ولكن درجة الصدق في الخطاب الرسمي تختلف ليس فقط حسب أهواء الممسك بدفة السلطة وإنما أيضا حسب قدرته على مكاشفة الرأي العام بالحقائق الصعبة. وذلك رغم أنه من المبادئ الأساسية للديمقراطية عدم إخفاء المعطيات والمؤشرات الأساسية عن الناخبين حتى إن كانت سلبية، وعدم التستر عن الأخطار والمطبات المتوقعة حتى وإن كان الحديث عنها ربما يخدم المعارضة أو يهز شعبية من هو في السلطة.
قد لا يكذب المسؤول ولكن عدم الكذب ليس بالضرورة مرادفا للصدق. فقد يصمت المسؤول عن كشف واقع الحال حتى لا يصدم عامة الناس قبل الأوان أو هكذا يعتقد.
وهذه مرتبة وسطى بين المكاشفة والتستر عن الوقائع
وغياب التوضيحات الرسمية خلق فراغا ملأته أحيانا بيانات صندوق النقد وأحيانا أخرى تعليقات الخبراء والتخمينات والتسريبات الرائجة في وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية.
درجة الصدق في الخطاب الرسمي تختلف ليس فقط حسب أهواء الممسك بدفة السلطة وإنما أيضا حسب قدرته على مكاشفة الرأي العام بالحقائق الصعبة
الصدق رغم المخاطر التي يحتويها أقصر طريق للسياسي كي ينجح في تجربة الحكم، وأيسر سبيل للمعارض كي ينال ثقة الناس فيه كبديل ديمقراطي ممكن.
ومن يفقد ثقة الناس مرة قد لا تمنحه الظروف فرصة ثانية للتدارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق