو فقدان سبل كسب الرزق.
لندن ونيويورك وهونج كونج إلى نقاط مركزية لتدفق الأموال والأشخاص والأفكار في جميع أنحاء العالم. فهي لم تكن مجرد مراكز مالية، بل أيضا عواصم ثقافية، وأماكن إبداعية تعتمد على ثروة ورعاية المصرفيين. توافد رجال الأعمال والمبدعون إلى هذه المدن الضخمة على أمل إعادة تشكيل أنفسهم والعالم.
ومع ذلك، تحتاج المدن الكبرى أيضا إلى مجموعة واسعة من العمال الآخرين ذوي المهارات المختلفة. ولذلك، فقد توافد المهاجرون إليها أيضا سعيا وراء جني المال أو مجرد فرص جديدة لأطفالهم. ويحلم الكثيرون بالانضمام إلى النخبة المبدعة. أصبحت المدن العالمية المزدهرة موطنا للعديد من الناس من مختلف الجنسيات.
دى هذا حتما إلى خلق توترات جديدة مع المناطق النائية. أصبح الناس في الضواحي أو المناطق الريفية يرون الحياة الحضرية على أنها غير قابلة للتحقيق أو غير مرغوب فيها. كانت التعبئة الشعبية وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مدفوعة جزئيا باستياء هؤلاء الناخبين تجاه لندن الغنية والمتعددة الثقافات بشكل متزايد، والتي حققت النجاح على حسابهم. حتى المهنيين من الطبقة المتوسطة العليا اشتكوا من عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الحياة في لندن.
وبالمثل، يُعارض أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الجنوب والجنوب الغربي والغرب الأوسط مدن مثل سان فرانسيسكو ونيويورك. إن شعار “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” يعني الإطاحة بالنخب الساحلية. وبطبيعة الحال، كان صدام الثقافات بين هونج كونج والبر الرئيسي للصين منذ العام 1997 واضحا بشكل صارخ، وذلك بسبب نموذج “دولة واحدة ونظامان” الذي تم فرضه في هونج كونج.
في جميع الحالات، أدت أسعار العقارات الباهظة في المدن الكبرى إلى ضعف الرفاهية الاجتماعية. إن النخبة العالمية هي فقط القادرة على تحمل تكاليف المساكن عالية الجودة، الأمر الذي يجعل جميع المقيمين الآخرين يعيشون في أماكن مكتظة أو خارج قلب المدينة. يفتقر العمال الذين يشغلون وظائف مؤقتة أو موسمية في كثير من الأحيان إلى سكن مستقر، وقد بدأ انتشار وباء التشرد قبل انتشار الوباء بفترة طويلة. يجب أن يعتمد الكثير من الناس على وسائل النقل العام غير الملائمة وغير الموثوقة للتنقل عبر مسافات طويلة بشكل يومي. كما يفتقر طلاب الجامعات والمدارس الثانوية إلى أماكن إقامة مناسبة.
في الواقع، ولد انتشار وباء كوفيد 19 الخوف من الإصابة بالعدوى ونزوح جماعي للأثرياء. تعرضت الاقتصادات المحلية في الأحياء ذات الدخل المرتفع للانهيار. وقد جلب الوباء نوعًا جديدًا من الاستقطاب الاجتماعي حيث أُجبر العاملون في مجال الرعاية الصحية والنقل العام وتجارة التجزئة على تعريض أنفسهم لخطر الإصابة بالعدوى أو التضحية بأرباحهم.
على النقيض من ذلك، بدأ العاملون في مجال المعرفة ببساطة في العمل عن بُعد وطلب الخدمات عبر الانترنيت، ولا يفتقرون إلا إلى فرص التفاعل الجسدي. أبرزت الفجوة الجديدة بين أولئك الذين يعملون عن بعد والعاملين في الخطوط الأمامية الفروق الطبقية الحادة التي فضل الكثيرون تجاهلها منذ فترة طويلة.
في الآونة الأخيرة، ساهم الفيروس في تعزيز البحث عن بدائل للمدن الضخمة عالية التكلفة في فترة ما قبل الجائحة. بالنسبة للعاملين في مجال المعرفة، تجعل التكنولوجيا العمل عن بعد أمرا جذابا وسهلا، مما يقضي على التنقلات غير السارة ونفقات الحياة في المدينة. لماذا لا يعمل المرء ويعيش حيثما يريد؟
هارولد جيمس هو أستاذ التاريخ والشؤون الدولية بجامعة برينستون وزميل أول في مركز ابتكار الحوكمة الدولية.
حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2020.
www.project-syndicate.org
*
أفضل 10 مدن في العالم اقتصادياً
أولاً: بكين، وهي عاصمة الصين، وواحدة من أكبر المدن في العالم، وتضم 91 جامعة، وفيها "وادي السيليكون الصيني"، كما أن فيها 52 شركة من أكبر 500 شركة على مستوى العالم تقع مكاتبها الرئيسية هناك، كما أفضل 10 مدن في العالم اقتصادياً.. أنها معروفة ببلد العلم والعمل.
ثانياً: شنغهاي، وهي واحدة من المدن الرئيسية في الصين، وإحدى أشهر المدن في العالم، وتعداد سكانها يزيد على 24 مليون نسمة، وهي مركز مالي رئيسي على مستوى العالم، إضافة إلى أنها مركز مواصلات ونقطة ربط بين أماكن عديدة في العالم.
ثالثاً: شنتشن، وهي مدينة صينية تقع على الحدود الشمالية لهونغ كونغ، وكانت تمثل السوق الرئيس لأكثر من 30 ألف شخص حتى العام 1980، عندما قررت الصين أن تجعلها "منطقة اقتصادية خاصة"، ويسكنها حالياً أكثر من عشرة ملايين نسمة.
رابعاً: تيانجين، وهي رابع أكبر مدينة في الصين من حيث عدد السكان، وهي ميناء رئيسي للصين، وبوابة لمدينة بكين، وكغيرها من المدن الصينية الكبرى فإن الحكومة تستثمر مبالغ ضخمة حالياً في تطويرها.
خامساً: نيويورك، وهي عاصمة المال والأعمال في الولايات المتحدة، ويسكنها 8.5 مليون شخص، وهي مركز رئيسي عالمي للقطاع المالي والمصرفي وشركات التكنولوجيا والإعلام والثقافة، وتوصف بأنها عاصمة المال والثقافة في العالم.
سادساً: لوس أنجلوس، وهي مدينة أميركية في ولاية كاليفورنيا، وثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة بأكملها، وتُعرف بأنها عاصمة صناعة الترفيه في العالم.
سابعاً: دالاس، وهي مدينة أميركية في ولاية تكساس، وتواصل نموها المالي والاقتصادي بفضل البنية التحتية القوية، ووجود مطار كبير وميناء رئيس، وخطوط قطار كبيرة ورئيسية وسريعة.
ثامناً: لندن، وهي عاصمة بريطانيا، ولا تزال تتربع على عرش عاصمة المال على مستوى العالم، والتوقعات بشأن مستقبلها الاقتصادي لا تزال ايجابية رغم الاتجاه للخروج من الاتحاد الأوروبي.
تاسعاً: هيوستن، وهي مدينة أميركية يسميها الناس باسم (مدينة الفضاء)، وذلك بسبب القاعدة الجوية التي وضعتها وكالة "ناسا" هناك للانطلاق في غزوات فضائية.
عاشراً: شيكاغو، وهي ثالث أكبر المدن الأميركية، ويسكنها 2.7 مليون شخص، وناتجها المحلي الإجمالي يبلغ 630 مليار دولار أميركي، وتعتبر من المدن الرئيسية والمهمة في الولايات المتحدة، وعلى مستوى العالم أيضاً.
*
علينا أن نتخلص من رهاب التكنولوجيا؛ المدن الذكية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق