Jun 13, 2020
قول ناتاشا بوستل فيناي، التي تحاضر في دورة عن تاريخ الأموال بكلية لندن للاقتصاد، إن المال هو اختراع حديث نسبيا، ويمثل علامة فارقة في تاريخ المجتمعات الإنسانية التي كانت تتعامل بالمقايضة.
ذاع صيت المؤرخ الإسرائيلي، يوفال نوا هراري، في السنوات الأخيرة ولا سيما عندما أوصى أمثال بيل غيتس وباراك أوباما بقراءة أول وأشهر كتبه "سابينز" أو "العاقل" والذي ترجم إلى العربية
هراري انتقادات موجهة للحكومات الإسرائيلية في بعض مواقفها وسياساتها، وقد هاجم في اللقاء الضم المزمع لأراضي الضفة الغربية المحتلة معتبراً أن من شأن خطوات أحادية الجانب كتلك إحالة المنطقة بل والعالم إلى "غابة".
ويعتبر هراري أن الجنس البشري في وضع أفضل من الأوقات السابقة من حيث القدرة على مواجهة وباء ككورونا، فعلمياً نحن مؤهلون أكثر من وقت الإنفلونزا الاسبانية أو الموت الأسود، لكنه يشير إلى أن النفس البشرية لا تزال كما هي فهذا شيء لم يتطور بمرور الوقت،
"الخوف من الاخر" الذي كان ويظل جزءً من تكوين النفس البشرية.
ومن الأفكار اللافتة لهراري عن مستقبل الجنس البشري ما طرحه في كتابه الثاني "هومو ديوس" أو الانسان الإله عندما يتحدث هراري عن أمنية الإنسان الأبدية، الخلود، وأنها ستصبح في المتناول ذات يوم بسبب العلم.
يستعرض هراري قناعة باتت راسخة عند كثير من العلماء بأن الموت مجرد "خطأ تقني" يمكن علاجه مستقبلاً. ويشير إلى مساعٍ حثيثة تُضخ دونها المليارات من جيوب أثرياء و شركات كبرى كغوغل ل"تفريغ" محتويات وعي الإنسان على الإنترنت بحيث تنفصل عن الجسد البالي وتتحرر من أغلال الفيزياء، وبحيث لا يعني فناء الجسد ضياع العقل. هذه الفكرة بالطبع تستثني تماماً من المعادلة مسألة الروح التي يؤمن بها أتباع الديانات المختلفة.
يختتم هراري كتابه "الإنسان-الإله" بسؤال: "ما مستقبل المجتمعات والسياسة والحياة اليومية حينما تتمكن الخوارزميات غير الواعية ولكن فائقة الذكاء من فهمنا أكثر من فهمنا نحن لأنفسنا؟" وفي الواقع فإنه طرح في خلال اللقاء سؤالاً، أو لنسمه إنذاراً، مشابهاً عندما تحدث عن كورونا، وكيف أن الحكومات الآن تراقبنا عن طيب خاطر منا، لأننا طواعية نوافق على موافاتها بتحركاتنا لكي تبلغنا هي إن كنا عرضة لالتقاط فيروس كورونا المخيف.
قال لي هراري في المقابلة إن هذا استخدام إيجابي، لكن الخطوة التالية ستكون مراقبتنا داخلياً، فحص درجة حرارتنا ونبض قلوبنا وضغط دمنا، وهو ما سيؤهل الحكومات لمعرفة مشاعرنا ومواقفنا الفكرية وانتماءاتنا السياسية والدينية بشكل أدق من فهمنا نحن لكل ذلك عن ذواتنا.
يبدو واضحاً من حديثه أنه يعتبر أن الإنسان ما هو إلا نتاج لتركيبته البيولوجية، فمشاعر الغضب أو الفرح أو القلق أو الخوف كلها إشارات قابلة للقياس. فماذا عن الحب؟
*
Feb 22, 2021
الخلود
المشتغلون بالميتافيزيقيا قدموا للبشرية مئات الإجابات الغيبية حول عالم ما بعد الموت رافقتها أعداد مماثلة من روائع الأساطير. وعلى الرغم من أن معظم أديان العالم تصف الحياة الآخرة بشكل أو بآخر إلا أن العلماء لم يتوصلوا إلى توافق في الآراء بشأن هذه القضية.
فرضيّة أن الموت هو نهاية الرحلة و”لا شيء بعده” فهل هناك إمكانية لتمديد الحياة إلى ما بعد الموت، ليس من خلال حلول بيولوجية تجدد الخلايا وتعيد إليها شبابها بل من خلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحديدا؟
اليوم يستكشف العلماء إمكانية تمديد الحياة إلى ما بعد الموت. هذا ما قاله خبير فيزيائي مستقبلي ومفكر نظري شغل العالم مؤخرا، هو ميتشيو كاكو الذي يعتقد أن الوعي البشري يمكن أن ينتقل قريبا إلى الحياة الآخرة الرقمية.
وكان الدكتور كاكو قد كشف مؤخرا عن ثلاث نبوءات مستقبلية؛ وتتصل بارتياد الفضاء واستيطان عوالم أخرى غير الأرض، وأن البشر سيدخلون “الموجة الرابعة من الابتكار العلمي” التي أهم ما يميزها الدمج بين التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والوصول إلى نجاحات تمكّن من علاج أمراض استعصت على البشرية حتى اليوم، بل والقضاء على الشيخوخة.
أما نبوءة كاكو الثالثة فتتعلق بلغز البشرية الكبير؛ العقل. وأكد أننا “ندخل حقبة جديدة حيث يمكن للإنترنت أن تصبح شبكة عقول. ويمكن لشبكة الدماغ أن تحل محل الإنترنت الرقمي”.
“الحياة بعد الموت يمكن تحقيقها من خلال الوسائل الرقمية”. وهذا لا يعني أن العلم سيسمح لنا يوما ما بالوقوف أمام بوابات الجحيم أو الفردوس، ولكن سيتيح لنا استخدام التكنولوجيا لتخليد ذكرياتنا وشخصياتنا وطريقتنا في التحدث، ليكون بإمكان الأجيال القادمة الوصول إليها واستحضارها. * فيلم وثائقي المليون حياة
نستعيد موزارت وبيتهوفن وشكسبير وأينشتاين؟ هذا على الأقل ما يعتقده كاكو الذي يؤكد إمكانية إعادة استرجاع عقول عبقرية بناء على سير حيواتهم وخطاباتهم وسلوكياتهم.
ناقش الدكتور كاكو موضوع الحياة بعد الموت في برنامج “فكر كبير”
أكد الفيزيائي والمفكر كاكو أن “الخلود الرقمي والجيني في متناول اليد. هناك بالفعل في وادي السيلكون شركات تقوم برقمنة كل شيء معروف عنك: معاملات بطاقتك الائتمانية، ورسائل البريد الإلكتروني، وإنستغرام، وكل شيء معروف عنك يمكن ترقيمه. ولدينا ما يسمى بمشروع ‘كونكتوم’ الذي سيرسم مسارات الدماغ البشري بأكمله، ويسجل جميع ذكرياتك، وجميع مراوغاتك وشخصياتك، وسنضعه على قرص”.
اليوم يمكن لأي منا الدخول إلى مكتبة عامة وتصفح كل الكتب التي تتحدث عن شخصيات بارزة مثل ونستون تشرشل. لكن هذا لم يعد يكفي حسب كاكو الذي قال “أود التحدث إلى أينشتاين. أحب أن أتحدث معه، حتى لو كان برنامج كمبيوتر قام برقمنة كل شيء معروف عنه: عمله وكتاباته وخطاباته وكل شيء وصورة ثلاثية الأبعاد لأتحدث معه. وفي يوم من الأيام قد تتم رقمتنا أيضا. سنكون قادرين على التحدث إلى أحفادنا العظماء. وسيكونون بدورهم قادرين على التحدث إلى أسلافهم العظماء، لأننا سنصبح خالدين”.
مؤسس شركة “نيورالينك” إيلون ماسك الذي تعمل شركته على تطوير واجهة حاسوبية – دماغية، تهدف إلى إلغاء الحدود بين الإنسان والآلة.
العالم قريب جدا من العيش أحداث فيلم الخيال العلمي الأميركي “انسيبشن” الذي قام فيه ليوناردو ديكابريو بدور البطولة، وتدور القصة حول تمكن العلماء من دخول عقل البشر والتحكم فيهم والتعرف على أسرارهم.
*
فالإنسان يمكن أن يعيش ما بين 120 و150 عاماً حداً أقصى.
حتى لو تمكن الإنسان بمحض الصدفة من تفادي أمراض مثل السرطان، وأمراض القلب، أو أفلت من الاصطدام بسيارة، فسيظل جسمك يتراجع إلى درجة أن يصبح غير قادر على محاربة التهديدات اليومية، مثل البكتيريا والفيروسات.
يشير هذا التراجع في قدرة الجسم على العودة إلى التوازن، كما تم قياسه في عدد خلايا الدم والخطوات المحسوبة، إلى أن الحد الأقصى لعمر الإنسان يقع في مكان ما في نطاق 120 إلى 150 عاماً. فأكبر معمِّرة مسجَّلة على قيد الحياة في العالم هي جين كالمينت، وهي مواطنة فرنسية عاشت حتى 122 عاماً -على الرغم من وجود بعض الشكوك حول هذا الادعاء.
لقد أصبحت الجهود المبذولة لإطالة عمر الإنسان، أو تحقيق الخلود، محطّ تركيز خاص في وادي السيليكون، من شركات مثل «كاليكو» التابعة لـ«غوغل»، و«جيف بيزوس»، وشركة «يونيتي بيوتكنولوجي» الناشئة المدعومة من «بيتر ثيل» والتي تتطلع إلى إيقاف التدهور الطبيعي الناتج عن الشيخوخة.
يعيش البشر بشكل طبيعي أطول بكثير من باقي المخلوقات بفضل التقدم في علوم النظام الغذائي والطب، إذ تقدِّر الأمم المتحدة أن عدد المعمرين اليوم (الذين تزيد أعمارهم على 100 عام)، البالغ حالياً 450 ألفاً، سيتضخم ليبلغ 25 مليوناً بحلول عام 2100 بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي.
* May 27, 2021
عمالقة وادي السيلكون يبحثون عن الخلود
علماء البيانات يستخدمون ساعة هورفاث لعكس مرض الشيخوخة.
مؤسسا غوغل سيرجي برين ولاري بيدج يطاردان حلم الأبدية
عاصفة جديدة تجتاح وادي السيلكون، الجميع يتحدث عن صناعة “إطالة الأعمار”، وهي صناعة كما يقولون على وشك أن تغير العالم. الوعد بحياة أبدية الذي قدمه المناهضون للشيخوخة، والتجارب التي أعطت نتائج تبشر ولو بالقليل من الأمل، جذبت أموال المليارديرات العاملين في حقل التكنولوجيا. هل هناك أساس علمي لبحثهم هذا، أم هو مجرد هراء؟
لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - “الشيخوخة مشكلة خطرة حقًا تؤثر على الجميع.. لكنها مشكلة يمكننا من حيث المبدأ حلها” كما يقول الدكتور أوبري دي غراي الشريك المؤسس لمؤسسة “سينس ريسيرش” في كاليفورنيا.
مع استمرار نمو هذه المختبرات، يتوقع غراي المثير للجدل أن تمديد الحياة على وشك أن يصبح “أكبر صناعة على وجه الأرض”. ومع ذلك، فإن المال لا يؤدي بالضرورة إلى النجاح، وقد اتهم بعض الباحثين غراي بتشجيع العلوم الزائفة.
دفع عمر الإنسان إلى ما بعد الحد الأقصى الحالي الذي يبلغ حوالي
120 عامًا.
لكن بينما تعمل الاكتشافات العلمية وطرق التفكير الجديدة على دفع الحياة إلى الأمام، قد تجد البشرية نفسها قريبًا تتعامل مع الآثار المترتبة على إطالة العمر أو حتى الحياة اللامحدودة.
خلق أنواع مختلفة من التغيرات الجزيئية والخلوية، والتي هي عواقب جوهرية للطريقة التي يعمل بها الجسم لإبقائنا أحياء من يوم إلى آخر”. مع وضع هذه المشكلة في الاعتبار يحاول العلماء الآن الكشف عن الأسباب المعقدة للشيخوخة من أجل إيجاد طرق لإبطاء العملية أو إيقافها أو حتى عكسها.
على سبيل المثال، حدد الدكتور ستيف هورفاث خبير الإحصاء الحيوي بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس، الدور الذي تلعبه العملية الخلوية المعروفة باسم “المثيلة” في الشيخوخة.
والمثيلة هي عملية بيولوجية يتم من خلالها إضافة مجموعات الميثيل إلى جزيء الحمض النووي. ويمكن أن تغير المثيلة نشاط جزء من الحمض النووي دون تغيير التسلسل.
الأبحاث التي أجراها علماء إطالة الحياة من أمثال الدكتور هورفاث أرضًا خصبة في وادي السليكون. وخصص المليارديرات في مجال التكنولوجيا، الذين اجتذبتهم إغراءات الحياة الأبدية، مبالغ كبيرة من المال. يدعم جيف بيزوس من أمازون والملياردير بيتر ثيل شركة “يونيتي بايوتكنولوجي” التي تعمل على تطوير “علاجات لإبطاء أو وقف أو عكس مرض الشيخوخة”. وشارك مؤسسا غوغل، سيرجي برين ولاري بيدج، في تأسيس شركة “كاليكو”، وهي مؤسسة تحاط بالتكتم وتعمل على إطالة الحياة في كاليفورنيا. وتنضم إلى عمالقة التكنولوجيا أعداد غفيرة من المستثمرين التقليديين، يغريهم الاعتقاد أن هناك أموالًا يمكن جنيها من “منع الموت”.
جيف بيزوس يدعم تطوير علاجات لوقف وعكس مرض الشيخوخة
براين تورنر عالم الاجتماع بالجامعة الأسترالية الكاثوليكية للتحدث في مناظرة في أكسفورد في المملكة المتحدة حول موضوع “هل يجب أن نعيش إلى الأبد”. وجاء جوابه حاسما “لا ينبغي لنا ذلك”، مؤكدا أن “الموت والمعاناة هما في الواقع جوهر الكثير من أرفع منتجاتنا الحضارية (…) تخيل شكسبير دون معاناة وموت، أو برامز أو بيتهوفن أو العهد الجديد”.
يجادل تورنر أن العلماء فشلوا في رؤية الآثار المترتبة على أبحاثهم. بالإضافة إلى المخاوف البيئية، أو إمكانية توزيع أدوية إطالة الحياة بشكل غير متساوٍ. وعبّر أيضا عن قلقه من أن “الأشخاص الذين ستطول أعمارهم قد يشعرون بالملل”.
العلماء لديهم كل القصص الجيدة؛ سنعيش للأبد، وسنكون جميعًا سعداء. ولكن، ما لم يكن للحياة نوع من الهدف أو المعنى، لن يكون التسكع إلى أجل غير مسمى هو الاحتمال الأكثر إغراء”.
ماذا سنفعل خلال المئة أو الـ200 عام القادمة، مشاهدة التلفزيون أو شيء من هذا القبيل؟ وهل الناس أحرار في أن يعيشوا طالما أرادوا ذلك؟
الدكتور هورفاث يعتقد أن “أحد أهم التحديات التي تواجه حضارتنا، هو تمكين الناس من عيش حياة طويلة ومنتجة.. وهذه هي مهمتي”.
*
Jul 26, 2021
التكنولوجيا الحيوية مفتاح لحياة أبدية
الموت مرض يمكن تلافيه.. هناك من يعتقد ذلك.
الخوف من الموت دفع البشر إلى البحث عن سر الخلود
إذا كانت هناك قلة متصالحة مع تقدمها في العمر ومواجهة الموت، فإن هناك في المقابل غالبية ترعبها مظاهر الشيخوخة وتعتبر الموت مرضا تجب هزيمته وهي مستعدة لبذل كل ما في وسعها بحثا عن حياة أبدية.. ولكن حتى لو تحقق لها ذلك هل ستكون حياة ملأى بالورود والزهور؟
الغريب أن الباحثين عن سر الخلود، أو الحياة لأطول فترة ممكنة ليسوا من كبار السن الذين قاربوا على توديع الحياة، بل هم من الشباب، وفصيل خاص منهم، تراهم في بحث مضني عن اتباع قواعد صحية صارمة. يعتبرون تعاطي السجائر والإسراف في تناول الكحول خطيئة. وأول ما يحذرونك منه هو تناول السكر والملح، ويطلقون عليهما لقب السّم الأبيض. عليك أيضا أن تتناول 2000 ميليغرام من زيت السمك و4000 وحدة دولية من فيتامين د يوميا، للوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى.
بسبب أعدادهم المتزايدة، راجت الصالات الرياضية، التي تحولت إلى دور عبادة يواظبون على ارتيادها.
دافين سنكلير: مشكلة الشيخوخة ستحل لكن العيش للأبد مشروع طموح
استمر في لعبة الهروب هذه، حتى تخدع الموت.
ناتاشا فيتامور: في الحياة الأبدية لن يكون كل شيء نبيذا وورودا
فكرة الموت ستتخذ عوامل ومعايير تعريفية جديدة والناس قد يصبحون نوعًا جديدًا من البشر غير مقيّد بالعمر الزمني والجنس والعرق والحجم وجميع المعايير الأخرى المستخدمة لتطبيع المجتمع.
*
Sep 5, 2021
في وادي السيليكون وظّف بيزوس مجموعة من أكبر علماء الجينات في العالم للبحث عن أسرار الحياة الأبدية. كما نقل، لأن الرجل يخشى من التقدّم في السن والموت، وهذا حقّه، وهو أساسا جوهر الصراع الإنساني مع الوجود منذ بدء الخليقة، لكن أن يتحوّل إلى فلسفة شاملة تموّلها رؤوس الأموال الضخمة فهذه نقلة نوعية في الحرب على الموت.
قال بيزوس مقتبسا كلاما لعالم الأحياء ريتشارد دوكينز “إن درء الموت هو أمر لا بد من العمل عليه، وإذا لم تعمل الكائنات الحية بجدية على منع الموت، فسوف تندمج في النهاية مع محيطها وينتهي وجودها باعتبارها كائنات مستقلة. وهذا ما يحدث حين تموت”.
الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية والحضارة العربية الإسلامية حضارات. بينما لم تجد الحضارة الغربية الحالية لها نصيبا من هذا التصنيف. سبب ذلك أنها تجاهلت المحتوى المعرفي، ولم تنظر إليه بالتقدير الذي نظرت إليه به الحضارات السابقة الذكر، فاعتبرت الثقافة أمرا ثانويا، بينما ما يبقى في عالم الخلود هو هذا فقط، الإنتاج الثقافي. وكل شيء قابل للفناء ما عداه.
الموت متفق عليه، لكن هناك فهما خاطئا لدى الأميركيين والطبقة الحالية من الأثرياء، لمعنى الخلود، بينما نحن في الشرق حللنا الموضوع من آلاف السنين، وكان اكتشاف الروحانية جوهرتنا الثمينة التي نباهي بها بقية الأمم. الغرب المادي تجاوز هذا، وأصبح يبحث عن فردوس أرضي. لكن ما الذي يمكن للإنسان أن يفعله بالبقاء بعمر 200 و300 عام؟ ما هي الجدوى؟
مسلسل squid game اخر حلقة المتعة
يريد بيزوس إنتاج أدوية تخلّص الجسم من الخلايا المسنّة، وهي نوع من الخلايا ترفض الموت إلا أنها تفرز مواد كيميائية ضارة عند تراكمها، فتؤذي غيرها من الخلايا في الجسم البشري.
سيفشل بيزوس لا لعجز العلم عن العبث بالخلايا، بل لأن معارضة عنيفة ستواجهه بعد قليل، فحياة الإنسان القصيرة التي تبدو كوميض خاطف، هي فرصته الكبرى لفعل الكثير في هذا الوقت الضيق، فإذا شعر أن الوقت متاح لديه فلربما سيتقاعس عن “الإنتاج” ويرخي بدنه، وهذا ما سترفضه الشركات الكبرى، لأنها تريد الإنتاج والعمل لا الراحة والطمأنينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق