الجمعة، 2 يوليو 2021

الإفراط في العمل ******************************

 "المال لا ينام" "الطمع شيء جيد"

في اليابان، يمكن إرجاع ثقافة الإفراط في العمل إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما اجتهدت الحكومة من أجل إعادة بناء البلاد بسرعة بعد الحرب العالمية الثانية.

في الدول التي تجمعها عضوية جامعة الدول العربية، يرتفع مستوى الإرهاق بين العاملين في المهن الطبية، ربما لأن هذه الدول دول نامية ولديها أنظمة رعاية صحية مثقلة بالأعباء، كما تشير الدراسات.

 الموظفين في العيادات أو مراكز التدخل وقت الأزمات، يميلون إلى العمل لساعات طويلة مما أدى إلى الإرهاق النفسي والجسدي، وهو الاتجاه الذي ظهر مع انتشار الوباء أيضا.

 الملايين منا يجهدون أنفسهم في العمل لأننا نعتقد بطريقة ما أن ذلك الأمر مثير، وأنه مؤشر على علو المكانة ويضعنا على طريق النجاح، سواء قمنا بحيازة هذه المكانة عن طريق الثروة أو عن طريق منشور على موقع إنستغرام يجعل الأمر يبدو وكأننا نعيش حياة أحلام مع وظيفة يحلم بها كثيرون.

يبدو أن إضفاء طابع الرومانسية على العمل ممارسة شائعة بشكل خاص بين "العاملين في مجال المعرفة" في الطبقات المتوسطة والعليا. ففي عام 2014، وصفت صحيفة "نيويوركر" هذا التفاني في الإفراط في العمل بأنه "عبادة".

 "أخلاقيات العمل البروتستانتية"

"نعم أنا لا أنام" من باب التفاخر بالإفراط في العمل.

 الإرهاق الناتج عن العمل لدى متطوعين في عيادات إعادة التأهيل من الإدمان على المخدرات وغيرهم من العاملين في مجال الخدمات الإنسانية، وكان الكثير ممن هم على أتم استعداد للاستدعاء للعمل (تحت الطلب) طوال الليل، قد أبلغوا عن الصداع والاكتئاب والتوتر أثناء العمل.

*

 كتاب "أخلد للراحة: لماذا تنجز أكثر عندما تعمل أقل"،

في الحقيقة، من الممكن أن تكون فترة ساعة إلى ثلاث ساعات من العمل المركز بنفس إنتاجية وفاعلية يوم عمل تقليدي. وسبب ذلك هوأن الإنشغال نقيض الإنتاجية، كما يقول كال نيوبورت مؤلف كتاب "العمل العميق: قواعد للنجاح عن طريق التركيز في عالم مشتت".

لمواجهة مصيدة التظاهر بالإنشغال، يوصي نيوبورت بغرس عادة "العمل العميق" أي القدرة على التركيز بلا أدنى تشتيت للانتباه.

طرق لإتقان فن العمل بتركيز، سواء كانت خلوات طويلة لإنجاز مهام محددة، أو ابتكار طقس محدد، أو طريقة يومية، أو اتباع مفهوم "صحفي" في اقتناص الفرص للقيام بعمل أكثر تركيزا حينما يتاح لك ذلك خلال اليوم.

 الأساس هو أن تحدد طول المدة الزمنية التي تقضيها مركزاً على عملك ومن ثم تلتزم بها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق