الأحد، 25 يوليو 2021

الــعـــرب والــعـــالــــم فـــي 2040 . أهم تقرير لأجهزة المخابرات الأمريكية

 ‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬صنع‭ ‬السياسة‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬قرأوه‭ ‬بتأمل‭ ‬وعناية‭.‬

‭ ‬مجلس‭ ‬المخابرات‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكي‭ (‬NIC‭) ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬القادمة‭ ‬ويحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الاتجاهات‭ ‬العالمية‭ ‬2040‮»‬‭.‬

‭ ‬مختلف‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬إليها‭ ‬العالم،‭ ‬كي‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬ومتخذي‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬استراتيجياتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬موضوعية‭ ‬سليمة‭.‬

‬مجلس‭ ‬المخابرات‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬للتقرير‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬أوسع‭ ‬قاعدة‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬وآراء‭ ‬وتقديرات‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭.‬

يتوقع‭ ‬التقرير‭ ‬بداية‭ ‬تفاقم‭ ‬الانقسام‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬وتصاعد‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭.‬

 ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تشعر‭ ‬فئات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬بالنقمة،‭ ‬وبالخوف‭ ‬والقلق‭ ‬وعدم‭ ‬وضوح‭ ‬المستقبل‭.‬

‭ ‬قطاعات‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لديها‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الحكومات‭ ‬ويعتبرون‭ ‬أنها‭ ‬إما‭ ‬حكومات‭ ‬فاسدة‭ ‬وإما‭ ‬أنها‭ ‬عديمة‭ ‬الكفاءة‭. ‬

 ‬تصاعد‭ ‬النزعات‭ ‬الطائفية‭ ‬والقبلية‭ ‬والعرقية‭. ‬يقول‭ ‬‮«‬سيتزايد‭ ‬التشرذم‭ ‬والتنافس‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية‭. ‬أما‭ ‬التغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬السريعة‭ ‬فستجعل‭ ‬قطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬تعادي‭ ‬المؤسسات‭ ‬والحكومات‭ ‬التي‭ ‬سيرونها‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتهم‭. ‬وسينجذب‭ ‬الناس‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬إلى‭ ‬المجموعات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المألوفة‭ ‬لهم‭ ‬والمتشابهة‭ ‬التفكير‭ ‬مع‭ ‬أفكارهم‭ ‬التقليدية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الهويات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬وكذلك‭ ‬تجمعات‭ ‬المصالح‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬محددة‮»‬‭.‬

‬هويات‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬تعنيه‭ ‬بالضرورة‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬الولاءات‭ ‬الراسخة‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬والجماعات‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭,‬‭ ‬سوف‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬مفاقمة‭ ‬الشروخ‭ ‬والصدوع‭ ‬الداخلية،‭ ‬وسوف‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬وتقويض‭ ‬الولاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬المدنية،‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والتقلبات‭ ‬والصراعات‭.‬

والسيناريوهات‭ ‬الخمسة‭

1-‭ ‬عالم‭ ‬إعادة‭ ‬بعث‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬بقيادة‭ ‬أمريكا‭.‬

سيتغير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬ويزيد‭ ‬الدخل،‭ ‬وتتحسن‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭ ‬للملايين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وتزيد‭ ‬إمكانية‭ ‬تخطي‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية،‭ ‬تخفيف‭ ‬حدة‭ ‬الانقسامات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وسيجدد‭ ‬ثقة‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭.‬

 - ‬عالم‭ ‬فوضوي‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬هدى

النظام‭ ‬الدولي‭ ‬سيكون‭ ‬بلا‭ ‬اتجاه،‭ ‬وفوضويا،‭ ‬ومتقلبا،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬القواعد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الصين،‭ ‬واللاعبين‭ ‬الإقليميين،‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬وستعاني‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وستتسع‭ ‬الانقسامات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ويعم‭ ‬الشلل‭ ‬السياسي،‭ ‬وستستغل‭ ‬الصين‭ ‬مشكلات‭ ‬الغرب‭ ‬لتوسيع‭ ‬نفوذها‭ ‬الدولي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬لكن‭ ‬بكين‭ ‬ستفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الإرادة‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬لتولي‭ ‬القيادة‭ ‬العالمية‭.‬

عالم‭ ‬التعايش‭ ‬التنافسي

ستعطي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬الأولوية‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬واستعادة‭ ‬علاقة‭ ‬تجارية‭ ‬قوية‭ ‬بينهما،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الترابط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬سيوجد‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬السياسي،‭ ‬ونموذج‭ ‬الحكم،‭ ‬والهيمنة‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬والمصالح‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬ومخاطر‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬كبرى‭ ‬منخفضة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬

عالم‭ ‬الصوامع‭ ‬المنفصلة

ينقسم‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تكتلات‭ ‬عدة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وأمنية‭ ‬متفاوتة‭ ‬الحجم‭ ‬والقوة،‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وروسيا‭ ‬واثنين‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭. ‬تركز‭ ‬هذه‭ ‬الكتل‭ ‬على‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬والمرونة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭. ‬أما‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬الضعيفة‭ ‬فستكون‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق،‭ ‬وبعضها‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬دولا‭ ‬فاشلة‭. ‬عن اللي احنا فيه 

عالم‭ ‬المأساة‭ ‬والتعبئة‭ ‬

‮ ‬يقوم‭ ‬تحالف‭ ‬عالمي،‭ ‬بقيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والصين‭ ‬بالعمل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنشيطها،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬تغييرات‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬واستنفاد‭ ‬الموارد‭ ‬والفقر‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬كارثة‭ ‬غذائية‭ ‬عالمية‭ ‬سببتها‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬والتدهور‭ ‬البيئي‭. ‬وتتجه‭ ‬البلدان‭ ‬الأكثر‭ ‬ثراءً‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬اقتصادات‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬مساعدات‭ ‬واسعة‭ ‬ونقل‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتقدمة‭.‬

.. ‬عالم‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬الأعم‭ ‬فوضويا‭ ‬عاجزا‭ ‬بدوله‭ ‬ونظم‭ ‬الحكم‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬عن‭ ‬مواجهات‭ ‬التحديات‭ ‬الجسيمة،‭ ‬ومجتمعات‭ ‬منقسمة‭ ‬تواجه‭ ‬خطر‭ ‬التفكك‭ ‬والصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬لأسباب‭ ‬شتى‭.. ‬وهكذا‭.‬

بحسب‭ ‬التقرير‭ ‬عالم‭ ‬المستقبل‭ ‬سيكون‭ ‬أسوأ‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭.‬

 ‬تغير‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬ومجالات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬بحيث‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬التقليدية‭ ‬وإنما‭ ‬سيمتد‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭. 

ومفاهيم الحكم ستتغير 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق