منظمات دولية وخبراء اقتصاديون يطالبون بفرض ضريبة على الجشع.
منظمة أوكسفام الخيرية تقرير “فايروس عدم المساواة” خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي.
المليارديرات -بمن فيهم جيف بيزوس من أمازون ومؤسس شركة تسلا، إيلون ماسك- رأوا ثرواتهم ترتفع خلال جائحة كوفيد – 19 بينما سيواجه فقراء العالم سنوات من المشقة.
معالجة عدم المساواة، في وقت أصبحت فيه لدى الدول “نافذة متقلصة من الفرص” لتحقيق انتعاش اقتصادي عادل.
وذكرت أنه لو فُرضت ضريبة مؤقتة على الأرباح الزائدة التي سجّلتها 32 شركة عالمية حققت أكبر أرباح خلال الوباء لتمّ جمع 104 مليارات دولار في 2020.
تستمر رواتب كبار الموظفين ومدراء الشركات الكبرى في الارتفاع، بينما تسير حقوق الموظفين في مسار تنازلي، خاصة الذين يعملون في الخطوط الأمامية خلال أزمة انتشار الوباء.
بالنسبة إلى العديد من الموظفين العاديين، فإن الفجوة الهائلة في الرواتب ومكاسب الرؤساء التنفيذيين الضخمة بمثابة شراب مرّ الطعم لا مفر من تجرعه، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بفرض ضريبة على الجشع بعد زيادة ثروات النخبة الغنية.
أوكسفام إن “الأمر قد يستغرق أكثر من عقد لتقليل عدد الأشخاص الذين يعيشون في حالة فقر إلى مستويات ما قبل الأزمة”، مطالبة بفرض ضرائب أعلى على الثروة وحماية أقوى للعمال.
“العالم يشهد أكبر ارتفاع في عدم المساواة، والاقتصادات المتلاعب بها تنقل الثروة إلى النخبة الغنية التي تركب على الوباء برفاهية، بينما يكافح أولئك الذين يقفون على خط المواجهة من أجل دفع الفواتير”.
ارتفاع الثروة الجماعية لأصحاب المليارات في العالم بمقدار 3.9 تريليون دولار بين مارس وديسمبر 2020، لتصل إلى 11.95 تريليون دولار.
الفقراء والمستضعفين بشدة، وفقدت النساء والعمال المهمشون الوظائف،
يكفي مجموع ثروة النخبة الغنية لمنع أي شخص من الوقوع في براثن الفقر نتيجة الوباء ودفع ثمن لقاح كل شخص على وجه الأرض.
اقترح مشروع قانون “الرأسمالية القابلة للمساءلة”،
الأزمة المالية العالمية في عام 2008 هي مثال واضح على أن الأداء والأجور ليسا دائماً متوافقين.
“لطالما دافع القطاع المالي عن رواتب كبار موظفيه المرتفعة على أساس قدراتهم النادرة ومواهبهم، لكن الكثير من البنوك أفلست خلال الأزمة، وبدأ الناس يطرحون أسئلة: لماذا دفعت لهم كل هذه المبالغ؟ ولماذا استمر حصولهم على هذه الأموال حتى بعد الأزمة؟”.
ويعد هارت من أكبر المليارديرات في العالم، وهو لا يتردد في الإنفاق ببذخ، وهو أحد المشترين لليخوت الفائقة، بما في ذلك يخت يوليسيز (عوليس) الذي يبلغ طوله 116 متراً وتبلغ قيمته 200 مليون دولار. وكان أحد يخوته القديمة يضم لعبة الكرة والدبابيس «باتمان» (إحدى ألعاب الملاهي)، وغواصة تابعة للبحرية الأميركية تم الاستغناء عنها.
ويذكر أن هارت ترك المدرسة في سن المراهقة وعمل كميكانيكي سيارات ثم كسائق شاحنة. وحصل بعد ذلك على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أوتاجو، حيث وضع الأساس الاستراتيجي لزيادة ثروته وأبرم عشرات الصفقات على مدى العقود الثلاثة الماضية. وفي خطابٍ ألقاه عام 2018 أمام جامعته، شرح هارت استراتيجيته أمام الطلاب الخريجين. وقال: «كن جريئاً. هذا يعني شراء أكبر قدر ممكن، والاقتراض قدر المستطاع ثم العمل على الأصول بكل قوتك».
يذكر أن مجموعة «رانك» أسست «رينولدز» عام 2010، من خلال مجموعة من شركات رينولدز وهيفتي التي تحمل العلامة التجارية «بريستو».
بن ستابلز وأندرو هيثكوت
صحفيان أميركيان
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
عامي 2020 و2021 لن يكونا ذكرى سيئة للمليارديرات الذين يعدّون أكبر المستفيدين من تسرب السيولة من البنوك المركزية لدعم الاقتصاد، وهم ليسوا الوحيدين الذين أحسنوا استغلال هذه الأزمة.
ثروات طائلة للمليارديرات
جنة عمالقة الويب
عزز الحجر الصحي من هيمنة عمالقة التكنولوجيا، إذ لجأ 2.8 مليون فرنسي إلى التسوق عبر الإنترنت، وحققت "أمازون" (Amazon) أرباحا طائلة، وتضاعف صافي أرباحها عمليا وزادت قيمتها السوقية من ألف مليار دولار إلى مليار و696 مليون دولار، أي أنها حققت زيادة بما يفوق 69%.
كذلك شهدت "غوغل" (google) تكثيف الإعلانات عبر الإنترنت من خلال ربح 147 مليار دولار، أي زيادة بـ9%، أما بالنسبة لفيسبوك (Facebook) فقد نما صافي دخلها بنسبة 58%، وحققت شركة "آبل" (Apple) مبيعات إضافية بلغت 14 مليار دولار.
استفاد ناشر برنامج مؤتمرات الفيديو "زوم" (Zoom)، الذي تضاعفت قيمته السوقية بنحو 4 مرات، أما شبكة الفيديو الاجتماعية "تيك توك" (TikTok) فقد شهد عدد مستخدميها ارتفاعًا من 4.4 ملايين إلى 11 مليون مستخدم في فرنسا فقط، بالإضافة إلى الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية "تسلا" (Tesla) التي تضاعف رأس مالها 5 مرات، وهي زيادة سمحت لمؤسسها إيلون ماسك بأن يصبح في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي أغنى رجل في العالم، متقدما على جيف بيزوس رئيس شركة أمازون.
ازدهار الصين
يقر الخبير فرانسو كانديلون مدير مركز أبحاث "بي سي جي هندرسون" (BCG Henderson) إن الصين هي الرابح الأكبر من الوباء على جميع الجبهات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، فقد اتخذ الصينيون كل الخيارات الصحيحة.
أولا على المستوى الداخلي، "حتى فبراير/شباط الجاري، كان الناس غاضبين من حكومة شي جين بينغ وأساليبها الاستبدادية، ولكن بعد أن شاهدوا حجم الوباء في الغرب اكتفوا باستئناف الحياة الطبيعية، وانتعشت شعبية شي جين بينغ". ومن الناحية الاقتصادية، تعد الصين الدولة الرئيسية الوحيدة التي تجنبت الركود، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أنها ستشهد قفزة بنسبة 8.1% هذا العام.
أخيرا، على الصعيد الدولي، استفادت الصين من توزيع أقنعة الوجه واللقاحات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
عودة التلفاز
4 ساعات و58 دقيقة هو الوقت الذي يقضيه 44 مليون مشاهد فرنسي كل يوم أمام التلفاز، وهو يعد رقما قياسيا، وقد انعكس هذا الأمر من خلال الاندفاع نحو شراء أجهزة التلفاز، حيث ارتفعت المبيعات من 11% إلى 25%.
بين الحجر الصحي وحظر التجول وإغلاق دور السينما والمسارح، لجأ الناس إلى الشاشة الصغيرة بحثا عن الأخبار والمتعة.
وفي نهاية عام 2020، نافس موقع "سالتو" (Salto) الفرنسي موقع "نتفليكس" (Netflix)، الذي تجاوز 200 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم، وقد استقطبت هذه المنصة، وهي مبادرة مشتركة بين "تي إف 1″ (TF1) و"فرانس تلفزيون" France) Télévisions) و"إم 6″ (M6)، أكثر من 200 ألف مشترك في غضون 3 أشهر فقط.
الإقبال على الطعام
تلاحظ مديرة التسويق في شركة كنتار (Kantar) جويل لي فلوش أنه "يبرز قطاع الأغذية باعتباره الفائز الأكبر في عام 2020، وشهد التوزيع على نطاق واسع زيادة بنسبة 8.3% في القيمة على الشبكات العمومية، وهو ما لم نشهده من قبل".
في الوقت نفسه، عاد الفرنسيون للاستثمار في صناعة الأغذية، مع توجه خاص نحو اللحوم، وشهدت مبيعات "فلوران رايس" (Florian Raes) -وهو جزار ديناميكي من درافيل في إقليم إيسون- ارتفاعا بنسبة 23%. "كان الناس يشاهدون البرامج على التلفزيون وفي اليوم التالي كانوا جميعا يطلبون المنتج نفسه".
فضلا عن ذلك، حققت كتب الطبخ نجاحا كبيرا، على غرار كتب المجلدات الثلاثة لـ"صنع في بيتي" لسيلين لينياك، بين يونيو/حزيران وديسمبر/ كانون الأول الماضيين، تم بيع أكثر من 820 ألف نسخة.
خبراء الجل المعقم
منذ 20 عاما، تخصصت "سوليبو" (Solibio)، وهي شركة صغيرة أسسها الكيميائيان جان لوب برنارد وزوجته أوديل، ومختصة في مستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف "البيئية"، حيث كانا يصنعان صابونا مائيا كحوليًا لمنتجعات التزلج الواقعة في الحدائق الطبيعية، وبما أنهما كانا يملكان مخزون الكحول اللازم لإنتاج الجل المعقم، هرعا إلى تحويل نشاط المصنع، وقالا "كنا الوحيدين اللذين يصنعان الجل في المنطقة. انتقلنا من 500 لتر في السنة إلى 500 لتر في الساعة".
تعددت الطلبات الضخمة، واستفادت المنتجات الأخرى من هذا الأمر على غرار صابون التنظيف ومرطب للبشرة التالفة وما إلى ذلك، وفي يوليو/تموز الماضي، عندما انخفض الطلب على الجل، تمكّنا من البدء في صنع مستحضرات التجميل مرة أخرى، وأضافا "لقد كان عاما شاقا، ولكننا حققنا نموا كبيرا، ولا نجرؤ حتى على تحديد مقدار ذلك، كنّا قادرين على التوظيف والاستثمار، كنا 20 موظفا قبل عام، وسنبلغ 30 الآن".
*
ملياردير أمريكي: الجنون يسود العالم بانتشار الأموال المجانية
Jun 7, 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق