الجمعة، 8 أكتوبر 2021

الأمر ليس غباء.. لماذا يتخذ الفقراء قرارات خاطئة؟ ****

Aug 28, 2020 May 12, 2021

Jul 8, 2021

  "الفقر يغذّي نفسه"؛ وذلك بسبب أن العبء النفسي للندرة، أي ندرة الغذاء والفرص المتاحة التي تغلّف حياة الفقراء يؤثر في الدماغ البشري، بحيث يؤدي إلى ضعف الإدراك، مما يقود الفقير في نهاية المطاف إلى اتخاذ أسوأ القرارات، وبالتالي الاستمرار في دائرة من الفقر الذي يعيد إنتاج نفسه.

وهكذا، يتحوّل الفقر في حد ذاته إلى حائط صد منيع مشيّد في مواجهة مساعي التغلب على الفقر، وهو ما يقود مثلا إلى اتخاذ قرارات مالية مكلّفة تزيد الوضع سوءا، مثل شراء ورق اليانصيب، أو أخذ قروض بفوائد عالية، كانت مثل هذه القرارات تُعزى في الماضي إلى شخصية الأفراد ذوي الدخل المنخفض أو البيئة التي يعيشون فيها وقلة التعليم، إلا أن أستاذ العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو أنوج شاه يقدم تفسيرا جديدا؛ حيث بيّن أن العيش مع الندرة يغير سيكولوجية الأفراد، وطريقة تفكيرهم واتخاذهم للقرارات. في هذا السياق، كثيرا ما تُتخذ القرارات تحت إلحاح حاجات لا تتوفر الموارد لسدها، وتُهمل -إلى حين- احتياجات أخرى تكون أقل إلحاحا. فتحت ضغط متطلبات مثل دفع الإيجار أو الطعام قد تُهمل الصيانة الدورية لأحد الأجهزة بالمنزل، لينتهي بهم الحال باتجاه دفع ثمن باهظ لاحقا لإصلاح أعطال متراكمة.

الفرق بين ظروف الندرة التي يتخذ فيها الفقراء قراراتهم أنها -بخلاف ظروف الندرة التي يمر بها كل الناس- تواجههم في مواقف لا يمكن فيها تعديل رغباتهم أو تطويعها لتناسب الموارد المتاحة، فيما تواجه الأفراد ذوي الدخل الأعلى مشكلة عدم القدرة على شراء سيارة مثلا، تواجه الفقراء مشكلة عدم القدرة على شراء الطعام، أي شراء المقومات الأساسية للحياة ذاتها.

وبهذا، تتشوه رؤيتهم للواقع من ناحيتين؛ الرؤية النفقية (وهو بالأساس عيب في الإبصار يؤدي إلى رؤية تشبه النظر من خلال أنبوب) ما يتسبب في التركيز على جانب واحد في رؤية المشهد، وهذا الجانب يكون المورد الغائب، أما الناحية الأخرى فهي ما يتبع هذه الرؤية من زيادة في قدرة العقل على طرح الحلول والأفكار لمواجهة نقص هذا المورد، لكن هذا المشهد المقتطع والذي لا يرى فيه الفرد بوضوح سوى الاحتياجات الملحة يُخفي احتياجات أخرى لا يراها الشخص إلا حين تقترب وتبقى وحدها المسيطرة على المشهد، وهكذا تغيب عن إدراكه جوانب كثيرة تستدعي التفكير في حلول لها قبل أن تستحيل إلى احتياج كبيرة يصعب التعامل معه، فمثلا يرى الفرد في بداية الشهر حاجة وحيدة تسيطر على تفكيره هي التزامه بدفع الإيجار الشهري لمسكنه، بينما يغيب عن إدراكه موعده بعد أسبوع لزيارة الطبيب.

إن هذا ما يدفع كثيرا من الفقراء نحو القروض التي تعني زيادة الفوائد، والفقر المستقبلي بسبب زيادة الالتزامات، إن الرؤية النفقية تجعل التفكير منصبا على الوفاء بالاحتياجات الآنية، وهكذا تدور عجلة الفقر دون توقف فيمتد أثرها -أحيانا- للأجيال اللاحقة. 

في أنحاء العالم المختلفة؛ في كينيا والبرازيل والفلبين وجامايكا وزيمبابوي، تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين مشكلات ضعف النمو لدى الأطفال في المناطق الفقيرة -وأبرزها سوء التغذية- وبين تحقيقهم لنتائج قليلة في الاختبارات المعرفية واختبارات المدرسة.

تُركوا في أسرّتهم دون التفاعل مع أشخاص آخرين، وأكد الباحثون تعرضهم لمشكلات معرفية لاحقا على المدى الطويل بسبب نقص المحفزات الاجتماعية والعاطفية التي تعرضوا لها.




*

 عقول الفقراء.. هل يجعلنا الحرمان حقا أقل ذكاء؟

"الفقر يُغذِّي نفسه"؛ ويرجع ذلك إلى أن العبء النفسي للندرة -أي ندرة الفرص المتاحة التي تُغلِّف حياة الفقراء- يؤثر في الدماغ البشري، بحيث يؤدي إلى ضعف الإدراك، مما يقود الفقير في نهاية المطاف إلى اتخاذ أسوأ القرارات، وبالتالي الاستمرار في دائرة من الفقر الذي يُعيد إنتاج نفسه.

وهكذا، يتحوَّل الفقر في حد ذاته إلى حائط صد منيع في وجه مساعي التغلُّب على الفقر، وهو ما يقود مثلا إلى اتخاذ قرارات مالية مُكلِّفة تزيد الوضع سوءا، مثل شراء ورق اليانصيب، أو أخذ قروض بفوائد عالية. كانت مثل هذه القرارات تُعزى في الماضي إلى شخصية الأفراد ذوي الدخل المنخفض أو البيئة التي يعيشون فيها وقلة التعليم، لكن أستاذ العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو أنوج شاه يُقدِّم تفسيرا جديدا؛ حيث يُبيِّن أن العيش مع الندرة يُغيِّر سيكولوجية الأفراد، وطريقة تفكيرهم واتخاذهم للقرارات.

بعبارة أخرى، كثيرا ما تُتخذ القرارات تحت إلحاح حاجات لا تتوفر الموارد لسدها، وتُهمل -إلى حين- احتياجات أخرى تكون أقل إلحاحا رغم أنها ربما تتفجر في وقت قريب. فتحت ضغط متطلبات مثل دفع الإيجار أو الطعام قد تُهمل الصيانة الدورية لأحد الأجهزة بالمنزل، لينتهي بأحدهم الحال مثلا لدفع ثمن باهظ لاحقا لإصلاح أعطال متراكمة أو استبدال جهاز أصبح غير قابل للإصلاح

المُثير للانتباه حول الندرة التي يتخذ بها الفقراء قراراتهم أنهم -بخلاف معظم الناس- لا يملكون رفاهية تعديل رغباتهم أو تطويعها لتناسب الموارد المتاحة، ففي حين تواجه الأفرادَ ذوي الدخل الأعلى مشكلةُ عدم القدرة على شراء سيارة مثلا، تواجه الفقراءَ مشكلةُ عدم القدرة على شراء الطعام، أي توفير المقومات الأساسية للحياة ذاتها.

بهذا، تتشوَّه رؤيتهم للواقع من خلال الوقوع في فخ ما يُعرف بـ "الرؤية النفقية" (وهو بالأساس عيب في الإبصار يؤدي إلى رؤية تُشبه النظر من خلال أنبوب) التي تعني التركيز على جانب واحد من المشهد، وهذا الجانب يكون المورد الغائب، وتركيز كل طاقة العقل على طرح الحلول والأفكار لمواجهة نقص هذا المورد. لكن هذا المشهد المقتطع -الذي لا يرى فيه الفرد بوضوح سوى الاحتياجات المُلِحَّة- يُخفي احتياجات أخرى لا يراها الشخص إلا حين تقترب وتبقى وحدها المسيطرة على المشهد، وهكذا يغيب عن إدراكه جوانب كثيرة تستدعي التفكير في حلول لها قبل أن تستحيل إلى احتياج كبير يصعب التعامل معه، فمثلا يرى الفرد في بداية الشهر حاجة وحيدة تسيطر على تفكيره هي التزامه بدفع الإيجار الشهري لمسكنه، بينما يغيب عن إدراكه موعده المنتظر بعد أسبوع لزيارة الطبيب.

بعبارة أخرى، تجعل الرؤية النفقية تفكير المرء مُنصبًّا على الوفاء بالاحتياجات الآنية بأي ثمن، حتى لو اضطر مثلا للاستدانة بفائدة كبيرة تزيد من أعبائه المستقبلية، وهكذا تدور عجلة الفقر دون توقُّف، حتى إن أثرها يمتد أحيانا ويُورَّث للأبناء جيلا بعد جيل.

 علاقة بين مشكلات ضعف النمو لدى الأطفال في المناطق الفقيرة -وأبرزها سوء التغذية- وبين تحقيقهم لنتائج قليلة في الاختبارات المعرفية واختبارات المدرسة

 حيث يمتلك الفقر أيضا تأثيرا مدمرا على الوظائف "الفيزيقية" والاجتماعية والانفعالية والمعرفية لدى الأطفال وأُسرهم، حيث يُشير برنامج الصحة والنمو لدى الأطفال إلى أن 40% من الأطفال الذين يعيشون في فقر مزمن لديهم قصور في مجاليْن وظيفيين (مثل اللغة والاستجابة الانفعالية) في سن الثالثة. 

على الرغم من أن مرحلة الطفولة تعتبر وقت الانطلاق والبهجة والاستكشاف وراحة البال، فإن الأطفال الذين يعيشون في فقر يمضون وقتا أقل في استكشاف العالم من حولهم ووقتا أطول في الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة"

لوحظ تأثُّر نمو الأطفال الرضع الذين تم تغذيتهم جيدا وتُركوا في أَسِرّتهم دون التفاعل مع أشخاص آخرين، وأكَّد الباحثون تعرُّضهم لمشكلات معرفية لاحقا على المدى الطويل بسبب نقص المحفزات الاجتماعية والعاطفية التي تعرَّضوا لها.

في هذا الصدد يبدو الفقراء أقل حظا أيضا، حيث تستهلك الندرة قدرا كبيرا من التدفُّقات المعرفية للآباء، فيصبحون أقل رغبة وقدرة على التفاعل مع أطفالهم، وهو ما يؤثر في المحفزات التي يتعرَّض لها الأطفال، فيتأثر نموهم وتقل فرصهم في تطوير مهاراتهم المعرفية، خاصة حين تتفاعل مع عامل الفقر.

"إن تجمُّع عوامل الخطر تُحيل الحياة اليومية إلى معركة، فهي متعددة الأوجه وشديدة التداخل فيما بينها، تبني بعضها فوق بعض، بما يضاعف آثارها المدمرة".

 الفقراء لا يُسيئون إدارة مواردهم، لكن الفقر يُقلِّل من قدرتهم على إدارتها بشكل أفضل بسبب ندرة الموارد التي تلوح دائما"

 الثمن الباهظ الذي تدفعه أدمغتنا نتيجة العيش في البيئات المُهدَّدة والمحرومة، مما يُقيِّد أجيالا متعاقبة في الفقر فرغم أن الفقراء ليسوا مختلفين عن بقية الأفراد بيولوجيًّا، فإن الفقر نفسه هو ما يدفع الناس للتصرُّف بشكل مختلف. إن التشوُّهات المعرفية المرتبطة بالندرة -سواء كان الفرد على وعي بها أم لا- تفرض نفسها دائما عند اتخاذ قرارات حيوية، وهكذا يجد الفقراء أنفسهم مدفوعين إلى سلوكيات معينة تُقيِّدهم أكثر في الفقر. 

*
Apr 14, 2021

يعاني الفقراء من السُّمنة أكثر من الأغنياء


الفقراء يعانون من السمنة المفرطة ويواجهون سوء التغذية بالبطاطس والمعكرونة… إنها الأشكال الجديدة للجوع. فالفقراء لا يأكلون ما يريدون أو ما يعرفون ولكن ما يمكنهم الحصول عليه".

 الفقراء نادرا ما يستهلكون الأطعمة مرتفعة الثمن مثل اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان والفاكهة والخضراوات، وبدلا من ذلك، فإن سلة طعامهم تتضمَّن الكثير من المعكرونة والخبز والسكر والمنتجات ذات الدهون العالية، حيث يصبح السعر عاملا فارقا عند اختيار وجبات الطعام.

 الأغنياء في الغالب أكثرُ استعدادا لدفع المزيد في سبيل تجنُّب الأطعمة المُصنَّعة، وتناول كَميات أقل من منتجات اللحوم الضارة، وتشمل عاداتهم الغذائية تناول الكثيرِ من الفواكه والمواد الغذائية الطازجة، ويُخصِّصون مزيدا من الوقت لممارسة الرياضة وتجنُّب الإجهاد والعناية بالصحة، كما يتجنَّبون الأغذية الرخيصة، ولا ينجرفون للإعلانات عن منتجات الأغذية


يُفضِّل الفقراء عموما استثمار مواردِهم القليلة في السلع المادية وليس في الاعتناء بصحتهم، وهم يتناولون طعاما ذا قيمة غذائية محدودة جدا، ويُقبلون على شراء منتجات ذات جودة منخفضة، ومن بين عاداتهم مكافأةُ أطفالهم بالطعام غير المفيد (Junk food) وزيارةُ محلات الوجبات السريعة. وفي الغالب فإنهم لا يمارسون الرياضة، خصوصا مع عدم وجود مساحات عامة للتريُّض، وكذلك لا يخضعون لفحوصات طبية دورية، ويواجهون مزيدا من الضغوط والإجهاد ومشكلات النوم.

Apr 14, 2021

يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف


 معدل الفقر زاد بشكل أكبر مع انتهاج معظم الحكومات داخل دول المنطقة سياسة "النيوليبرالية" المتوحشة وبتعليمات من صندوق النقد الدولي، المانح الأول للقروض الخارجية، وهي السياسة التي تدهس الفقراء والعمال لصالح الأثرياء وموازنات الدول.

فقد واكبت هذه السياسة زيادات قياسية وغير مسبوقة للأسعار، بما فيها السلع الغذائية والتموينية، وامتدت تلك الزيادات إلى رغيف الخبر، طعام الفقراء الأساسي، سواء بزيادة سعره مباشرة أو خفض وزنه

كما واكبها خفض كبير في الدعم الحكومي المقدم لسلع أساسية، مثل الوقود من بنزين وسولار وغاز طبيعي، ما ترتبت عليه زيادات في الأسعار لم يعد لدى غالبية المواطنين القدرة على تحملها.

كما زادت فواتير النفع العام من كهرباء ومياه ومواصلات عامة واتصالات بشكل قياسي، وواكبت كل ذلك زيادات غير مسبوقة في الرسوم الحكومية والضرائب وفرض أنواع جديدة من الضرائب، منها القيمة المضافة والضريبة الانتقائية.

في ظل هذه الأجواء الصعبة، تآكلت القدرة الشرائية للمواطن، وضعفت قدرته وحيله على تلبية احتياجاته الأساسية من الأسواق، وقاطع الملايين من المستهلكين المتاجر والمحال رغم توافر السلع فيها وبسعر قد يكون مناسبا.

في ظل غلاء الأسعار وتطبيق الحكومات سياسة النيوليبرالية المتوحشة تدحرج الملايين من الطبقة الوسطى المستورة إلى الطبقة الفقيرة، وربما الكادحة أو المًعدمة والأشد فقراً

مع هذا التآكل، تدحرج الملايين من الطبقة الوسطى المستورة إلى الطبقة الفقيرة، وربما الكادحة أو المًعدمة والأشد فقراً التي تواجه صعوبة في تدبير وجبة غذاء واحدة في اليوم وليس ثلاث وجبات.

ضف إليهم المزارعين والأرامل والمطلقات، بل وضف إليهم معظم موظفي الحكومة والعاملين في الجهاز الإداري بالدولة والقطاع العام، وهي الشريحة التي تآكلت قيمة دخولهم بسبب تضخم الأسعار وغلاء المعيشة وضعف قيمة العملة.

*

العالم يواجه مفارقة مزدوجة: الجوع والسمنة المفرطة

عاش حياته مدعياً الفقر المدقع.. مصري يترك ثروة لا تصدق!

* May 12, 2021

اتصل لتربح.. والواقع أربح أنا.. يحلل أكرم زيدان في كتابه "سيكولوجية المال" الدوافع النفسية للبحث عن المال،

 الإحساس بالأمن، والشعور بالقوة، كما ترى النظرية السلوكية أن الأهداف الرئيسية لجمع المال تتركز في كونه يمثل الدعم الفعلي للإنسان في حياته الواقعية

تحرك المتصل، الذي سيفقد أموالاً بسيطة بصورة مؤكدة في سبيل مكسب كبير محتمل، وهو ما يجعل من ملايين الاتصالات والرسائل المتدفقة مكاسب فائقة السرعة للقائمين على المسابقة. فهذه البرامج تعيد المجتمع إلى عصر "الفانوس السحري" مستغلة في ذلك الظروف الاقتصادية الصعبة لبعض الشباب الذي يعاني من البطالة، وقلة الدخل، مما يدعم من ثقافة الحظ لدى هؤلاء الشباب اللاهث وراء الثروة بأقصى سرعة ممكنة. فهذا يعتبر خداعًا مستمرًا، يطال البسطاء والمراهقين خاصة، على حساب قيمة العمل والكسب الحلال، وعرق الجبين، وإعمال الفكر، وإجهاد الجسم، ومواصلة الليل بالنهار، حتى تتحقق الآمال.. وليس ما يرى في الأحلام. فالواجب علينا جميعًا التصدي لهذه المسابقات "اليانصيب"، فهي تـقوم بمقام المخدر المجتمعي الذي يبدد همومك ويحقق أحلامك؟! فليس من العدل أن يخوض ملايين البشر المنافسة من أجل فوز محتمل، بنسبة لا تكاد تُرى، من أجل إثراء أكيد لخزائن من سيمنحونهم صدقة، أو زكاة المال التي سيتم تحصيلها (لهطها) من اتصالات المشاركين؛ بوصفها جائزة "الحلم"؟!!

*

مسلسل "Squid Game".. لِمَ يتخذ الفقراء قرارات غبية؟!

هل الإنسان حقا ذئب أخيه، كما قال الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز قبل عدة قرون؟ هذا هو رأي صانعي اللعبة، إذا اعترضت عليهم لقالوا لك إنها لعبة عادلة، أنت لم تعد للعب مرة واحدة، بل عدت مرتين، وفي المرة الثانية كان واضحا أنك لكي تعبر إلى اللعبة القادمة فقد تضطر لقتل أخيك (زميلك)، أو على الأقل ستتركه يُقتل بدلا منك، وهو كذلك يعرف القواعد نفسها، لكنكما قرَّرتما الاستمرار ناحية الهاوية.

الفقر ليس إلا أسلوب حياة أو شخصية أناس اختاروا، دون أي عائق أو قيد، أن يصبحوا فقراء، وبالتالي بالنسبة للفقراء فإن اللعبة عادلة تماما، العمل متاح والحياة مفتوحة، لكنَّ كلًّا منهم فقط سيتخذ قرارا غبيا.

 الفقراء ينفقون الأموال التي حصلوا عليها للتو في شراء أشياء غير مُجدية، كهاتف ذكي أو وجبة غالية الثمن كان من الممكن تعويضها بأخرى رخيصة ومفيدة، قد تتعجَّب حينما تعطي أحدهم مبلغا من المال، وهو فقير جدا، لتجد أنه اشترى قميصا مرتفع الثمن أو تلفازا أو علبة سجائر، بينما كان من الممكن أن يدَّخره ويُقسِّمه على عدة أيام، هنا ستستاء مما فعل، وستقول إن ما حدث يُبرِّر أنه فقير من الأساس، فهو يُبدِّد ما يملك بلا حساب.

عقلية الندرة

 في العالم الواقعي يظهر ذلك في حالة القبول بالقرض في حالة العَوَز، تلك القروض عالية الفائدة تبدو في الوقت الحالي حلا جيدا، ولكن بعد أسبوعين أو شهر تجعلك مَدينا بفوائد عالية.

طلب إليك أن تحصل على 1000 دولار وتردها 1200 وقد قبلت، والآن لا تمتلك المال لتدفع، سيحصل المُقرِض في هذه الحالة على عرض أفضل، حيث سيستغل حاجتك ويعرض اختيارا جديدا، أو قل "لعبة جديدة"، لكن العَوَز في هذه الحالة يشغلك فلا ترى إلا النقود المعروضة، لتنخرط مجددا في اللعبة غير منتبه لما يُخطِّط له المُقرِض.

مصيدة الفقر

الفائز سيُرجِع سبب فوزه للمهارة حتّى وإن كانت قواعد اللعبة منحازه له بوضوح، أما الخاسر فسوف يقول إن قواعد اللعبة كانت ظالمة حتّى لو كانت منحازة له بوضوح ثم خسر عشوائيا، الفكرة إذن أن كون اللعبة عادلة ليس حقيقة هنا، بل هو فقط رأي أحد الطرفين.

 إذا كانت هناك قوانين تمنع استغلال الناس بهذا الشكل، فإن لعبة كتلك لن توجد من الأساس، بالطبع فإن "Squid game" مُحرَّمة قانونا، حتى في المسلسل نفسه، لكن ماذا عن الألعاب الأخرى التي تُستغل فيها حالة العَوَز لإجبار الناس على العمل بأجر أقل لمجرد أنهم فقراء، أو تعدي حدود العمل لمهام إضافية صعبة، أو قبول الإهانة، أو الوقوع تحت أَسْر مَن يمتلك المال بأي شكل؟ هل هناك في هذا العالم ما يكفي من القانون لضبط مثل هذه الألعاب؟

*
المفارقة المتمثلة في مخاطرة أشخاص يائسين بحياتهم في سبيل الفوز في لعبة أطفال، هي ما يجذب جمهور المشاهدين

معظم شخصيات المسلسل مهمشة اجتماعيا، لكن هذا بالضبط ما يجعلها مقبولة لدى المشاهدين

قارنت وسائل إعلام غربية بين سكويد غيم وفيلم باراسايت الكوري الحائز على أوسكار 2019 والذي يسلط الضوء على التفاوت في الثروات وعدم العدالة الاجتماعية.

Oct 1, 2021

نقد لاذع للمجتمعات الرأسمالية الحديثة

وتشكّل ظاهرة “سكويد غايم” أو لعبة الحبار أحدث التجليات المعبّرة عن تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد النجاح الهائل الذي حققته فرقة البوب الكورية “بي.تي.أس” وفوز فيلم “طفيلي” (باراسايت) بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، وتمكنه من أن يصبح أول عمل بغير اللغة الإنجليزية ينال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

 تغليب الكسب المادي على رفاهية الفرد هو ظاهرة موجودة في كل المجتمعات الرأسمالية حول العالم”.

العالم وقع على مدى العامين الأخيرين في حب الأعمال الكورية المذهلة التي تُصنَع في كوريا ويشاهدها العالم أجمع على نتفليكس”. وأضاف “لدينا التزام قويّ تجاه كوريا، وسنواصل الاستثمار والتعاون مع رواة القصص الكوريين من خلال أنواع وأشكال عدّة”.

قصة رمزية أو حكاية عن المجتمع الرأسمالي الحديث، شيء يصوّر منافسة شديدة إلى حد ما مثل المنافسة الشديدة في الحياة”.

 إمكان الارتقاء الاجتماعي من فئة إلى أخرى أصبح “أقل بكثير” اليوم مقارنة بما كان عليه قبل عام 1997، مُشيرا إلى أن “صدمة تفاقم التفاوت الطبقي ما انفكت تنعكس على الشاشات”.

*

نشرت مؤسسة ” Freedom First ”
 الدولية، صورة جسدت شخصية محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، كأنه بطل لعبة “الحبار” الشهيرة، لتكريسه القمع والاستبداد في حكمه للمملكة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق