عملها السابق في الدعاية والتسويق.
نجومية تقوم على الاقتراب من عقول الجمهور من خلال البرامج الدينية
تقرب إلى الناس بالعزف على وتر الدين واستثماره في أغراض لا تهم الجمهور، مثل الشهرة والتربح والقفز إلى مرتبة متقدمة في “التريند” وزيادة نسب المشاهدة، ومع الوقت يتحول المذيع إلى شخصية تحيطها هالة قد تشبه القداسة، فلا يسمح أنصاره -أو أنصارها- بنقده باعتباره شخصا متدينا.
الفتاوى وشكاوى الناس اليومية والسؤال عن الحلال والحرام، والمطلوب فعله أو تجنبه، وما الذي يقود إلى الجنة وأيّ فعل تكون نتيجته نار جهنم؟
استثمرت فاروق ذكاءها وفصاحة لسانها ورصانتها في خلط الدين بالإعلام، وصنعت لنفسها شهرة واسعة، مع أن أغلب برامجها ذات أبعاد اجتماعية، وليست سياسية أو فنية. لكنها وجدت في هذه النوعية العصا السحرية التي جذبت الجمهور إليها في وقت قياسي عن طريق النبش في النواحي الدينية الشائكة. وتُحسب لها قدرتها على توظيف لقبها، كأول مذيعة مـحجبة على الشاشات المصرية تقدم برنامج منوعات منذ العام 2002، في أن تُقنع الناس بكونها إعلامية معتدلة تحترم العادات والتقاليد والأعراف التي يدمنها أغلب المصريين، ويتعاملون مع المذيعة المحجبة كأنها الأكثر احتراما من غيرها، والأجدر بمتابعتها وتصديق رسالتها ونصائحها.
ضعف البرامج السياسية
تُتهم هذه النوعية من البرامج بأنها السبب الرئيسي في هيمنة رجال الدين على المجتمع من خلال جعل الفتوى هي المسير الأساسي لحياة الناس دون إعمال العقل والمنطق والتصرف وفق ظروف الحياة الشخصية وتعقيداتها.
المثير للريبة أن الفتاوى في هذه البرامج تكون عامة، حيث يصدر الرأي الديني على الهواء مباشرة بلا مراعاة لخصوصية المستفتي ونسبية الواقعة التي يطلب فيها الفتوى. وأصبحت بديلا مثاليا عند شريحة من الناس عن المؤسسات الدينية الرسمية، وتحظى بنسب مشاهدة عالية لمجرد أنها تتطرق إلى قضايا اجتماعية تلامس الدين، وبحكم أن أغلب الناس متدينون بالفطرة ويتعاملون مع المنبر الإعلامي الديني باعتباره البصيرة التي تنير طريقهم وترشدهم إلى الصواب فإنهم يتابعونه بدقة ويتلقفون فتاواه لتطبيقها.
الزي المحتشم والتوظيف التجاري
رغم خطورة الفتوى الإعلامية فإن فاروق لا تكل عن توظيف برنامجها في استقطاب الشريحة التي تتعامل مع فتاوى الشاشات بقدسية من أجل جلب حفنة من الإعلانات التجارية، بغض النظر عن هوية المنتج أو شرعيته وحصوله على التراخيص اللازمة، لكنها تتعامل مع الإعلام الديني بمبدأ الربح والخسارة، وهو ما ورطها في بعض المشكلات.
استضافت مديرة شركة مستحضرات تجميل خريجة كلية تجارة، وقدمتها على أنها دكتورة وهي منتحلة صفة طبيبة، وسمحت لها عبر برنامجها بالترويج للأدوية التي تنتجها الشركة، وتتحدث عن مزاياها وقيمتها وأهمية اقتناء الناس لها، وتبين في النهاية أن الشخصية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمهنة الطب أو الصيدلة.
أتاحت فاروق لخريجة كلية التجارة التحدث في أمور صحية وطبية بحتة، ووصف علاجات محظور على غير المنتسبين إلى مهنة الطب الحديث عنها، ما جعلها متهمة بتعريض حياة المشاهدين للخطر وتسهيل مهمة مدّعية في التحايل على الناس وتضليل المشاهدين، وحينها أصدرت لجنة الشكاوى بمجلس تنظيم الإعلام في مصر توصية بإحالة الواقعة إلى النيابة.
البناء على الواقعة بأن الإعلام الديني ليس دائما صاحب رسالة تنويرية، بل غالبا ما يتم توظيفه لأسباب أخرى على رأسها جني المال من خلال القاعدة الجماهيرية الكبيرة ونسب المتابعة المرتفعة. وعدد من أصحاب هذه المنابر لا يطبقون على أنفسهم مبدأ الحلال والحرام، بدليل إمكانية موافقتهم على تضليل الناس برسالة إعلامية وراءها مكاسب مادية ليست بالقليلة، ولو كان ذلك عن جهل.
درجة توظيف فاروق لشهرتها في الإعلام الديني حد أنها صارت تقدّم إعلانات ترويجية لمنتجات مرتبطة بالزي الذي تظهر به خلال البرنامج، مثل العباءة والحجاب والشال الذي يغطي كتفيها، وتقنع جمهورها النسائي بأن هذه الملابس مثالية، وهي نفسها تفضلها وتدعو المتابعات إلى اقتنائها لقيمتها وأناقتها، مقابل حصولها على عوائد مادية من ترويج المنتج. وأطلقت مؤخرا نوعا من الحجاب يحمل اسمها، وقالت إنه “ماركة فريدة”، وخرجت لتشرح مزاياه، ودائما تظهر على الصفحات الرسمية في منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركات الملابس، وهي ترتدي الزي الذي تنتجه وتبيعه الجهة كنوع من الدعاية، وتربط كل ذلك ببرنامجها باعتبارها تشتري هذا المنتج وتطل من خلاله على الجمهور بجاذبية متقنة.
منبر دعائي لأي منتج، مثل المنظفات والأدوية ومرطبات البشرة وأدوية الحشرات وغيرها، وهي نوعية من المنتجات تهم الكثير من الأسرة المصرية، وتحديدا الفتيات وربات البيوت، وبات لها جمهور عريض.
الانتقادات مؤخرا بعد أن جعلت من حساباتها على الشبكات الاجتماعية مادة خصبة للتربح، مع تقليص مساحة النشر للمحتوى الإعلامي الهادف والتوعوي، وهو ما ردت
عليه بأن المادة الإعلامية الثرية تقدمها في برنامجها عبر نخبة من الأطباء والشيوخ، ولا مانع من عرض صور لعلامات تجارية وفيديوهات قصيرة على الصفحة الشخصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق