Mar 9, 2021
أسس الحوار الموضوعي في الغالب تمارس في المنتديات العلمية والنقاشات التي تدور عادة في المدارس والجامعات والمؤسسات.
هل يمارس الأب سلطته الأبوية ويفرض رأيه على ابنه؟، هل يجامل الابن والده ويتفق معه على كل آرائه احتراما له؟.
نفس الطرح يقال عن الأم.. هل عاطفتها القوية تدفعها للموافقة على آراء الأبناء والبنات دون مناقشة؟
الأسرة الآن تضم الأب المتعلم المثقف وصاحب الخبرة، وتضم الأم القائدة في مجال عملها، وتضم الأبناء والبنات المنتمين لجيل التقنية والعلوم الحديثة وعصر العولمة، أصبح الأب لا يجد حرجا في استشارة ابنه في مجال معين، وفي حالات أخرى - ربما تكون نادرة في عصرنا الحاضر قد يفرض الأب بسلطته الأبوية دون قصد رأيه على الأبناء مع عدم وجود فرصة للنقاش مستخدما عبارة: (اسمع وأنا أبوك) أو تقنع الأم ابنتها بعاطفتها بعبارة: (اسمعي وأنا أمك)، عبارات جميلة تنم عن التقدير والاحترام ويفترض ألا تكون عائقا أمام وجود حوار موضوعي ونقاش ينمي التفكير النقدي واستقلالية الرأي وتعزيز الثقة.
يعني أنني يا بني محل ثقتك لأنني والدك فلا تقلق وثق بما أقول
تتنوع الحوارات داخل الأسرة، الدراسة، العمل، الزواج، التربية، الأمور المالية، شؤون ثقافية أو اجتماعية.. الخ، في زمن التواصل الاجتماعي، وزمن جائحة كورونا، ربما تغيرت وسائل الحوار وأصبحت عن بعد حتى داخل البيت
الصورة الجميلة في الحوار الأسري نشاهدها حين نجد أن الشاب مهما بلغ من العلم والثقافة ومهما كان تخصصه فهو يحترم خبرة الكبار،
تلك هي الصورة المثالية للأسرة التي تمثل بيئة رائعة للتربية والتعلم وغرس القيم الجميلة، ولو فتحنا باب الحالات الاستثنائية فسوف نلاحظ وجود آباء يفرضون رغباتهم وهواياتهم وآرائهم على الأبناء وكأنهم يريدون الأبناء نسخة منهم.!
الحوار الأسري من الاحتياجات الإنسانية الضرورية، ومهما كانت المعوقات في هذا الزمن مثل عدم توفر الوقت أو طغيان التقنية فلا بد أن توجد الأسرة وقتا للاجتماع العائلي والحوار والفضفضة لما في ذلك من فوائد عديدة عاطفية وتربوية وثقافية واجتماعية إضافة إلى إيجاد الحلول واتخاذ القرارات في شؤون الأسرة، وعلينا أن نتذكر أن غرس مبدأ الحوار داخل الأسرة يبدأ من الحوار بين الزوجين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق