الثلاثاء، 22 أبريل 2025

الأخوة الحقيقية تتحقق كاملة بين المؤمنين، لكن هذا لا يلغي روابط أخرى (نسب، وطن، إنسانية).

 كلكم لآدم وآدم من تراب 

بدعة مصطلح "عقيدة الولاء والبراء"

بعض الجماعات توسع مفهوم البراء ليشمل تكفير المسلمين أو تحريم التعايش مع غير المسلمين، وهذا مخالف لهدي النبي ﷺ الذي عاش بين المشركين وتعامل معهم بالعدل.

 الإسلام يقرر العدل مع الجميع، قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ﴾

 الولاء والبراء من أصول العقيدة (كابن تيمية)، بينما آخرون يرونه من الفروع السلوكية التي تتسع فيها الاجتهادات.

  • الأصل في المسلم أن يوالي أهل الإيمان وينصرهم، ويتبرأ من الكفر وأهله في الاعتقاد، لكن هذا لا يمنع المعاملة الحسنة لغير المسلمين ما لم يكونوا محاربين.


المصطلح نفسه ليس بدعة، لكن بعض التطبيقات الخاطئة (كالتكفير أو التعصب) قد تحرفه عن مقصده الشرعي.

  • الصحابة بشر قد يخطئون، لكن أخطاؤهم اجتهادية مغمورة في بحور حسناتهم، وليس معناها أنهم خالفوا الأصول.

  • لا يصح أخذ بعض المواقف الفردية (كموقف حاطب بن أبي بلتعة في إفشاء سر الغزوة) لاتهامهم بنقض الولاء والبراء.


    • مثال: من يحتج بـ"الولاء والبراء" لقطع صلة الرحم بغير المسلم، أو يرفض الإحسان إلى الجار الكافر! رغم أن النبي ﷺ قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه» (متفق عليه).


 البديهيات الأخلاقية 

الأخلاق نسبية أو "إنسانية بحتة"، فاحتاج المسلمون إلى التذكير بأنها جزء من الوحي.

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90] تأكيد أن هذه القيم ليست اجتهادًا بشريًا

المروءة والكرم والشجاعة كانت من صفات العرب قبل الإسلام، فأقرها الدين وزادها عمقًا.لاتمم مكارم الاخلاق

العدل مع غير المسلمين واجب؟! نعم، لأن البعض يجور عليهم باسم "البراء

  • إعادة ربط الأخلاق بالوحي: بيان أنها ليست عرفًا اجتماعيًا، بل عبادة يتقرب بها إلى الله

  • التذكير بالسيرة النبوية: فمواقف النبي ﷺ مع المشركين واليهود تظهر أن القسوة ليست من الدين.


مواجهة الشبهات: بالحجة النقلية والعقلية، كقول ابن القيم: «من أفسدته الفلسفة يحتاج إلى دليل على وجوده


الأخلاق العظيمة كانت فطرة سليمة، لكن عندما فُتِن الناس صار لا بد من إقامة الحجة عليها، كما قال عمر بن الخطاب: «إنما تنقض عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية». فالتذكير بالنصوص ليس "توضيحًا للواضح"، بل حماية للحق من الضياع.

الإمام علي كرم الله وجهه: "لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله". فلنكن من أهل الحق والإنصاف، لا من عبيد الهوى والأهواء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق