الخميس، 6 فبراير 2020

انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون

الوَحي هو المَعينُ الّذي لا يَنضَب، والمادَّةُ الأوَّليةُ التي يجبُ أن تقومَ عليها صِناعة الوعي المنشُود، ولأنَّ المَولى عزَّ وجلَّ قد تكفَّل بحِفظ وحْيهِ في قوله: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون” – الحِجر 9 – فهذا يعني أنَّ الطَّريقَ سيُقطع على كلِّ مُرتزقٍ أو مُضلِّلٍ أو مُدلِّسٍ. ذلك أنَّ نصَّ الوَحي قويٌّ في ذاتِه، ولا يحتاجُ إلّا لِقوةٍ مِن خارجِه تقومُ به وتُمكِّن له. ولو سَألنا أبسَط مسلمٍ اليوم عن عِلَّة تأخُّر أمّتِنا وسبب هَوانِها، لردَّ بجوابٍ نّمطيّ شائع: (بُعدُنا عن دِينِنا!) جوابٌ صائبٌ مبدئياً، لكنَّ السَّواد الأعظم يُريدون بذلك العبادة والنُّسُك، وهي نظرةٌ مُمْعِنةٌ في السَّطحية، لقد تَقَزَّمَ دور الدّين وانْحَسَر في مُجرَّد شعائِر ومُعامَلات، والحقُّ أنَّ دِيننا منهجُ حياةٍ متكاملٍ ولا يقفُ عند عَتَبةِ التَّديُن الشَّخصيّ، ولَو كانَ كذلكَ ما أُنزِلَ وَحيٌ ولا بُعِثَ نَبيٌّ! والدّينُ إذا أصبَح مِيزانَ حياةِ النَّاس وضَابِطَهم، فسيكفُل للأمّة نهضتها ورُقيّها كما سَبَق وحَدَث مع أُمَمٍ ارتقَوا بِرسالة الإسلامِ وسادُوا الدّنيا، وسَطَّروا حضارةً مَجيدةً مازالت آثارُها ماثِلةً إلى يومِ النَّاسِ هذا، وكأنِّها أرادتْ أن تَكُون حُجَّةً عليهم ولِسانُ حالِها: لا عُذْرَ لكُم، وأنَا المِثالُ دُونَكُم!

 حَمَّل تلك النُّصوصَ ما لا تَحْتمِل لِتُوافِق أهواءَهُ،

 “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكِرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ” – آل عمران 110 –


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق