الاثنين، 25 نوفمبر 2019

الحياة.. والضغوط النفسية

أسباب تلك الضغوط مختلفة ومتنوعة سواء في وقوع خلافات مع أحد أفراد الأسرة، أو وفاة قريب، أو خسارة مادية، أو فقدان عمل، أو غيرها من الأحداث التي تقع دون أن يستطيع الفرد أن يتحكَّم فيها أحيانًا، وفي بعض الأحيان تأتي تلك الضغوط من الخوف من الفشل أو الشك في عدم النجاح أو القلق مما يُخبئه المستقبل من أحداث قد تُؤثِّر على حياته وحياة أسرته، أو الوساوس التي قد تسيطر عليه، فيبقى الفرد في وضع غير مستقر قد يفقد من خلاله السيطرة على بعض سلوكياته، وأحيانًا أسلوبه في الحديث أو التعامل مع الآخرين.

بُؤكِّد المختصون بأن على الفرد ألا يستسلم لتلك الضغوط النفسية عندما يشعر بها، وأن يبادر فورًا إلى البحث عن السبل الصحيحة لمعالجتها، فهناك علاقة طردية بين طول المدة التي تسيطر فيها تلك الضغوط على الفرد وبين سرعة العلاج، فكلما زادت تلك المدة كلما صارت فترة العلاج أطول، إذ تحتاج تلك الفترة إلى إعادة أسلوب التفكير وتشجيع الأفكار الإيجابية وتجنب الأفكار السلبية والتحدث مع الآخرين للاستماع إلى آرائهم، وتعلم كيفية حل المشكلات وإدارة الوقت والالتزام بنظام غذائي صحيح ومزاولة الرياضة وأخذ قسط كافٍ من الراحةِ والنوم.

الضغوط النفسية تأتي من صراعاتٍ متعددة ومطوّلة في قضايا مختلفة، وفي مقدمة الحلول المقترحة لمثل تلك الضغوط الحرص على الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعدم اليأس والقنوط، وسوء الظن ولوم النفس والعزلة، والبعد عن الآخرين، وتكبير المشكلات، والاعتقاد بأن الأوضاع ستتردَّى، وأن مآله إلى سوء، فكل ذلك سيزيد من تلك الضغوط ولن يساهم في تخفيفها.

الضغوط النفسية جزء من حياتنا، وعلى الفرد أن يتعايش معها، وأن يفتح نوافذ وأبواب الأمل، وألا يستسلم لتلك الضغوط النفسية، وأن يُرافق الإيجابيين، ويحذو حذوهم، وأن يلجأ للتفكير الإيجابي، ويُعزِّز ما لديه من مواهب وقدرات وإمكانات وهوايات وأعمال، وعليه أن يأخذ قسطًا من الراحة، ليزيل حدة تلك الضغوط ويفتح آفاق التفكير، ويطلق العنان لروحه وفكره للمضي في دروب الحياة المختلفة، وكل ذلك يتطلب العزيمة والإصرار وتجاهل الأعذار الواهية والوهمية، التي تُعيق التغلب على مثل تلك الضغوط.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق