السادات مخاطباً «الكنيست» 28 نوفمبر 2019
ألقى الرئيس السادات وهو يقف على منبر الكنيست منذ 42 عاماً يوم 20 نوفمبر 1977 خطاباً تضمن مفاتيح فكرية وعاطفية رئيسية مكنته من الحصول على موجات متتالية من تصفيق غالبية الأعضاء داخل القاعة، ومكنته أيضاً خارجها من تقديم الدعم لحركات السلام الإسرائيلية وتعزيز مكانتها وعزل أيديولوجية التوسع والعدوان في أوساط المثقفين والضباط والجماهير العريضة.
كان الرئيس السادات الذي خاض معركة أكتوبر الظافرة عام 1973 بدعم من الزعماء العرب العظام في ذلك الوقت، مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، حريصاً على عدم ترك ميول العناد والتعنت لدى القيادات الإسرائيلية المتطرفة تفرض الجمود السياسي مرة أخرى لتهرب من استحقاقات السلام التي تفرض عليها الانسحاب من الأرض العربية المحتلة في حرب عام 1967 وما أعقبها من انفتاح لشهية التوسع الإسرائيلية.
وقد نجح الرئيس السادات من خلال هجوم السلام في النهاية عام 1979 في كسب عقول غالبية أعضاء الكنيست وتقليص عدد الأعضاء والوزراء الرافضين لفكرة الانسحاب من سيناء مقابل معاهدة سلام إلى 17 عضواً فقط. إن هذا العدد القليل من القادة السياسيين الإسرائيليين الذين عارضوا التصديق على معاهدة السلام مع مصر قبل التوقيع عليها في واشنطن بأيام، يدل على أهمية الإنجاز الذي حققه هجوم السلام في ذلك الوقت.
وما زلت أتذكر المقولة الصادرة من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان الذي قال قبل حرب أكتوبر 1973 «إن شرم الشيخ بدون سلام خير لإسرائيل من سلام بدون شرم الشيخ»، وهي مقولة أكد لي عدد من الضباط الإسرائيليين الأسرى الذين تحدثت معهم بالسجن الحربي المصري في حرب أكتوبر اقتناعهم بها، ومع ذلك كان ديان أحد القادة الذين وافقوا على المعاهدة التي نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء كاملة. وقد تم هذا التحول عنده بفعل الهجومين الظافرين اللذين شنهما السادات، وكان أولهما عسكرياً وثانيهما سياسياً.
وعودة إلى مفاتيح ورسائل خطاب الرئيس السادات، فقد كان أولها التأكيد على أنه لا غالب ولا مغلوب في الحروب المدمرة التي يدفع ثمنها الإنسان. وكان المفتاح الثاني المطالبة بالسلام لكل الشعوب والأديان، حيث قال: لقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين لكي نبني حياة جديدة، لكي نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض أرض الله، كلنا مسلمين ومسيحيين ويهود نعبد الله ولا نشرك به شيئاً، وتعاليم الله ووصاياه هي حب وصدق وطهارة وسلام. وكان المفتاح الثالث التذكير بالمعاناة والآلام التي يعانيها الشعب الإسرائيلي والشعوب العربية من آثار الحروب، فقال: «ونحن لا نزال في حالة حرب، بل نحن جميعاً ما نزال نعاني آثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثين عاماً، بل إن أسر ضحايا حرب أكتوبر 1973 لا تزال تعيش مآسي الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الآباء والإخوان». لقد لمس السادات بهذا عصباً حساساً عند الشعب الإسرائيلي الذي فقد أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وأكثر من عشرة آلاف جريح ومقعد في حرب أكتوبر، وأثار حنين الناس للأمن والسلام وقلب معادلة ديان رأساً على عقب ليكون السلام بدون شرم الشيخ أهم من شرم الشيخ بدون سلام عند الإسرائيليين.
++++++++++++
منذ اثنين وأربعين عاماً، وفي مساء يوم 20 نوفمبر 1977، وقف الرئيس المصري محمد أنور السادات على منصة الكنيست ليلقي خطاباً أثبت به قدرته الفذة على إزالة المقاومة الإسرائيلية للسلام وما يتطلبه من إعادة الأرض العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1973.
وفي تقديري أن هذه الخطوة الاستثنائية غير المتوقعة وغير المسبوقة لم يكن يستطيع القيام بها إلا مناضل واثق من نفسه ومستعد للتضحيات الكبيرة من أجل وطنه وأمته مثل السادات بشخصيته الجسورة التي دفعته في الأربعينيات أثناء الحرب العالمية الثانية إلى المخاطرة بمقاومة الاحتلال البريطاني لمصر، ففقد وظيفته كضابط بالجيش.
استطاع السادات بهذه الزيارة التي يمكن إدراجها بمفردات اليوم في خانة التطبيع السابق على الاتفاق السياسي، أن يحقق إنجازاً ضخماً بتحطيم حواجز عديدة كانت تمنع الإسرائيليين من الاستجابة لنداءات السلام والانسحاب من الأرض العربية المحتلة، وكانت أهم هذه الحواجز تتمثل في أمرين، الأول أطماع التوسع الإسرائيلية في الأرض العربية في سيناء والجولان والضفة الغربية. والثاني مخاوف الشخصية اليهودية من الأغراب أي غير اليهود وتصويرهم للعداء العربي على أنه امتداد لمشاعر معاداة السامية التي كانت سائدة في أوروبا.
بعد كل هذه السنوات، وبعد أن رحل هذا الرجل وأصبح جزءاً من التاريخ، أعتقد أن الإنصاف يقتضينا أن نعترف بأن إنجازه الضخم بتحرير سيناء بالنضال السياسي وبالمفاوضات في ذلك الوقت كان يمكن أن يكون أضخم لينتهي بتحرير الجولان والضفة الغربية، لو أن الرئيس السوري حافظ الأسد والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قد تفهما خطوته الجسورة ومدا يدهما له. كما أن الإنصاف يقتضينا أن نعتذر له عن سوء الظنون وأشكال التجريح التي صدرت ضده من حكام العراق وليبيا وسوريا في ذلك الوقت.
آنذاك كانت تتغلب على أولئك القادة العقلية الثورية والحماسية، ومن ثم كانوا بعيدين عن فنون وقواعد التفكير السياسي الرشيد وغير مدركين لموازين القوى الدولية التي أقامت إسرائيل عام 1948 أصلا بمشاركة من أهم القوى الكبرى، وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا، والتي تدخل بعضها في حرب 1973 تدخلا صريحاً من خلال الجسر الجوي الأميركي.
لقد شنوا على السادات حملة قاسية وأثاروا حول خطوته غباراً كثيفاً حجب الرؤية الصافية ومنع العرب من انتهاز الفرصة لتحرير جميع الأراضي المحتلة وإرساء سلام شامل في ظرف دولي كان مواتياً وهو ظرف الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
لقد أنهى خطاب السادات الجمود السياسي الذي فرضه الإسرائيليون بدعم أميركي بعد حرب 1973 وزلزل المفاهيم التوسعية التي كانت مزروعة في عقل مناحيم بيجن مؤسس حزب «ليكود» صاحب العقلية المتطرفة والذي أطلق في عام 1967 مقولة: «إن سيناء جزء عضوي من أرض إسرائيل سأتخذ فيها مرقدي الأبدي وأبني فيها قبري».
كان الرئيس السادات هو ذلك المقاتل العربي المحنك الذي أدار معركة أكتوبر العسكرية عام 1973 بنجاح، بالتعاون مع أقرانه من الزعماء العرب العظام مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، لكنه قرر أن يتحمل بمفرده عبء مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر عندما قرر خوض النضال السياسي الجسور بزيارة إسرائيل، ليتوصل إلى الاتفاق السياسي الذي يحرر الأرض. لقد آن الأوان لرد الاعتبار لهذا الزعيم.
++++++++++++++++
التطبيع مع إسرائيل.. بين المعلن والمخفي
rt Apr 7, 2019
وزير خارجية عمان في الاردن
اسرائيل خائفة من العرب لانها غريبة وسطنا ونحن نقاطعها
الذي بحاجة لطمأنه هو الشعب الفلسطيني لا اسرائيل المحتلة الذي يسعي رئيسها الي ضم مستوطنات اسرائلية في ارضنا
علي الاقل العرب لا يطبعوا مع اسرائيل ويتركوا الامر لفلسطنين
+++++++++++++
متحف للتراث اليهودى فى مصر
فتحية الدخاخنى ١٣/ ١/ ٢٠٢٠
فى محاولة للتأكيد على أن مصر أرض التسامح ومهد الأديان السماوية، قام الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، يوم الجمعة الماضى، بجولة مكوكية استغرقت ٤ ساعات، افتتح خلالها مسجدًا أثريًا تاريخيًا فى القاهرة، وهو مسجد الفتح الملكى بقصر عابدين، ثم زار الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، أقدم الكنائس فى مصر، قبل أن يعبر الشارع ليشهد الحدث الرئيسى خلال اليوم، وهو افتتاح المعبد اليهودى بالإسكندرية، معبد إلياهو هانبى. وجاءت كلمات الحضور جميعًا، وعلى رأسهم «العنانى»، والدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، لتؤكد حجم التسامح الدينى فى مصر، وكيف تجاورت فيها دُور العبادة دون تمييز على مر العصور، وغيرها من العبارات، التى تحاول إرسال رسالة إلى العالم مفادها أن مصر مهد الحضارة والتسامح وقبول الآخر.
ربما تكون هذه هى الرسالة الأساسية والمعلنة من تنظيم الأحداث الثلاثة فى يوم واحد، وإن كنت أرى أن هناك هدفًا آخر وراء عدم الاقتصار على فتح المعبد اليهودى، وهو الرد المسبق على أى هجوم قد يحدث جراء إنفاق نحو ٦٥ مليون جنيه على ترميم المعبد، الذى لن تُقام به شعائر دينية بشكل منتظم، لعدم وجود عدد كافٍ من اليهود فى المدينة وفى مصر كلها، وجاء رد «العنانى» واضحًا وبشكل مسبق على أى هجوم، حيث قال، فى كلمته: «هذه رسالة للعالم بأن مصر تهتم بتراثها كله سواء أكان فرعونيًا أو إسلاميًا أو قبطيًا أو يهوديًا». مَن يهاجم المعبد نسى أنه جزء من تراث مصر، وليس معنى أنه لن يُستخدم فى الصلاة أن يتم إهماله، فهذا المعبد وغيره من المعابد الـ١١ الموجودة فى مصر يمكن أن تكون مزارات سياحية تحكى وتوثق جزءًا مهمًا من التاريخ المصرى، وتستقبل المهتمين بهذا النوع من التراث. هذا الهجوم ذكّرنى بما حدث فى عهد فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، عندما بدأ ترميم معبد موسى بن ميمون اليهودى فى القاهرة، حيث بدأت حملة هجوم مماثلة تتحدث عن جدوى الترميم وإنفاق الأموال على المعبد، لكن فاروق حسنى، المعروف بجرأته، لم يكتفِ بترميم المعبد، بل أطلق دعوة إلى إنشاء متحف للتراث اليهودى فى مصر، ليزداد الهجوم، بحجة أن مصر لا توجد بها آثار كافية لإنشاء مثل هذا المتحف.
ومع افتتاح معبد إلياهو هانبى، أرى ضرورة إحياء هذه الفكرة، وقد تحدثت مع بعض أعضاء الطائفة اليهودية، على هامش افتتاح المعبد، وأكدوا أن هناك كتبًا نادرة ومقتنيات يمكن أن تكون أساسًا لمتحف يُقام فى بدروم المعبد اليهودى بشارع عدلى، وأعتقد أن إنشاء مثل هذا المتحف سيكون ردًا بليغًا على المهاجمين، حيث سيسمح المتحف بوضع المعبد على الخريطة السياحية، ويتيح استغلال هذا التراث المهم سياحيًا وثقافيًا.
المسجد والكنيسة والمعبد
بقلم زاهى حواس ٢١/ ١/ ٢٠٢٠ |
أعتقد أن يوم ١٠ يناير سوف يظل من أهم الأيام فى تاريخ مصر الحديثة؛ خاصة لأننا أرسلنا رسالة للعالم كله أن مصر هى مهد الأديان السماوية، وأن مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحى ويهودى. واستطاع د. خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، أن يفتتح مسجد الفتح الأثرى بعد ترميمه على حساب وزارة الأوقاف، وصلى الجمعة بالمسجد، وألقى د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة. وبعد ذلك سافرت مع د. عنانى لزيارة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والتى تقع مباشرة أمام معبد إلياهو هانبى، والذى يقع بشارع النبى دانيال بمحطة الرمل، ويعتبر أقدم معبد يهودى بالإسكندرية حيث تم تسجيله عام ١٩٨٧. وقد شيدته الجالية اليهودية بالإسكندرية عام ١٣٥٤ ميلادية. وقد دُمر عندما شيد نابليون حصن كريستيان بدلاً منه عام ١٧٩٨م. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق