الخميس، 11 نوفمبر 2021

السوق والتسوق **********************

Feb 5, 2020شحن رموز الاستهلاك بالمعانيلا غنى للسُّوق عن علامات تجاريّة وهويّات بصريّة تتمايز بها السِّلَع والخدمات بعضها عن بعض، ويُشَبَّع كلّ منها بمفاهيم مخصوصة وقيَم معيّنة تُحبَك مُقدِّماتُها وتُنسَج أحابيلُها في أذهان المجتمعات ووجدانها؛ بما يتجاوز حدود المنفعة المُتوخّاة من السِّلْعة أو الخدمة على نحو مجرّد. ترغِّب السُّوق جمهورَها بعلاماتٍ تجاريّة تُضَخّم في الأذهان وتُشحَن بمفاهيم ومعانٍ وقيم، وقد تدفع مجاراةُ هذه العلامات إلى المبالغة في شراء منتجات محدّدة ولو كانت مزيّفة؛ طلباً لألقِها دون منفعتها.تصير العلامةُ التجارية قيمةً بحيالها بعد أن تُسخّر لها ارتباطاتٌ شَرطيّة في الثّقافة الإعلانيّة والمسالك الترويجيّة، فقيمة العلامة تتجاوز عند جمهورها جدوى الاستعمال أو الوظيفة المجرّدة. تمنح القيمةُ المعنويّةُ للعلامات التِّجاريّة فرصَ التّفاوتِ السِّعريِّ الجسيم بين مُنتجات أو خدمات مُتماثلة تقريياً؛ على أساس ما تكتنزه من رسائل وما تفيض به من إيحاءات، وهو ما يُتاحُ اختبارُه في قوارير المياه المُعبّأة مثلاً وإنْ تفاوتت في جوْدتها أو مكوِّناتها المعدنيّة نسبيّاًتوظيف القيم في السوق

momondo – The DNA Journey

يبدو هذا المثال شاهداً على مَناحٍ تسلكها الإعلانات القيميّة التي لا يبدو من ظاهرها أنها مُكرّسة لترويج علامات تجاريّة أساساً. فالعِظَة الرِّساليّة النّبيلة التي تخرج بها هذه الشركات على الجمهور من شأنها تعظيم القيمة المعنويّة لعلاماتها التجاريّة، حتى صارت تُقدِّم ذاتها شريكاً مجتمعيّاً لتعزيز القيَم ودعم المبادئ وإنجاز الإصلاح؛ وهي تمارس ذلك بصفة انتقائيّة بطبيعة الحال تتخيّر بها بعض القيم دون بعض؛ بما ينسجم مع مصالحها.


مجتمعات في قبضة السوق


لا يُفهَم الاجتماعُ البشريُّ بمعزل عن السُّوق، ولا تُدرَك ثقافةُ المجتمعات بدون الأسواق
تتولّى ثقافة الاستهلاك تضخيمَ وَعيٍ زائفٍ عن سِلَع وخدمات محدّدة ومنحها أهمية لا تستحقّها وفوائد متوهّمة لدفع الجمهور إلى اختيارات لا مصلحة له في بعضها، فهي تُذكي نَهَم الشِّراء والمبالغة في اقتناء الأشياء بما يتجاوز جدوى الاستعمال المجرّدة أو فائدة الاستهلاك العملية. تحرص المتاجر الكبرى على تحويل الإقبال عليها إلى "متعة تسوُّق"، وتربط الأمنيات الحالمة بالشِّراء السِّلعي والاقتناء المادِّيّ من قبيل: "لدينا كلّ ما تحلم به"؛ وهو حلم يبدأ بعقد تصوّرات مسبقة عن العلامة التجارية ومتاجرها. وفي سبيل ذلك تحرِّض السُّوق جمهورَها على التعبير المادِّيّ عن قيم نبيلة ومشاعر جميلة، مثل الحبّ والحنان والتقدير والصداقة والزمالة، فيكون الاندفاع إلى مراكز التسوُّق استجابة مرئية للمشاعر المتحركة أو القيم المزعومة. 

".

تسليع المشاعر وتسويق الرموز


السوق وشعاراتها المضللة


استثمار في "المشكلة" واستثمار في "الحل"
تحظى مفردة "الحلول" بمكانة خاصة في خطابات السوق؛ فهي تتسبّب بالمشكلات أو تشارك في تفاقُمِها؛ ثم تتظاهر بالإتيان بحلول حصيفة ومعالجات رشيدة، فتتربّح السُّوق من الضُّلوع في "المشكلة" ابتداءً ومن التّصدّي باقتراح "الحلّ" انتهاءً، تتقمّص السُّوق هذا المنحى، مثلاً، في إظهار الالتزام بما يسمّى "الاستدامة"، وهي لفظة مُعولَمة تحظى باحترام فائق؛ لكنّها قد تكون ذات أثر مُضلِّل إن قُصِد منها إبطاء العبَث بالأنظمة الإيكولوجية؛ لا كبحه نهائياً أو اجتثاثه بإصلاحات جادّة وشاملة لا غنى عنها.

وعاظ الرأسمالية.. الخطاب الديني في عصر اقتصاد السوق!

ومع انفتاح المجتمعات العربية والإسلامية ثم تطور وسائل الاتصال الحديثة وظهور منابر جديدة كالقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي اتسع نطاق الوعظ الديني فلم يعد مقتصرا على خريجي المؤسسات الدينية، بل برز جيل جديد من الوعاظ من خارجها يمثلون خط ونهجا مغايرا وفكرا يواكب مستجدات العصر ومن أبرز من يمثلهم لفيف واسع من الدعاة من جملتهم المصري عمرو خالد ومصطفى حسني.

*
التسوق الذكي.. كيف تتحكم بالإنفاق في أوقات الأزمات؟

 رغم أن مقارنة الأسعار تبدو أمرا بسيطا للغاية، فإن الكثير من المستهلكين لا يطبقون هذه القاعدة المهمة للتحكم في الإنفاق، ومن الإستراتيجيات المفيدة التي تسهل عملية المقارنة، زيارة المواقع الإلكترونية للمتاجر ومعرفة ما إذا كان لديها خصومات، أو إذا كانت أسعارها قد زادت أو بقيت على حالها.

بألا تزيد نسبة الدين عن 40% من الدخل الشهري، وفي حال زادت النسبة عن هذا الحد، فمن المرجح أنك لن تستطيع سدادها ما لم تحصل على مصدر دخل جديد.

استفد من العروض الخاصة

حين ترغب في شراء بعض الأغراض الضرورية، من الأفضل أن تكون على دراية بالعروض التي تقدمها المتاجر في فترات معينة، مثل نهاية الشهر، أو في مناسبات خاصة مثل أعياد الميلاد أو غيرها.

*


التسوّق من وجهة نظر أخرى: هل يُطيل العمر؟


ترتبط رحلات التسوق اليومية بارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة. ففي دراسة نشرت في مجلة Journal of Epidemiology and Community Health، وُجد أن كبار السن الذين يتسوقون يوميًا، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 27%، مقارنة بأولئك الذين يتسوقون بشكل أقل تكراراً. ويعتقد الباحثون أن الفوائد ليست مرتبطة بالضرورة بالإفراط في شراء المنتجات الفاخرة، حسب ما ذكرت مجلة Times، بل لأن التسوق يُشعر المسنين بالانتماء إلى المجتمع، ويقلل من شعورهم بالوحدة، ويبقيهم نشيطين بدنياً في بيئة آمنة ومريحة.

كما أن واحدة من أكبر مزايا التسوق تكمن في ممارسة رياضة المشي.

وجدت الأبحاث أن التسوق ينشط مراكز المتعة في الدماغ. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ميشيغن، أن الأشخاص الذين اشتروا بالفعل منتجات رغبوا بها كانوا أقل حزناً بمقدار ثلاث مرات، مقارنةً بمن لا يتسوقون.

كما يتيح التسوق فرصة التفاعل الاجتماعي مع الناس الذين نتسوق معهم، أو الأشخاص الذين نتعامل معهم أثناء التسوق، من موظفي المبيعات، والذي من شأنه أن يقلل من مستويات التوتر. في دراسة نشرتها الجمعية الأميركية لعلم النفس، تمت مقارنة مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) عند الأطفال الذين تسوقوا مع أصدقائهم المقربين، والأطفال الذين تسوقوا بمفردهم، وكانت النتيجة انخفاض مستويات الكورتيزول عند الأطفال، الذين كانوا برفقة أصدقائهم، مقارنة بنظرائهم المنفردين، ما يشير إلى أن أي شكل من أشكال الترابط والتواصل، يمكن أن يخفف التوتر.

فأثناء التسوق، يحتاج المرء، أولاً، لمعرفة احتياجاته من السلع المختلفة والتفكير في المواد والسلع المعروضة للبيع، والتحقق من أن هذه السلع هي الأفضل والأنسب له، ومراجعة ميزانيته وحساب التكلفة الإجمالية.

من جهة أخرى، وجد بحث جديد أن شراء المنتجات الجذابة، يحسن تقدير الأشخاص لذاتهم، ويفتح عقولهم أمام خيارات ووجهات نظر أخرى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق