الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

من يبني مخيلتنا ومدركاتنا التصورية للواقع؟ كيف يبني الإعلام عقلك الواعي واللاواعي

Aug 19, 2021

 شكيل فهمنا وإدراكنا للواقع من حولنا وتكوين تفسيرات تصورية عن الآخر أياً كان، حيث تعمل وسائل الإعلام على ترسيخ قناعاتنا عبر تقديمها الحجج والدلالات التي نستخدمها وكأنها خاصّتنا، في الوقت الذي لا ندعي فيه أن وسائل الإعلام هي بوابتنا الوحيدة لفهم الواقع، فهناك عوامل كثيرة كالأسرة والدين والمدرسة والأصدقاء والتجربة الشخصية والسفر وغيرها من الانتماءات والتجارب المشتركة التي تحدد هويتنا وملامح شخصيتنا وطريقة تعاطينا مع المحيط وأشخاصه وأحداثه، مثلما تتداخل عوامل أخرى في فهمنا للرموز التي نتلقاها من وسائل الإعلام مثل نوعية الموضوع المطروح عبر هذه الوسائل وحجم المعرفة التي نكتسبها بغرض المقارنة بين الواقعي والمتخيل، وكذلك اهتمام المتلقي ودوافعه لفهم النص الذي يساعده على أن يقيّم ويحكم على ما تمّ انتقاؤه من رسائل.

هل ما نسقطه على الواقع من أحكام صحيح؟

يبدأ الصراع الحقيقي عندما تبدأ الأسئلة الفارقة: هل ما نسقطه على الواقع الذي نعيشه صحيح؟ هل أحكامنا موضوعية أم ذاتية؟ هل نحن واقعيون أم منغمسون في الخيال؟ هل الآخر على حق ونحن على خطأ، أم العكس؟ هل ما زُرعَ فينا ونزرعه بدورنا من قناعات بحاجة إلى إعادة النظر؟ أين نحنُ من الحقيقة؟ والأهم من الأصدق عقلنا الواعي أم نظيره اللاواعي؟

*

ويتفق خبراء الإعلام على أن “القرن الحادي والعشرين يعد عصر الإعلام والدعاية الدولية بكل مكوناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ومع ثورة الاتصالات والمعلومات أصبحت وسائل الإعلام إما مصدرا لقوة الدول أو ضعفها”.

أحمد أبوالغيط: التراجع الخطير لمفهوم الدولة الوطنية سببه خطاب إعلامي يقوم على التحريض والتخوين المتبادل

يدعو خبراء في هذا الإطار إلى إعادة الاعتبار للإعلام الحكومي “المترهل” الذي أصبح “مطيّة لمن يملك المال والحكم”. وتفيد دراسات بأن الناس في الدول العربية يعزفون عن مشاهدة التلفزيونات الرسمية وقراءة الصحف الحكومية. ويعزو خبراء تراجع أعداد المشاهدين إلى نوعية المحتوى المقدّم وسقف الحريات المنخفض بشكل غير مسبوق.

فتفقد الحكومة الشعور بنبض الشعب، ويفقد الشعب الاهتمام بسياسات الحكومة، وهو وضع يُفضي إلى إرباك مسيرة العمل الوطني”.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق