الأحد، 27 سبتمبر 2020

مصحف عثمان انتصر لمركزية الدولة"... الخلاف حول المصاحف وأثره في "الفتنة الكبرى"

 

اختلاف في الكلمات، والسور والترتيب

تتفق معظم الروايات التاريخية على أن القرآن لم يتم جمعه فى حياة الرسول، وكان السبب الرئيس في ذلك أن القرآن كان معرضاً للزيادة فى تلك الفترة، وبالتالي لم يكن منطقياً جمعه في تلك المرحلة.

بحسب ما ورد في صحيح البخاري، فإن الجمع الأول للقرآن وقع في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق، وذلك عندما تم جمع النص المقدس في شكل صُحف متفرقة، وذلك بعدما قُتل الكثير من الحُفّاظ في حروب الردة، وخاف المسلمون من ضياع كلام الله.

في الفترة التي أعقبت ذلك الجمع، ظهرت قراءات قرآنية متعددة عُرفت بمصاحف الصحابة، إذ عُرف الكثير من كبار الصحابة بقراءاتهم للقرآن بطرق مختلفة، وكثيراً ما وقع الاختلاف بينهم في بعض الحروف أو بعض الكلمات، حتى وصل الخلاف لإثبات بعض السور في بعض الأحيان وحذف البعض في أحيان أخرى.

من أهم الصحابة الذين اشتهروا بمصاحفهم الخاصة في تلك الفترة، كان كل من علي بن أبي طالب، وعبد الله بن العباس، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي الدرداء، فضلاً عن مصاحف أمهات المؤمنين، عائشة وحفصة وأم سلمة.

اهتم ابن أبي داود في كتابه "المصاحف" بوضع باب كامل لذكر أهم وأشهر الاختلافات بين مصاحف الصحابة، ومن ذلك ما ذكره عن قراءة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، لآخر سورة الفاتحة "صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين"، وهي القراءة المخالفة للقراءة الأشهر "...غير المغضوب عليهم ولا الضالين".

 بينما ضاعت المصاحف التي كانت منتشرة في الأمصار الإسلامية، ما يعني أن مركزية الدولة قد تبدّت في هذا المصحف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق