ظاهرة طغيان الرغبة في الحكم، على الرغبة في الوطن
يؤمنون نظريًا بالديمقراطية (التداول السلمي للسلطة، حرية الرأي، التنوع...)،
بمجرد أن يصلوا إلى السلطة أو يترسخوا في مواقع النفوذ، يتحولون إلى ما يشبه شيوخ القبائل:
يصبحون متشبثين بالسلطة ولا يتقبلون النقد.
يطالبون بالولاء الشخصي بدل الولاء للمبادئ.
يتعاملون مع الخلافات كـ"خيانة" بدل أن تكون آراء مشروعة.
يوظفون النظام الديمقراطي ظاهريًا، لكن يفرغونه من مضمونه الحقيقي.
المفارقة الساخرة: الديمقراطية التي تعني الانفتاح والحيوية، تتحول إلى عصبية جديدة، أشبه بالعصبية القبلية التقليدية.
في السياق العربي، هذه الظاهرة تكررت كثيرًا:
بعض القوميين أو الإسلاميين الذين رفعوا شعارات الحرية والعدالة، صاروا سلطويين حين تمكنوا.
الديالكتيك، كما يقول أدورنو، هو "الوعي الصارم باللاهوية"
أدورنو يرفض هذه "الإيجابية" (التركيب الهيغلي أو الحل الماركسي)، لأنه يرى أن التناقضات لا تُحَل، بل يجب الإبقاء عليها كتناقضات لكشف قمعية الأنظمة الفكرية والاجتماعية.
كل مفهوم أو هوية (مثل "العدالة"، "الحرية"، أو حتى "الإنسان") يُقدَّم في الفكر أو المجتمع كشيء ثابت ومتماسك، هو في الواقع غير متطابق مع ذاته بسبب تناقضاته الداخلية وتشويهات الواقع التاريخي.
مثال: "الحرية" في المجتمع الرأسمالي تُقدَّم كقيمة مطلقة، لكنها في الممارسة تُختزل إلى حرية السوق، متناقضة مع تحرر الإنسان الحقيقي.
"الحق في الحرية"، 2011)، حاول هونيث دمج البُعد الاقتصادي عبر مفهوم "الحرية الاجتماعية"، مؤكدًا أن الاعتراف يجب أن يشمل ضمانات مادية (مثل الحق في الصحة والتعليم).
لكنه ظلّ يُصرّ على أن الاعتراف هو الأساس، لأن الحرمان منه (مثل العنصرية) هو ما يُعمّق اللامساواة الاقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق