الخميس، 7 أكتوبر 2021

الفتوى *******************

Mar 6, 2021


فتوى «زواج المحلل».. تفتح الملف الخطير

"تدوير الفتاوى" مشكلة الدنيا والدين!

 الفتوى خيط حريرى يربط ثلاثى الإثارة «الدين والجنس والسياسة»،

يكشف خفايا كل مجتمع.

 وقائع فيلم «زوج ًا. تحت الطلب» الذى تم تمثيله قبل ٣٦ عام

أغرب الفتاوى: القهوة أكثر تحريما من الخمر.. والدراجة حصان الشيطان.. والمطبعة حرام.. وصنبور المياه بدعة

 الغالبية العظمى من طلبات الفتوى تتعلق بقضايا هامشية جدا وكوميدية أحيانا، ومثيرة للحزن على ما يشغل بال قطاع عريض من المصريين

صناعة الدباديب هل هى حرام أم حـلال؟!.. وحكم الشرع فى تجميل الحواجب وحشو الأسنان ولبس المرأة البنطلون، والاستنجاء بالمناديل الورقية، وزيارة البحر الميت، وخدمة «سلفنى شكرا»!

 الإقبال يعكس حالة حرص على التمسك بتعاليم الدين فى كل صغيرة وكبيرة، وثقة فى دار الإفتاء المصرية كما قال الدكتور شوقى علام – مفتى مصر؟.. أم أنه دلالة على إصابة الكثيرين بمرض «الهوس الدينى» – كما وصفه الكاتب الصحفى ابراهيم عيسى

أكثر القضايا طلبا للإفتاء حتى الآن هى ودائع البنوك، وهل هى ربا أم حلال؟.. وختان الإناث، وتنظيم الأسرة وتهنئة المسيحيين فى أعيادهم والاحتفال برأس السنة الميلادية وشم النسيم وعيد الأم وغيرها.

فقضية ودائع البنوك مطروحة منذ أواخر القرن قبل الماضى، وتحديدا منذ نشأة البريد المصرى «عام ١٨٦٥ ،«وقد قال فيها الإمام المجدد «محمد عبده» قولا قاطعا قبل أكثر من ١٢٠ عاما عندما كان مفتيا للديار المصرية، قائلا: «ودائع البريد ليست ربا».. وما يسرى على ودائع البريد، يسرى أيضا على ودائع البنوك، ورغم ذلك لم تتوقف أسئلة المصريين عن فتاوى البنوك حتى الآن، بدليل أن دار الافتاء اصدرت قبل ايام قليلة تقول إن فوائد البنوك حلال وليست ربا، وتنظيم الأسرة قضية أخرى حسمها منذ عام ١٩٧٩ ، الشيخ جاد الحق على جاد الحق - مفتى مصر آنـذاك - وأباح الاحتفال برأس السنة وشم النسيم محسومان منذ أربعينيات ً تنظيم الأسرة، ومع ذلك لا يزال السؤال مطروحا، ويتكرر حتى الآن! 

دار الإفتاء تصدر أكثر من مليون فتوى فى ١٢٦ سنة

حاجة الطلاب الى تشريح الجثث، فطلبوا فتوى بشأنها من مشايخ الأزهر فرفضوا تماما التشريح

يثور السؤال: لماذا يكرر المصريون أسئلة فـى قضايا يجيب الدكتور حسام المتولى – ً قتلت بحثا تم حسمها من قبل؟.. الخبير فى علم الاجتماع – السبب لن يخرج عن أحد احتمالات ثلاثة،

ولها أن المصريين لا يقرءون، وبالتالى لا يعرفون ما تم حسمه من قضايا ومسائل، أو أنهم لا يثقون فى صحة الفتاوى السابقة ولهذا يسعون دوما إلى طرحها من جديد، للتأكد من صحتها، أو ربما يؤمنون بأن الفتاوى تتغير بتغير الزمن، ولهذا يطرحونها كل فترة وأخرى، عسى أن يحصلوا على فتوى مغايرة للتى كانت موجودة. قضايا هامشية

وما حكم الشرع فى لعب الشطرنج، وفى تلقيح الحيوانات بمقابل مـادى، وفى صلاة الجمعة خلف التلفاز، وما كيفية التصرف الشرعى فى هيكل عظمى استعمله طالب طب خلال دراسته،

فعندما ظهرت آلـة الطباعة على يـد الألمانى جوتنبرج فى منتصف القرن الخامس عشر، اتفق المشايخ فى فتاواهم على أن الطباعة حرام، وأفتوا بتكفير من يستخدمها!.. واستمر تحريم المطبعة فى البلاد الإسلامية حتى عام ١٧٢٧.

وفى القرن السادس عشر، أفتى رجال الدين بأن القهوة مسكرة ومفسدة للعقل والبدن وخطرها أشد من الخمر ولهذا حرام شربها! وعندما ظهر الصنبور أو الحنفية فى نهاية القرن التاسع عشر أفتى الأزهريون الحنابلة بأن الصنبور بدعة وأن مياه الصنابير لا تصلح للوضوء والطهارة، بينما أكد أئمة الشافعية أن الأمر بحاجة إلـى بحث طويل، وفـى المقابل أفتى أئمة الحنفية بإباحة مياه الصنبور وجواز الوضوء منها، ومن هنا جاءت تسمية المصريين للصنبور بالحنفية!

 فى نهاية القرن التاسع عشر، نشبت معركة فقهية حادة بسبب الطماطم التى تم جلبها إلى سوريا، فاستهجنها أهالى المدينة، ونفروا من استهلاكها وزراعتها بسبب لونها الأحمر المخالف لكونها من الخضراوات، فأطلقوا عليها لقب «مؤخرة الشيطان» وأصدر مفتى حلب فتوى بتحريم أكلها!.. وظل التحريم لسنوات طوال.

وقبل أقل من قرن من الآن صدرت فتاوى سعودية تحرم ركوب الدراجة وأطلق عليها كثير من المشايخ «حصان إبليس»، وكانوا يعتقدون أنها تسير بواسطة الجن ويعتبرونها رجسا، ويتعوذون بالله منها سبع مرات، ويأمرون نساءهم بتغطية وجوههن عنها، ً وإذا لامست أجسادهم أعادوا الوضوء، ولا يقبلون بشهادة سائقها! وفى عشرينيات القرن الماضى وقف علماء الدين فى جميع الدول الإسلامية ضد استخدام الاتصالات اللاسلكية لإرسال البرقيات واعتبروها وسائل شيطانية، ورأوا فى الأربعينيات أن الشيطان هو الذى ينقل صوت الراديو، وعدلوا كلامهم هذا فقالوا إن الراديو عبارة عن حديدة تتكلم بما يضاهى قدرة الله فى إنطاق خلقه!

وتوالت فتاوى التحريم لتصل إلى دنيا السوشيال ميديا، وأصدر «شوقى الأزهرى» أحد دعاة السلفيين، وأحد خريجى الأزهر الشريف، فتاوى حاسمة تتعلق بالإنترنت والفيس بوك، والسوشيال ميديا عموما، جمعها فى كتاب، جعل عنوانه «الفيسبوك... آدابه وأحكامه»، وأفتى بحرمة تسمية أى حساب على الفيس بوك بأى من أسماء الله الحسنى أو بأى اسم من سور القرآن الكريم.. لماذا؟.. قال «لضمان عدم الإساءة إليها من قبل أى أحد من مستخدمى الفيس بوك»!

«الأزهرى» حرّم أيضا تسمية الحساب على الفيس بوك بأسماء الأقباط والشياطين والفراعنة والفنانين.. لماذا؟.. أجاب : «لأن فيها فسقا».

وتابع «لا يجوز أيضا تسمية حساب الفيس بأسماء فيها «ميول شهوانية» مثل «أنا دلوعة أوى» و«أنا جامد آخر حاجة».. كما لا يجوز تسمية الحساب باسم «هيام» لأنه يعنى مرضًا مجهولًا يصيب الإبل»!

وأفتى «الأزهرى» أيضا بتحريم «الشات» على الفيس بوك بين الرجل والمرأة التى لا تحل له، واعتبرها خلوة غير شرعية!

وأضاف أن الـ«برينت سكرين» لأى محادثة على الفيس بوك حرام شرعا لأنه يتم بغرض الانتقام أو إيقاع الطرف الآخر فى المشاكل، وهذا حرام.

أحد من يطلقون على أنفسهم دعاة أفتى بأنه لا يجوز على النساء ملامسة الخضر والفاكهة التى تتخذ شكل العضو الذكرى، مثل الموز والخيار والكوسة والباذنجان، مؤكدا أنها تثيرهن جنسيا، أو توحى بأفكار جنسية.!

الشيخ السلفى مصطفى العدوى أفتى بعدم جواز لبس الكعب العالى خارج المنزل، وجواز لبسه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج.

داعية يمنى أصدر فتوى يحرم فيها جلوس النساء على الكرسى والكنبات لتعرضهن لنكاح الجن! فى الوقت الذى أفتى فيه الداعية المصرى محمد الزغبى، بأكل لحوم الجن، إن تمكن الناس من ذلك، مشيرا فى فتواه إلى أن الجن يظهرون فى صورة الإبل والماشية.

وفى السعودية أصدر عضو هيئة تدريس بجامعة الملك خالد فتوى بتحريم رياضة اليوجا، وأصدر عضو هيئة تدريس آخر فى ذات الجامعة فتوى تحرم على النساء والفتيات الجلوس أمام جهاز كمبيوتر مزود بخدمة الانترنت بدون محرم خشية أن تتم غوايتهن فى الدردشة.

وهكذا انشغلنا بقضايا لا تقدم بل تؤخر، ونسينا قضايا إتقان التعلم والعمل فى الصناعة والتجارة والزراعة!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق