“مملكة موز” تتفجر فيها قصص الفساد والمحسوبية والمؤامرات والخلافات داخل الأسرة الهاشمية الحاكمة.
وخسارة الصورة القديمة التي مكنت الأردن من أن يكون الأقرب إلى الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، وساعدته في الحصول على الدعم الخارجي بكل أشكاله، وجعلته نقطة ارتكاز في التعاطي الدولي مع ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف الفلسطيني وقضية المقدسات، وملفّا سوريا والعراق.
قالت مفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان لها الجمعة “نحن قلقون من عدم الشفافية حول التوقيفات والاعتقالات (…) يجب أن يتم بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان”.
أضافت “روّج الملك عبدالله الثاني نفسه للغرب على أنه ملك محب للديمقراطية ومؤيد لها، لكنه في الواقع عزز سلطته داخل القصر، وكمّم أفواه الصحافيين، واعتقل المتظاهرين (…) فالهاشميون الذين كان يُنظر إليهم في يوم من الأيام على أنهم ملوك أكثر حداثة وأكثر تغريبًا، أصبح يُنظر إليهم على أنهم حكام دولة عربية استبدادية أخرى”.
الأمر لا يعدو أن يكون محاولة لتحييد الأمير حمزة عن التنافس على السلطة بشكل نهائي، لافتة إلى أن اعتقال باسم عوض الله، الرجل المثير للجدل، مجرد إلهاء وتغطية على حقيقة الخطة الرسمية.
قال طارق التل أستاذ الدراسات السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت والخبير في السياسة الأردنية “يبدو أن الأحداث الأخيرة مرتبطة بنزاع على الخلافة مستمر منذ عزل حمزة من منصب ولي العهد. يبدو أن الملك أراد إنهاء ذلك”.
لم تتردد مجلة فورين بوليسي واسعة الانتشار في أوساط النخبة السياسية الأميركية في وصف الملك عبدالله بأنه “أسوأ أعداء نفسه”.
لكن الأذى المعنوي للأردن وعاهله لم ينحصر في فورين بوليسي ولا في الأوساط الأميركية، بل امتد ليشمل صحفا أميركية وأوروبية. وكتبت وول ستريت جورنال عن منافسة على رضا القبائل بين الملك وأخيه، وأشارت نيويورك تايمز إلى صراعات وتذمر شعبي “تحت الواجهة الملمعة للأردن”، وكتبت واشنطن بوست عن بلد يغرق في الأزمات السياسية والاقتصادية.
كتبت التايمز عن ذهاب العائلة المالكة الأردنية إلى “الحرب داخل نفسها” وأن “شبه الديمقراطية” في الأردن تتحول إلى “حكم الفرد الواحد المطلق” في إشارة للملك عبدالله. ودعّمت التليغراف المحافظة موقف الملك عبدالله لكنها في الوقت ذاته حذرت من تردي الأوضاع في المملكة بالقول “لا نتحمل كلفة ثورة في الأردن”.
Apr 18, 2021
Jul 28, 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق