المسؤولون عن صنع السياسة واتخاذ القرار في البحرين وكل الدول العربية قد قرأوه بتأمل وعناية.
مجلس المخابرات الوطني الأمريكي (NIC) والذي يضم كل أجهزة المخابرات الأمريكية، عن مستقبل العالم في العشرين عاما القادمة ويحمل عنوان «الاتجاهات العالمية 2040».
مختلف السيناريوهات التي يمكن أن يتطور إليها العالم، كي يستفيد منها صناع السياسة ومتخذي القرار في أمريكا في رسم استراتيجياتهم المستقبلية على أسس موضوعية سليمة.
مجلس المخابرات في إعداده للتقرير يستند إلى أوسع قاعدة ممكنة من المعلومات، وآراء وتقديرات عدد كبير من الخبراء والمختصين في كل المجالات بالإضافة إلى معلومات أجهزة المخابرات.
يتوقع التقرير بداية تفاقم الانقسام المجتمعي في مختلف الدول، وتصاعد الغضب الشعبي على الحكومات.
في مختلف دول العالم تشعر فئات كبيرة من السكان بالنقمة، وبالخوف والقلق وعدم وضوح المستقبل.
قطاعات شعبية واسعة في دول العالم لم يعد لديها ثقة كبيرة في الحكومات ويعتبرون أنها إما حكومات فاسدة وإما أنها عديمة الكفاءة.
تصاعد النزعات الطائفية والقبلية والعرقية. يقول «سيتزايد التشرذم والتنافس داخل المجتمعات حول القضايا الاقتصادية والثقافية والسياسية. أما التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة فستجعل قطاعات كبيرة من سكان العالم تعادي المؤسسات والحكومات التي سيرونها غير راغبة أو غير قادرة على تلبية احتياجاتهم. وسينجذب الناس أكثر فأكثر إلى المجموعات والتنظيمات والمؤسسات المألوفة لهم والمتشابهة التفكير مع أفكارهم التقليدية، بما في ذلك القائمة على الهويات العرقية والدينية والثقافية وكذلك تجمعات المصالح والدفاع عن قضايا محددة».
هويات عابرة للحدود»، بما تعنيه بالضرورة من إحياء الولاءات الراسخة لدى هذه القوى والجماعات في المجتمعات, سوف تقود إلى مفاقمة الشروخ والصدوع الداخلية، وسوف تقود إلى إضعاف وتقويض الولاءات الوطنية والقومية المدنية، وتزيد من الاضطرابات والتقلبات والصراعات.
والسيناريوهات الخمسة
1- عالم إعادة بعث الديمقراطيات بقيادة أمريكا.
سيتغير الاقتصاد العالمي نحو الأفضل، ويزيد الدخل، وتتحسن نوعية الحياة للملايين حول العالم. وتزيد إمكانية تخطي التحديات العالمية، تخفيف حدة الانقسامات المجتمعية، وسيجدد ثقة الجمهور في المؤسسات الديمقراطية.
- عالم فوضوي يسير على غير هدى
النظام الدولي سيكون بلا اتجاه، وفوضويا، ومتقلبا، حيث يتم تجاهل القواعد والمؤسسات الدولية إلى حد كبير من قِبل القوى الكبرى مثل الصين، واللاعبين الإقليميين، والجهات الفاعلة غير الحكومية، وستعاني دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من تباطؤ النمو الاقتصادي، وستتسع الانقسامات المجتمعية، ويعم الشلل السياسي، وستستغل الصين مشكلات الغرب لتوسيع نفوذها الدولي، وخاصة في آسيا، لكن بكين ستفتقر إلى الإرادة والقوة العسكرية لتولي القيادة العالمية.
عالم التعايش التنافسي
ستعطي الولايات المتحدة والصين الأولوية للنمو الاقتصادي واستعادة علاقة تجارية قوية بينهما، لكن هذا الترابط الاقتصادي سيوجد جنباً إلى جنب مع المنافسة على التأثير السياسي، ونموذج الحكم، والهيمنة التكنولوجية، والمصالح الاستراتيجية. ومخاطر نشوب حرب كبرى منخفضة في هذا العالم.
عالم الصوامع المنفصلة
ينقسم العالم إلى تكتلات عدة اقتصادية وأمنية متفاوتة الحجم والقوة، تتمحور حول الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا واثنين من القوى الإقليمية. تركز هذه الكتل على الاكتفاء الذاتي والمرونة والدفاع عن مصالحها. أما البلدان النامية الضعيفة فستكون عالقة في منتصف الطريق، وبعضها توشك أن تصبح دولا فاشلة. عن اللي احنا فيه
عالم المأساة والتعبئة
يقوم تحالف عالمي، بقيادة الاتحاد الأوروبي والصين بالعمل مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المتعددة الأطراف التي تم تنشيطها، بتنفيذ تغييرات بعيدة المدى تهدف إلى معالجة تغير المناخ واستنفاد الموارد والفقر في أعقاب كارثة غذائية عالمية سببتها الأحداث المناخية والتدهور البيئي. وتتجه البلدان الأكثر ثراءً إلى مساعدة الدول الفقيرة على إدارة الأزمة ثم الانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون من خلال برامج مساعدات واسعة ونقل تقنيات الطاقة المتقدمة.
.. عالم سيكون في الغالب الأعم فوضويا عاجزا بدوله ونظم الحكم والمؤسسات الدولية عن مواجهات التحديات الجسيمة، ومجتمعات منقسمة تواجه خطر التفكك والصراعات الداخلية لأسباب شتى.. وهكذا.
بحسب التقرير عالم المستقبل سيكون أسوأ كثيرا من عالم اليوم.
تغير من مفهوم ومجالات الأمن القومي، بحيث إنه لم يعد مقتصرا على الجوانب العسكرية والأمنية التقليدية وإنما سيمتد إلى جوانب أخرى.
ومفاهيم الحكم ستتغير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق